النظام الإرتري ورطته تصوراته الخاطئة

بقلم :  عادل علي

كان يتصور اسياس بأن التحرير أو الاستقلال جاء نتيجة النضال المرير الذي خاده الشعب الإرتري ضد المستعمر الإثيوبي نعم هو كذلك لكن إذا نظرنا لهذه المسألة من زاوية أخرى ربما نجد أسباب كثيرة وعديدة ساهمت في الاستقلال بشكل سريع نلخص منها التالي .

   – إرادة الشعب الإرتري على ومواصلة النضال حتى تحرير الوطن.

   – تحالف الجبهة الشعبية مع جبهة تحرير تجراى فلولا وقوف نظام ويانى بحزم في عملية الاستفتاء وقمعه للمظاهرات الطلابية التي قام بها منتسبى جامعة إديس أبابا وإسكات  المعارضين للاستفتاء والداعين بعدم الاعتراف بإرتريا ما كانا ننال استقلالنا رغم تحرير بلادنا لأصبحنا مثل “تايوان “و”جمهورية أرض الصومال وخصوصاً من قبل جيراننا العرب.

 فالنظام الذي أصبح اليوم العدو رقم واحد بالنسبة لأسياس يرجع الفضل له وليس العكس وقيام نظام تجراي بمثل هذه الأمور هو خوفا على نفسه من القوميات الإثيوبية الأخرى مثل الأمهرا والأرومو وهنا وجدوا حليف قوي ومن نفس القومية التجرنية ربما يعيدوا في المستقبل مملكة أكسوم الكبرى ..الخ.. وهذا هو كل سبب تراخي إرتريا من مسألة الحدود رغم علمها بكل البلدات التي كانت تحتلها إثيوبيا .

–  سقوط النظام الشيوعي في الإتحاد السوفيتي الذي كان يدعم نظام منجستو هيلماريام.

– ظهور معارضة إثيوبية في وسط وجنوب البلاد مثل “شعوب تحرير ارومو”

هذه العوامل كلها كانت في سبب انهيار الآلة العسكرية الإثيوبية بشكل سريع. صحيح كانت نسبة 75% من الأراضي الإرترية محررة قبل هروب منجستو أو انهيار الجيش الإثيوبي ولكن هذا لا يعني أن ربع مليون جندي إثيوبي كانوا متمركزين في الجبهة الشمالية أي:في  إرتريا مدججين بأحدث أنواع الأسلحة خرجوا من دون أن يخلوا بأمن الشعب الإرتري كما كان يفعل أسلافهم الكماندوس. ولكن ساهمت دعوة الجنرال / حسين أحمد قائد الجبهة الشمالية في عهد درقي والذي وجه ندائه يوم 23 مايو 1991م الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت إرتريا عبر الراديو من اسمرا إلى الجيش الإثيوبي والذي دعا فيه الجيش بالتوجه نحو السودان وناشدهم على الالتزام   بالقانون  مما كان له اثراً كبيراً في إنقاذ حياة الشعب الإرتري من مجازر كانت تنتظره وبالخصوص سكان المنخفضات الذي كان يرابط فيها اغلب الجيش والجبهات. ولكن النظام الإرتري لا يدخل هذه الأسباب في الاعتبار كونها ساهمت في تحرير الوطن وهذا لا يعني هذه الأسباب هي أساس التحرير ولكن لكان ثمن التحرير أكثر من خمسة وستون ألف شهيد وربما أكثر من ثلاثون عاماً، ونتيجة تجاهل النظام لهذه الأسباب والمؤثرات أعتبر نفسه صانع الاستقلال ويقدُر أيضاً أن يصنع المزيد والكثير من خلال هذا الجيش المغلوب على أمره والذي كان همه الوحيد هو كيف يحرر أرضه ليعيش حياته المدنية الحرة الذي فقدها بسبب الاستعمار ما كان يعتقد أن رئيسه اسياس يطمح لزعامة أفريقيا أو إلى لقب نيلسون مانديلا أو غوفار الكوبي أولقب غاندي الهندي.

كانت بداية الحرب الإرترية الإثيوبية كما ذكرها السفير / محمد نور أحمد لأسباب اقتصادية ولكن النظام الإرتري استثمرها في أسباب داخلية كانت تواجهه من داخل حزبه ومن بينها الدستور والمؤتمر الرابع للجبهة الشعبية ومجموعة شريفو الذي كانت تتحرك في ذلك الوقت من وراء الستار .. الخ, قبل بدء الحرب بقليل كانت كل تصر فات النظام توحي بشيء ما سيحصل.

 أولاً قام النظام بإطلاق جميع الأسرى من الجنود من بينهم أتباع   المجموعة الانقلابية الشهيرة بـ 74 والكتيبة التي كانت متهمة بإحراق مستودعات الأسلحة في منطقة “عتارو” بالساحل الشمالي وبعد الجنود الذين كانوا مسجونين على أمور هامشية في سجون وزارة الدفاع واستدعاء الجنود المسرحين وإعطائهم عناوين عسكرية جديدة وتنظيمهم علا حسب أماكن إقامتهم ، توجيه الدعوة إلى كافة أفراد الدفعات التي أكلمت  الخدمة الوطنية بدواعي الحملة المعروفة بـ “لمعتْ” أي: أعمار وهي: الدفعة الأولى ،والثانية والثالثة ، والرابعة ،وإعطائهم تدريبات عسكرية مكثفة …الخ.. هذه الترتيبات كلها كانت توحي بالحرب ولكن كل الأنظار كانت تتجه نحو السودان وليس نحو الحليف الإستراتيجي إثيوبية. بعد اكتمال الترتيبات والتجهيزات اندلعت الحرب كنت في هذا الأثناء في مقدمة القوات التي كانت ترابط في جبهة  عليتينا وبالفعل قمنا بهجوم كبير على هذه الجبهة، كانت القوات الإثيوبية غير جاهزة أو بمعنى آخر ما لم تتوقع هجوم كهذا من إرتريا فكل ما كان يواجهنا أثناء الهجوم من القوات الإثيوبية كانت من المليشيات والبوليس، وشرطة، وأفراد الأمن، والجمارك وليس جنود نظاميين. ففي اليوم الذي كانت تقصف فيه الطائرات الإثيوبية العاصمة أسمرا كانت قواتنا ترابط بقرب من مدينة عدي جرات وهذا كان خلال يومين من بدء الهجوم ولولا صدور أوامر الانسحاب من داخل الأراضي الإثيوبية التي احتللناها خلال 45 ساعة لدخلنا مدينة “مقلى” عاصمة إقليم تجراي في وقت وجيز وهذا يعني أن إثيوبيا لم تكن تتوقع هذا الاجتياح من هذا الحليف وكما يوضح لنا بأن جميع   القوات الإثيوبية كانت تتوزع داخل الأقاليم الإثيوبية الاخرى خشية حدوث انقلابات أو  ظهور  معارضين ثوار وهكذا أهملت إثيوبيا إقليمها الشمالي لثقتها الزائدة في الجبهة الشعبية وبعد تمركز الجيش الإرتري على الحدود التي رسمها قادة الحرب الإرتري وانتهاء الجولة الأولى توعدت إثيوبيا وعلى لسان “سيو ابرها” بإلحاق الهزيمة بإرتريا ولكن ليس الآن  بل بعد انتهاء موسم الزراعة نحن نعطي الأولوية للزراعة وليس للحرب وبالفعل هذا ما قاموا به, ففي خلال الأشهر الستة جهزت إثيوبيا قواتها وقامت باستدعاء جميع الجند الذي كانوا في عهد الدرج ووعدتهم بدفع رواتب سبعة سنوات وقاموا أيضاً بتجنيد خمسمائة ألف جندي وتعاقدوا مع خبراء حرب من دول البلغان وتجهزوا تجهيزاً جيداً لكسب الجولة القادمة و وحد الجبهة الداخلية والرأي العام الإثيوبي واستقطبوا أحزاب المعارضة وأصدرت الحكومة الفدرالية أمر إعدام على /جمال ياسين (ودي قربت) الإرتري  المتهم بقتل رئيس الأركان الإثيوبي “حيلوم أرأيا” وتخفيف أحكام السجن على “تمرات لاينه” نائب مليس سابقاً.  وهذا يكفي لإدانة النظام الإرتري في من بداء الحرب أو في من ورط من.  

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6139

نشرت بواسطة في أغسطس 27 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010