بأسم من يتحدث الأمين محمد سعيد؟

بقلم/أحمد أسناي

13/01/04

بقلوب ملؤها الحزن والأسى والحسرة تلقينا نباء اجتماع ( الأمين محمد سعيد ) الذي عقد في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في يوم الجمعة 6/9/2002م   والحديث عن الأمين محمد سعيد وغيره من مسئولي الحزب الحاكم يعود بنا إلى الوراء  يوم ان نشرت صحيفة إرتريا الحديثة التابعة للنظام رسماً كاريكاتورياً فيه رفض واضح لكل ما يمت إلى الإسلام بصلة أقول إلى الإسلام الحقيقي وليس إسلام مسميات كما هو حال الأمين محمد سعيد ، ذلك الرسم الذي زيل بتوقيع صاحبه وهو اسم  يدل على أنه لأحد أبناء التجرينية وبالأحرى المسيحيين الذين كلما تحدثنا عن أخطائهم ابنرى لنا من يدافع عنهم من أبناء المسلمين إلى أن ظهر الدكتور مسفن بخيت الذي لم يسمح لأحد أن ينتقد المسيحيين بأي حال من الأحوال إلى أن ترك مواقع الانترنت العربية وأصبح أثراً بعد عين وكم كنت أود أن اسمع رده على كتابات المدعو يوناس أرأيا التي قام بترجمتها مشكوراً الأخ محمد عثمان حمد، وحتى لا أتوغل في الأمور الثانوية أدلف إلى لب الموضوع الذي دفعني لكتابة هذا المقال ، قلت يعود بنا إلى ذلك الرسم الذي يصور رجل ملتحي ويحمل رشاشاً وشكله يدل على أنه مسلم كتب تحته تعليق بالتجرينية

Fandamentalizm ina bahalti ab ertra bota yebilomn)  )

ومعناها [ لا مكان لأدعياء الأصولية في ارتريا ] وقد مر ذلك الكاريكاتير مرور الكرام ودون أي تحرك من المسلمين إلا بعض مظاهر الاستياء في أوساط المسلمين داخل الوطن ، كما ذكر لي أحد المهتمين من هناك، وبعد الترجمات التي أرفقة بالرسم من قبل شقي حركة الجهاد الإسلامي والتي كانت تمر في تلك الفترة بأزمة سياسية أدت إلى انشقاق  الحركة ،  وقيل في حينه بان هذا ليس موقف الحكومة الرسمي  ولم تحرك كل التنظيمات الارترية ساكناً وكأن الأمر لا يعنيها وكأن الذين يتعرضون للإهانات ليسوا مواطنين وأعضاء فاعلين في كل التنظيمات السياسية ، مرت تلك الحادثة كما قلت مرور الكرام  وحمّل النظام مسئولية تلك الجريمة للرسام الذي قام برسمها ولم تنل الصحيفة أو محرر الصفحة أي جزاء لأن الأمر هنا يتعلق بالمسلمين الذين انطلت عليهم هذه الحيلة.

 أما المسميات الاسلامية في الجبهة الشعبية كان ومازال حالهم كما قال الله تبارك وتعالى [ فهم في ريبهم يترددون][1] ثم جاءت الحادثة الثانية أشد وأنكى من سابقتها وهي صورة المسجد التي رسمت أسفل الحذاء والتي كانت من إنتاج مصنع( wegahta) وتعني الفجر وقد نالت حظها من النشر حيث قام موقع مسلنا دوت كوم مشكوراً بنشرها مرتين ، ولكنها كسابقتها وكما هي عادة كتابنا ومثقفينا إلا من رحم ربي مرت مرور الكرام حيث لم يعر هذا الأمر أحداً من التنظيمات الارترية إلا البيان الذي صدر من حركة الخلاص الإسلامي الإرتري وهي الجهة الوحيدة التي تفاعلت معه بالإضافة إلى موقع مسلنا ، ومر مرور الكرام ، وحينها تسابق اتباع النظام إلى الاتصال بالحكومة وبالفعل صدر بيان من النظام يقول بأن النعال أي أسفل الحذاء صناعة إيطالية وليس لمصنع وقاحتا أو الحكومة الارترية أي مسئولية  وألصقت التهمة إلى الطليان لتضاف إلى رصيدهم من استعمارهم لإرتريا.

 والآن يأتي الأمين محمد سعيد وكما قال الأخ أبو صالح إلى المملكة العربية السعودية ويقول ما تابعناه فالسكوت على هذا لعمري هو عين الخنوع والتذلل، وقبل مناقشة تصريحات الأمين محمد سعيد لابد لنا أن نعلم ما هي الأسباب التي تجعل مسئول مثل الأمين محمد سعيد يشتم المسلمين وفي مقر السفارة الارترية بالرياض وبكل جرأة ؟ وهل لو كان الأمين يتوقع رفضاً من الحضور كان سيتفوه أو سيفكر مجرد التفكير في قول ما قاله في حق المسلمين أقول المسلمين لأن الأمر لا يحتاج إلى تأويل لأن الأمين ذكر  بكل صراحة ووضوح كلمة مؤذنين ولا أظن بأننا سنقبل تأويل المؤولين وتزيين المزينين لمساوئ الأمين ليبينوا لنا قصده من هذا الكلام، أعود إلى سرد سبب من الأسباب الذي قد يكون من الأسباب التي مهدت لمثل هذه التصريحات ، قال لي أحد الأخوة الذين عاشوا في الرياض وكان من المواظبين بل من الحريصين على حضور كل الاجتماعات التي تقام في السفارة الارترية بالرياض ، وكان هذا قبل أكثر من أربعة سنين  وفي اجتماع حاشد أقامه السفير الإرتري السابق وهو من المسلمين قال ، قام أحد الآباء من قومية التجرينية المسيحيين الذين يرسلون أبنائهم إلى مدرسة الجالية الارترية بالرياض ،وصرخ مقاطعاً كلام السفير ومبدياً احتجاجه على التجاوزات التي تحدث في المدرسة المشار إليها ، ولم يفهم السفير ما يعنيه بالتجاوزات وأين حدثت فقال له في المدرسة ، فاستفسر السفير وما هي التجاوزات ؟ فرد ذلك الشخص قائلاً مادة الدين، التي تدرس لأبنائنا بدون رغبتهم،  فما كان من سعادة السفير إلا أن اعتذر لذلك الأب وتم شطب المادة بالفعل ، هذا في قلب نجد فما بالك هناك [في إرتريا] حيث التعليم بلغة الأم؟ وأنا أتعجب ممن يرسلون أبنائهم إلى مثل هذه المدارس ، مدارس الجالية بعد كل هذه التجاوزات وشطب مادة الدين.

 بعد هذه التوطئة والتي تدل على أن من كانوا حاضرين مهيئين لتقبل كل أنواع السب بما في ذلك التعدي على الثوابت الدينية للمسلمين ربما كلامي هذا فيه تعميم  ولكني أقول إلا من رحم الله وقليل ما هم ومنهم الأخ الذي نقل الخبر ونشرته مشكورتين كل من مواقع  عونا ومسلنا .وهذه وقفات مع تصريحات الأمين محمد سعيد وسوف أكتفي بمناقشته فيما يختص بالثوابت واللغة والتعليم:

الوقفة الأولى: قولك: [المقيمون في السعودية ليسوا أهل تعليم ، فقد خصصنا لكم فرص تعليم في الجامعات الليبية ، فلم نجد منكم تجاوباً ، وأنا أعرف أُسَر في جدة قالوا لي أن ليبيا بعيدة ، وليست هناك منح نقدية للطلاب ، و أعذار أخرى واهية …. ، والمشكلة ليست في إيجاد منح في الجامعات العربية ،] هذا قول لا يعطي حق للأمين أن يتهم الناس بأنهم ليسوا أهل تعليم فالتقييم لا يكون ببلد الإقامة بل بتقييم درجات الطلاب وتخصصاتهم وظروفهم وظروف البلاد التي يبتعثون إليها وليس كما يحلو لكم ، لأن الذين قالوا بأن ليبيا بعيدة لهم ظروفهم الخاصة والذين قالوا لا توجد منح نقدية أيضاً لهم ظروف خاصة، وليس هذا عيباً حتى يقال عنها أسباب واهية ، ولكنك نسيت أن تقول بأن الجامعة الارترية ليست مستعدة لاستقبالهم أو تخصيص كليات تتناسب وتخصصاتهم باللغة العربية ولماذا ليبيا فقط ، ألا توجد دول أخرى فيها جامعات ؟

الوفقة الثانية: قلت [ ’’ ولكننا نرى أنه ليس هناك أي جدوى للغة العربية في إرتريا . ماذا سنفعل بمواطن لا يعرف إلا اللغة العربية ، ليس للغة العربية لدينا مكان ولا لمن تعلم بها ، لن يشغل حامل الشهادة الجامعية العربية أي وظيفة في الدولة إلا وظائف دونية وهامشية ,, ] من الذي يرى وهذه نقطة مهمة جداً لأن كلام الأمين يوحي وكأنه ليس كلامه إنما كلام النظام والدليل بدء كلامه بـ ولكننا نرى ،انتبه !! نرى وليس أرى فمن الذي يرى ؟ أقول ، ان الذي يرى جدوى اللغة العربية في إرتريا ليس الأمين ولا من يقف وراءه ولكن هو الشعب الإرتري ولا أحد سواه ، وكون المواطن الذي قلت فيه ماذا سنفعل بمواطن لا يعرف … أما إذا كنت تقصد بأن المواطن الذي لا يعرف إلا اللغة العربية غير مؤهل فهذا من حقك أما إذا كان مؤهلاً ومتخصصاً في مجال من المجالات العلمية أو التقنية أو الأكاديمية، فلا يمنعه ذلك من تقلد أي مهام والدليل هذه الشركات التي لا ينطق مهندسوها إلا باللغة الصينية أو اليابانية أو الكورية والتي تشيّد بتشديد الياء ، المباني والطرق والجسور العملاقة، في شتى بقاع الدنيا ومنها إرتريا،  لم يمنعها عدم معرفتها باللغات الأخرى من استعانة الدول بها، في التنمية،  أما إذا كنت تقصد كما جاء في تصريحك [ ليس للغة العربية لدينا مكان ولا لمن تعلم بها ] كهدف لمحاربة اللغة العربية ولمن يتحدث بها فهذا نذير شؤم لأن المقصود هنا في كلامك [ ولمن يتحدث بها ] يحمل أكثر من دلالة سوف لن أناقشك فيه، لعلمي التام بأنه لم يصدر منك وليس من عندياتك،  وذلك من خلال متابعاتي لتصريحاتك وكتاباتك ففيها ما يكفي لتقييمك. أما قولك [لن يشغل حامل الشهادة الجامعية العربية أي وظيفة في الدولة إلا وظائف دونية وهامشية ] الرد على هذا الكلام في الواقع الإرتري فها هم خريجي الجامع العربية من الفنيين والتقنيين والخبراء واللغويين والقضاة والكتاب والإعلاميين،  يملاءون الدوائر الرسمية في كل أنحاء إرتريا أم تريد أن تغطي عين الشمس بيديك؟

الوقفة الثالثة: أما قولك [أو يعمل مؤذن في المساجد ، ولسنا في حاجة إلى مزيد من المؤذنيين في إرتريا.] وهذا هو سبب كل هذه التساؤلات التي طرحتها في بداية هذا التعقيب ، من الذي يقرر إذا كنا بحاجة إلى مؤذنين أم لا؟ ليت الذين ينفون كل تصريح يصدر من مسئولي النظام يستفسرون من الأمين محمد سعيد من الذي يقصده الأمين بـ ’’ ولسنا بحاجة إلى مزيد من المؤذنين في إرتريا ؟! أما إذا كنت قلتها من باب التهكم فتب إلى الله لأن هذه الكلمة أو المهنة الشريفة ليست محل تهكم ولا استهزاء أما المؤذنين فموجودون في إرتريا منذ ان وطئت أقدام الصحابة تلك الأرض التي قال عنها أحد الأخوة نقلاً عن شيخ كبير [ إنها أرض مباركة ] المقالة منشورة في موقع عونا1 دوت كوم وبالفعل تلك الأرض المباركة ليست بحاجة إلى مؤذنين من الخارج وهذا ما يسؤ الأمين لأن فيها مؤذنين يولدون كل يوم وأول كلمة يسمعونها من كلام الناس هو الآذان وليس عيباً ان يكون أبنائنا مؤذنين وهذا ليس من شؤون الحزب ولا الأمين محمد سعيد وهذا الكلام وبهذه الصراحة لم يسبقك إليه أحد.

قال صلى الله عليه وسلم ’’ كل أمتي معافى إلا المجاهرين ,,[2].

الوقفة الأخيرة : أما قولك  [واللي ما عاجبه يمشي إلى جهنم. ]  سوف أروي قصة أو نكتة لأنه من حقنا أن نقول النكات طالما أن المسئولين يقولون نكات باسم النظام والسياسة فما المانع : كان لإنجليزي صديق ايرلندي والعداء التقليدي بينهم لا يخفى على أحد فقال الايرلندي ’’ تحيا أيرلندا أو تعيش ايرلندا ,, فأراد الإنجليزي، إغضاب صديقه الايرلندي فهتف قائلاً  ’’   تحيا جهنم ! تحيا جهنم ! ,, فرد عليه الايرلندي ببرود كل يحن لوطنه .

الأخ ناقل الخبر جزاك الله خيراً وأشكر فيك غيرتك على دينك وإشفاقك على بني وطنك وأرجو من كل غيور من أعضاء الحزب أن يستنكر هذا الأمر لأن الأمر الآن لا يتعلق بفئة دون فئة الأمر يتعلق بوجود أو لا وجود، أما ما يتعلق بالأمور السياسية فقد قلت فيها الكثير وأرباء بنفسي أن أخوض فيها  في هذه العجالة.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8042

نشرت بواسطة في يونيو 13 2004 في صفحة المنبر الحر, مزبلة التأريخ. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010