بيان التحالف الديمقراطي الإريتري

إننا نحتفل في هذا اليوم الأغر الرابع والعشرون من مايو 2014م بمناسبة مرور الذكرى الثالثة والعشرون للإستقلال الوطني تمجيدا للنضالات البطولية لشعبنا في مرحلة التحرر الوطني للتخلص من نير الإستعمار الأجنبي، وتجديدا لعهدنا للمضي قدما في مسيرة الإنعتاق عبر الإرتقاء بالنضال الديمقراطي الجاري في مواجهة الديكتاتورية إلى مستوى التحديات الراهنة.

إن الشعب الإريتري الذي لم يركع يوما أمام القوى الإستعمارية المتجبرة، وخاض نضالات طويلة ومريرة، وقدم تضحيات بطولية فريدة في سبيل التحرير ما كان يتوقع أن يعاني من جديد القهر والظلم والإضطهاد في ظل نظام شمولي بغيض  يمارس البطش والإرهاب، ويعتمد في سياسته الداخلية والخارجية الحرب بدلا من السلام. وبالتالي تعطلت إنطلاقته نحو السلام والعدالة والديمقراطية، والتقدم، وأصبح التحرر من نير الإستعمار الأجنبي بتحرير الأرض، وتأكيد السيادة الوطنية تحت سيطرة حفنة قليلة من الجلادين ليقع شعبنا مرة ثانية في مستنقع المعاناة المريرة، الامر الذي جعل البلاد عرضة لمخاطر جمة.

خاض الشعب الإريتري مسيرته التحريرية المسلحة، وهو يتطلع إلى أن تكون إرتريا المحررة مكانا يشعر فيه بالسلام، وتسودها الديمقراطية، وتوزيع عادل للسلطة والثروة ، وسيادة القانون، وبخلق علاقات طيبة مع كل دول الجوار والعالم، مبينة على أساس المساواة والإحترام المتبادل، والتعاون المشترك، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير، إلا أن كل هذه التطلعات راحت أدراج الرياح على إمتداد ثلاثة وعشرين عام ماضية. وفي هذه الفترة عمد النظام على إشعال الحروب مع دول الجوار بالتوالي، وممارسة الاعمال الإرهابية بإحتضانه للإرهابين وتسليحهم ليعرض شعبنا والمنطقة برمتها لمخاطر جمة. ونتيجة لسياساته الهادمة أصبح النظام اليوم معزولا عن الشعب الإرتري والمجتمع الدولي، وسر بقائه بات محصورا في إعتماده الكبير على أجهزته القمعية، وغارقا في الفساد و الرشاوي ، و اركانه تأكل بعضها بعضا، ليكون على حافة السقوط والإنهيار.

أنشأ النظام الشمولي أجهزة قمعية  لإنتهاك الحقوق الإنسانية والديمقراطية للمواطنين، وبالتالي بات شعبنا يعاني في ظله من جميع أشكال الإضطهاد السياسي، والإبتزاز الإقتصادي، والتمييز، وأعمال السخرة، والخدمة العسكرية الإلزامية المفتوحة. الأمر الذي أجبر الشباب على الهجرة بكثافة كبيرة تبعث القلق. ويعمد النظام دوما على غرس جميع أشكال الفتنة بين مكونات الشعب الإريتري بما يؤدي إلى إستحالة إستتباب الامن والسلام.

تاتي  هذه الذكرى والمسيرة التي بدأتها قلة من فصائل النضال الوطني الإريتري، في مواجهة النظام الشمولي، وقد صارت معسكرا وطنيا شاملا، يضم مختلف أطياف الكيانات السياسية والمجتمعية والثقافية والشخصيات المستقلة الرافضة لبقاء وإستمرارية هذه السلطة. كما تتنامى يوما إثر آخر فرص إحداث التغيير المأمول عبر جماهير شعبنا في الداخل، خاصة عبر تلك القوى التي تعاني من نهج وسياسات النظام، وفي مقدمتها أفراد وصغار ضباط الجيش الإريتري، والذي أثبتت حركة الحادي والعشرين من يناير الماضي 2013م بقاء إتقاد جذوة إنتمائه لشعبه، وتطور إحتمال إنحيازه التام  لصالح وضع حد للمعاناة القائمة في البلاد.

أمام هذا التطور التصاعدي لرفض الواقع الجاري في بلادنا، فإنه من الأهمية بمكان لقوى النضال من أجل التغيير الديمقراطي أن تنظم صفوفها، وتبني وحدتها على أسس ميثاقية راسخة، تستوعب إخفاقات الماضي التي أنتجت الواقع الراهن، وتلبي أماني وتطلعات الشعب الإريتري ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وأن هذا أصبح اليوم ضرورة وطنية ملحة، لا تقبل التأجيل أو التأويل. فالبديل المرتجى للسلطة الشمولية القائمة ، بالضرورة أن يكون على نهج وتصور واضح المعالم ، وضوابط وأسس وممارسة ، مخالفة لمنهج ومسالك السلطة الشمولية القائمة، وبما يتسق مع تطلعات وأماني شعبنا، حتى يتمكن هذا الشعب من بناء صروح دولته وفق خياراته الحرة.

 

إننا نحي اليوم ذكرى الرابع والعشرون للتحرير وقد أصبح شعبنا الذي ضحى بكل ما لديه، وسكن الجبال والوديان في بطولة منقطعة النظير غير قادر على تلمس أهدافه التحررية ليعيش في معاناة مريرة. ومع ذلك، يعتبر الوضع اليوم مشجعا  لنهوض أبنائه المناضلين الابطال لحمل أمانة الشهداء بخوضهم نضالا ديمقراطيا دؤوبا من أجل تلبية مطالبه الديمقراطية المشروعة.

وبهذه المناسبة يدعو التحالف الديمقراطي الإريتري الشباب وقوات الدفاع الإريترية إلى لعب دورهم الهام بالإنحياز إلى جانب القضية العادلة لشعبهم المضطهد. كما يناشد المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته إزاء معاناة شعبنا المضطهد بالداخل، وما يواجه اللاجئين الإريتريين الفارين بالمئات يوميا من جحيم النظام من مخاطر الموت في الصحاري والوديان والبحار في طريق البحث عن ملاذ آمن ، وما يواجه القابعين منهم في معسكرات اللجوء من مشكلات سياسية وإقتصادية وإجتماعية. وعلى أولئك الذين يعملون مع النظام للحصول على المصالح الفردية أن يعوا جيدا ان هذا النظام لا محالة زائل، وسيكون مسائلا بجرائمه وممارساته القمعية أمام التاريخ في إريتريا الغد،  وبالتالي ندعوهم  للإنضمام إلى جانب النضال من أجل قضية شعبنا العادلة.

وبهذه المناسبة يؤكد التحالف الديمقراطي الإريتري بمواصلة نضاله إلى جانب كافة قوى التغيير الديمقراطي، من أجل تحقيق التطلعات المشروعة لشعبنا. وفي هذا السياق فإن التحالف لن يدخر أي جهد في دعم وتفعيل المجلس الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي.، وإنجاح المؤتمر الوطني الثاني، والمؤتمر التوحيدي للتنظيمات السياسية الإرترية المعارضة.

وفي الختام نتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى كل الداعمين للتغيير الديمقراطي في اريتريا ونخص بالشكر الشعب الأثيوبي وحكومته، لما قدموه ويقدمونه من دعم للنضال الدميقراطي للشعب الإريتري، وإستضافتهم الكريمة للاجئين، وتوفير فرص التعليم الجامعي للطلاب الإريتريين.

النصر للنضال الديمقراطي للشعب الإريتري!

السقوط والعار للنظام الديكتاتوري!

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار!

 

التحالف الديمقراطي الإريتري

24 مايو 2014م

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30659

نشرت بواسطة في مايو 23 2014 في صفحة اعلانات وبيانات, الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010