الى مزبلة التأريخ أنت وسيدك يا ديك العدة

بقلم : محمود علي ادريس

  19/01/04

اضحت المهرجانات التي داْب النظام علي تنظيمها واقامتها منذ فترة طويلة  وسيلة من وسائل الاستعباط  السياسي التي لايجيد نظام أفورقي الشوفيني عملا  سواها ولا يري حياة  من دونها ولايعترف بمواطن الا من تهافت وتدافع لحضورها والرقص فيها.  وأضافة الي كونها طريقة ” مفضلة” لدي الجبهة الشعبية استخدمتها في جحور وأحراش الساحل ابان فترة الكفاح المسلح من أجل الهاء المناضل الارتري وتخديره وجعله الة طيعة مجردة عن الاحساس الا بما يملى عليه ويؤمر به ، فهي تهدف في الوقت الحاضرالي تجميع الاموال  بكل وسائل الغش والربا والتزوير من خلال بيع رسوم دخول الي تلك الحفلات -تبرعات شبه الالزامية– اتاوات  وضرائب- بينغو ويانصيب – بيع اراضي – شهادات استثمار بيع جوازات الخ…

 والامر الأكثر اثارة للدهشة والاستهجان هو ان الاستعباط السياسي لذلك النظام الكبساوي المتهالك قد قاده الي الزعم بأن المهرجانات التي يقيمها هنا وهناك تؤدي الي تمتين الوحدة الوطنية والتلاحم ” الوطني” بين قوميات الشعب الارتري!! ونحن نتسأل: أين هي مظاهرالوحدة الوطنية والتناغم الذي نتج عن تلك الحفلات؟؟  ومنذ متي تحققت وحدة وطنية لأي شعب من الشعوب علي انغام موسيقي  ورقص في حفلات يرتادها أناس اقل ما يقال عنهم انهم في حالة سُكر ولهو ولغو. !! 

 أن نظام أفورقي الشوفيني التقرينياوي لايريد مواطنا صالحا متسلحا بالمعرفة والثقافة التي تؤهله لمجابهة مسؤوليات الوطن وتحديات المستقبل. انه يريد شعبا من الراقصين الذين يتم تحريكهم بال”كرار”  ( بكسر الكاف) وهزهم بال” مسنقو”. يريد شعبا يلف في دائرة ” حلقة مفرغة” لاقُطر لها ولامحيط. ولايرغب في التعامل مع ذلك الشعب او التحدث اليه الا اذا أُقيمت حفلة وضُربت الطبول وتمايلت الأجساد وأهتزت الاكتاف وسطح (بشد الطاء) الناس عن الموضوع الاساسي!!!  وقد أُعتبر حضور تلك الحفلات والرقص فيها معيار سياسيا يعتمد عليه النظام عن التدليل علي شعبيته وشرعيته.  ولذا نري اجهزة اعلام النظام وابواقه تتباهي بالأعداد “الغفيرة” – حسب زعمها- التي ترتاد تلك الحفلات. والادهي من ذلك هو ان وسائل اعلام النظام وابواقه اضحت من السذاجة للحد الذي تعتقد فيه ان القارئ سيصدق الارقام التي تزعم بانها قد حضرت تلك الحفلات . فبينما لاتسمح القوانين السائدة في الغرب مثلا بأكثر من 1000 شخص في قاعة من قاعات الاحتفالات ، تقوم ابواق النظام بمضاعفة الحضور الي اضعاف مضاعفة فيقولون ان اكثر من عشرة الاف رقصوا ودفعوا وايدوا “الحكومة” في ذلك المهرجان!! كما انهم يسمون هرطقات وشوارعيات كوادر الشعبية في الاجتماعات الجماهيرية ب” التنوير” !!! تخيل ايها القارئ الكريم ان ديك العدة ينور الشعب الارتري !!!

  لقد أصبحت شوفينية افورقي الكبساوية الان واضحة بشكل جلي اكثر من أي وقت مضي. فبالأضافة الي استخدامه اساليب القهر والقتل ومصادرة الاراضي والتهميش والتجهيل ، نراه يستخدم سياسة فرق تسد التي عفي عنها الدهر عن طريق توظيف واستخدام أناس لايكنون للشعب الارتري ادني حد من درجات الاحترام ناهيك عن مشاعرالانتماء وروح التضحية والعطاء التي لم تكن من سماتهم في الاصل. ويأتي المدعو الامين محمد سعيد والمشهور بديك العدة في مقدمة تلك الادوات الطيعة التي تتسابق وتهرول لتنفيذ الادوار القذرة وغيرالاخلاقية. أن الامين محمد سعيد الذي يثير اشمئزاز كل الوطنيين بسبب حملاته التضليلية البخسة  ولسانه السليط الذي لاتخرج منه كلمة صدق او وفاء ، لم يكن صادقا او وفيا او محايدا حتي في مشاعره تجاه مايري من حوله وما يسمع من طغيان قومية التقرينية واستبدادها وسياسات اقصائها ومصادرتها لحقوق الاخرين. ونقول جازمين ان الرجل يقوم بالتأكيد بدور يتماشي مع اخلاق ومرامي اهداف الشعبية منذ ظهورها في السبعينيات ولا ادل علي ذلك من ان كل التصريحات والمقابلات التي يجريها هذا الرجل تكاد تكون كلماتها وسطورها بل وحروفها واحدة متطابقة وبنفس الترتيب. فأذا سُأل عن السجناء السياسيين او عن اللاجئين ، يتحدث عن الستينيات وعن القيادة العامة والمجلس الأعلي ثم يهاجم اللغة العربية ومن يستخدمها وينهي حديثه دون الاجابة علي السؤال.  وقد كتب عن هذا الرجل الكثير من الاخوة و فضحوا  دوره التأمري اللاوطني في العديد من المقالات خاصة تلك التي كتبت بعد اجتماعه المشوؤم في مدينة الرياض في السادس من سبتمبر عام 2002، حينما تجرأ وتطاول علي اللغة العربية والدارسين بها . وقد انهالت عليه الردود في كل المواقع الشبكية وتصدت له ولسيده افورقي الذي كلفه بتلك المهمة. وعلي كل حال لم اكن ادري حتي وقت قريب ان الامين محمد سعيد نفسه لم يعشق لغة التقرينية عشقا عذريا بريئا كعشق عنترة لعبلة او عشق مجنون ليلي ، بل أنه ينتمي اليها ثقافيا وروحيا وعائليا. وهذا الامر لم يكن ليشغل بال احد ما لم يتمادي ديك العدة في الهجوم علي خياراتنا الثقافية والحضارية لحساب التقرينية وأهلها. واليوم نري الجرأة الشوارعية التي يتم بها أقصاء العربية وتبني التقرينية والدليل علي ما نقول ماثل في  التوظيف الحكومي الذي لايُمنح الا لأبناء طائفة التقرينية الذين تم تأهيلهم من خلال ايفادهم الي منح دراسية والمثال علي ذلك هو العدد الهائل (800) طالب او اكثر (99% منهم من ابناء طائفة التقرينية)  الذي بعثته الشعبية الي جامعات جنوب أفريقيا للحصول علي درجات البكلوريوس والماجستير بأسم الشعب الارتري وذلك بأستخدام أعانة دولية مخصصة لقطاع التنمية والتعليم والتأهيل. أضافة الي ذلك لايصعب علي أي امرء ان يدرك ما وصلت اليه شوفينية حزب الامين وافورقي لمجرد تصفح موقع شعبية.اورغ الذي تم تأسيس نسخة اخري له سمي بشابيت. كوم وقالوا عنه انه الموقع الرسمي للحكومة ” وزارة الاعلام” . وما يدعو للدهشة هوان هذا الموقع بالذات لاتري فيه حرفا من حروف اللغة العربية ناهيك عن كلمة او اعلان اومقال بلغة الضاد.  فهذا الموقع لايجدر به ان يحمل اسم موقع وزارة اعلام . والاسم الصحيح والحقيقي الذي يلائمه هو موقع وزارة لغة التقرينية وموقع وزارة التجهيل والتعتيم.

 أن ديك العدة يقوم بدور مخطط له من اسياده يهدف الي تنفير وتخويف اصحاب الحقوق ليحطم روح الامل في ذلك الوطن الذي قدموا كل غالي ونفيس من اجله. وقد قارن احد الاصحاب ما يقوم به الامين محمد سعيد من دورمع ماتقوم به الكوادر الكبساوية الاخري مثل حقوس كشة ويماني قبراب “مونكي” الذي يعتبر الرجل الثاني في نظام الشعبية – علي اقل تقدير- عندما يقوم بزيارات الي جماهيرالتقرينية في الخارج. ولا أنسي تلك الملاحظة الدقيقة التي لفت انتباهي اليها ذلك الاخ الذي لاحظ بان يماني مونكي يتم استقباله بحفاوة بالغة بالزهور والورود والتصفيق. وهوبدوره لا يرقص معهم فحسب بل يقوم بالتحدث اليهم بأدب ثم يشكرهم ويبشرهم بمنح اراضي في مقارح ومصوع وفي اي بقعة من ارتريا. كما يفتح لهم تسهيلات بنكية من قروض وضمانات وغيره. ويردف صاحبنا قائلا: هذا هو نموذج رجل الدولة الذي يمثل قوميته (التقرينية) ومصالحها وليس نموذج ديك العدة الذي يهاجم “شعبه” ويصادر ويتامرعلي حقوقهم الثقافية والوظيفية والحياتية.

 لايخفي علي القارئ من تلك المقارنة الواقعية جدية المؤامرة التي يقوم بها الامين ويديرها افورقي من مضاجعه مرتاح البال وسعيد بأنجازات الامين!! ويجب ان لايتوقع احدا بأن الامين سيؤنب علي فعلته او يبعد من وظيفته “عقابا” له لانه ” أحرج الحكومة”  مع الجماهير الارترية في ملبورن والرياض بل بالعكس سيظل الأمين في الخدمة يقوم بنفس الدور اللاوطنى طالما تربع أفورقي في اسمرا .

 ويجب علي ديك العدة وعلي سيده ان يعوا الدرس القاسي الذي لقنتهم اياه جاليتنا في ميلبورن فهذه هي جماهيرنا الصامدة التي اثبتت مرة اخري بانها مدركة لمصلحة الوطن  وهي لاتهادن في القضايا المصيرية التي تمسه. كما انها برهنت عمليا بأنها مسلحة بأقصى درجات الوعي واليقظة والحذر ممن يريد السوء بها أو بخصوصيات ثقافاتها وحقوقها الوطنية التي لاتقبل المساومة والتفريط. فالحفلات والمهرجانات ووسائل الترفيه لا تصرفها عن مسؤولياتها تجاه أمانة عواتي وشمسي وأزاز ووللو وغيرهم من شهداء الوطن بل يرسخ ما لديها من ايمان و قناعات ومعتقدات فكرية بضرورة مواجهة شوفينية التقرينية واركانها واعوانهم الذين سيرمون لامحالة في مزبلة التاريخ.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8037

نشرت بواسطة في يناير 19 2004 في صفحة مزبلة التأريخ. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010