المعارضة والفرص الضائعة

يبدو أن حالة انعدام الوزن والتوهان التى دخلها معسكر المعارضة بعد فشل اجتماعاته فى اديس ابابا لن تنتهى , لأن قياداتنا فى الطرفين اختارت سياسة الهروب الى الأمام بدلا من النظر الى الحالة المأساوية التى يعيشها شعبنا وانطلاقا من ذلك البحث عن حلول للأزمة. كلاهما بطلوا النضال ضد النظام وتفرغوا للحملات الإعلامية المتبادلة , ويسأل عاقل لماذا لايوفرون هذا الجهد والوقت لمقارعة النظام. والمأساة أن حال هذه الاطراف لا يختلف وهم فى الهوا سوا ولكن تجد طرفا يقول انه الأقوى ولايريد أن يتحمل عبئ الأخر ناسيا أن فكرة التحالف تقوم على التكامل والا لم احتجنا الى قيام التحالف لو كان فى استطاعة تنظيم واحد حسم الموضوع. وهناك من يرى نفسه تقدمى وغيره رجعى ليعود بنا القهقرى الى ايام الحرب الباردة التى اسدل عليها الستار ونحن يكفينا منها ما كان, الإيجابى منه والسلبى وهناك من يرى من انه الأصل وله الاولوية ولايريد أن يفرط فى ذلك.

حالة انعدام الوزن هذه فوتت علينا الكثير من الفرص التى اتيحت لنا من قبل السودان واثيوبيا وتجدنا اليوم فى موقف لا نحسد عليه حيث اغلق السودان بابه وهو كالغريق الذى يتشعبط بالقشة التى تمد اليه والنظام فى اسمرا استغل هذه الفرصه ودفع جبهة الشرق السودانى لتوقيع اتفاق سلام مع الخرطوم والمقابل معروف لا يحتاج الى توضيح اكثر. وارجو أن لايأتى اليوم الذى يسلم فيه النظام السودانى المعارضون المتواجدون فى ارضه الى نظام اسمرا كما فعل بالمناضل حامد بورسودان ورفيقه فى بداية التسعينات.

لم يبق الا اثيوبيا التى لها مشاكلها الداخلية وعلى راسها المعارضة التى تستضيفها ارتريا من الأمحرا والأرمو والصوماليين وكذلك مشكلة الحدود التى لم تنتهى بالرغم من وجود قرار ملزم بذلك واخيرا مشكلة الصومال التى وحلت فيها اثيوبيا بعد أن حاولت أن تلعب دور الأخ الأكبر مستفيدة من الدعم الأمريكى وهى الأن فى حالة لا فيها ودى فيت ولا ودى هولا هذه من كلمات قائد معركة اثيوبى وقع فى كمين جيش التحرير الإرترى, عندما طلب منه قائده التقدم الى الأمام فكان رده مختصر ” انكان ودى فيت قيتاى ودى هولام ايشالم” “شنو الى الأمام ياراجل ده الرجوع الى الخلف فى خطر” هذه حالة تشبه الوقوع فى حقل الغام نجاكم الله.

وكأن اثيوبيا لا تكفيها مشاكلها هاهى تحاول ترميم جدار المعارضة المتصدع من باب الرد بالمثل على نظام اسمرا الداعم لمناوئى النظام فى اديس ولكن المشكلة هى فى أن المعارضة الإرترية لم تتمكن من تجاوز خلافاتها الثانوية وقد تكون المحاولات المبذولة الأن هى الأخيرة. وخوفى هو أن لا يكون ضعف المعارضة سبب فى قبولها دور حصان طروادة كما فعل عبدالله يوسف فندخل مستنقع الحرب التى لا تنتهى.

ومن جانب أخر فأن حالة انعدام التوازن وحالة التوهان التى لا نحسد عليها, قد شجع اطراف مشبوهة للتحرك لملئ الفراغ ومثال لذلك هو مانشر فىجبرتى دوت كوم عن تشكيل ماسمى بحكومة فى المنفى بعد اجتماع فى شقة مغلقة فى مدينة ترونتو الكندية خرج علينا بأسماء لم يكن لها ماضى معروف فى النضال الإرترى غير الكتابة بالتقرينية فى احد المواقع المشبوهة التى تحرض على الحرب الأهلية بل التجرؤ على أن يحشروا اسماء مناضلين لهم تأريخهم دون الرجوع اليهم او حتى تبليغهم بانعقاد اجتماعهم. ولكن لا يمكن أن نلومهم لأنه كما يقولون المال السائب يشجع علىالسرقة.

المصيبة الكبرى هى السكوت من قبل كل الذين وردت اسمائهم فى البيان, وسؤالى للاخوة الذين وردت اسمائهم فيما اطلق عليه الحكومة والمجلس المؤقتيين هو, هل السكوت علامة الرضا, ام انهم لم يسمعوا عن المسخ وهذه فضيحة اكبر؟. وكذلك لم أرى ايه تعليق على الموضوع فى المواقع الصحفية فلماذا هذا السكوت ياترى؟

ع الماشى

ادارة الإحتلال البريطانى تمكنت من تخريج العشرات من المعلمين الأكفاء بواسطة المعلمين السودانيين فى وقت قياسى لا يتجاوز العشر سنوات تتلمذ على يدهم المئات بل الالاف اذكر منهم الأساتذة حسن عبيد, حسين فارح , عثمان عجيل, يوسف نبراى , محمود تركاى, محمود محمد على كنونى, صالح كرار , ولدى نسئ , محمد احمد ادريس نور, نجاش ادم امناى , صالح محمد محمود, سيوم نجاسى, و و و و . ولكن لماذا فشل نظام اسياس فى خلق كادر ادارى من كل ابناء ارترية يتمكن من ادارة مناطقه ويشارك فى ادارات الدولة المركزية فى اسمرا ؟ ولا هو استمرار لسياسة التهميش التى ادخلها هيلىسلاسى ام ماذا ياحاكم بلدنا؟.

ابوحيوت

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41008

نشرت بواسطة في أكتوبر 17 2007 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010