المتاهة خارج السياق

فتحي عثمان
في تعليق مطول على آخر مقال حول غلطة غرامشي كتب الأخ صلاح ابورا ي ردا مطولا. ولأكثر من مرة أجد الأخ صلاح خارج السياق ويصل إلى استنتاجات غير صحيحة وتظهر له بأنها هي الصحيحة. في نقاشات سابقة مع الأخ تحرجت عن طرح الأسئلة حتى لا يساء فهمي، ولكن الآن أجد نفسي مضطرا لطرح اسئلة عليه ليس من باب الامتحان بل من باب أن اجابته عليها، ولنفسه، وليس لي أو للقراء سوف تكشف له موقعه من النقاش وصحة طرحه، وأجد نفسي مضطرا إضطرار لسؤاله عما يلي:
هل تفهم من سياق المقال أن غلطة غرامشي كانت غلطة في التقديرات، وهي تقديرات غرامشي قائد العمل وليس المنظر السياسي؟
ثانيا: هل قرأت مقاله تحت عنوان: “الفاشية الايطالية” المكتوب بتاريخ 24 مارس 1921 ومراسلاته بهذا الخصوص مع “الكومنترن”، والسؤال ليس الغرض منه التحدي، بل التأكيد على أن قراءة المقال كانت ستدفع الأخ صلاح إلى الوصول استنتاجات صحيحة تتوافق مع السياق.
وبافتراض انك مطلع اطلاعا واسعا على فكر غرامشي النظري هل يمكن مساعدتي على تبين: إذا كان الخطأ الذي ارتكبه في التقدير راجعا إلى مفهومه حول: “الحقبة الثورية أو الموقف الثوري؟ في أي من هاتين المرجعيتين النظريتين يقع في وجهة نظرك “صحة” تقدير غرامشي؟ هذا يساعدني على تبين خطأي.
ثم سؤال آخرين:
من هي القوى التي التي هزمت الفاشية في وهل كانت قوى “صديقة” لغرامشي وفكره: اجابتي أن الفاشية لم “تفشل” كما ذكرت انت، بل أنها هزمت تماما في تلك الفترة ولكن القوى التي هزمتها هي القوى التي قضى غرامشي عمره كلها في الحرب ضدها.
ثم حتى يتموضع لك السياق بمثال أقرب، ما تأثير صحة أو خطأ غرامشي في تاريخ البلد الذي درست فيه “ليبيا” وليس ارتريا البعيدة؟ الإجابة على هذا السؤال سوف تقودك، في تقديري، لفهم طبيعة التراجع الذي دفع غرامشي حياته ثمنا له.
واخيرا هل تعلم أن المحكمة حكمت على غرامشي بالسجن عشرين عاما وخمسة اشهر وخمسة أيام في الرابع من يونيو من عام 1927 هذا التقرير مصيري لأن المحكمة “كانت” محكمة فاشية. ولو كان تقدير “تاريخيا” مثل تقدير ماركس، فبماذا تفسر عودة الفاشية إلى سدة الحكم في اوروبا؟
أما بالنسبة لمن يطالبون بتأجيل المطالبة بالحقوق تبريرا للطغيان فهم بالقرب منك وأنت تستطيع حتى التحدث اليهم أكثر من التحدث إلى.
مرة أخرى أرجو أن لا يساء ما كتبت إلى من باب توضيح واجلاء الحقائق لأن الإشارات التي اعتمدت كانت مقدمات خاطئة تقود إلى نتائج خاطئة والتفكر في الاسئلة أعلاه ربما تضع على منصة واحدة من السياق.
في سياق نظري أكبر ومتسع يكون غرامشي قد خسر معركة أمام قوة ولدت في رحم قوة تاريخية معادية له، فهل تختلف مع ذلك أيضا، اخي صلاح؟
تحياتي

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46636

نشرت بواسطة في سبتمبر 25 2022 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010