العيد واليوبيل والثوابت

بكل الحب والسعادة نستقبل عيد الفطر السعيد جعله الله مباركاً لأبناء شعبي العزيز في كل شبر من أرض الوطن وزادهم عزيمة وإصراراً من أجل إسقاط النظام بدعاء الأمهات والسواعد السمراء التي تعمل ليل  نهار من أجل مستقبل أفضل لشعبنا.

ولا أريد آن أكون متشائما بالنظر إلى الوراء والقول أين المعارضة وماذا تعمل وما هي الإنجازات التي حققتها؟ بل العكس سوف أكون أكثر تفاؤلا وفرحا لأن العيد أصبح عيدين, عيد الفرض الإلهي ونحن سعداء به، وعيد الثورة الإرترية الذهبي ونحن أكثر سعادة به وبرجال من ذهب، صنعوا لنا هذا التاريخ العظيم لنتوارث هذه الراية جيلا بعد جيل إلى يوم الدين..

وما زاد هذا العيد بهجة وسروراً هو أن الأقلام الإرترية بدأت تكتب النشاط السياسي الإرتري وتدون الشأن الإرتري في كافة المجالات وتؤرخ لمستقبل جديد للحياة السياسية الإرترية.

هذا وقد عرَّف الآباء الأوائل الكتابة: بأنها إيضاح الغامض وإتمام الناقص واختزال الكثير واختصار الطويل.

ونحن في ارترية بحاجة للكتابة لأن جلُّ تاريخنا محكي (الاجتماعي: مدني وعشائري _الثقافي:الشعبي والعلمي _السياسي :ثورة ودولة )

منذُ أن رسم الطليان خارطة دولة ارتريا الحالية وكل ما كتب عن الشأن الإرتري  كان من قبل أقلام أجنبية إلا ما ندر، وحان الوقت لكي نكتب عن تاريخنا ومستقبلنا ونتفحص ونتمحص في ما كتب عنا حتى نصل إلى تاريخنا الواقعي والمشرف الذي صنعته أيدي رجال من ذهب رعيلا بعد رعيل.. إلى الأمام من أجل المستقبل .

ونحن نحتفل اليوم باليوبيل الذهبي لميلاد الثورة الإرترية وبقادتنا الأبطال وبجنودنا الشرفاء وشهدائنا الأبرار.. لهم الخلود والمجد لإرتريا أرضاً وشعباً, ووفاءً لقسم الشهداء وإيماناً منا بعدالة وعظمة تلك المبادئ السامية التي قدموا أرواحهم فداءً لها.. أبدا سنكون أوفياء ولم ولن نهرول لنيل المكاسب والمناصب الزائفة التي تسلب الهيبة قبل الكرامة. ولن نسلم الراية حتى تتحقق العدالة والعروبة والكرامة لشعب ارتريا بميلاد فجر جديد يؤسس لمستقبل أبنائنا .

إن الشعوب العظيمة هي التي تصنع تاريخها وتؤسس وتحمي حضارتها وثقافتها, فالغرب يحمي حضارته بقوانين وشروط كثيراً ما نقرأ ونسمع عنها، هذه من ثوابت الحضارة الغربية من أراد آن يعيش معنا يجب آن يتأقلم معها وكذلك الأمة الفارسية والعثمانيون القدماء والجدد والأمة الأمريكية ( الشمالية ) والتي تقدس النظام النفعي (البراغماتي) أي المصلحة فوق كل شي وهذا ما يميزها عن الأمة الأوربية حيث  بلغت درجة متطورة، لا حدود لكل شيء (العولمة) والأمة العربية تجاوزاً، ولكنني أعتذر عن كلمة تجاوز بعد قيام الثورة العربية الثانية (ثورة الشباب العربي ) وذلك لأن الثورة الأولى كانت ضد الاستعمار أما الثورة الثانية فهي ضد الأنظمة التي ورثت الاستعمار وبذلك يجب أن نؤسس نظاماً جديداً في ظل الثورة العربية الثانية لحماية ثوابت الأمة .

وعليه يجب على المعارضة الوطنية الإرترية المتمثلة في التحالف الديمقراطي ومؤسسات المجتمع المدني وكافة فئات المجتمع الإرتري أن تؤسس نظاماً لحماية الثوابت الوطنية الارترية وهي (ديننا وحضارتنا _ثقافتنا ولغتنا )غير قابلة للنقاش والمساومة والتفاوض بل هي ثوابت وطنية للشعب الإرتري, وهي تشمل ثوابت إنسانية نتشارك فيها مع المجتمع الإنساني، وثوابت حضارية نتقاطع فيها مع الأمة العربية وثوابت وطنية تؤسس للحمة الوطنية الارترية والتي بدورها تؤدي إلى إقامة مبادئ العدالة والديمقراطية و الوحدة الوطنية التي يجب آن يقوم عليها نظام الحكم في ارتريا بعد سقوط الدكتاتور .

وعلى الشباب الإرتري آن يحترم هذه الثوابت ويرعاها وأن يعمل لإقرار هذه المبادئ لتحقيق المستقبل الزاهر وأن يحترم رعيل الثورة الارترية جيلاً بعد جيل من النضال السلمي إلى الكفاح المسلح إلى المعارضة الوطنية هؤلاء (ثالثة الأثافي) قديمنا وجديدنا المتجدد والمثل العربي يقول (يلي مالو كبير يشتريلو كبير)

نحن نفخر ونفاخر بهؤلاء الرجال وما صنعت أيديهم ونحمل الراية معهم وبعدهم حتى تتحقق الأهداف والمبادئ والثوابت في وطن الكرامة.

وعليه نطالب التحالف الديمقراطي الإرتري في مؤتمره القادم بأن يقوم بإقرار هذه الثوابت الوطنية الارترية وذلك كحجر أساس لبناء الكيان الوطني الإرتري وإدراج المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم في ارتريا المستقبل (الوحدة _الحرية_ العدالة ) وبذلك نتوحد بمبادئ الثوابت ونتحرر من الخوف وعدم الثقة ببعضنا البعض، ونحرر ارتريا من براثن النظام الدكتاتوري في اسمرا التي تنعم بالثلج الأبيض في هذه الأيام المباركة، يجعله ربي برداً وسلاماً على شعب ارتريا قرًّاً ورجفةً في أركان النظام الحاكم تعجل بإسقاطه.. لنقيم دولة العدل والمساواة، وفاءً وبراً بقسم الشهداء أشرف من الدنيا وأنبل بني البشر، والعمل في كافة المجالات والاتجاهات من أجل إيجاد الدعم فالدعم ثم الدعم للمقاومة الارترية من ( العرب_ الغرب _الفرس _الترك- من كل أحرار العالم.. )

حتى يتحقق النصر فلا تضيع آمال وأحلام هذا الشعب العظيم بين أمتنا العربية وماما أثيوبيااااااااااااااااااااااااا

                      الصحفي: محمد نور وسوك

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17031

نشرت بواسطة في أغسطس 27 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010