الغلو الذي ينتشر ..!

لا أدري كيف يمكن أن يُفهم غلوا بعضنا في أمر العزاء لمن يستحق العزاء من المناضلين الشرفاء الذين ما تركوا عزيز يعطوه للوطن ولا خيراً يستخلصوه لأنفسهم فذهبوا من الفانية الى الباقية.
تابعت كثير من التعليقات الغالية والكارهه لمن يقوم بواجب العزاء خاصة إذا كان مسيحياً لا أفهم هل الكراهية وصلت الى هذا الحد ..؟!
لا يمكن أن ننفي الوطنية من لا يدينون بغير ملتنا.. متى جاء هذا التصنيف الأعوج والشرخ الاعمى.؟
 هل الوطنية قاصرة على المسلمين ..؟
ما هي معايير الوطنية التي بموجبها يمكن أن نحكم على الناس..؟
هذا الوطن الذي ضم رفاة وأشلاء الشعب الارتري من كل القبائل والديانات والأشكال والمناطق والسحنات طالما ينتمي لهذا التراب الكل فيه سواء والتصنيف المريض الذي يدل على الكراهية لا يخدم أحداً ولن يخدم القضية الارترية ابداً بل يزيدها تعقيداً وإشعالا للنار.
بعضهم يعترض لمجرد ذكر مناقب الراحلين لأنه غير مسلم أو لأنه ينتمي لتنظيم أو فصيل آخر ..ما هذا المرض الذي استشرى في قلوبنا وتمكن  من بعضنا أشد ما يكون التمكن فاصبح لا يرى ألا نفسه وقبيلته وتنظيمه ومنطقته.
هذا الوطن الذي نعتز بإنتمائنا له وندين له بكل غال ومرتخص هو لكل الشعب دون تميز لقبيلة ولا دين ولا لون ولا منطقة.
إذا كانت العصابة الحاكمة في ارتريا ويدها الباطشة وعصاباتها المجرمة تنتهك مقدرات الوطن وتغتصب الأرض وتقتل وتنهب وتجرم في حق الشعب تبقى العصابة هي المسؤولة ولا أحد غيرها يدفع فاتورة الكراهية. دون أن نحس ننزلق في دركات الكراهية التي حجبت عقولنا ننقمس يوماً بعد يوم.
سيقول بعض ممن يقرأ هذا البوست بأننا نتعامل معهم بالمثل أقول لك ما هكذا تورد الأبل ولا بهذه الطريقة يمكن أن يكون الرد.
اولاً : صاحب الحق الازلي يثبت حقه بالحقائق لا أن يعتدي على حقوق الآخرين اثبات الحق للغير هو إثبا حق لك.
نحن لسنا في حرب مع المسيحين في ارتريا.
نحن في حرب لإسترداد الحقوق الضائعة -ليس لنا فحسب -لكل المظلومين والمقهورين والضائعين في ارتريا لكل الشعب.
فلا تطففوا في ميزان الوطنية مهما بلغت درجة الكراهية للعصابة الحاكمة.
 العدل نطلبه للجميع والمظالم وقعت على الجميع بنسب متفاوتة.
فالرعيل الذي يلقى ربه بعيداً عن وطنه لأي دين ينتمي من حقنا كأرتريين أن نحزن لفراقهم أليسوا ارتريين مهروا هذا الوطن بالدم الغاني ما وسعهم ذلك، فلما التفرقة والانحياز  السلبي.
التعايش الذي عايشوه أجدادنا حجة علينا اليوم ما بالنا نتقهقر للوراء الى اسفل السافلين.
أدعو كل الشرفاء والخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز أن لا ينجرف وراء كلمات الكراهية أياً كان دينه وتنظيمه ووطنه ومنطقته وقبيلته كلنا من هذا الوطن وكلنا من عجينه ترابه الطاهرة.
دعوة صادقة أن نكون دعاة تقارب للتعايش في ارتريا بسلام
دعوة لكل الأخوة الفضلاء أن نكون عامل توازن يفضي الى سلام.
دعوة محبة ترسي دعائم التعايش.
دعوة أن نطلب الحقوق بشرف وبالحق وللحق لكل  الارتريين بلا تميز .
.
عبده يوسف أحمد

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=38491

نشرت بواسطة في يناير 19 2017 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010