المادية الجدلية ظهورها في الجبهة ثم خروجها . . . . ألم يكن ضحيتها ثقل الطرف الإسلامي؟

الحسين علي كرار

لماذا المسلمون الارتريون فقدوا كل شيء؟ فقدوا دينهم  ثقافتهم تراثهم عاداتهم تقاليدهم أرضهم، وكل شيء ينتمي لأصالتهم ، ويساقون إلى الموت والمشانق والسجون السرية في وطن دفعوا فيه الغالي والنفيس من الأنفس والأموال والأعراض ، هل نحن حقيقة نعيش آثار نكبة؟  أم نكسة؟ أم هزيمة؟ نسميها ما نشاء، أبطالها بعضهم تغمضه الله إلى رحمته، وبعضهم يعمل جاهداً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبعضهم ما زال يعبث فيما تبقى ، وهم لا يكتبون عنها ويدفنون حقائقها في صدورهم وربما رحلوا بها، وإذا تحدثوا عنها لا يعترفون بأخطائها إلا قلة، وكل يحّمل خصمه مصائبها ولا تجد أحدا يقول (وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي) كما ورد في قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام في سورة يوسف، وبعد كل التضحيات وخلال السبعون عاماً من نضال وقتال واستقلال يجد المسلمون أنفسهم في نهاية مفجعة وقد عاد بهم الزمان إلى أربعينيات القرن الماضي بل وأسوأ من ذلك ، فهل ما أصابهم من ضعف أصابهم من أخطاء قاتلة لم تكن في الحسبان ، فعندما انطلقت جبهة التحرير الارترية كانت انطلاقتها وطنية خالصة وكانت تسير على برنامج التحرير ولكل الأرتريين دون استثناء ولا تفرقة  في الدين ولا في الجنس ولا في العرق  ولا في اللون ، حتى ثقافة التجرينية رغم عدم وجود أصحابها في بداية النضال كان معترف بها ، إمتدادا لفكر الرابطة الإسلامية التوافقي ، ولكن عندما توسعت علاقات جبهة التحرير الارترية  بالعالم الخارجي وفدت إليها أفكارخارجية لم تجد البيئة المناسبة لقبولها ، فخرج قطارها عن مساره ، أفكار لم تكن لها علاقة بالمجتمع ولا بالنضال الارتري الذي حملت لوائه الجبهة ، وأنا هنا سألخص ما أفهمه عن النظرية المادية الجدلية التي أطلت على الساحة وبخروجها المفاجئ وضعت المسلمين في هذا الحضيض  والمرارة المفجعة التي أخلت بالتوازن المجتمعي الذي كان سائدا، وذلك لربط الموضوع وسوف أختصرها من وجود الإنسان فهي في خلاصتها تقول:إن الإنسان يشترك في النمو مع النبات والحيوان ، ويشترك مع الحيوان في الغريزة ، ولكن بالتطور إنبثق العقل من الإنسان و تميز به عن الحيوان  ، ومن عقل الإنسان إنبثق – الدين – والعلم – والفن، (1) الدين نتيجة خوف الإنسان من الأخطار التي كانت محدقة به من وحوش وزواحف وزلازل وفيضانات ومصاعب حياته البدائية الشاقة ، لهذا  عبد الإنسان من إعتقد أنه الأقوى منه من حيوانات وغيرها ليحتمي بها ، لهذا ينفون وجود الديانات السماوية ويعتبرونها من بدع الإنسان، أما العلمانيون الذين كانوا ضد استبداد الكنيسة اعترفوا بالدين ولكنهم ابعدوه عن الحكم ، وأخرج هنا – يقول عباس محمود العقاد في كتابه (الله) في الفلسفة إن الإنسان عندما ترك عبادة الطواطم وهي حيونات الأرض وإتجه إلى السماء فعبد الشمس وأفرد لها يوماً (Sunday) فإن ذلك كان ارتقاء العقل لقبول الرسالات السماوية (2) وتعلم الإنسان العلم نتيجة التطبيب وخاصة عندما استأنس الإنسان الحيوان،(3)وتعلم  الفن نتيجة لأفراحه وأتراحه ، و يعبتر الفن عندهم أعلى منزلة وتقديسا من الدين،  ولهذا كان له في دول الإشتراكيات أهمية خاصة ، ويقولون في الجانب الإقتصادي إن الإنسان عندما استأنس الحيوان عرف الملكية الفردية، وعندما ظهرت قطعان المواشي وبرز الفرسان لحماية القطعان من الغزوات ، ظهر الرق نتيجة السلب وإخضاع المهزوم ، وعندما ارتبط الإنسان بالأرض ظهر الإقطاعيون وأصبح الفلاحون  عبيد الأرض ، ولما ظهرت آلة المصانع أصبح ذلك العامل عبدا للرأسمالية وصاحب هذا الجانب ثورة فكرية ارست مبادئها الثورة الفرنسية في الحرية والإخاء والمساواة ، ولكن عندما اندلعت الثورة البلشفية في روسيا كانت ثورة قائمة على النظرية الاقتصادية فإنشق العالم الغربي إلى مذهبين اقتصاديين مذهب شيوعي تقوده روسيا السوفيتية ويؤمن بملكية الدولة لوسائل الإنتاج ،ومذهب رأسمالي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، ويؤمن بأن تكون ملكية وسائل الإنتاج بيد الأفراد، وبعد الحرب العالمية الثانية قسم المنتصرون الروس السوقيات والأمريكان، أوروبا إلى شطرين ، وقسموا عاصمة الألمان برلين إلى شطرين، وبدأت بذلك ما عرف بالحرب الباردة بين القطبين، حلف عسكري مقابل حلف عسكري منظمة اقتصادية مقابل منظمة اقتصادية مخابرات مقابل مخابرات، وضامن المصالح في كل ذلك للحفاظ على السلم والأمن الدوليين هو حق الفيتو للطرف المغلوب  في مجلس الأمن ، وقبل انعقاد مؤتمر يالطا الذي قسم العالم إلى قسمين ، اشترطت الدول الغربية على ستالين ليقاسموه الإنتصار على الألمان،  أن يحل المنظمة الشيوعية الدولية التي كان أسسها لينين بعد انتصارالثورة البلشفية 1917م وكانت لها فروع في الدول الاوروبية منها فرنسا وبريطانيا والولاياة المتحدة وغيرها ، وكانت تعرف باسم الكومينترن ، فقام ستالين بحل الحزب الشوعي الدولي ، رغبة منه لإقتسام الغنائم مع الولايات المتحدة وسط إحتجاجات الشيوعيين في العالم ، وبذلك أنهى مبكرا حقبة الشيوعية الدولية العلمية وأفكارها الإقتصادية وشعارها إتحدوا يا عمال العالم ، وأصبحت الشيوعية العالمية بعد ذلك خادمة وخاضعة لنفوذ الإستخبارات السوفيتية لمصارعة الغرب  في النفوذ، والتي تعرف بال كي جي بي، وسقطت الشيوعية كلها  بسقوط السوفيت 1991م لذات  الأسباب، وهكذا نجد أن النظرية المادية بكل مفهومها بشقيها الشيوعي والعلماني غربية حسب تطور الدورات التاريخية عندهم، وعندما دخلت أرتريا لافتتان إحداهما بغرب أرتريا وتحمل  اتحدوا ياعمال العالم – إمتدادا للحزب الشوعي السوداني – والأخرى غامضة دخلت بشمال الساحل و كان بعض الأفراد من قادتها تدربوا في الصين ، ولكن كانت في مظهرها الشكلي جدلية ، وفي جوهرها كانت ذات ولاء غربي وهو الذي أوصلها إلى سدت الحكم  ، وفي ذلك الوقت كانت البيئة الارترية المسلمة ببساطة أقل ما يقال عنها أنها لم تكن فيها لا قطعان مواشي كبيرة فأفرزت فرسان النهب ، ولا مزارع كبيرة استرقت الفلاحين، ولا آلات تصنيع وعمال يستولون على وسائل الإنتاج ، بل ربما كان عمال المشاريع الزراعية الإيطالية أكثر حظا ونعمة  يحسدون عليها من الاخرين ، في كل من عيل برعد وجندع وتكرريت وعلى قدر،  وكانت بساطة الحياة عندما ينتهي موسم الأمطار وتذهب المواشي إلى مراعيها البعيدة ، يذهب الجمالة بجمالهم لإستجلاب الذرة إما من القضارف وإما من ولقايت التجراي ، وفي المقابل كانوا من الساحل يشدون الجمال بالملح ليستبدلوه بالذرة بالمقايضة من هؤلاء ، وعلى شواطئ البحر كانت المهنة صيد الأسماك بالطرق البدائية ، هكذا كانت الحياة المعيشية بدائية والتي نشأت فيها الجبهة وظهرت فيها المادية الجدلية ، فلم تكن هناك أرضية تنمو فيها مثل هذه الأفكارالجدلية ، لا عمال  كروسيا ولا فلاحون كالصين يضحون من اجل الفكر لحماية مصالحهم ، ولا إضطهاد ديني يتحررون منه ، فاعتمد الجدليون على الفكر التنظيمي والكادر المادي دون الأرضية المناسبة للتطبيق، وأدرجوا تنظيم الجبهة من ضمن حركات التحرر التقدمية العالمية المناهضة للامبريالة والرجعية الدولية ، ففقدت الجبهة عمقها العربي المحافظ الذي نشأت فيه وفقدت التعاطف من العالم الغربي بل وأعتبرت من المناهضين له فكادوا عليها الكيد مع الشعبية الإسياسية ، فجلبت للقضية هذا العداء السافر بدل أن تكسب لقضيتها الأصدقاء، ولما ظهر منغستو هيلي ماريام كان المأزق الكبير حين طلبت منهم القوى الاشتراكية الدولية وهي في أصلها المخابرات السوفيتية  إلقاء السلاح والإنضام إلى منغستو الذي حقق الإنجاز الكبير للثورة الإشتراكية الدولية في عمق المعسكر الغربي ، فكانت النكبة الكبرى ، فإما قبول الحكم الذاتي والإنضمام إلى منغستو ، أو المجازفة بالرفض وإعتبارهم من الرجعيين  والخروج من هذا المعسكر ما يعني الانتحار، فقبلوا الانتحار ، فوضعوا كامل تنظيم الجبهة الذي كان فيه الثقل الإسلامي وهدفه التحرير في المنطقة الخطرة الحمراء، بلا أصدقاء، بلا عتاد، بلا معونات، فالهزيمة لم تأت من الجبهة الشعبية وإنما إستغلت بذكاء ظرف الإنهيار المادي والمعنوي، بالإضافة إلى النظام السوداني الذي كان يضمر لهم العداء عندما أصبحوا العمق الخلفي للحزب الشوعي السوداني الذي كان يطارده النميري، ومع هذا لم يحسوا بكل هذه المخاطر التي تحيط بهم كحزب أو الجبهة كتنظيم  فاستمروا بغوغائية العقل المسيطر ، فسحبوا الجيش من كل المناطق لإعادة التشكيل للفرز وإبعاد كل من لا يؤمن بالمادية الجدلية من قيادة الجيش ، فباغتتهم الشعبية مستغلة الإرباك، وباغتهم النميري، ولم تكن لهم خطة لهذه الإحتمالات ، فبهتوا ولم يكونوا من أصحاب المواقف والتضحية، فانهزموا كأن لم تكن لهم قضية يدافعون عنها، وبكل سهولة إستسلموا وقدموا كل تضحيات الشعب من سلاح وعتاد ودم شهداء وجرحى ومعوقين وحقوق المشردين واللاجئين ودمار المدن والقرى والمزارع  وكامل التراث النضالي للجبهة ، بدم بارد للجيش السوداني ،  فألغوا قيمهم التي كانوا يؤمنون بها بعد أن ألغوا قبل ذلك قيم الرابطة الإسلامية، وبذلك أدخلوا الساحة في فراغ واسع غطته الشعبية بعقلية فرسان المواشي  بسلب القطعان واسترقاق الرجال والنساء وإلغاء الهويات والقيم والأخلاق وتطبيق نظرية الفارس المنتصر برمحه وسهمه على الأعداء الذي تهز الساحة إلى هذا اليوم، حزب امتلك الفكر، وامتلك الكادر المؤهل والمنظم ، وأرض واسعة خدمتها له جبهة التحرير قبل إنشائه بثقل اسلامي كان يمثل قاعدتها، وجيش جرار مغوار ورثه ولم يؤسسه ، وبيئة حاضنة للجبهة  ولكنها رافضة لأفكاره، وعداء خارجي أوجده لنفسه وغمص فيه تنظيم الجبهة ، ولم يرسم سياسة إتقاء المحظورات فيفصل بين الخطوط الحمراء والخطوط الرمادية التي يناور عبرها، فعاش متخبطا فهلك وأهلك معه الوطن  وأهلك المنخفضات التي بحكم نشأة الثورة فيها كان عليها أثر الثقل الكبير للهزيمة ، فتأثرت بذلك أكثر ودفعت هذا الثمن الغالي ، و بحصول هذا الخلل القاتل تعاني الساحة بأسرها هذا المخاض العسير، وعندما أذكر هذا التقييم ليس لإثارة الحساسيات السياسية التي مضي عليها الزمان، ولكن للنقد الذاتي  وإصلاح ما انكسر، لأن الجرح كان كبيرا وعميقا تسبب في حالة ألا وزن، واليوم عندما يقال إن المشاكل والقضايا الأساسية سوف تحل بالديمقراطية والحرية وتؤجل إلى غد مجهول، فهؤلاء هم الجدلييون الجدد الذين يمارسون تجارب النظريات الغربية علي هذا المواطن المسكين، فمن الذي يقول إن الديمقراطية والحرية كذلك هي إرثنا وحضارتنا ومحترمة ومقدسة عندنا كما هي في الغرب، لتؤجل من أجلها القضايا الأساسية وفي مقدمتها تحديد الهوية الثقافية للدولة ، وقضايا الأرض ، كما حصل في مؤتمر أواسا الذي سلك مسالك أضعف الإيمان، فالغرب لهم آلية الأحزاب المتجددة في أفكارها ومناهجها وأسلوبها وأشخاصها ونتائجها ، وأحزابنا نحن قبائلنا وآليتها شعار الجاهلية أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، أو كما يقول المثل المصري أنا وأخي علي ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب، وكما نشاهد النظام الطائفي عندما إختنق نتيجة ممارساته الفظيعة، تخلى عن المثل المصري الذي كان يعمل به،  ولجأ إلى المثل الجاهلي واحتضن قبيلته ليحمي بها نفسه، وكما نشاهد في صراع السودان وأهل دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق الذين أنضجتهم الأحداث ويطالبون بتحديد هوية الدولة ورفع المظالم قبل أن يتم الاتفاق على الدستور والحريات ونظام الحكم لأن هذه الأخيرة مطالب العامة وتلك مطالبهم الخاصة، ومن الذي يرفض الديمقراطية والحرية ولكن الذين يزايدون بها ويرون حلول كل المشاكل من خلالها، من أبناء المسلمين بكل بساطة يريدون أن يتسلقوا قطار (دوللي المستنسخة) المعارضة التي لا تستطيع أن تميزها عن شقيقتها الحاكمة من قصت شعرها إلى فستان شعر أقدامها المتدلي على أظافرها ، حتى عدائها لأثيوبيا كشقيقتها ، ويعتقدون أن قطارها يتحرك للحكم ليصعدوا بسلالمه الخلفية حتى وإن سقطوا، فهم مستعدون أن يجعلوا الساحة مركزا لتجاربهم الفاشلة التي يريدون تكرارها ، فهناك فرق بين الأنظمة الطائفية والأنظمة الدكتاتورية ، ولذا أو جدوا المخارج بإعتبار أن النظام دكتاتوري وليس طائفي ليعموا أبصارنا وقلوبنا ويحجبوا عن أنظار نا ما تشاهده عيوننا للوحة النظام  التي دخلت برفقة المادية الجدلية بالساحل وليس مكتوب عليها (اتحدوا يا عمال العالم) كما خدعوا البعض وإنما مكتوب عليها (نحن وأهدافنا) وما رافقها من التعبئة الدينية السرية وهي مازالت مستمرة  مقابل التعبئة الفكرية الجدلية التي تبخرت أمامها ، ويريدون الآن أن نشرب من نفس الكأس الذي شربناه سابقا  في تلك المرحلة ، يا سادة أخطأ الكثيرون داخل الجبهة من جدليين وغيرهم وخارجها من تنظيم قوات التحرير والمسلمون داخل الجبهة الشعبية أخطاء كبيرة  وكان نتيجة هذه الأخطاء المكدسة بأحقادها وغلها هذا الثمن الفادح ، ولكن يجب العودة إلى الصواب ، وتصحيح هذه الأخطاء بتعديل ميزان القوة المنهار بالإصطفاف في رابطة المنخفضات بعد أن فشلت هذه الفصائل التي تسير بأقدام العناكب المرتعشة خلال العشرون عاما وتعيش هي ذاتها في حالة ألا وزن ، فعندما رفعنا السلاح ضد أثيوبيا من أجل أن نعيش كرماء في أرضنا ووطننا  لم يكن هدفنا طرد الأمهرا لنستبدلهم بعبودية التجرنية ، ولم يكن هدفنا أن نرفض لغة الأمهرا ونستبدلها بلغة التجرنية ، ولم يكن هدفنا أن نطرد ثقافة وتراث الأمهرا ونستبدلها بثقافة وتراث التجرنية ، ولم يكن هدفنا أن نرفض سيادة وادارة الأمهرا ونستبدلها بسيادة وإدارة التجرنية ، ولم يكن هدفنا أن نطرد من ارضنا الأمهرا ونستبدلهم بإستيطان التجرنية ، ولم يكن هدفنا أن نرفض للأمهرا هدم حضارتنا الإسلامية ونقبل أن يهدمها التجرنية ، وانما كان هدفنا أن تكون أرتريا لجميع أبنائها ، ولكن ظهرت في ارتريا دولة أكسوم بطموحها وحقدها وتفعل بالوطن والمواطن كما نشاهدها ما تشاء ، وقد تحررت ارتريا بدماء الجميع ، ولكن لم تكن فيها هوية الدولة للجميع، ولم تكن مقدرات الوطن للجميع، بل خطفها طرف واحد ويعبث بهوية ومقدرات الجميع، الحريات والديمقراطيات تأتي بعد تحديد هوية الدولة ، نحن لنا لغتنا العربية وثقافتنا وتراثنا الإسلامي وحضارتنا الاسلامية ومدننا ذات الحضارات التأريخية الإسلامية ، وعاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن آباءنا وأجدادنا عبر القرون ، وهي أصالتنا ، وأرضنا  ومدننا وقرانا  لنا ولا نقبل بطمس ثقافتها وإحلال ثقافة التجرنية مكانها ، ولا نقبل الإستيطان بالهجرات المنظمة والممولة ، فإن أرضنا لنا وليس لغيرنا ، فمن كان ضعيفا يستحق العطف في السياسة ، ولكن أقرب الأرحام إليه يمدون أياديهم فوق جثته لخصومه الأقوياء،  لمصالحهم التي تحكمهم ويعملون لتحقيقها،  وإن كان قويا يأتوه خصومه لذات المصالح  أيضا، ونحن في هذا الوضع سوف تمد الآيادي من فوق رؤؤسنا كما هو حالنا ، فيجب أن  نبحث أولا في بناء قوتنا الداخلية وبعد ذلك نعرف كيف نعيد حقوقنا المسلوبة للمرة الثانية أيضا ، ولكن هذه المرة من شركائنا في الوطن المتنكرين لنا ولحقوقنا ، وجعلونا نعيش غرباء في أرضنا ووطننا الذي غذيناه بدمائنا معا ، وإذا تحدثوا عن حقوقنا يتحدثون عنها كأنهم يعطوننا منحة برأفة منهم علينا ، ويجب أن نعمل دون مجاملة ودون مواربة ودون خوف فهذه حقوقنا نموت من أجلها ونحيا.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30648

نشرت بواسطة في مايو 21 2014 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010