الفاتح من سبتمبر ذكرى ودعوة للنهوض

الفاتح من سبتمبر ليست مجرد مناسبة تأريخية كبيرة وحسب بل هي نافذة تقديرية أو عدسة مجهرية نتمكن خلالها من الإطلالة على واقعنا الحالي لنرى كم هو مزري وندرك المسافة التي تبعدنا عن واجبنا الوطني نحو الشعب الإرترية ومدى بعدنا عن الولاء الذي ندعيه للوطن ، ومن المحير حقاً أن نرى الصورة الحقيقية المتخفية وراء القناع ثم لا نصحح هذا الوضع الزائف لحياتنا الشخصية ، من المؤسف حقاً أن لا نستخدم وصفة الفاتح من سبتمبر لمعالجة الخلل التنظيمي الذي نعاني منه على المستوى الفردي  قبل التطلع الى مستوانا الإجتماعي المزري لمعالجته، لأن واقعنا النفسي على مستوى الفرد ليس بالذي يمكن أن نعتمد عليه لإصدار الأحكام أو لإصدار القرارات المصيرية لصالح وطنا ، إذ أن الخلل الذي نعاني منه كأفراد يمثل نقطة الضعف التي نعاني منها على المستوى الجماعي ، ونحن لسنا سوى لبنات هذا البناء التنظيمي الكبير المسمى بالشعب ، فلا شعب بدوننا ولا وجود لنا خارج تأطير الشعب ، فوجودنا هو الدعامة الحقيقية لبناءه ووجوده يمثل البناء الذي نستظل به ونأوي إليه على مدار الـ24 ساعة ، وبالتالي فإن هذا الفصام الذي نعاني منه في إطار حياتنا الشخصية مصدره الإنقطاع الذي يعاني منه التواصل بين روحنا الفردية والجماعية ، ذلك أن التواصل بين الإطارين الفردي والجماعي يمثل سر القوة الروحية التي فجرت ثورة الفاتح من سبتمبر ، وبإعادة هذا التواصل المنقطع يمكننا أن نحقق معادلة النهوض المنشودة ، لأن قوة الثورة لم تكن مصدرها قوة العدة أو التعداد بل قوة الروح المقاتلة في صفها ، بعكس روح العدو الذي كان يفتقد لهذا المصدر المتدفق من وجدان الثوار الأحرار ، وهي معادلة ليست بذلك التعقيد الذي يتصوره البعض ، بل هي بسيطة الى حد أنها ممكن التحقق اليوم وقبل الغد ، إذا إرتفعت لدينا حرارة التواصل بكياننا التنظيمي الممثل في الشعب الإرتري ،وإجتمعت لدينا إرادة التخلي عن نهجنا الفردي المعبر عن أنانيتنا الشخصية ، حينها يمكننا الإنتقال بسهولة لوضع أفضل نكون خلاله قادرين على العمل بروح موحدة لإرادتنا الثورية ومقوية لتواصلنا التنظيمي مع كيان الشعب الذي ننتمي إليه، وحينها سيتدفق ومن أعماقنا تيار الروح الثورية المقاتلة لتملاء شراييننا التنظيمية بالحيوية والنشاط ،وعندها سنتمكن من الصمود أمام كل التحديات التي أعاقت إرادتنا من قبل طوال الـ25 عاماً الماضية .

هذه الروح الثورية الصاعدة نراها تطل كل سنة وكل لحظة نستذكر فيها تلك الملاحم الفريدة لشهدائنا الأبرار ، لأنها روح التواصل بكياننا الجمعي والقادرة على منحنا ما نريده من ثبات وصمود وفداء من أجل الوطن ، إذاً هذه الروح ليست غائبة عن الحضور إلا لأنكم أصبحتم غير مستعدين لدفع ضريبة النضال من أجل الحرية ، لستم مستعدين للتخلص من خصلة الأنانية وإستبدالها بخصلة الكرم والكرامة والعزة والشموخ وبزل كل ما لديكم وبكل سخاء ، وإذا فعلتم ذلك …….

حينها سنرى ثورة الفاتح من سبتمبر مرة أخرى تطل علينا ولكن هذه المرة من خلال الوقائع التي على الأرض وليس من خلال كلمات مجردة نرددها وحسب، ثم نطويها ونعود الى مشاغلنا ومصالحنا الخاصة ونترك أمر الوطن للأغبياء الذين تفرغوا له لدرجة أنهم نسوا أن يتزوجوا ، ولم نسأل أنفسنا إن كان أمر الوطن يعنيهم وحدهم ، وبإجابتكم الصادقة على هذا التساؤل ستعلمون من الغبي ومن الذكي في هذه المعادلة النضالية الحاسمة وستعلمون أين أنتم من موقع إعرابها والسلام .

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=37798

نشرت بواسطة في سبتمبر 8 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010