انتكاسة العلاقات بين نظام أسمرا والخرطوم … يدفع فاتورتها سفراء إرتريا السابقين

الخرطوم – مركز الخليج للدراسات الإعلام بالقرن الإفريقي 28/6/2005

تطور الخلاف بين الحكومة السودانية ونظام أسمرا. وأعلن وزير خارجية السودان د. مصطفى عثمان تقديم شكوى ضد النظام الإرتري، وقال مصطفى أنه سلم الشكوى لرئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي بانتهاك نظام أسمرا للسيادة السودانية، والقيام بأعمال عدوانية تمثلت في الهجمات على عدة مناطق بشرق السودان. والقيام بخطف أربعة من أعضاء برلمان ولاية البحر الأحمر، حيث أكد أنهم معتقلين داخل الأراضي الإرترية. وكشف مصطفى أن إرتريا تساند مجموعات مسلحة وتسعى لنسف عملية السلام في عموم السودان وحذر مصطفى في حالة ان المجلس ما لم يأخذ بإلاجراءت الصارمة ضد إرتريا فإن الأوضاع ستتجه نحو الأخطر نتيجة التصرفات الجنونية يقوم بها نظام أسمرا وأشار إلي أن السودان يحتفظ بحق الدفاع عن وحدته وشعبه.

تشهد العلاقة الإرترية السودانية مزيدا من التوتر مع اقتراب موعد  تشكيل حكومة الوفاق الوطني في السودان والمقرر لها في التاسع من يوليو القادم. ويتوقع وصول كل من د. جون قرنق رئيس الحركة الشعبية ومولانا محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الديمقراطي السوداني إلي الخرطوم في السادس من يوليو القادم. في وقت يصعد فيه النظام الإرتري من نشاطاته الدبلوماسية والعسكرية والإعلامية بهدف نسف عملية السلام في السودان، ووصلت العلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوياتها، وشهدت حالة عدم الاستقرار خلال السنوات الماضية، حيث كانت الخرطوم أول دولة تعين سفيرا لها في اسمرا بعد الاستقلال عام 1993 وهو السفير جعفر محمد إلا أن اسمرا طلبت منه مغادرة البلاد بعد أن مضى عام من تسلمه لمنصبه كسفير، وذلك إثر قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في ديسمبر من عام 1994.

إلا أن مساعي ليبية وقطرية وبعد لقاءات أفورقي بالبشير في طرابلس والدوحة تم الاتفاق خلالها على ضرورة استئناف العلاقات وتبادل السفراء وبعد عادت المياه إلي مجاريها بين اسمرا والخرطوم. حيث عينت الخرطوم السفير د. أبو باشا في اسمرا بينما عينت أسمرا سفيرها حامد حمد في الخرطوم المعتقل حاليا في سجن النظام. واصبح الدبلوماسيون الذين عملوا  بسفارة النظام في الخرطوم من المغضوب عليهم حيث لحق الاعتقال بأول سفير لإرتريا في السودان بعد الاستقلال السفير صالح كيكيا وهو الأخر لم ينجو من اعتقالات النظام التي طالت العديد من دبلوماسيها في الخارج. فيما نجا السفير عبد الله أدم من اعتقال مؤكد وانضم إلي معسكر المعارضة ضمن قافلة السفراء والمسئولين للمعارضين للنظام وهو حاليا رئيس الحركة الشعبية الإرترية. وخلف عبد الله أدم السفير عيسى أحمد الذي حول إلي قسم القنصليات في أسمرا ويقضى في هذه الايام اجازة مفتوحة وصل خلالها إلي المملكة العربية السعودية.

كما يقضى القنصل السابق في الخرطوم ودي فتوراري نائب عيسى أحمد إجازة مماثلة حيث كانا يعملان في الأمن الخارجي مع ودي كاسا إلا أنهما قد خسرا مهمتهما التي كلفا بها  في السودان وانتهى بهما الحال في ضمن قائمة الانتظار الطويلة في غرفة التعيينات الجديدة. وعلى رأسهم السفير سليمان الحاج الذي رشح أكثر من مرة ليخلف عبد الله أدم في الخرطوم إلا أن الخرطوم لم تصدر موافقتها وسجلت تحفاظات عليه نتيجة الدور الذي لعبه في المعارضة السودانية وكان سليمان قد لعب دورا رئيسيا في مهمة جمع المعارضة السودانية في أسمرا في عام 1995م، كما ارتبط بعلاقات متميزة مع المعارضة السودانية بشكل عام.

وهو من الشخصيات المعتدلة التي تأثرت بمدرسة التسامح السودانية إلا أن النظام أحلاه هو الأخر إلي غرفة الانتظار مع بقية رفقائه في النظام. وكان سليمان قد نقل من منصب رئيس القنصليات بالخارجية إلي قائمة المغضوبين عليهم.

 يذكر أن طاقم السفارة والدبلوماسيين العاملين في الخرطوم كان قد سجلوا أكبر عدد من الهاربين من النظام حيث هرب السفير عبد اله أدم ثم تبعه القنصل عبد الله محمد على بالإضافة إلي سائق السفير والمسئول المالي بالسفارة وعدد من الموظفين.

ويعتقد المراقبون أن معاناة دبلوماسي النظام تكمن في توتر وفتور وانهيار العلاقات بين والتي انعسكت سلبا عليهم وأن حالة التشفي والانتقام تمثلت في اعتقال أهم سفيرين عملا في السودان هما صالح كيكيا وحامد حمد وكانا من أكثر الشخصيات التي أبلت بلاء حسنا لخدمة النظام لخدمة النظام وخاصة الشعبية.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4739

نشرت بواسطة في يونيو 18 2005 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010