“بان كيمون” رئيسا لأرتريا !؟

عمر جابر عمر

بعد بضعة أيام تحل ذكرى أستقلال أرتريا… ذلك الأستقلال الذى تحقق ضد كل التوقعا ت والحسابات والتحليلات لمراكز الأبحاث والمراقبين ودول المنطقة والمجتمع الدولى بأسره. وحده الشعب الأرترى كان يؤمن بأنه سينتصر …لذلك فقد قدم كل ما يملك دون تردد. قامت الدولة الأرترية فى لحظة تضاربت فيها مصالح ورؤية أثيوبيا مع الدول الكبرى (أمريكا)… وكان أعتراف المجتمع الدولى من منطلق الأمر الواقع وليس أقتناعا بحق الشعب الأرترى فى الأ ستقلال.

 

كان يمكن أن تكون الدولة الوليدة نموذجا للتعايش ليس بين مكوناتها فحسب بل أيضا لدول المنطقة كلها. نحن نعرف ما جرى بعد ذلك ولا نريد أن نبكى على الأطلال ولا أن نشف الجيوب ولا أن نلطم الخدود … لقد أسمعنا صوتنا لمن يريد أن يسمع وعرضنا قضيتنا فى المحافل الدولية .. لكن الأستجابة وردود الفعل كانت عكس ما توقعنا … جاء رد الفعل تعبيرا عن أجندة أقليمية تغيرت بعد أن كانت تصب فى أتجاه الأعتراف بأ ستقلال أرتريا! وكانت الأستجابة تنفيذا لأستراتيجية دولية تعطلت فى مرحلة زمنية بسبب أستقلال أرتريا ثم جاء الوقت لتحريكها وتفعيلها. هل أتحدث عن ألغاز وطلاسم؟ كلا …هل تابعتم مبادرة دول الأيجاد ؟ أنها دول منطقة القرن الأفريقى – ليس من بينها دولة تتمتع بالحكم الرشيد وليس من بينها دولة تكون نموذجا للتعايش الأجتماعى والسيا سى – ورغم ذلك تقدمت تلك الدول بشكوى الى الأمم المتحدة تتهم فيها الدولة الأرترية والشعب الأرترى … وحيثيات الأتهام هى كما يلى:

1- النظام الأرترى أصبح خطرا على السلم والأ ستقرار فى المنطقة — لم يسلم أحد من لسانه أو يده .

2- النظام الأرترى أصبح فاقدا للأهلية وغير قادر على أدارة الدولة وبالتالى يجب على المجتمع الدولى أن (يحجر) عليه لأنه قاصر ولا يعرف ما يفعل !؟ هذا نموذج حى لمقولة (حق يراد به باطل)!

3- الشعب الأرترى أصبح تائها يجوب العالم بحثا عن مكان آمن – أصبح (السلعة) الرئيسية لتجار البشر .. لذا فمن واجب المجتمع الدولى حماية هذا الشعب والأخذ بيده والبحث عن مستقبل آمن ومستقر له !؟ (دموع التماسيح!) .ومن أجل تسويق هذه المبا درة فأن الدول الكبرى (الحريصة على مستقبل الشعب الأرترى) ستناقش المبادرة فى مجلس الأمن وتصدر قرارها الذى يترجم تلك المبادرة الى واقع عملى … كيف؟

@ لا بد من أزاحة النظام الأرترى عن المسرح وتشكيل أدارة مؤقتة من الأمم المتحدة لفترة أنتقالية الى حين تقرير مصير الشعب الأرترى ؟ وبما أن (بان كيمون) ربما لا يجد متسعا من الوقت للقيام بالمهمة فأنه سيكلف سكرتيره الأفريقى (هبلى منقريوس) لأدارة البلاد؟

@ المرحلة الثانية هى بحث مستقبل الشعب الأرترى… أى الحلول تناسبه – العودة الى (أمه أثيوبيا) أم التقسيم؟ هذا ما ينتظركم أيها الأرتريون – فماذا أنتم فاعلون؟ أذا كان بلاء الشعب الأرترى فى مستوى الدولة سببه وجود (شيخ) يتصرف كأبن العشرين دون حكمة أو محاسبة من ضمير فأن ذلك البلاء يتضاعف أذا نظرنا الى حال المعارضة الأرترية التى يشغلها جدال من شاكلة: هل الملائكة (ذكر أم أنثى؟) وأيهما وجد أولا – البيضة أم الدجاحة؟ فاذا أضفنا الى ذلك ظهور (شباب) فى الستين يبشرون بالتغيير — أدركنا عمق المحنة التى يواجهها الشعب الأرترى .

كان الله فى عون الشعب الأرترى

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32434

نشرت بواسطة في مايو 17 2013 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010