بيان عن اللجنة المنظمة لتظاهرة ملبورن

الفاتح من سبتمبر العام 2004م

في اجتماع كان معد سلفاً لتدارس مواجهة مهرجان الاسفاف والابتذال وإستنزاف الجيوب الذي دأب حزب هقدف بإقامته في ملبورن منذ أربعة أعوام طغت الأخبار المتعلقة بحادث الطائرة الليبية علي جلسات الاجتماع فارتأى الحضور أن يعطوا الأولوية لهذه المسألة وحتى يؤكدوا تضامنهم مع الشعب الإريتري في الداخل ومع محنة اللاجئين في الخارج وتمشياً مع مواقفهم السابقة مع الأحداث الوطنية فإن المجتمعون في يوم السبت الموافق 28/8/ 2004م اتفقوا بالإجماع علي الأتي :-

اولاً- تنظيم مسيرة كبيرة وحاشدة في مدينة ملبورن خلال الأسبوعين القادمين ينتظم فيها أكبر عدد من الإريتريين وأصدقاءهم من الجاليات الأخرى – وقد كلف المجتمعون اللجنة بوضع التفاصيل والتقنيات العملية والقانونية المتعلقة بهذه المسيرة .

ثانياً – إرسال وفد إلي مكتب منظمة العفو الدولية وإلى مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وإلى منظمات مكاتب حقوق الإنسان العالمية المنتشرة في مدينة ملبورن لوضعهم أمام الصورة الروتينية للتعذيب وللضرب وللاغتصاب الذي يتعرض له الشعب الإريتري ، علي أن يكون الوفد مزوداً بجميع الوثائق الدولية التي تؤكد ذلك.

ثالثاً – الاتصال بالجاليات الإريترية في اروبا وكندا وأمريكا للبحث في كيفية تسيير مظاهرة متزامنة إلي السفارات الليبية لتسليمهم مذكرة مناشدة للعدول عن طرد اللاجئين الإريتريين والبحث عن “موطن ثالث” لهم إن تعذر إبقاءهم في الجماهيرية الليبية.

رابعاً – رفع مذكرة تتضمن طلب فوري وعاجل لعقد اجتماع مع شخصية أسترالية كبيرة ومؤثرة يتم فيها شرح الظروف السياسية التي تمر بها إريتريا ويتقدم فيها بطلب واضح إلي الحكومة الأسترالية بأن الإنسان الإريتري مازال يعيش في حالة لجوء وفق المواثيق الدولية والتعريفات القانونية المعتمدة عالمياً لمفهوم اللاجئ .

هذا وقد أقر المجتمعون أيضاً توجيه رسائل إل كل من :– النظام الإريتري – المعارضة الإريترية – السفارات والقنصليات الإريترية – الشعب الإريتري في الداخل ـ الجاليات الاريترية في أروبا وأمريكا وكندا .

 

أولاً:- رسالة إلي النظام الإريتري.

انه ومنذ الاستقلال فان شعبنا يعيش في حالة إحباط ويأس وانعدام الشعور بالأمان والثقة وقد تنامت لديه عواطف سلبية وأفكار سوداء تجاه أرضه ووطنه بالرغم من أن هذا الإنسان معروف ومشهود بحبه لوطنه وتفانيه وإخلاصه وقد حاز إعجاب العالم وتعاطفه حين ضحى بخيرة أبنائه لثلاثين عاماً لإبزاغ فجر الحرية في أرضه .

الآن بعد هذه السنوات الطوال من فجر الحرية في أرضه واجلاء المستعمر فان المجتمعون بمدينة ملبورن يحملونكم حالة الفساد والاستبداد القائمة فوق الوطن، وباعتبار أنكم تحكمون البلاد فإن جميع المآسي والاختلالات لتي تلحق به في هذا الأثناء تعود إلي السياسات التي تتبعونها، ولسنا ندري ان كان من وجهة نظركم حان الأوان للبحث عن مخرج من النفق المظلم الذي أدخلتم فيه البلاد والشعب ومع ذلك فنحن نذكركم بأن سياساتكم زرعت في نفوس الناس كره وبغضاء تجاهكم وأنكم تخاطرون بشكل كبير بالرصيد الإيجابي لنضالتكم أبان فترة التحرير – وعليه إننا نضعكم مرة أخرى أمام مسئولياتكم التاريخية لإنقاذ أرض الشهداء ووطن العطاء ولا يتأتى ذلك إلا بأتباعكم الآتي :ـ

اولاً:- الدعوة الصريحة والشجاعة إلي الوحدة الوطنية والمصالحة التاريخية وإقامة المجتمع الديمقراطي، والشروع فوراً في حوار وطني شامل وجامع مع أطياف المعارضة بغية الوصول الي تشكيل حكومة وحدة وطنية .

ثانياً :- الإعلان عن النوايا الحسنة والاتجاه الصادق المتمثل في الإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسيين والقيام بالاعتذار لهم وتعويضهم وعلاجهم والسماح لهم بالسفر وإعادة الاعتبار إليهم مع التعويض المادي والمعنوي لآسرهم.

ثالثاً :- الكشف عن مصير جميع المفقودين سوي نتيجة الحروب أو عن نتيجة الاعتقالات العشوائية والاختطافات الليلية الذي قامت بها أجهزتكم الأمنية .

رابعاً :- إعتماد مبدأ المساءلة قبل المصالحة وتبعاً له يتم الكشف عن المتورطين مباشرة في التعذيب والاعتقالات والاغتصابات تمهيداً لعزلهم ومحاكمتهم وحرمانهم من تقلد أي منصب ولفضحهم أيضاً أمام الشعب حتى يقول فيهم كلمته .

خامساً :- إعادة الممتلكات المنهوبة والأراضي المصادرة الي أصحابها مع الإعتذار لهم .

 

ثانياً :- رسالة إلي المعارضة الإريترية .

لقد أثبتت الأحداث بأنكم لم تكونوا علي مستوى المسؤولية الملقاة علي عاتقكم – إن هشاشتكم وتمزقكم جعلكم تخفقون في أهم وظيفة من وظائفكم وهي حماية الإنسان الإريتري والدفاع عنه. إننا بالطبع لا نلومكم لعدم دفاعكم عن الشعب في الداخل ولكن ما لم يفهمه أحد هو فشلكم في الدفاع عن أولئك الذين ساعدوكم بأنفسهم حين خرجوا من جحيم النظام الإريتري .

إن إعادة الإريتريين من مالطا وليبيا يؤكد مرة أخرى علي أن صوت المعارضة لم يكن مسموعاً وأنها لم تقم إلي الآن بإضفاء الطابع الشرعي المكسو بالتأييد الدولي لنضالاتها ، وقد تعددت الآراء حول أسباب ضعفكم ولكن يظل أهمها فشلكم في إيجاد كيان موحد قوي ومتجانس وفاعل .

إننا لانعفيكم عن مسئوليتكم من تحمل الإيذاء الذي يتعرض له أبناءنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا الذين تم إعادتهم قسراً إلي إريتريا ونطالبكم من أجل البقية المحتجزة في ليبيا ومن أجل قضايا أخرى أيضاً بالآتي :-

أولاً :- الشروع الفوري في إرسال دعائم حقيقية وصادقة تمهد في إقامة كيان معارض موحد.

ثانياً :- طرح بعد آخر واضح وجريئ علي نقيض اسياس أفورقي، فإذا كان هذا الأخير متهم بالإقصاء والفساد والاحتكار وتأليه وتعظيم شخصه، فإن علي فصائل المعارضة أن تمارس شعارات مناقضة له تماماً كأن تجسد مثلاً مداولة السلطة والقيادة ومبدأ المحاسبة والمسئولية ومبادئ العدل والانصاف وأن تتحلي بمزيد من نكران الذات، فلا يعقل أن نتهم اسياس بشيئ ثم نقوم بتقليده.

ثالثاً :- العمل الجاد في سبيل إسماع صوت المعارضة الي شعبنا في الداخل وردم الفجوة بينهما. وعلي المعارضة أن تدرك بأن الرهان الأول والأخير هو علي شعبنا في الداخل.

رابعاً :- تحريك القواعد التابعة لكم لإقامة مظاهرات ومسيرات وإعتصامات تضامناً مع اللاجئين الإريتريين في العالم وتقديم مذكرات احتجاج إلي الدول ذات الشأن.

خامساً :- الاتصال بالحكومة الليبية ومفاوضتها حول مصير اللاجئين الاريتريين وذلك بعد توفير “وطن ثالث” لهم أو بغية ضمان “حماية مؤقتة”. وهذه مصطلحات وردت في اتفاقية جنيف ماعلي المعارضة إلا أن تتمسك وتنادي بها.

سادساً :- إذا رفضت الحكومة الليبية فتح قنوات مباشرة معكم ـ وهو أمر متوقع ـ فعند ذلك يجب أن تقوموا بطلب الوساطة من الحكومات الشقيقة والصديقة .

سابعاً :- تشكيل لجنة خاصة مهمتها متابعة شؤون المحتجزين في ليبيا علي أن تقوم بالاتصال بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية وأن تكون هذه اللجنة مسلحة بملف كامل لمفهوم اللاجئ وبالإتفاقيات الدولية التي تنظم مسألة المهاجرين واللاجئين .

 

ثالثاً :- رسالة إلي الشعب الإريتري في الداخل .

إننا نعلم بأنكم تتعرضون لاضطهاد حقيقي وقمع منهجي منظم هذا بالإضافة إلي المشاكل والصعوبات التي تواجهونها من جراء المجاعة وانتشار الأمراض وفقدان السلع وغلاء الأسعار وتفشي البطالة وندرة الوظائف… لكن مع ذلك إننا نثمن عالياً بالأعمال الفردية البطولية التي تقومون بها ضد جلاديكم. فرفض خدمة العبودية والاسترقاق المسمي زوراً وبهتاناً بالخدمة الوطنية واشتباكات الطلاب وكتابة الشعارات المناهضة للنظام والاستماع إلي إذاعة المعارضة وفضح الجواسيس والمخبرين والتحدث عن أخبار السجناء وإطلاق النكات التي تستهزأ بالمسئولين علي سبيل المثال لاالحصر تعد أعمالاً بطولية وهي شكل من أشكال المقاومة السلمية المشروعة الذي ينبغي تصعيدها وتعزيزها بأشكال سلمية وحضارية أخري.كما إننا نعلم أن فيكم من دفع ثمناً باهظاً من أجل إحقاق الحق وإعلاء قيم العدالة. وتبعاً لذلك فنحن نقول بأنه لا يجوزلأحد أن يتطاول عليكم لأنكم الذين تدفعون الثمن ، وعليه إننا نؤكد لكم تضامننا معكم في هذا الأثناء الذي تكابدون فيه المحن. ولكن أيها الأعزاء دعونا نذكركم بأن الأنظمة الفاشستية والقمعية لا تذهب من تلقاء نفسها ولم نسمع بأن نظام آسن وفاسد قام بتسليم السلطة علي طبق من ذهب أو فضة وعليه نفيدكم بان أبناءكم وإخوانكم في استراليا اتخذوا من وسيلة التظاهرة السلمية سبيلاً لرفض النظام وإجباره علي التغيير وعليه نعتقد بأن خيار الرفض السلمي من الخيارات الواعدة، علي الشعب الإريتري في الداخل والخارج أن يستمر عليه ويرتقى به حتى يؤدي مفعوله .

 

رابعاً :- رسالة إلي السفارات والقنصليات .

إن للنظام الإريتري أذرع وسيقان ورؤوس وفروع ينشر بها تسلطه وتحكمه علي رقاب الشعب ويتخذ منها وسيلة للإرهاب ويأتي في مقدمة هذه الأذرع رجال الأمن والجواسيس والمخبرين علي مستوى الداخل وتقوم السفارات والقنصليات بهذه المهمة في الخارج، وعليه إننا نوجه هذه الرسالة إلي جميع السفراء والقناصل وطواقم البعثات الدبلوماسية ونقول لهم بأن يتعظوا من غيرهم وعليهم أن ينحازوا إلي شعبهم قبل فوات الأوان ، ان هناك أخبار متزايدة تؤكد علي الدور المريب الذي تقوم به السفارة الإريترية بليبيا في إعادة الإريتريين إلي حياة القهر والذل فهل هناك من يعتقد بأن هذا الدور سينساه الشعب . إن المطلوب من الجاليات الإريترية القيام بتوثيق الأعمال الإجرامية التي تقوم بها السفارات والقنصليات حتى تتم غداً محاسبة القائمين عليها وجعلهم يدفعون ثمن ما يرتكبوه من هذه الجرائم. إن أمام هؤلاء وقتاً للإعلان عن انحيازهم التام لقضية شعبهم ومناصرة المستضعفين والمقهورين منهم كما فعل من قبل زملاءهم السفراء والقناصل فعليهم إما أن يتخلوا عن مناصبهم ويلتحقون بزملائهم وإخوانهم واما الإمتناع عن عدم إلحاق آذى بأي مواطن ـ حين يكونوا أمام خيارين فعليهم أن ينتصروا لجانب الحق حتى يرضوا ضميرهم وخالقهم وإلا ليعلموا أن أفورقي ـ غداً ـ لمتبرئ منهم .

 

خامساً :- رسالة إلي الجاليات الإريترية في أروبا وأمريكا وكندا .

إن الوضع القانوني والإقتصادي والسياسي التي تعيش فيه هذه الجاليات ليسمح لها بالتحرك أكثر – هناك مسئوليات أخلاقية وإنسانية تجاه هذه الجاليات أمام شعبها في الداخل أو في أرض اللجوء مثل السودان وإثيوبيا – علي هذه الجاليات الخروج من حالة السلبية واللامبالاة التي تعيش فيها.هناك أعداد كبيرة وسط هذه الجاليات من وصل إلي ما وصل إليه بفضل الشعب الإريتري وثورته وعليه آن الأوان أن يرد ( الدين ) لهذا الشعب ولهذا الوطن ، ما يحزن نفوس شعبنا أن يرى أبنائه في أروبا وأمريكا وكندا واستراليا يرقصون ويتمايلون في مهرجانات الشعبية التي تقام أصلاً للإستخفاف بعقولهم وإستنزاف جيوبهم وإستدرار عواطفهم من أجل بقاء بضعةً من النفعيين والمستغلين في حكم البلاد. هل سأل هؤلاء أنفسهم في ذات الوقت الذي يرقصون فيه كم من أنين وآهات يصدر من نفوس المعتقلين والسجناء.. كم من دمعة تسكب من عين يتيم أو أرملة قام “هقدف” باغتيال زوجها – كم من لعنة صدرت في تلك الأثناء من مغتصبه (بفتح الصاد) وهي ترى غاصبها يسرح ويمرح في الفضائية الإريترية . إن علي الجاليات الإريترية في الخارج أن تقوم ( بزيارة جديدة للتأريخ ) حتى تذكر نفسها بالدور الحيوي والحاسم الذي قام به إخوانها وآبائها في مصر والسعودية والسودان في تأسيس الكفاح الإريتري المسلح ، إن مناشدتنا لهذه الجاليات يكتسب أهمية خاصة وأننا نعلم أن وسط هذه الجاليات قدرات سياسية وفنية واقتصادية وطبية وإعلامية وقانونية . وهذه قدرات ما أحوجنا إليها الآن، نعم الآن، للتعجيل بالخروج من الأزمة وإعادة أبناء إريتريا إلي جادة الصواب . إن الضريبة الوطنية تصاعدية كما يقال، وعليه فإن جميع الإريتريين في أروبا وأمريكا وكندا واستراليا تقع علي عاتقهم مسئولية أكبر تجاه شعبهم ووطنهم وذلك اولاً بحكم قدراتهم المذكورة وثانياً بحكم الحرية التي يعيشون في أجوائها فإنهم مطالبون للقيام بالآتي :ـ

أولاً:- تنظيم مسيرات واعتصامات أمام السفارات الإريترية للتنديد بالأعمال الوحشية الذي يقوم بها نظام أسمر .

ثانياً :- إعتماد مسيرات متزامنة في جميع القارات مرات عديدة في العام للفت الأنظار إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في إريتريا .

ثالثاً :- التظاهر أمام مقرات المسئولين الإريتريين الذين يقومون بزيارة القارات المذكورة.

رابعاً :- مقاطعة جميع أنشطة النظام الإريتري في أروبا وأمريكا وكندا واستراليا والعزوف عن دخول مهرجاناته، بل القيام بالتظاهرة أمام مهرجان النظام وإقامة حفلات لفنانين آخرين تزامناً مع هذه المهرجانات حتى يتم صرف الأنظار عنها .

خامساً :- بحكم أن المواطنين الإريتريين في أروبا وأمريكا وكندا وأستراليا يتمتعون بجنسيات هذه البلدان فإن عليهم إجراء اتصالات واسعة مع أنظمة هذه البلدان وحثها علي ممارسة ضغط أكبر علي نظام ( هقدف ) حتى يركن إلي جادة الصواب أو يرحل غير مأسوفاً عليه .

سادساً :- القيام بتحرك أكبر للضغط علي المعارضة الإريترية وحثها على الوحدة والتكاتف .

بيان صادر من اللجنة المنظمة لتظاهرة ملبورن .

التاريخ الفاتح من سبتمبر العام 2004م ملبورن – استراليا

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39586

نشرت بواسطة في سبتمبر 1 2004 في صفحة الأخبار, مسيرات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010