برفيسور نرويجي: يؤكد فشل دولة التجرنة في إرتريا

مركز الخليج

سبحت نقا: الأصوات المنادية بميناء عصب الإرتري شاذة ولايقاس عليها. يوسف برهانو: فشل النظام في إرتريا لايعني فشل الدولة. أقيمت أمس الجمعة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ندوة حول الشأن الإرتري بجامعة أديس ابابا.

وهذه الندوة تعتبر الأولى من نوعها تبحث الوضع في إرتريا. وذلك تحت عنوان الجمهورية الثانية في إرتريا.

محاضر الندوة: البروفيسور النرويجي (جيتل ترانافيل)

افتتح الندوة البروفيسور النرويجي (جيتل ترانافيل) مقدماً سيرته الذاتية وعلاقاته بالشعب الإرتري عامة والثورة الإرترية في مرحلة الكفاح المسلح خاصة. وهذا في سبيل التأكيد منه على معرفة الشأن الإرتري في الماضي والحاضر معرفة لصيقة ومستقرئة. وعرج بعدها إلى الوضع الراهن لإرتريا في ظل الحكومة الإرترية (الهجدف) واعتبر تغيير التقسيم الإداري السابق من (9 أقاليم) إلى التقسيم الإداري للنظام الحاكم في ارتريا (6 أقاليم) بداية التجرنة قائلا: إن هذا التقسيم يهدف إلى توزيع قومية التجرينية إلى كل الأقاليم الإرترية.

وأوضح إن هذا التقسيم أحدث خللا في التركيبة السكانية وهيمنة قومية التجرينية التي كان تواجدها محصوراً في الأقاليم الثلاث في المرتفعات (أكلي قوزاي، حماسين، سراي) وأكد على تبني النظام سياسة التهميش للمسلمين في كافة المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية مما ترتب عليه خلق أزمة التعايش بين مكونات الشعب الإرتري وتذويب الأقليات في قومية التجرينية بسيطرتها على عصب الحياة الاقتصادية والسياسة والأمنية. مشيراً إلى أن هذه السياسات ألقت بظلالها على المعادلة الداخلية التي بدأت تنهار تدريجياً.

وأوضح أن مظالم النظام شملت المجتمع الإرتري ككل إلا أن الضرر الأكبر لحق بالمسلمين.

وأشار البروفيسور النرويجي إلى انتهاكات النظام لحقوق الانسان الإرتري، ومصادرة الحريات العامة والخاصة، وعسكرة الدولة وهيمنة الضباط على المرافق الحياتية وموارد الدولة. كما وقف بالشرح والإسهاب عند تجرنة المجتمع الإرتري بالتنكر لإثنية المجتمع.

وقال في حديثه إن هذه السياسات التي انتهجها النظام الحاكم جعلت من إرتريا دولة فاشلة، ودفعت بالشباب الإرتري (الطاقة الانتاجية) إلى الهروب والملاجئ حيث وصل معدل الهروب 40 ألف لاجئ في الشهر. مما أدى إلى تجميد الحياة في الدولة.

وأضاف بأن الممارسات القمعية طالت كل القوميات الإرترية إلا أنها تكون أظهر عند قومية الكوناما والعفر. فمدينة (بارنتو) مثلا أصبحت اليوم تدار من قبل قومية التجرينية.

انتقل بعد هذا الحديث إلى ما اسماه بالجمهورية الثانية في إرتريا التي رأى تحقيقها في تبني نظام التعددية الحزبية وتأسيس دولة مدنية تساوى وتراعى حقوق الأقليات في المجتمع الإرتري.

وقال إن النظام الفيدرالي لايناسب الوضع في إرتريا لإعتبار العامل الاقتصادي الذي تعيشه البلاد والتوزيع الديمغرافي.

واختتم حديثه مبدياً تخوفه من تردي الوضع في إرتريا إذا ما استمر على هكذا وضع. مالم تبادر القوى الوطنية الإرترية لإنقاذ الوطن والمواطن والحيلولة دون الحرب الأهلية كما الحال في الصومال وأفقانستان والعراق.

وتطرق البروفيسور النرويجي إلى احتمال سيناريو استيلاء العسكر على السلطة في إرتريا والدخول بها إلى غياهب مصير مجهول.

المداخلات:

1. الفبروفيسور أندرياس اشيتو مستشار رئيس الوزراء الإثيوبي.

2. سبحت نقا رئيس المركز الإثيوبي للسلام والتنمية.

3. د. يوسف برهانو أحمدين رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني الإرتري.

وصف الفبروفيسور (أندرياس اشيتو) مستشار رئيس الوزراء الإثيوبي علاقات الشعبين الإثيوبي والإرتري تأريخية وثقافية.

وقال: ما الأزمة الحالية إلا من صنع النظام في أسمرا وتستزول بزواله. وأضاف أن الشعب الإرتري هو الأقرب إلى الشعب الإثيوبي. كما تتناول في مداخلاته الروابط والمصالح المشتركة في مختلف المجالات.

مثلما تحدث عن استقرائه لعلاقة الشعبين منذ نعومة أظافره عندما كان طالبا إلى أن أصبح رئيس في جامعة أديس أبابا حيث هناك خصوية استرعت انتباه واستوقفته من جانبه أكد رئيس المركز الإثيوبي للسلام والتنمية السيد (سبحت نقا) من جانبه، موضحاً وموجهاً لمن زعم فشل مشروع الدولة في إرتريا بالقول إن الشعب الإرتري رفض مشروع الاتحاد الفيدرالي الذي قام به الإمبراطور (هيلي سلاسي) وقال إن خيار الفيدرالية رفضه الشعب الإرتري وأعلن الكفاح المسلح الذي دام لـ (30 سنة) إلى أن توج بالتحرير الكامل للتراب الإرتري في 1991م ليكتسب بعدها الشرعية الدولية والقانونية عبر الاستفتاء الذي تم 1993م.

وأشار (سبحت نقا) في حديثه إلى أن إثيوبيا كانت أول دولة أقرت واعترفت بخيار الشعب الإرتري في الاستقلال الذي أكدت عليه صناديق الاستفتاء.

وأوضح (سبحت نقا) بأن همَ الشعب الإرتري اليوم يتمثل في إزاحة النظام القمعي القائم، وعلى الجميع أن يسهم في تحقيق هذا الهم وفي الأخير يترك الخيار في نظام الحكم للشعب الإرتري.

كما وصف (سبحت نقا) الأصوات المنادية بميناء عصب الإرتري والمطالبة بعودة إرتريا إلى إثيوبيا، بأنها أصوات شاذة ولايقاس عليها.

وقال إن الأزمة ليست في شرعية الدولة لأن هذه الحقيقية نحن نؤمن بها ولا توجد أية مطامع في هذه الدولة، إلا أن المشكلة تكمن في إدارة النظام الذي سجل فشلا ذريعاً. ومعالجة هذا الفشل تكون من مسؤولية الشعب الإرتري فهو المعني بكيفية التعامل مع هذه الأزمة وايجاد الحلول.

وكانت المداخلة الأخيرة للدكتور يوسف برهانو رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الإرتري. الذي أكد على مقدرة الشعب الإرتري في تجاوز الأزمة واعادة بناء الدولة التي يجد فيها المواطن الإرتري ممثلاً في هيئاتها ومؤسساتها. وأن هذا الشعب الذي انتزع الاستقلال لايعجزه اليوم البناء وحماية ما تم انجازه بدماء الشهداء.

كما اثنى الدكتور يوسف أثناء مداخلته على المحاضر الذي انطلق من فهم عميق ومعايشة لصيقة لما عليه الحال في إرتريا. وجاءت مداخلة الدكتور يوسف رداً على مداخلات قام بها بعض الحضور مشيراً إلى فشل مشروع الدولة في إرتريا.

ودافع بشدة عن المشروع الوطني الإرتري. وقال إن الفشل يعود إلى النظام ورموزه وليس إلى الشعب الإرتري. وإن الأصوات التي تشكك في مقدرة الشعب الإرتري هي أصوات بعيدة كل البعد عن واقع الشعب الإرتري الذي سيعيد الكرامة الإرترية وسيحافظ على مكتسبات ونضالات الشعب الإرتري.

وكانت هناك مداخلات وتعليقات من الحضور مشيرة إلى أن مشروع الدولة الإرترية فشل وليس له مقومات تؤهله للاستمرارية. وهناك من تهكم وقال ليس هناك خيار سوى العودة إلى إثيوبيا. فيما طالبت أصوات أخرى بميناء عصب وانتقدت الحكومة الإثيوبية لاعترافها بدولة إرتريا.

وكان من ضمن المتهكمين أحفاد (الأندنت) الذين يمثلون استمرارية فكر الوحدة مع إثيوبيا التي أصبحت خبراً بعد عين.

ورأى المشاركون في محاضر الندوة الذي قام بالإيضاح والتوجيه والرد على الأسئلة التي حامت حول الندوة – البرفيسور النرويجي أخصائيا ومشخصاً للأزمة الإرترية. والذي أقر بفشل الجمهورية الأولى ودعا للعمل الجاد من أجل اقامة الجمهورية الثانية.

وكان البرفيسور صريحاً في حديثه عندما تناول التهميش والأقصاء. وحكومة التطرف التي لاتعترف بالأخر. وقال إن الحل والخروج من الوضع الحالي يكمن في إسقاط هذه الحكومة وبدء مرحلة جديدة من الوفاق والمصالحة الوطنية والتسليم بأخطاء النظام التي أدت إلى فشل الدولة في إرتريا.

وجاءت مداخلة مؤسس الجبهة الحاكمة (سبحت نقا) تجديدا وتأكيدا لرؤية الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية على أن مايجري في إرتريا هو شأن داخلي، وإن إثيوبيا تدعم خيارات الشعب الإرتري في التغيير والديمقراطية.

وقال إن مسألة التغيير هي: من مسؤولية الشعب الإرتري.وذلك رداً منه على الأصوات المتطرفة والمطالبة بالوحدة مع إثيوبيا والحالمين بميناء عصب. وإن رده هذا أثلج صدور الحاضرين من المهتمين والباحثين وقيادة المعارضة الإرترية.

وجاءت مداخلة يوسف برهانو واضعة اليد على الجرح حتى نالت ثناء المحاضر(البروفيسور النرويجي). وقال في حديثه: إن الشعب الإرتري متماسك اليوم أكثر من ذي قبل وهو قادر على تحقيق الجمهورية الثانية (حسب تقسيم وتسمية المحاضر) التي يمكنها تلبية رغبات الشعب الإرتري في تحقيق العدالة والرفاه مما يجعلها نموذجاً للدولة المدنية في القرن الأفريقي. كما يتنبأ به البروفيسور النرويجي.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39108

نشرت بواسطة في يونيو 7 2013 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010