المبدع ودالخليفة يتألق مرة أخري .. وتاريخنا المنسي بأنامل من ذهب

…..فدائي وحكايات…..فتحية لعلمائنا الأجلاء

 

كنت أتابع قصة في حينا فدائي”بشقف شديد وقدتحولت القصة إلي رواية كان ينتظرها الكثيرون،الآلاف من الإرتريين في أنحاء المعمورة ولاسيما أحباؤنا الكرنيين لأنها كانت تذكرهم بحبيبتهم كرن وقد أعادت لهم أيام حلوة شحنتهم بالحنان والأسف حتي صدق الكثيرون أنهم فعلا في تلك الأيام التي لاتنسي وذلك من إسلوب المبدع (أخي العزيز ودالخليفة) حيث كان يتنقل بنا حيا حيا وداردار وزنقة زنقة بالإضافة إلي عائلة عائلة من عوائلنا الكريمة وقد أدهشتني ذاكرته العجيبة في إستحضارالتفاصيل وهكذا عشنا معه أياما ممتعة في كرن كذلك “حلة حلة”وأفقنا في نهاية القصة عندما فوجئنا بالبطل حي يرزق وعرفنا مكانه وكانت نهاية فاجأت الجميع وأسكتت الجميع وكان الكاتب بارعا عندما جعل ذلك مسك الختام وكأنه كاتب سيناريوا بارع أسدل الستار….أتمني أن تصدر الرواية في كتاب.

ثم هذاهو ودالخليفة يطل علينا مرة أخري ويذيقنا متعة الألم والبكاء بحرقة ويفتح بابا جديدا من أبواب كرن التي لاتنتهي ،كرن الثورة كرن العلم كرن…..هذه المرة أبي إلا أن يذكرنا بمن نسينا حقهم بعلمائنا الأفاضل ومعلمينا الأكارم قضاة وعلماء ومعلمين هم ورثة الأنبياء والرسل،قم للمعلم وفيه التبجيلا # كاد المعلم أن يكون رسولا،قضاة وعلماء ومعلمين ورجال محترمين يتقدمهم معلم كرن الأول:القاضي الجليل/قاضي موسي كما كان يناديه أهل كرن علم من أعلام كرن هوكرن وكرن هو،كجبل من جبالها لاتخطئه العين….هؤلاء القضاة والعلماء والمعلمين كانوا رجال من الطرازالأول يعملون لله وينشرون العلم لله فكساهم الله نورا ومحبة”إنمايخشي الله من عباده العلماء”وبالتالي فإنهم يفرضون عليك إحترامهم ومحبتهم وجوههم تشع نورا”سيماهم في وجوههم”عندماتقابل أحدهم تأبي نفسك إلا أن تقبله وتقف له فهم وجوههم نيرة والمهابة والإحترام يبدوا فيهم ويفرض عليك ،يذكرون الله ولايتكلمون كثيرا إلا بذكر الله “ألا بذكرالله تطمن القلوب”ذكروا الله فذكرهم وأعلي درجاتهم يمشون في الأرض فتتشرف أرض كرن وتفرح بملامسة أقدامهم يمرون فيقف لهم الناس إحتراما وإجلالا لا لشيئ إلا لعلمهم وتواضعهم…أكثر ما كان يحيرني هوتلك المسحة في وجوههم التي تكسوهم بالمهابة والإحترام والحب ولكن إذا عرفنا السبب بطل العجب فهم أحبوا الله فأحبهم وزرع حبهم في عباده،هم مفخرة لكرن ولاتوجد مدينة في إرتريا تكسوها هذه الكوكبة من الرجال أكثرمن كرن”رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكرالله”كرن تفتخربهؤلاء الرجال فقدعملوا ولمثل ذلك فليعمل العاملون فهنيئا لك ياكرن الحبيبة…رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظرومابدلوا تبديلا….لاأريد أن أعددهم حتي لا أنسي أحدهم لكن الله يعلمهم.

بعدمعركة خازاكستان في عهدالخليفة عمربن الخطاب مات كثيرمن الصحابة فأتي أحدالصحابة من الذين حضروا المعركة …وحكي للخليفة عن المعركة…..وقال مات الكثيرمن الصحابة فلان وفلان وفلان…..وفلان …طبعا كلهم يعرفهم عمروأضاف وكثيرون لاتعرفهم فقال عمربن الخطاب لكن الله يعرفهم وأجهش بالبكاء وبكي بكاءا شديدا حتي بكي الصحابة معه”….الخ.

ويعد هذا البكاء الشديد،أنتقل بكم إلي فقرة التسلية من “حكايات من بلادي”:

التي كانت فيها مواقف مسلية وفي “معهد جامع”وعندما كتب ودقبرربي بتلقائيته “رضي الله عنه”ضحكت ضحكاشديدا حتي أسمعت من كان خارج الغرفة هكذا يتميز أهلنا المنسع،لكن حوار القاضي إدريساي وأسئلته وبطريقته الهادئة، ذلك إسلوب لايتسم به إلا القضاة والعلماء،والقاضي إدريساي مشهور ببلاغته وحزمه وصرامته في الحكم ويروي أنه كان يفحم المتخاصمين بعدله وصرامته ولم يكن يخاف لومة لائم في الحق كان شجاعا في الفصل بين الحق والباطل وكان حواره مع ودقبرربي أبلغ وبطريقة تربوية أبوية لها وقع نفسي وكأن القاضي قرء قصة هاملت لشكسبيرعندما قال بروتس بعد الحوار مع الملك”ولكن”وأصبحت هذه الطريقة تدرس في علم النفس كطريقة بليغة وذكية في الحوار،لكن شيخنا قرء كلام الله ورسوله،وإجابات ودقبرربي كانت بليغة كبلاغة أهلنا المنسع في التجري وتنبئ ببديهة سريعة وقد خرج من الموقف سليما.كانت تلك أيام ياودالخليفة أيام معهدجامع.

ولاأريد أن ابدء الحديث عن التاريخ العريق (لمعهد جامع) الكبيروأسحبكم حيث لا ينتهي الحديث وسأحتاج إلي سنين للكتابة عنه فلا تذكر كرن إلا ويذكر معهد جامع ولايذكر المعهد إلا وذكر معه القاضي موسي حتي ولحكمة يعلمها الله فإن بيت القاضي كان جنبا إلي جنب مع المعهد والجامع،والجامع الكبير والمعهد معالم من معالم كرن المجيدة وهذه موضوعات كبيرة فوق الطاقة للكتابة فيها ،فقط بما ورد أعلاه أحببت أن أعلق وأبدي إعجابي وتقديري لودالخليفة ولمجهوده الجبار.

وكنت دائما مهموما بمن سيكتب تاريخنا المنسي لكنني الآن وبعد مارأيناه من ودالخليفة بذاكرته الحية ولدينا أمل أن يظهرآخرون فتاريخنا سوف لن يضيع.

ولاننسي أيضا مساهمات الأخ/جلال إبراهيم فهو أيضا يكتب تاريخ حي لكرن الحبيبة ويتمتع بذاكرة قوية أيضا ولاننسي كذلك كتاب “مذكرات مناضل للأستاذ/علي محمد صالح فهو ومع إحترامنا لوجهات المختلفين معه (وبإمكانهم الكتابة لتوضيح…) لكنه إضافة قوية في تاريخ كرن ولاسيما أن الكتاب يتناول الفترة الحرجة من تاريخ الثورة في كرن،وكرن هي الثورة كما نعلم ولم نجد حتي الآن أي كتاب يتناول هذه الفترة من تاريخ الثورة وكرن.

أماموضوع الحلقة القاضي والأستاذ والمربي/محمد مرانت فحدث ولاحرج عن وطنيته وتضحيته وشجاعته،كان يحب العلم والعلماء يجالس قضاة وعلماء كرن وينهل من العلم بإستمرار،قال لي أحد طلابه إن الأستاذ/محمد دائما ماتجده إماذاهبا إلي المعهد أوراجعا منه أوذاهبا إلي القاضي/موسي أوراجعا منه وكان يملئ كرن جيئة وذهابا إلي ماذكر للعلم ولخدمة العلم ويضيف في هذه الدائرة توئمه الأستاذ/إدريس آدم الذي لم يكن يفارقه لم يكن لديه وقت للقيل والقال فإما في إنشغال مع العلم أومع الوطن وكان ذلك ملاحظ فيه فهو كان مهموما بقضايا وطنه قليل الكلام يبدوا أنيقا ونزيها تبدوا عليه علامات الوقارمبتسما فرحا تكسوه مسحةالإحترام وعلامات القضاة والمعلمين والمربين كان العامة ينادونه بالأستاذ تبدوا عليه علامات التأني والحرص حاد الذكاء كان عالما وحريصا علي مواصلة العلم والتعليم عاني الأمرين بسبب مواقفه البطولية وأدرك مبكرا ومنذ صباه معني التضحية من أجل الوطن كان يعمل بصمت من أجل قضيته ومبادئه سجن مرات وعذب وأخيرا تم تدميره وأهله وتشتت عائلته وتمزقت بشكل مأساوي وهذا يعرفه الكثيرون بل مات من مات منهم بصمت….ماحدث للأستاذ/محمد لم يحدث لأحد تم الإنتقام منه ومن أهله بشكل فزيع وكارثي لكن رجال مثل القاضي محمد مرانت لايموتون فستظل أرواحهم وذكراهم باعثا قويا للحق والعدالة فأعمالهم سوف لن تموت أبدا هو وإخوانه والحديث يطول……   

وأسمحوا لي قرائي الأعزاء أن أستودعكم الله الذي لاتضيغ ودائعه بعد أن عشت معكم لحظات ممتعة في أيام لاتنسي ومع حس القضاة والعلماء والمعلمين الذين كانوا لنا نبراسا يضيئ الطريق فرحم الله من قضي نحبه وحفظ الله من ينتظر ومتعه بالصحة والعافية.

وسلام يازهرة المدائن.

ومع تحياتي / أبوفراس الحمداني

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=13105

نشرت بواسطة في أبريل 21 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010