النظام يحاول عبر الحوار الخروج من عزلته

الخرطوم – مركز الخليج للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي          20/4/2005

اختتم منتدى الحوار الذي نظمته الجبهة الحاكمة في أسمرا خلال الأسبوع الحالي، وافتتحه رئيس النظام تحت شعار (التمسك بالقيم والاعتماد على الذات) متنافياً مع عنوان منتدى الحوار حيث ألقى رئيس النظام كلمة مقتضبة قال فيها أن الهدف من المنتدى هو إجراء حوار نقدي شامل للتجارب التي مرت بها الجبهة الحاكمة ووضع استراتيجية بالخطوط المستقبلية ولم يتطرق رئيس النظام إلى الحوار مع معارضيه في الداخل والخارج، إلا أن المنتدى الذي أداره المكتب المركزي للجبهة الحاكمة ناقش 8 ورقات تقدم بها أركان الجبهة الحاكمة. وانحصر المنتدى إلى المسئولين الكبار وفي مقدمتهم الوزراء وحكام الأقاليم ورؤساء الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية. وفي ختام المنتدى شكلت لجنة سرية برئاسة يماني قبرآب لإدارة الحوار لم يكشف النقاب عنها.

وحسب وكالة النظام الرسمية أعلنت إن المنتدى كان ناجح ورسم أهداف الحوار المرجوة، وكشفت مصادر عليمة إن الجبهة الحاكمة بعد أن أخفقت في الداخل والخارج تقدمت بمنتدى الحوار للحصول على موافقة صقور النظام لتعزيز الحوارات السرية التي يقودها يماني قبرآب مع أكثر من مجموعات في الداخل والخارج لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والالتفاف على الانتصارات التي حققتها المعارضة بالاتفاق على مظلة التحالف التي اعتبرها المراقبون بأنها أقوى صفعة سياسية على وجه النظام الذي يتعرض لخسائر دبلوماسية فاضحة أمام تعاون صنعاء الذي أحكم عليه الطوق الإقليم .

ويعتقد المراقبون إن الجبهة الحاكمة تبنت مبدأ الحوار الذي لم يتضح معالمه ولا القوى السياسية التي سيحاورها النظام، إلا أن الأوراق الثمانية التي نوقشت في منتدى الحوار الذي أنهى أعماله في أسمرا يوم 13 إبريل الجاري، كشفت إلى وجود قوة معارضة يمكن التحاور معها في حالة الوقوف مع الجبهة الحاكمة في مواجهة نظام أديس أبابا، واشترطت الجبهة الحاكمة الحوار مقابل مقاطعة النظام الإثيوبي، وأكدت مصادر عليمة إن يماني قبرآب مسئول الشئون السياسية للجبهة الحاكمة في أسمرا قد أجرى لقاء مع عدد من المسئولين في الحكومة النرويجية خلال زيارته الحالية إلى أوسلو التي تتبنى مبادرة السلام بين إثيوبيا وإرتريا للتطبيع ومبادرة مماثلة بين النظام الإرتري ومعارضيه، وكانت أوسلو قد قدمت دعوة لجمع المعارضة واستضافة كل قوى المعارضة، تمهيداً للحوار المباشر بين النظام والمعارضة، إلا أن مساعي أوسلو لم تتوقف لإجراء الحوار بين الجانبين بعد أن نجح السودان برعايته لاجتماعات المعارضة التي توج بتشكيل التحالف في مارس الماضي. وتزداد التكهنات والتنبؤات بزيارة المفاجئة لـ يماني قبرآب إلى أوسلو بعد إجازة جبهته توصيات وقرارات منتدى الحوار الذي يعقد للمرة الأولى بمبادرة من الجبهة الحاكمة التي تسعى جاهدة للخروج من النفق المظلم.

حيث نظمت مظاهرات ضد الحرب لتسويق مشروعها الجديد للهروب من أزماتها الداخلية، وإن تجدد الحرب مستبعدة على الأقل في وقتنا الحالي حسب قراءة المراقبين.

وفي نفس الاتجاه قدم مستشار الشئون الخارجية والدبلوماسية بمكتب الرئيس أماري تخلي تقريراً لمنظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والستين والتي أنهت اجتماعاتها الأسبوع الماضي تضمن التقرير تمسك إرتريا بمبادئ احترام حقوق الإنسان التي ورثتها من قيم ثورتها منذ معركة حرب التحرير، وأعلن أماري التزام إرتريا لكافة القوانين الخاصة بحقوق الإنسان الصادرة من الأمم المتحدة. وقال إن بلاده وقعت على معاهدات حقوق الطفل في أغسطس عام 1994م. وأبدى استعداد بلاده للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة في مجال ترقية حقوق الإنسان، وحمل أماري اديس أبابا مسئولية انتهاكات حقوق الإنسان في إرتريا، وخاصة إن الحكومة الإرترية تتحمل عبء إفرازات وتداعيات الحرب منها التيتم  والتشرد والنزوح وطرد الأسر والأباء من إثيوبيا .

ويذكر أن أماري تخلي عمل لثلاثة عقود مستشاراً لهيلي سلاسي وثم منجستو، وتخصص في محاربة الثورة الإرترية إبان معركة حرب التحرير والآن يتولى مهمة محاربة المتطلعين للديمقراطية والحرية في نفس المنظمات التي كان يحارب للإمبراطور فيها استقلال إرتريا.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4662

نشرت بواسطة في أبريل 20 2005 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010