اليوبيل الذهبي للثورة الارتريه والتحدى الحقيقي

بقلم / سالم  رمضان _ سويسرا _ ستقالن

salim_remadan@yahoo.com        

 فى البدء أهنئ المسلمين بصفه عامة والارتريين بصفه خاصة بحلول عيد الفطر المبارك وكل عام وانتم بخير …

 

 عندما ينتمى الانسان الى وطنٍ ما ، يشده الحنين لكى يعرف عن تاريخ ذلك الوطن والمجهودات والتضحيات التى بذلت من قبل الاباء والاجداد الذين أعطوا كل مالديهم ودفعوا مهرا غاليا حتى يكون الوطن حراً ومستقلاً ومستقراً .

ان الحرية لا تتأتى بين عشية وضحاها بل بمجهودات ونضالات وانتصارات متلاحقه فى كل الميادين وتتعاقب عليها الاجيال جيلا بعد جيل الا ان يقطف ثمرة هذا النضال الجيل الاخير اى جيل الاستقلال والحرية  والشيء المعلوم عندما يناضل الاباء و الاجداد يناضلون وهم مقتنعون بان الحرية التى ينشدوها ليس لكى ينعموا بها هم بل من اجل ان ينعم بها الابناء والاحفاد وهذه الحقيقه يضعونها امام نصب اعينهم وهم يقاتلون وينازلون العدو ، ولم يكن الدافع السلطة او المغنم انما الشهادة او النصر فيحطمون بارداتهم وعزيمتهم كل جبروت وكل طاغيه ينازلهم فى ارض الوغى ، نعم الجيل الذى ينعم بالحرية والاستقلال لا يعلم ثمن هذا النعيم الذى يرقد فيه وينعم به  ولايعلم ماذا كلفت هذه الحرية  من اجل ان يعيش وينعم هكذا ..  فالابناء الصالحين الذين يذكرون من صنع لهم هذا الجميل ويشكرون الاباء والاجداد لاكتمال هذه النعمه بعد الله سبحانه وتعالى .. وللاسف الابناء العصاة والمسخوطين والمغضوب عليهم اى الذين لايعرفون الانتماء ولايعرفون التربيه هم الذين يتنكرون لهذه المجهودات ويجحدون  وينصبون انفسهم الابطال الحقيقين  وصناع التاريخ فهؤلاء ابناء الشوارع لا وازع لهم ولا اخلاق .  بل يتماهون ويذهبون الى تسخير موارد الدولة من اجل ان يمحوا هذا التاريخ العريق فهل لك يا انت التى تسمي نفسك اسياس ان تخبرنا اين كنت فى العام 1961م واين كنت يوم الشرارة الاولى فى ادال وتقوربا ؟؟ هل انت صنعت التاريخ منذ الاربعينات اين كنت عندما اجدادك ارادوا ان يمنحوا ارتريا فى طبق لهيلى سلاسى ؟؟؟ .. فان لم تخشي عاقبة الليالي و لم تستحتى فاصنع ماتشاء …

فالان بعد مضيء خمسون عاما على انطلاق الشرارة الاولة للثورة الارتريه وتاتى ذكرى سبتمبر بعد ان اكملت الثورة الارتريه يوبيلها الذهبي  هناك تحدى حقيقي يواجهنا نحن الارتريون ويتمثل فى الاتى :

 اولاً : التحدي الحقيقي يكمن فى اقتلاع النظام المستبد على هرم السلطة فى اسمرا ويتنكر لابطال ادال وتقوربا  ولمجهوداتهم ونضالاتهم ، وبذلك تمر ذمرى سبتمبر دون طعم وذوق.

ثانيا : الابطال الذين دفنوا خارج التراب الارتري من الرعيل الاول وقدماء المناضلين. فاذا لم نقم بنقل رفاتهم الى حظيرة الوطن بذلك لم نكرمهم ولم نرد الجميل اليهم.

ثالثا : اسر الشهداء والرعيل الاول يجب ان يكرموا تكريم يليق بهم لانهم دفعوا الثمن مع الشهداء وفقدوا اعمدة البيت وشقوا طريق الحياة دون ولى امر من اجل ارتريا .

رابعا : نحن فى المهجر وبعيدا عن الديار فى معكسرات اللجؤ فاذا كنا اصحاب ارض واحفاد الابطال يجب علينا ان نحتفل بهذه الذكرى داخل التراب الارتري لان الثورة انطلقت من داخل ارتريا فيجب ان يكون  الاحتفال يليق بالذكرى  وندشن ثورة اخرى من اجل تحرير الانسان الارتري.

خامسا : هناك مسؤلية تقع على كل المناضلين القدماء لكى يدونوا التاريخ ويسطروا المواقف والبطولات التى سطرها الرعيل الاول قبل ان ينتقلوا الى ربهم فهذه امانة على اعنقاهم واكتافهم حتى يتعرف الجيل القادم على تلك الاحداث والملاحم  ..

سادسا : ماذا اعددنا للاحتفال باليوبيل الذهبي ؟؟؟ هل الفرق الموسيقيه والاغانى وغير ذلك .. اقولها وقلبي يتقطر دما اذا لم نكمل اطلاق الشرارة مرة ثانيا فلم نكون اوفينا حق هذه الذكرى الغاليه لدى قلوبنا . فهنا الفرق لقد خرج القائد البطل حامد ادريس عواتى ورفاقه من اجل تحرير التراب الارتري ولم يبخلوا بشيء من اجل ذلك الهدف وبذلوا الغالي والرخيص من  اجل تحرير ارتريا .. فماذا فاعلون نحن والانسان الارتري يُستعبد ويباع كالسلعه التجاريه من قبل المافيا التى تحكم الوطن فهل نتفرج وننتظر القدر ؟؟؟!!!! كفانا عشرون عام من الانتظار والهوان كفانا ظل واذعان كفانا لجؤ وهروب ..

 

  ان ارتريا اليوم ليس ارتريا التى التى كان يحلمون بها الاباء والاجداد . فاذا كان يعلم الرعيل الاول نوايا واهداف الزمرة الحاكمة لما خضب ترابها بالدم الاحمر وروى ثراها من شراينهم .

 برغم من المرارات التى نتجرعها نحن فى الشتات ومحرمون من تراب ارتريا الطاهر ، هذا لايمنعنا من الاحتفال بذكرى المواقف والبطولات التى سطروها اباءنا و اجدادهم بل بالعكس نعتز ونتمسك بهذا الارث العظيم  ونحفظ ذلك الحق ونحن جزء من ذلك الحدث وسوف نكمل المسيرة ونواصل الطريق الى ان نحقق امنية الاباء والاجداد ..

فنقول للعصابة وقطاع الطرق  فى اسمرا فان لم تنصفوا الابطال ولم تتوقفوا من غيكم فانكم ماضون الى سلة المهملات ومزبلة التاريخ والتاريخ سينصف من ينصفه  وسيظل يذكر الرجال والبطولات والملاحم والاستبسال . وليس هناك من يحجب اشعة الشمس سوف وليس هناك من يحجب الحقيقه سوف تسطع شمس تاريخنا وان خذلتموهم وتنكرتم لهم …

وسيظل العار والعار يلحق بكم يا انصاف الرجال ..

وسوف يحاكمكم التاريخ كما حكمتم على الاخريين ، وسوف ياتى جيل يحاسبكم على افعالكم ، وسوف تتنكر لكم الاجيال كما تنكركم للاخريين .

 تاريخ الرجال والابطال محفوظ ومحفور فى الذاكرة  لا يمكن نسيانه ولايمكن محوه حتى اذا مضت خمسون اخرى فنحن ماضون فى اخذ حقوقنا ان شاء الله..

كل سنة وانتو طيبين

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17130

نشرت بواسطة في أغسطس 30 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010