بيان التحالف الديمقراطي الإرتري بمناسبة إحياء الذكرى العشرين للتحرير

جماهير الشعب الإرتري المناضلة!

إننا نحي الذكرى التاريخية ل24 من مايو للتحرير كل عام تخليدا لها، وللوقوف على وصايا شهدائنا، وتجديدا لعهدنا للمضي قدما في مسيرة الإنعتاق، وللإرتقاء إلى مستوى التحديات الماثلة.

 

الشعب الإرتري البطل!

بينما نحي اليوم الذكرى العشرون للتحرير ينبغي علينا العودة إلى الوراء قليلا للوقوف على هذه المناسبة التاريخية العظيمة. لقد ناضل الشعب الإرتري لما يقارب قرنا من الزمان ضد القوى الإستعمارية المتعاقبة بصفة عامة، ونصف قرنا في الأونة الاخيرة بصفة خاصة حيث خاض نضالا سلميا لعشرين عاما، وكفاحا مسلحا بطوليا مريرا لثلاثين عاما قدم فيه أسمى التضحيات ليكون نموذجاُ بطوليا فريدا في مسيرة النضال التحرري للشعب الإرتري والعالم، وهو ما سيبقى خالدا إلى الأبد.

 

إن الشعب الإرتري الذي لم يركع يوما أمام القوى الإستعمارية المتجبرة، وقدم تضحيات بطولية فريدة في سبيل التحرير تعطلت إنطلاقته نحو السلام والعدالة والديمقراطيةوالتنمية بسبب النظام الديكتاتوري للهقدف الذي حطم هذه الأهداف، وجعله مستعبدا، ليصبح التحرر من نير الإستعمار الأجنبي بتحرير الأرض، وتأكيد السيادة الوطنية تحت سيطرة حفنة قليلة من الجلادين ليقع مرة ثانية في مستنقع المعاناة المريرة. وبالتالي أصبحت البلاد تواجه خطر التفكك والإنهيار. وإن كنا نحي هذه الذكرى بإعتبارها خطوة متقدمة في طريق التخلص من الإستعمار الأجنبي بتحرير كامل التراب الإرتري، وتأكيد السيادة الوطنية إلا أن تطلعات شعبنا نحو الحرية قد تبددت بسبب الظلم والقهر الذي يمارسه النظام الديكتاتوري للهقدف بحقه على إمتداد عشرين عاما، وعليه فإننا نحيها في لحظة تاريخية مؤلمة للغاية.

 

فمنذ إستحواذ نظام الهقدف على السلطة بالقوة، وتحوله لنظام الفرد الواحد الشمولي حرم الشعب الإرتري من السلام والعدل والمساواة، وإنتهكت حقوقه الإنسانية والديمقراطية، وإصبح عرضة لجميع أشكال الظلم والإضطهاد، وتحولت اليلاد إلى سجن كبير. وعلى إمتداد عشرين عاما عمد النظام حفاظا لمصالحه، ومصالح عملائه الضيقة على ممارسة سياساته الهدامه بالداخل والخارج، مما أدى إلى تدهور الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية لشعبنا بصفة عامة، وإقحام الشباب في أعمال السخرة، وحجزهم بالمعسكرات تحت مسمى الخدمة الوطنية ( وارساي يكألو)، الامر الذي أدى إلى تفكك حياتهم الإجتماعية حيث وصلت بهم الممارسات القمعية والمعاناة القاسية حدا لا يطاق، فأصبحوا مجبورين على  اللجوء وتحمل مخاطره ليكون الوطن عرضة لخطر التفكك. ويعتبر الحادث الذي أودى بحياة 400 لاجئ إرتري في عرض البحر الابيض المتوسط في الأيام القليلة الماضية دليلا ساطعا على حجم المعاناة التي يعيشها شعبنا في ظل النظام القمعي للهقدف.

 

خاض الشعب الإرتري مسيرته التحريرية المسلحة، وهو يتطلع إلى أن تكون إرتريا المحررة مكانا يشعر فيه بالإحترام المتبادل، وتسودها الديمقراطية ويعيش فيها بسلام، وبالتوزيع العادل للثروة والسلطة، وسيادة القانون، وإختيار مستقبله بمخض إرادته، وتعزيز وحدته طواعية وعلى قدم وساق، وأن ينعم بالأمن في بلاده، وبخلق علاقات طيبة مع كل دول الجوار والعالم مبينة على أساس المساواة والإحترام المتبادل، والتعاون المشترك، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير. ولكنه على إمتداد عشرين عاما الماضية راحت كل تطلعاته أدراج الرياح. وفي هذه الفترة عمد النظام على إشعال الحروب مع دول الجوار بالتوالي، وممارسة الاعمال الإرهابية بإحتضانه للإرهابين وتسليحهم ليعرض شعبنا والمنطقة برمتها لمخاطر جمة. لقد أصبح النظام اليوم معزولا عن الشعب الإرتري والمجتمع الدولي، وسر بقائه بات محصورا في إعتماده الكبير على أجهزته العسكرية والامنية، وغارقا في الفساد و الرشاوي والنهب، و اركانه تأكل بعضها البعض ليكون على حافة السقوط. وبينما النظام في مثل هذه الوضعية، وكعادة الطغاة يحاول إن يصرف إنتباه الشعب الإرتري عن الإنتفاضات الشعبية العارمة التي تنتظم في المنطقة ضد الأنظمة الديكتاتورية بتنظيم الندوات تحت شعار: (الشعب الإرتري عشرون عاما من الإعتزاز) مظهرا نفسه بطل التحرير، ورافعا شعارات لا تحصي زاعما أنه يسير على درب التنمية. إن الإكثار من مثل هذه الدعايات يماثل النهج الفاشي  ونازية هتلر ونظام الدرق الفاشي، وعادة ما تستخدمها الإنظمة الديكتاتورية غطاءا عندما تشعر بانها على وشك الإنهيار.

 

الشعب الإرتري الصامد! 

خاض الشعب الإرتري نضالا دؤوبا لتوحيد فصائله بذات القدر الذي نضال فيه ضد الإستعمار الأجنبي، إلا انه لم يتمكن من تحقيق ذلك نتيجة للتناقضات والتنافس اللاحميد الذي كان سائدا حينها، وما تبعه من حرب أهلية مريرة. وقد إستمرت حالة عدم الإعتراف والقبول بالأخر في الساحة الإرترية حتى بعد تحرير كامل التراب الإرتري، إلا أنه بعد حهود كبيرة بذلها الشعب الإرتري وقواه السياسية، وبتشجيع من الجهات الصديقة أدت كلها إلى ميلاد تجمع القوى الوطنية الإرترية في عام 1999م، تبعه تأسيس التحالف الديمقراطي الإرتري. كمظلة جامعة إستطاعت جمع أكبر عدد من تنظيمات المعارضة الإرترية. ويعتبر هذا في حد ذاته خطوة إيجابية متقدمة في المسيرة الوحدوية لمعسكر المعارضة. اليوم يسعى التحالف الديمقراطي الإرتري جاهدا للعب دوره المتميز في إنجاح المؤتمر الوطني بمساندة المفوضية الوطنية في تنفيذ مهامها المرحلية بذات القدر الذي ساهم به في إنجاح ملتقى الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي.

 

إن كان الوضع الراهن ببلادنا في غاية الحساسية والخطورة، إلا أن سعي قوى المعارضة الإرترية عبرتعزيز وحدتها الداخلية، وتمكنها من عقد ملتقى الحوار الوطني، وإستعدادها لعقد المؤتمر الوطني الجامع، يعتبر أمرا مشجعا وخطوة متقدمة تساعد على تسريع أحداث التغيير الديمقراطي في بلادنا. والأمل الكبير معقود اليوم لكي يضافر كل من التحالف الديمقراطي الإرتري،  والقوى السياسية الاخرى، ومنظمات المجتمع المدني، والزعامات الدينية والوجهاء، والمثقفين، والمرأة والشباب .. ألخ جهودهم جميعا في إنجاح المؤتمر الوطني بذات القدر الذي ساهموا به في إنجاح ملتقى الحوار الوطني. ولإخراج بلادنا من المأزق الحالي ينبغي علينا تقوية معسكر المعارضة بتأطير الشعب إلى جانب مهامها المرحلية عبر تصعيد التعبئة الجماهيرية، الإرتقاء بالجوانب العملية بما يؤدي إلى إسقاط نظام الهقدف. كما ينبغي علينا تنحية خلافاتنا الثانوية جانبا، وإعطاء الاولوية القصوى لتلبية المطالب الآنية لشعبنا نحو السلام والديمقراطية.

 

الشعب الإرتري الوفي!

إننا نحي اليوم ذكرى الرابع والعشرين للتحرير وقد أصبح شعبنا الذي ضحى بكل ما لديه، وسكن الجبال والوديان في بطولة منقطعة النظير غير قادر على تلمس أهدافه التحررية ليعيش في معاناة مريرة. ومع ذلك، يعتبر الوضع اليوم مشجعا  لنهوض أبنائه المناضلين الابطال لحمل أمانة الشهداء بخوضهم نضالا ديمقراطيا دؤوبا من أجل تلبية مطالبه الديمقراطية المشروعة. وبما ان الإنتفاضات الشعبية الجارية في المنطقة ضد الإنظمة الديكتاتورية من هم على شاكلة الطاغية إسياس، تعتبر بالامر المشجع الذي يجب ان يتأثر بها الشباب وقوات الدفاع الإرترية، وبهذه المناسبة يدعو التحالف الديمقراطي الإرتري إلى إستخلاص الدروس من هذه الإنتفاضات ولعب دورهم الهام بالإنحياز إلى جانب القضية العادلة لشعبهم المضطهد. نناشد المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته إزاء معاناة شعبنا بالداخل، وما يواجه اللاجئين الإرتريين من مخاطر الموت في الصحاري والوديان والبحار في طريق البحث إلى ملاذ آمن، وما يوجه القابعين منهم في معسكرات اللجوء من مشكلات سياسية وإقتصادية وإجتماعية. ونناشد بضرورة تشديد العقوبات المفروضة على النظام. وعلى أولئك الذين يعملون مع النظام للحصول على المصالح الفردية الضيقة أن يعوا جيدا ان هذا النظام بممارساته القمعية لا محالة زائل، وسيكون مسائلا أمام التاريخ في إرتريا الغد،  وبالتالي ندعوهم  إلى الإنضمام للنضال من أجل قضية شعبنا العادلة.

 

وفي الختام نتوجه بالشكر الجزيل لشعب وحكومة أثيوبيا لما قدموه ويقدمونه من دعم ومساعدة لنضالنا من أجل قضية شعبنا العادلة، و إستضافتهما للاجئين من أبناء شعبنا، وتوفير المنح التعليمية للطلاب.

 

النصر للنضال الديمقراطي للشعب الإرتري!

النصر للمؤتمر الوطني للتغيير الديمقراطي!

السقوط والعار للنظام الديكتاتوري!

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار!

 

االتحالف الديمقراطي الإرتري

24 مايو 2011م

.

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=14643

نشرت بواسطة في مايو 25 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010