الفوارق الثقافية في اريتريا القنبلة الموقوتة ( من يريد إ إشعال فتيلها ألان؟)

بقلم  / طارق سعيد

الرياض — المملكة العربية السعودية

13   يونيو 2005

 

 اللغة العربية ليست وليدة الاستعمار البريطاني كما يدعون كانت تدرس في اريتريا منذ عهد صحابة رسول الله صلى عليه وسلم .

 

عندما احتلت بريطانيا اريتريا  في عام 1941 م قامت بتنظيم التعليم في اريتريا إذ طبقت المنهج الدراسي الذي كان يدرس في السودان باللغة العربية  علي سكان  المنخفضات في اريتريا عندما  وجدتها تتلاءم  مع ثقافتهم ودينهم إما في المرتفعات كان التدريس (بلغة التجرينية واللغة الانجليزية)

واليوم نرى تهميش اللغة العربية في اريتريا أي أنها موجودة  مجرد ديكور مثل لوحة الإعلانات حتى في الإعلام  بنسبة1%  في المائة والموروث الثقافي مثل علامات الحدود الدولية لا يمكن المساس به  وإذا تم تهميشه أو تجاوزه دون حلول جذرية ومرضية قد تندلع حرب مثل ما يحصل بين الدول عندما تتجاوز الحدود  التي وضعها الاستعمار.

وعلى سبيل المثال أثيوبيا عندما أعلنت الحرب على اريتريا في مايو(أيار) من عام 1998 بحجة إن اريتريا تعدت على الأراضي الأثيوبية وكانت حجة باطلة لان أثيوبيا هي التي خرقت الحدود الدولية التي وضعها الاستعمار الاوروبى وهذا مدون في ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية إذن هكذا بالنسبة لكل الثوابت التي وضعها الاستعمار لو افتراضنا جدلا إن اللغة العربية جاء بها الاستعمار البريطاني  إلى اريتريا وإن كان هي أقدم من الاستعمار بل هي هوية لأغلبية سكان اريتريا واللغة العربية في اريتريا حقيقة  واقعية ويجب عدم تجاهلها وقد درس معظم الشعب الاريتري قرابة نصف قرن من الزمان في بلدان الشرق الأوسط بان الاستعمار الاثيوبى وقبل الاستعمار الاثيوبى كانوا الاريتريون يدرسون بها حتى نيل الاستقلال.

قد حققنا الاستقلال بالوحدة الوطنية بقيادة الجبهة الشعبية واليوم نريد من الجبهة الشعبية أيضا تأكيد هويتنا الثقافية وإذا لم تراعى الحكومة هذه الخصوصية سوف تذهب الوحدة الوطنية إلى إدراج الريح.

بالرغم  من علم بعض المثقفين الاريتريين بخطورة هذا الموضوع بأهمية توضيحه للحكومة  لأنهم  يتجاهلونه  ولا يتطرقون إليه لأمن بعيد ولا من  قريب ولا ندرى لماذا الصمت اهو نفاق أم أنهم رأوا الأمور تصير على مايرام  إنهم نائمون ولا يدرون بشيء عن ما يجري في بلدهم .  لقد قطعنا شوطا في بناء مؤسسات الدولة لكن ينقصنا ألان بناء الثقة التي نكاد إن نفقدها بين فئات الشعب الاريتري بسبب ما يحدث من تصرفات من المتعصبين المحسوبين  على أجهزة الدولة الذين لا يفكرون في ما يجمع الشعب الاريتري وإنماء همهم الوحيد إقصاء الأخر الذي يخالفهم في الثقافة واللغة

وقد التقيت بعض من الاريتريين المثقفين من الذين كانوا يدرسون في الدول العربية قالوا: لي بالحرف الواحد نحن نريد من الحكومة الاريترية بعدم تهميش هويتنا الثقافية ولا نريد منها أكثر من ذلك) معظم الاريتريين المتواجدين في استطلاع  للرأي الاريتريين المقيمين في مدينة الرياض حول 

طمس اللغة العربية في اريتريا.

ثم واصلنا الحديث مع هؤلاء المواطنين قلت لهم : انتم لماذا  لم تذهبوا إلى  اريتريا نعم نحن سافرنا وكانت معنا كتب للاستعمال الخاص قالوا: لنا أن الكتب العربية ممنوعة إلا بتصريح رسمي وغيرها تحدثوا عن سواء معاملة كل من يتحدث اللغة العربية ينظروا إليه بأنه غريب أو مجرم قلت :  حسنا لماذا لم تذهبوا إلى السفارة الاريترية و تقوموا بزيارة خاصة للسفير انه رجل مثقف ويتحدث اللغة العربية قالوا: السفير موظف  في الدولة ولا يستطيع تغيير الواقع  بل الذي يستطيع  مساواة الاريتريين هو الرئيس اسياس ورفاقه في الدولة وليست أي جهة أخري والرئيس اسياس يعلم بخطورة  القضية أكثر من غيره.

وتحدثوا قائلين : إن الحكومة الاريترية تساهم بشكل اكبر في تفاقم المشكلة لتبنيها ودعمها لغة التجرنية علي حساب اللغات الاريترية الاخر وعلى رأسها اللغة العربية باعتبار إن اريتريا للقومية  التجرنية لوحدها

قلت : حسنا لماذا  انتم هكذا متفرجون بل عليكم المشاركة  مثلا في الجبهة الشعبية  وطرح  هذه الأفكار.

قالوا : نحن لسنا متفرجين بل نراقب الوضع عن كثب .واستمروا في الحديث نحن  أصبحنا موطنين من الدرجة الثانية والذين  يتحدثون  التجرنية مواطنين من الدرجة الأولى . وحتى  إذا  دخلنا إلى اريتريا واستقر بنا الحال هناك لم نجد وظيفة نعيش منها لان كل الوزارات في اريتريا يجب أن يكون عندك الدراية بالتجرنية ونحن لا نعرف كتابتها تحدثها وعندما احتلت أثيوبيا اريتريا ألغت اللغتين العربية والتجرنية .

أعلنا الثورة  في عام 1961  من اجل الوطن والهوية الثقافية واليوم نرى تفعيل ثقافة وحدة وتهميش الأخر هل هذا هو العدل . لان الحرية تعنى المساواة في الثقافة والعمل المعيشي وإذا لم تكون هناك مساواة أيضا الحرية تكون ناقصة.

وهذا ممكن جدا أن يفجر حرب أهلية في المستقبل إذا لم تعالج القضية الثقافية

لان الحكومة الاريترية تريد أن تفرض الأمر الواقع بتجرنت على كل الاريتريين وهذا مرفوض وغير مقبول تتحمل الحكومة الاريترية عواقبه

قلت:حسنا وإذا استمرت الحكومة ورفضت هذه المطالب ماذا تفعلون قالوا:

وقتها لكل حادث حديث.

قلت: هل ستنضمون إلى الجماعات المعارضة . قالوا:لن ننضم إليها أبدا بل سنحارب هذه الجماعات التي تسببت في تهميش قضيانا العادلة ونحن نريد أن نعيش بسلام مع كافة أبناء الوطن الواحد بشرط عدم تهميش ثقافتنا. والتي توارثناها من جيل إلى جيل لا يمكن أن تنتهي بسيطرة قومية واحدة علي حساب الأغلبية.

أحيانا تأخذ الحكومات قرارات عشوائية دون الرجوع إلى الشعب فمثلا في الجزائر قررت الحكومة الجزائرية إلغاء اللغة الامازيغية وستبادلها  باللغة العربية ماذا جري في الجزائر حرب أهلية استمرت لفترة من الزمن وفى النهاية تراجعت الحكومة عن هذا القرار ومثال أخر عندما أراد إقليم كوبيك بكندا الانفصال بسبب اضطهاد لغته الفرنسية بعد مداولات كثيرة أسرعة  الحكومة الكندية بإعلان اللغة الفرنسية والانجليزية لغتان  رسميتان للدولة الكندية. ومثال أخر هناك بلجيكا التي تتحدث اللغة الفرنسية مع اللغة الهولندية,  والأمثلة كثيرة فانجلترا وبعد صراع مرير اعترفت الحكومة بالغة الويلز وهي الآن تدرس في إقليم ويلز باعتبارها اللغة الرسمية بجانب اللغة الانجليزية ونعود مرة أخري إلى كندا ونقول أن في اتاوا العاصمة تدرس اللغة الدينكاوية بجانب اللغة العربية وأية لغة يريد أصحابها تدريسها. فهذا والله إثراء للتنوع الثقافي. الرئيس اسياس افورقى يلقى الخطب الوطنية بلغة التجرنية ويعتبر اللغة العربية لغة أجنبية  بينما عمرها في اريتريا أكثر من 1426 أي من القرن السابع الميلادي  حتى في المدارس مجرد يافطة مهجورة ولهذا ننصح التراجع عن هذه السياسات قبل فوات الأوان.

تدعي الحكومة الاريترية بأنها علمانية ولكن تكيل بمكيالين تسمح للمسيحيين التوسع في بناء الكنائس والدليل على ذلك بناء( اكبر صرح كهنوتي للاورثوذوكس) بمنطقة القرن الأفريقي في اسمرا  بالرغم من منعه في عهد هيلى سلاسي  لحساسية الموضوع  وقد افتتح اسياس افورقى هذا الصرح في سبتمبر من عام 2003 في اسمرة  بنفسه .

كما سمح لهم بالاشتراك في منظمة الكنائس العالمية في الوقت الذي حرم فيه المسلمين من دخول منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية كما لم يسمح لهم بتكوين جمعية الهلال الأحمر ووضعت العراقيل أمام أي نشاط للمسلمين حتى منعوا من ترميم مساجدهم القديمة حتى يكاد البعض منها يسقط علي رؤوس المصلين ثم لم يسمح باعتبار يوم الجمعة عطلة رسمية بينما اعتبر يوما السبت والأحد عطلة رسمية للدولة .هل هذه هي العادلة والديموقراطية ؟ أم شعار براق يخفي خلفه برنامج أخر , فالديمقراطية والعدالة يجب أن تكون بين كل فئات الشعب الاريتري دون أن يكون هناك ابيض أو اسود.

نحن نتساءل من سيأتي بالإصلاح ومن يراقب التقصير هل هناك معارضة بناءة لها حرية الرأي داخل البلاد؟  أم ماذا أم هي تلك الجماعات المعروفة باسم التجمع الوطني إن كانت هذه هي المعارضة فعل الله العوض تلك الجماعات هي التي فتحت شهية النظام ليفعل ما بدا له ويمارس أفكاره وثقافته الأحادية وذالك بسبب ضعفها وتخبطها وعدم مصداقيتها

بسبب انتهاجها الأسلوب الطائفي والقبلي و التركيز علي المصالح الضيقة مما خلقت لدي الشعب الاريتري الروح الانهزامية و شتت همومه الوطنية .


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6470

نشرت بواسطة في يونيو 25 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010