الوطن الحلو مر

محمد صالح قبرو 

yabaladna@maktoob.com

 

 

هو مجرد عنوان اخترته للولوج إلى (( مستنقع )) الكتابة عن الجرح الكبير الذي أصاب الوطن الإرتري ، وهو ليس سوى عنوان للتواصل مع الهم الوطني الهادف إلى الخلاص من حكم مستبد أطاح بالأحلام الفردية والجماعية على مدى سنوات طويلة…

هو عنوان للكتابة عن وطن صغير في مساحته لكنه يمتد داخل أكثر من أربعة ملايين مواطن موزعين في الداخل-سجن أسواره عالية- والخارج- بحريته المشروخة -.

الوطن في عنوان هذه السطور هو وطن خرافي بمقاييس الثورات التحررية ، وما هو خرافي في سيرته هو أنه تحقق _ ليس كالكثير من الأوطان _ بالدم والتشرد واللجوء والغربة والاستشهاد المجاني وكثير من البطولات وقليل من الخيانات ، لذلك فهو وطن يستحق أكثر من الكتابة لكنها _ للأسف_ الوسيلة الحضارية الوحيدة المتاحة لمواجهة خطر التفتت .

وهو عنوان لزاوية تجاهد لتلامس أوجاع المواطن الارتري الأصيل والذي يعاني الأمرين –نظام متسلط وطبيعة قاسية-، ذلك المواطن الذي يزرع في مختلف المناطق ليقي نفسه وأولاده خطر المجاعة ، لكن النظام يسرق منه الأولاد ثم يمنعه كذلك من حصد ثمار عامه الزراعي .

سأكتب عن المواطن الذي يحاول أن يمارس التجارة الحلال لكن شركات النظام تمنعه من تحقيق الأرباح ليضطر في نهاية المطاف إلى بيع مؤسسته ومحاولة الهروب خارج البلاد لكن أفراد حرس الحدود يلقون القبض عليه ، فإن كان من بينهم ابن حلال مر بسلام تام بعد أن يدفع لهم الكثير مما يحمل من مال – إن تبقى له شيء من تجارته الخاسرة -.

هذه السطور لن تكتفي بالمر من حياة المواطنين بل سينال الحلو منها حظه ، وسأعمل جاهدا لأجد ذلك الحلو من حياة شعبنا وهو كثير لكنه يحتاج الى منا جميعا نظرة متفائلة ، فكم من محنة وطنية _ السجون، الحروب، الهروب ، الكشات البوليسية، والموت وغيرها من محن_ وقد تحولت إلى نكتة يضحك منها الشارع كله . هل تصدقون أن المواطن في ارتريا لا يزال يبتسم ويضحك !!!وهل في ذلك غرابة ، ألم تكن قوافل الشهداء والجرحى تحلم بوطن يبتسم فيه المواطن بحرية!!!

عن ذلك يجب أن نكتب ،وأرجو أن تمدوا حبال النقد والتواصل ليس معي فقط بل مع كل كتابة ارترية علنا نصطف من جديد لنعلنها ثورة بقيادة الجميع ولمصلحة الجميع وبهم …..

دعونا نبدأ والنصر معقود لنا نحن الارتريين لأننا نستحق أكثر من الحرية، وأقل من الخلود ، فقط علينا أن نخطو نحو التوحد في وجه الطغيان ،ولنجعل شعارنا هو وكما خلده الشاعر الارتري الفذ محمد الحاج موسى :- ارتريون نحن إن نشقى وإن نسعد

والكتابة هي خريطة تكفينا جميعا إن أعلناها صريحة بأن القهر والطغيان والجوع هم الأعداء ، وليس هناك جوع إلا بسبب الأخطاء الإدارية ،وهل أسوأ من إدارة _ ولن أقول حكومة- يقودها اسياس افورقي الذي جعل من وزرائه مندوبين له في الوزارات .

عن هذه الهموم وغيرها سنكتب كلنا مع جزيل الشكر للقائمين على أمر ((فرجت )) هذا الموقع الذي يمثل موقعا متقدما في مواجهة الكابوس القابع في اسمرا والكاتم على أنفاس الأمهات والآباء والصبايا والطلاب والفنانين والعمال والإعلاميين والمزارعين والمهنيين والأدباء وغيرهم،والمتاجر بانتصارات مايو الجليلة ، وهو كغيره من المواقع الارترية يحتاج الى دعم مني ومنك ومنها ومنهن ومنهم ومنكن ، فهل نمد أيدينا نحو بعضنا لنخيف باصطفافنا ذلك الديكتاتور ونعطي المواطن في الداخل بصيصا من الأمل الحقيقي في قرب الخلاص من ذلك النظام الذي يجمع في عضويته العساكر والقتلة اللئام .

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6869

نشرت بواسطة في مايو 4 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010