القيادي الشاب موسى زينا يتحدث إلى مركز “الخليج”

* الوحدة اقرب طريق لإسقاط النظام.. وأنا مع الوحدة الثلاثية

* التحالف أفضل خيار لتحقيق النصر في إرتريا…

* نظام أسمرا هو أقبح نظام عرفته البشرية…

الخرطوم – مركز الخليج للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي  14/7/2005

تحدث موسى زينا عضو المجلس المركزي للحركة الشعبية الإرترية وسكرتير المكتب الإعلامي للتحالف الديمقراطي الإرتري المعارض وممثل الحركة الشعبية في إثيوبيا الذي شارك في الاجتماع الرابع لهيئة القيادة بجانب رئيس الحركة ورئيس المؤتمر الوطني ورئيس الجبهة الثورية الديمقراطية الإرترية. وموسى هو أحد الطلاب الذي عارضوا النظام الإرتري. حينما كان يتلقى تعليمه العالي في جنوب إفريقيا كغيره من الطلاب قام بمعارضة ممارسات النظام وفضل أن يكون ضمن الذين حددوا طريقهم للتصدي لنظام أسمرا. وهو ضمن ثلاثة طلاب انضموا في الحركة الشعبية وشارك هو في مؤتمر التأسيسي للحركة وهو ناشط في وسط الشباب والطلبة وقاد عدد من أعمال المعارضة للنظام في جامعة أسمرا ولمعرفة قراءات جيل الشباب في معظم المتغيرات على الصعيد الإرتري. قمنا بجولة سريعة معه حول الوضع في إرتريا والمعارضة خاصة استطلعنا آرائه حول التحالف وكان متحمسا وامتدح التجربة وأعلن مساندته لها. فيما أكد قدسية العمل الوحدوي الذي اتفقت عليه ثلاثة تنظيمات حيث شارك في اجتماعاتها وتطرق الحوار حول نقاط هامة ذات الصلة بالمتغيرات في إرتريا

فإلى مضابط الحوار…………..

*- كيف تثمن هذا النضال وإذا خيرت هل تفضل الدراسة أم هذا النوع من النضال..؟

**  ضاحكا هل يمكن أن نقول فعلا هو نضال لكنه من نوع أخر أما فيما إذا كنت مخيرا بين الدراسة وهذا النوع من النضال حتما الاختيار صعب جدا. لأنك إذا كنت في الدراسة لا هم لك غير تحقيق التحصيل الأكاديمي ونيل الشهادات.. أما النضال فهو غير ذلك لأنك تبعد مصالحك الذاتية وتعمل من أجل مصلحة الجميع وتضع في اعتبارك شعبك ووطنك وتعمل لكيفية إخراجه من محنته. بل الأبعد من لك إن الهم كله ينصب في اتجاه هذه الأهداف حتى أنه يخيل إليك إذا ما نمت لحظة قد ينام كل شئ معك والنضال يجعلك تفكر حتى في الحلم كيف يمكن أن يتحقق التغيير المنشود.

*- ماذا عن الحركة الشعبية الإرترية كيف تقيم عملها في القوت الحالي..؟

** الحركة الشعبية لا تختلف عن بقية الأحزاب الأخرى الإرترية المعارضة التي تسعى جادة من أجل التغيير أتمني لها التوفيق الذي حتما سيحالفها … كما أن بقية الأحزاب المعارضة لا تختلف عن الحركة الشعبية وكما نعلم أن هذه الحركة منذ تأسيسها لم يمضي عليها الكثير حيث عقد مؤتمر التأسيسي في يناير العام الحالي… ويهدف حزبنا هذا لتنشيط العمل المعارض ضد النظام والاهتمام بشريحة الشباب لهذا التغيير.. والبحث عن الوحدة مع الآخرين . ونستطيع أن نقول أنه منذ تأسيس الحزب استطاع أن يضع له أرضيه ثابتة وينطلق بقوة في التغيير الديمقراطي لإرتريا ومثال ذلك لا الحصر عمل مكتبنا هنا في أديس أبابا على تذليل الكثير من الصعاب التي يواجهها اللاجئين الإرتريين وخاصة الآلاف من الطلاب والشباب وذلك بالتعاون مع السلطات الإثيوبية كما أننا نبحث هنا في التقليل من أثار الخلافات الإرترية الإثيوبية التي انعكست على الشعب الإرتري الذي نزح منهم الآلاف إلي إثيوبيا.. جاهدين لتضميد الجراح الذي تأثر به الشعبين حيث أن الملاحظ وكان الإحساس الذي يراودهم بأنهم ليسوا أبناء جيرة لإثيوبيا ناهيك عن طأطأة رؤوسهم.. ومشيهم في الشوارع يتملكهم الخوف من كل جانب بسبب ما حملته الحرب من أثار عكسية.. وهم بدورهم وجدوا منا كل العون. والاهتمام.. وعلى كل نحن نعمل من أجل غد أفضل لنا نحس فيه بكرامتنا التي لم تصان.

وأنا مهما قلت أن الحكومة جيدة أو غير جيدة حتما أنها زائلة والبقاء وحده للشعوب التي نسعى من أجل القضاء على أي بوادر للفرقة والبغض مما قد ينتقل إلى الأجيال القادمة محاولة لإزالته إن كان هذا الإحساس لا زال موجودا بعد الأحداث التي صاحبت الخلافات   الإثيوبية والإرترية.

*- باعتبارك عضو إعلامي في التحالف الديمقراطي الإرتري كيف تقيم عملها..؟

**  أصارحك قائلا إن التحالف إذا تمكن أن يجمع الأحزاب المعارضة بقلب واحد وثقة متبادلة وهدف واحد واضعا الشعب الإرتري في اعتباره وهمه الأول والأخير أستطيع أن أقول أن التغيير قادم قريب جدا ولا محالة من ذلك. وعموما أن مظلة التحالف هي الأنجع لتوحيد العمل المعارض بصورة فعالة وقوية.. ومنذ أن بدأت العمل في المكتب الإعلامي للتحالف الديمقراطي أستطيع أن أقول أن الأحزاب تعمل بصورة جادة ومتقنة. كما أنه بناء على الرسائل التي تلقينها من خارج وداخل إرتريا تشير إلى تأسيس مرتكز قوي يعتمد عليه الإرتريين لتحقيق مبتغاهم. ولا شك أنه إذا ما أريد لإرتريا التغيير لا بد من أي إرتري تضرر وتجرع المرارات من الجبهة الشعبية أن يعمل لتغير هذا الواقع الأليم ولا  يعتقد أن التغيير سيأتي بيد التحالف أو أحزاب المعارضة الأخرى ويقعد ساكنا. لأن التغيير ليس بيد التحالف وحده بل يقع على الجميع.

*- ماذا يمكن أن تقوله عن جبهة الإنقاذ التي أعلن عنها مؤخرا…؟

ككل الإرتريين الوحدة عمل مطلوب وضروري وكنت مسرورا حقا حينما سمعنا نبأ ميلاد الجبهة لأنها في اعتقادي إطار كبير يجمع ولا يفرق في العمل النضالي والتغيير الديمقراطي المنشود.. وعموما كان هناك تحرك واسع وسعي حثيث من الأطراف لتكون الجبهة واقعا ملموسا ومعاشا وهذا التحرك ما أدي إلى تأخر عملية الاندماج بين الأحزاب المختلفة.. وتمكنت الأحزاب الثلاثة من تنفيذ برامج الوحدة الاندماجية (الحركة الشعبية الإرترية – الجبهة الثورية الديمقراطية الإرترية” سدقي”- جبهة الحرير الإرترية”المؤتمر الوطني”)

والأحزاب الثلاثة تتحرك بإيجابية واضحة والبلوغ إلى المبتغى ليس سهلا ويحتاج إلى جهد كبير. وأمامنا حوالي 6 أشهر لتنفيذ الوحدة الاندماجية كما أن بناء الثقة بين الأحزاب لا بد من توفرها للإقدام على مثل هذا العمل الكبير والمرجو من قبل الشعب الإرتري كما أننا نأمل أن تكون الوحدة عملا جماعيا للأحزاب الإرترية المعارضة. وانا اعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح لأن التنظيمات القوية تمثل ركيزة للتحالف فالوحدة خيار لا بد منه.

*- حدثنا عن رأيك عن الانتخابات التي أجريت في إثيوبيا مؤخرا..؟

** بصراحة ومن غير مجاملة كانت الانتخابات وبشهادة المراقبة الإقليمية والدولية ناجحة بصورة كبيرة حيث أنها امتازت بالحرية الكاملة وحقا لو أتيحت لي ربع أو نصف ساعة من تلك الحرية في إذاعة أو صحيفة بلدي لكنت أول الذاهبين إلي هناك لأتحدث عن النظام الديكتاتوري في أسمرا .. ولكننا نعلم جيدا أنه منذ مجيء نظام الجبهة الشعبية لم يعمل قط لتوفير الحرية.. بل دأب على تفعيل برامج الإذاعي (الأغنية التي المختارة للشخص المختار) وهو الحق الوحيد الذي يمكن أن يمارس اختيار أغنية تقوم بإهدائها للخص الذي لك الحق في اختياره أما غير ذلك من الحقوق الأخرى لا  سبيل لك منها.. حتى الأغاني تغنى وتذاع برغبة الجبهة الشعبية وحدها لا برغبة الشعب.. احتكار تام لكل الحقوق بما فيها الفن.. وعموما الانتخابات الإثيوبية سارت في جو من الحرية حتى أن الشعب الإثيوبي أظهر قدرا كبيرا من الوعي السياسي بعد صدور قرارات منع التظاهرات والمسيرات  بالرغم من ذلك فهو لا يفرط في الحصول على حقوقه والديمقراطية في إثيوبيا قطعت شوطا كبيرا وهذا الإنجاز تحقق بفضل الائتلاف الحاكم الذي استطاع أن يحدث نقلة حقيقية في مسيرة الديمقراطية في إثيوبيا التي أصبحت من الحقائق الملموسة في المنطقة وليس مجاملة مني لكنه  واقع للحال بشهادة العالم… والجبهتين الحاكمتين في إرتريا وإثيوبيا أتيا إلى السلطة في شهر مايو من عام 1991م  خلال هذه الفترة استطاعت الجبهة الحاكمة في إثيوبيا أن تشرف على  ثلاثة انتخابات متتالية بينما الجبهة الحاكمة في إرتريا قامت بالعمل على التضييق لمجرد التفكير في الانتخابات ناهيك عن ممارستها على أرض الواقع حتى أن الزواج أصبح يمنع ظنا من النظام أن الزواج مكانا للتجمع المحظور أصلا في قانونه.. والشاهد أن اللجنة التي كانت تنوي بإجراء الانتخابات برئاسة محمود شريفو وعضوية بيطروس سلمون لا تزال قابعة في السجن النظام حتى يومنا هذا… فإذا كان النظام قد قام بسجن من كانوا معه بالأمس في النضال فما بالك بالمواطن المغلوب على أمره “تظلم الدنيا أمامه مجرد حلم  مثل هذه المسائل المحرمة في إرتريا”. وهي مفارقات أرغمنا على معايشتها وعلى كل لا توجد هناك أي مقارنة بين الجبهتين في ا{تريا وإثيوبيا. الجبهة الشعبية تاريخها ملئ بالسود لا يمكننا أن ننسى هؤلاء المحاربين المعوقين في حرب التحرير لم يرحمهم النظام حيث أمر بتفريق الرصاص عليهم وقتلهم دون استشعار لدورهم أو حتى إنسانيتهم… والآلاف من الطلاب  والشباب والشرفاء قام بتقتيلهم في (عدي أبيتو) بعد أن أجبرهم وأرغمهم لخوض التدريبات العسكرية.. والجميع شاهد على سكب الدماء الطاهرة ولم نستنكر هذا ولا أستثني نفسي..سيظل هذا العار يلحق الجميع الذي صمت أمام  إبادة شعب بكامله. والشعب الإرتري واعي جيدا بحقوقه لكن المصير الذي ينتظره معلوم لديه إذا ما طالب بهذا الحق والنظام أصلا لم يعمل على تهيئة المناخ والأرضية التي يمكن ان ينطلق منها المواطن حرا في سيبل الحصول على تلك الحقوق.. الكبت وتوليد الخوف من المصير المجهول هذا كل ما وجده في إرتريا والنظام ينبني دستوره على فقرتين أساسيتين أولاهما ” على  كل إرتري أن يعرف واجبه وليس لح الحق في السؤال عن حقوقه”

أما الفقرة الثانية فهي “على الشعب الإرتري بما في ذلك قادة الجبهة الشعبية والجيش تفعيل الفقرة الأولى من الدستور بحيث تكون واقعا معاشا في الحياة العامة. والشاهد أن إثيوبيا بالرغم من معانتها بالفقر إلا أنها تعيش في حرية تامة وهو ما لا يمكن أن يرجى تحقيقه في إرتريا في ظل وجود نظام الجبهة الشعبية.

*- ماذا تنوي أن تفعل ألان وترجو  تحقيقه..؟

ما أرجو تحقيقه أولا أناشد كل شاب تحت سن الـ35 عاما بما في ذلك ممثلي الأحزاب الإرترية المعارضة الشابة والناضجة الواعية بالمستقبل أناشدهم جميعا من اجل البحث لبناء وحدة حقيقية وعمل موحد وبرأي أنه يمكن أن يعجل بالتغيير الذي نريده ونسعى لتحقيقه جميعا ومن هنا أدعو كل الشباب الحادب على مستقبل إرتريا بتفعيل هذه الفكرة الوحدوية التي تقربنا أكثر مما تبعدنا.

*- أتريد أن توجه رسالة خاتمة..؟

لدي رسالتين الأولى أوجهها إلي المعارضة الإرترية في السودان وإثيوبيا الرجاء عدم التمادي في الطريق الذي يطيل من عمر النظام ويعمق جرح الشعب الإرتري ولا بد لنا من إيجاد الأرضية المشتركة التي يمكن أن تقوي انطلاقتنا نحو الأهداف المرجوة وذا كانت لنا فرصة لتحمل المسئولية عن الشعب الإرتري والدفاع عنه لا بد من الاستفادة من هذه الفرصة بقدر من الوعي التام بما نحن فيه من حال.

أما الرسالة الثانية فهي أوجهها لأولئك الذين ينشرون الأكاذيب هنا وهناك ويعارضون مبدأ  انطلاق عمل المعارضة الإرترية من إثيوبيا والسودان واصفين ذلك بأنه عمل خطير ومقللين من شأن المعارضة السياسية واضعين في الاعتبار أنها مجرد أدوات لحكومتي السودان وإثيوبيا أقول في ذلك أن من يقول مثل هذه الترهات أولا لا يمكن لنا أن تأتي بتغيير لا يقبله الشعب أصلا لأي تغيير يأتي انطلاق من السودان أو إثيوبيا لا بد أن يكون هذا التغيير موافقا لتطلعات الشعب حافظا لثوابته… كما أود أن أطلب من الذي يعترض على نشاط المعارضة من السودان أو إثيوبيا أرجو منه أن يدلني على خيار أخر غير السودان وإثيوبيا من أي مكان  يمكن أن ننطلق في عملنا المعارض للنظام ويمكنه مراسلتي سرا على هذا العنوان zenamg@yahoo.com وأما إذا أراد أن يدلني جهرا على خيار أخر يمكنه مراسلتي عبر المواقع الإرترية المنتشرة في الإنترنت. ففي اعتقادي أن الشعب هو الوحيد الذي يمكنه أن يعترض علي أي تغيير سياسي يأتي من هنا أو هناك…هذا من ناحية أما الناحية الأخرى الكل له الحق في تحقيق وحدة مع الأخر الذي يوافقه سوى في البرامج أو الوسائل لكن من المهم بمكان أن لا يعمل على تفريق الآخرين وهدم وحدة الآخرين عبر إشانة السمعة أو بالتجريح.. فالعاقل هو من يعمل على حفظ وحدة الآخرين الذين تجمعه معهم الأهداف وينبغي على الكل الحرص على الوحدة لأنها تقصر من عمر النظام ولا تطيله..

ومن هنا باسم الإرتريين وبصفة خاصة باسم شباب إرتريا أود أن أتقدم بالشكر لمركز الخليج الإعلامي الذي هيأ لي هذه الفرصة السانحة وهو في تقديري اهتمام منه بالأجيال القادمة التي حتما ستأخذ بدورها يوما ما.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4589

نشرت بواسطة في يوليو 14 2005 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010