المسيحية والمسيحية المصطنعة في ارتريا

تعتبر ارتريا ضمن ارض  الرسالات السماوية من غير مبالغة او اماني ومغالات ، وليتاكد من اراد ذلك عليه الرجوع الي تاريخ الاديان السماوية يجد الارتريين حضورا اشخاصا او بلادا بل نجدها باعتبارها قلب الحبشة النابض وجه افريقيا  التاريخي مدمجة في نبؤات الكتب السماوية المرتقبة ، وحالها شاهد اليوم انها من اكناف القدس  .

   ومع انه يمكن اضافتها الي اليمن في تلقي الرسلات اول باول ، فهي تنفرد بانها  ارض هجرة ونجاة لكل المؤمنين الاول من كل دين سماوي .

   واذا كانت ارتريا تاتي  بعد  مكة المكرمة  في تلقي الدعوة في صدر الاسلام الاول ومهبط السابقون الاولون  ، فانها قد اصبحت فيما بعد ملجئً ومأمنا للمسلمين في كل عصورهم ، كيف لا وقد  امنّها الرسول الكريم عليه افضل الصلاة واكمل التسليم وجعلها ارض سلام وامن  ، ” أمن آل ارفدا ” كما في الاثر  ولذا سرى فيها الاسلام دين السلام سريان الماء في الزرع والنور في الظلام  فاصبح جل سكانها مسلمين ولم يجد من بقي علي دينه المسيحي اية غضاضة من الاسلام او المسلمين .

وتحضرني هنا انه في منتصف الثمانينات كان بعض المسيحيين يبنون مع المسلمين مصلاهم في معسكر ودشريفي للاجئين ويقولون نبني دار السلام .

كذلك نجد المسيحية عريقة في ارض الصدق والهجرة ، وقد ذكر القرءان الكريم  المسيحيين عامة  وفي بلادنا خاصة  بخير مدح ووصفهم بالايمان والرحمة والتواضع ، مع تاكيده ان التوحيد دين المسيح وحوارييه ومن تبعهم باحسان .

واذا كانت الكنيسة الارثوذوكسية ” التوهدو” ومعناها التوحيديون – وان كان لا يطابق توحيد  المسلمين – قديمة في ارتريا منذو القرون الاولى وهناك رواية محلية لا يقرها المؤرخون ان الحواري متى صاحب انجيل متى هو الذي حمل المسيحية في عهدها الاول الي هذه البلاد ، كذلك نجد الطوائف الاخرى قديمة قدم مواطنة حقيقية ، فقد وجدت الكاثوليكية منذو القرن الخامس عشر وتوسعت في زمن الايطاليين ، ووجدت للبروستانتية  ارساليات منذو العهد التركي ولكنها عاشت في بيات شتوي في العهد الايطالي حتى جاء الانجليز فاصبحت سيدة الموقف تبشيرا وتعليما وتقريرا سياسيا في شئون البلاد .

وبالجملة يمكن القول ان الاحترام والتقدير محفوظ فيما بين الاديان السماوية الارترية حفظا يرسخه السجل التاريخي الناصع في استقبال الكنيسة ائمة الاسلام الاول واكرامهم ” شيوم انتم في هذه الارض …” ، وتامين المسلمين لهذه الارض واهلها ، حفظا يرسخه التفاعل الاجتماعي وسماحة الدين عبر القرون ويصونه .

لكن استحدثت في هذا العصر قوالب تحاكي الدين الميسحي وليست منه ، وتتقمصه ولا يقبل ان يكون لها بطانه ، وتسعى لتحاكيه ولا يقبل ان يشابهها ، انها تلك المنظمات الغازية تحت مظلة الاغاثة والتبشير وهي بوصلات استعمارية ، توجه مسارات  الاستعمار السياسية والاقتصادية والثقافية والدين غطاء للتنكر ، ولذلك يشتكي من غلوائها المسيحيون قبل المسلمون ومن مكرها وسوء فعلها ، فهي اجنبية الوجه واليد

واللسان .

ولذلك من اهم اهدافها انهاء وطمس وجود الكنائس الوطنية لملئ حيزها  والبروز عبر شاشاتها وآفاقها  للسيطرة علي فضائها سيطرة إلحاقية استعمارية تلغي في النهاية الوطن وتجعله ملحقا للقوى الاستعمارية المهيمنة .

ليست هذه خبيئة اكتشفها وسر ًّ ظهرت حقائقه  الآن  ، وانما هي حقيقة يؤكدها و يشهد بها العالم كله ، وكتب عنها وعن خصائصها المستعمرون انفسهم ، وملئت المكتبات كتبا عنها تحليلا وتوصيفا ، وفوق ذلك الشكوى منها  في كل لسان مسيحي وطني ،فهي تسوقهم الي مصنع الهجرة  اذا صح التعبير  دون علمهم وفي غفلة من اغلبهم يدخلون في مطابع ليخرجوا مصنعين في دينهم وانتمائهم الوطني وولائهم السياسي  ، كذا وتسوق المسلمين الي الهجرة او الاضمحلال .

والعلاقة بها  فرق او تختلف عن الصلات الطبيعية للقوىالوطنية  بالاحزاب والمنظمات المسيحية المبنية علي الندية والتعاون  .

الي هذه المنظمات ومسيحيتها المصطنعة ينتمي نظام الشعبية تمويلا وتوجيها سياسيا ، ولذلك يعاني ويشتكي منه المسيحيون الوطنيون افرادا وكنائس  كما يشتكي المسلمون .

ولذلك حين انتفض المسلمون واعلنوا الجهاد والمدافعة عن انفسهم لم يكن في اهدافهم باي شكل محاربة المسيحية والمسيحيين ، او اكراههم عن دينهم كما اشاعت وروجت قيادة الشعبية واعلامها وهم يعلمون .

قد يظن من يجهل الاسلام ان هذا منطق سياسي جد ّ ليجاري البيئة التوفيقية التي تعيشها المعارضة الارترية ، كلا انها مبادئ اكدتها الحركة الاسلامية في كل حين في لوئحها ومرجعياتها اخذا من فقه الاسلام  وعبر تصريحات قيادتها المتعاقبة واعلامها .

والاسلام دين اتباع لا مجال فيه للابتداع ، فمن تراه يجروء ليبتدع او يستحدث فقها جديدا .

ثم انني رغم انتمائي وولائي المنهجي لا احمل عن احد رايه .

لقد كان الجهاد حقيقة يبدأ من أولئك الذين لطخت دمائهم وجوه اطفالهم ، واحرقتهم ذخيرة الشعبية عزلا هزءً منها واستكبارا  عندما  نفر كل مسلم امام منزله وتصدى  بسلاحهه التقليدي يدافع عن نفسه واسرته ، فمن جاء بعد ذلك فانما نصرة لهم ، واعرف اناسا جهزوا انفسهم كاملا بالسلاح والعتاد من حر مالهم بعد ان تركو آمالا كانت لهم عراض  تلبية لنداء اولئك العزل .

وكلنا يعلم علم اليقين ان هذا التصدي لمن يعتدى عليه في عقر داره مشروع وحق تقره كل الاعراف والقوانين الانسانية ، ولكل فعل رد فعل .

لقد تاكد لكل متابع ان البلاد تحت سيطرة اجنبية كاملة وان لقيادة الشعبية ومنظماتها وشركاتها الاستعمارية استراتيجيات حالمة وهي وان كانت منكرة بالاجماع الوطني الا انها مدعومة بخطوط مرسومة خطوة بعد خطوة وهو امر ليس جديد فقد كان يزور معسكرات الشعبية ابان مرحلة الثورة مؤرخون وعلماء اجتماع وكبار السياسين من الغرب الاستعماري كما نقل اعلام الشعبية في حينها ولذلك يبدو ان هؤلاء هم الذين يقررون مصير ارتريا وشعبها ، فحين ترى الاحصاءات التالية لا تتسائل في اي المجرات والكواكب  البعيدة يعيش هؤلاء وانما تسائل من اي  القارات  هؤلاء الذين يقررون حسب امانيهم وما تمليه عليهم قيادة الشعبية ؟ .

 

Region[1] Population Christians Muslims Other
Maekel Region, ዞባ ማእከል 1,053,254 94% 5% 1%
Debub Region, ዞባ ደቡብ 1,476,765 89% 11% <1%
Gash-Barka Region, قاش بركة 1,103,742 36% 63% 1%
Anseba Region,               عين سبا 893,587 39% 61% <1%
Northern Red Sea Region شمال البحر الاحمر ,
Semienawi Keyih Bahri ባሕሪ
897,454 12% 87% <1%
Southern Red Sea Region,جنوب البحر الاحمر
Debubawi Keyih Bahri ዞባ ደቡባዊ ቀይሕ ባሕሪ
398,073 37% 62% <1%

            

الطوائف الدينية في إريتريا (USDoS [4])

 

Eritrea Religious Sects (PEW[2][3]/Georgestown[1] Note: PEW figures are rounded)
Religion     Percent  
Eritrean Orthodoxتوهدو     58%
Sunni Islamمسلمين سنة    37%
Roman Catholicرومان كاثوليك    5%
Protestant    بوتستانت    1%
Other, including Christian    1%

وهذه ترجمة قوقل لبعض الفقرات:

             – أن عدد معتنقي يخضع للنقاش. اريتريا : توزيع الدينية (2002) يشير إلى أن المسيحية تشكل 64 ٪ من السكان بالإسلام يشكلون 37 ٪  وفقا لمركز بيو للأبحاث (2010) ، 62.9 ٪ من المسيحيين ، معظمهم من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية ، و. بدرجة أقل ، الرومانية الكاثوليكية ، في حين أن 36.5 ٪ المتبقية من السكان هم من مسلمين .

– توجد غالبية من المسيحيين في المرتفعات الإريترية وجدت في جنوب ووسط وأجزاء من شمال إريتريا. أكثر من 95 ٪ من التغرينية الذين يشكلون حوالي 60 ٪ من السكان هم من المسيحيين. غالبية كوناما هم من الكاثوليك ، مع أقلية صغيرة من المسلمين وبعض الذين يمارسون الديانات التقليدية للسكان الأصليين. حوالي 40 ٪ من Bilen مسيحيون ، وغالبيتهم من الكاثوليك.

http://ar.wikipedia.org  

 

     وقد وجدت معلومات هذه الموسوعة باللغة العربية تختلف عن معلوماتها الانجليزية عن العدد في ارتريا كما انه بديهي ان كل معلومات احصائية لا يمكن ان تعتمد الا من حكومة البلد .

– انظروا الي اي درجة الغى نظام الشعبية الاسلام والمسلمين في هذا البلد  ، نصف المسيحيين !!!.

– انظروا اي ارتريا هي التي يحلم بها نظام الشعبية الاندماج والانحلال في برنامجه او المغادرة .

– انظروا كيف يقرر الهيمنة وتنعدم اية اشارة للمشاركة والحضور الوطني .

– انظروا الي اي درجة وصل التدليس وقلب الحقائق لتعرفوا ان هذا برنامج عام وشامل   لتحوير كل السجلات الوطنية وبالاخص التاريخ ارضا وشعبا ونضالا وبناء ….

وخلاصة يمكن القول ان كل بلاء يصيب الوطن يشمل اهله ايضا وان تفاوتت درجات الاذى ، والمسيحية والاسلام ليسا في صراع او خلاف علي الوطن ولكن القوى الاستعمارية ومن ارتهن لها  تحت غطاء الدين تحارب الاسلام والمسيحية علي حد سواء.

 ورغم انها حقائق بديهية نوصي شركائنا المسيحيين  الوطنيين انه في كل حين ضُيع فيه المسلمين وجدنا ضاعت ارتريا فاشتركنا في البحث عنها  اننا ككفتي الميزان اذا ألغيت احداهما لم يعد الميزان ، او كيدين لا يصلح العمل بالواحدة كما هو مختل الحال ، ومن كان وحيه من القارات ليس من السماء مثل نظام الشعبية فهو وحي من الشيطان .

والله اعلم وهو وحده المستعان .

        صالح كرار

Salehkarrar@gmail .com                                                                          

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=20025

نشرت بواسطة في يناير 10 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010