بيـان تنظيمي : بمناسبة الذكرى التاسع والأربعون لإنطلاقة الكفاح المسلح للشعب الإرتري

 

 

للفاتح من سيتمبر في تاريخ الشعب الإرتري ذكرى خالدة ومكانة تاريخية عظيمة. لأنه اليوم الذي دشن فيه الشعب الإرتري كفاحه المسلح ضد الإستعمار بعد أن فشل نضاله السلمي  للحصول على حقوقه السياسية والإنسانية والديمقراطية، وتحقيق السلام  والعدالة وسيادة القانون والتنمية .. ألخ في بلاده. ومع ذلك، فإننا بعد تحقيق الإستقلال عبر ثلاثين عام من الكفاح المسلح الذي قدمنا من أجله أسمى التضحيات، وتخطينا فيه الكثير من الصعاب نحي اليوم الذكرى التاسعة والأربعين للفاتح من سبتمبر وقد تلاشى إستقلالنا بسبب النظام الديكتاوري للهقدف الذي ينتهك الحقوق الإنسانية والديمقراطية لشعبنا، ليكون عرضة لجميع أشكال المعاناة كالجوع والتشرد واللجوء الإجباري . كما نحييها ونحن مجبرين على خوض نضال دؤوب لإيجاد الحلول الناجعة لهذه المشاكل.

جماهير الشعب الإرتري المناضلة:

في الوقت الذي نحي فيه ذكرى الفاتح من سبتمبر لإنطلاقة كفاحنا المسلح تعاني بلادنا من نقص الغذاء و المجاعة بسبب السياسة الإقتصادية الخاطئة للنظام. أضف إلى ذلك إنتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان والديمقراطية بصورة شنيعة جعلت شعبنا يعاني الأمرين، وبالتالي يكون عرضة للتشرد واللجوء. وإحتكار النظام للمقدرات الإقتصادية للبلاد أدى إلى تدهور الإقتصاد الوطني. وأن ممارساته المخالفة للقانون والمعادية للسلام دفعت مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات أممية عليه. لكن النظام يحاول تضليل الشعب بتحريف طبيعة هذه العقوبات لتعريض الشعب للمهالك وتعريض الوطن لخطر السقوط والتفكك. إننا نحي هذه الذكرى في مرحلة تبشر بمستقبل مشرق لنضال قوى المعارضة التي نجدها قد تقاربت من بعضها البعض أكثر من ذي قبل بتنسيق جهودها. إلا أنه ينبغي عليها تضييق الهوة السياسية بين الشعب والتنظيمات من خلال تفعيل العمل الجماهيري بإمتلاك أليات سياسية تمكن من حل كل مشكلاتنا. 

التنظيمات الإرترية المناضلة: 

 الحقيقة المؤكدة تعزو إستمرار المعاناة الحالية لشعبنا من إنتهاك صارخ لحقوقه الإنسانية والديمقراطية، وغياب السلام وسيادة القانون وتعطل عجلة التنمية والعزلة الإقليمية والدولية وإنتشار ظاهرة اللجوء إلى عدم تمكن قوى المعارضة قاطبة من القيام بعمل سياسي فعال مبني على الثقة المتبادلة والتعاون المشترك لتأطير الجماهير العريضة إلى جانبها في مواجهة العدو المشترك. ولتجاوز هذا القصور ينبغي على الجميع السعي الجاد لتنفيذ مخرجات ملتقى الحوار الوطني، وتعزيز جو التفاهم السياسي بين التنظيمات ومنظمات المجتمع المدني الذي خلقه هذا الملتقى خلال الشهر الماضي. وتشجيع التنظيمات ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والقطاعات المجتمعية الاخرى التي لم تشارك في فعاليات الملتقى بأن تساهم بدورها في ترقية هذا التفاهم والقبول بمخرجات الملتقى. كما يجب على الجميع لعب دورهم المنوط لإنجاح المؤتمر الوطني الجامع.

إن الحملات الدعائية لأطراف بعينها مستغلة الإخطاء الصغيرة التي إعترت العمل التحضيري للملتقى الهادفة إلى عدم التسليم بمخرجات ملتقى الحوار الوطني ليست سليمة ولا تخدم مسيرتنا النضالية، لذا ينبغي على هذه الأطراف الكف عنها والتسليم بمسئولية بمخرجات الملتقى ولعب دورها الإيجابي لإنجاحها.

وبهذه المناسبة تعلن الجبهة الديمقراطية الشعبية الإرترية إستعدادها الكامل للعب دورها المنوط لتنفيذ قرارات ملتقى الحوار الوطني متعاونة مع كل قوى المعارضة من تنظيمات ومنظمات مدنية وجماهير الشعب الإرتري.

المناضلين المضطهدين أبناء القوميات الإرترية:

لا يخفى على أحد تنكر النظام لهويتكم القومية، وإنتهاكه الصارخ لحقوقكم الإنسانية والديمقراطية، وإنتزاعه لأراضيكم، وترحيله القسري لكم بما يحدث تغيير ديمغرافياُ، وتمييزه العرقي لكم بهدف تفكيك وحدتكم بغية إطالة عمره. ولا شك أنكم لقادرين على مواجهة هذا الواقع بتوحيد صفوفكم والنضال سوياُ لإسقاط هذا النظام، وبالتالي التخلص من الظلم والإضطهاد إلى الأبد.

وعليكم ان تعوا جيداُ بأن السبب الرئيسي لنقص الغذاء يعود إلى السياسة الإقتصادية الخاطئة للنظام التي إستبعدت الشباب القوة المنتجة في المجتمع من العملية الإنتاجية لإستخدامه في أعمال السخرة، وبالتالي يكون عرضة لكل أنواع الإضطهاد والإبتزاز. لذا عليكم تفعيل نضالكم لوضع حد حاسم للنظام. وبهذه المناسبة التاريخية تؤكد الجبهة الديمقراطية الشعبية الإرترية وقوفها إلى جانبكم لإنتزاع النظام من جذوره، وإقامة بديل ديمقراطي تعددي على أنقاضه.

وفيما يتعلق بنضال القوميات الإرترية للحصول على حقوقها الديمقراطية فإن الإعتقاد القائل:( التنظيم على أساس قومي هو السبيل الوحيد للتخلص من الإضطهاد القومي، وبما أن التنظيمات الوطنية قد عفى عليها الزمن، ليس بمقدورها تحقيق النصر.) يعتبر إعتقاد ذو طبيعة جدلية لا علمية، لأنه يركز على الشكل لا الجوهر. وبالتالي يؤثر على وحدة التنظيمات القومية والوطنية، ويحول دون أن يلعبوا دورهم في النضال بالصورة المطلوبة. وترى الجبهة الديمقراطية الشعبية الإرترية ضرورة تصحيح هذا التوجه لأنه يرهن النجاح فقط في التنظيم على أساس قومي، وأن إختيار من يعاني من إضطهاد طبقي لا قومي للتنظيم الوطني غير مضمون النجاح.

ويحق لكل القوميات الإرترية إختيارالشكل التنظيمي الذي يرونه مناسباُ، مع الإبتعاد عن الإفكار الخاطئة بإمتلاك رؤية سياسية واعية.

 المرأة الإرترية المضطهدة:

تمر الذكرى التاسع والأربعون لإنطلاقة كفاحنا المسلح والمرأة الإرترية التي تعتبر نصف المجتمع لم تأخذ مكانتها التي تليق بها أوتلعب دورها الأجتماعي حيث تم تجاهلها كبقية القطاعات المجتمعية الاخرى لتكون عرضة كغيرها للظلم والإضطهاد والمعاناة الإجتماعية والإقتصادية. كما تم إقحام المرأة الإرترية في ما يسمى ب( الإتحاد الوطني للمرأة الإرترية) الذراع الأيمن للنظام لتلعب دورها السلبي بخدمة مصالحه. بمقدور المراة الإرترية التخلص من كل أشكال الظلم والإضطهاد الواقع عليها من خلال تنظيم نفسها في الداخل والشتات في إطار حركة نسوية لمواجهة النظام، وهذا ما لا يمكن للقطاعات المجتمعية الاخرى القيام به نيابة عنها. وتعتبر الجبهة الديمقراطية الشعبية الإرترية هذا الأمر ضروري ومضمون النجاح، وعليه تؤكد وقوفها إلى جانب نضال المرأة الإرترية.

الشباب الإرتري المضطهد:

يأتي إحياء الشباب الإرتري لهذه الذكرى في وقت لم تتاح له فيها الفرصة لتحمل مسئولياته الوطنية ولعب دوره التاريخي في مختلف المجالات على المدى المنظور، وهذا بسبب النظام الديكتاتوري للهقدف. إننا نحي الذكرى التاسعة والأربعين للفاتح من سبتمبر ومعظم شبابنا يجبرون على التجنيد العسكري وأعمال السخرة بإسم الخدمة الوطنية. كما أصبح جلياُ للراغبين على مواصلة تعليمهم بأنهم اليوم طلاب وغداُ وارساي، الأمر الذي جعل الشباب يجبرون على اللجوء تاركين وطنهم وأحبابهم وراءهم. وبالتالي يكونوا عرضة للموت وشتى أنواع المعاناة في البحار والصحارى او ضحية لعصابات الإتجار بالبشر التي إما تسلب اموالهم أوتفقدهم حياتهم. فإذا أراد الشباب الإرتري التخلص من هذا الواقع المرير، عليه ان يعلن معارضته السرية للنظام بطريقة منظمة تشمل أيضاُ كل الشباب الموجود في الشتات، والنضال بقوة ضد النظام. وتعتبر هذه المرحلة فرصة سانحة ليقوم الشباب بواجبه الوطني وتحمل المسئولية التاريخية من خلال تقديم كل مابوسعه من اجل إسقاط النظام وإقامة نظام ديمقراطي في إرتريا. وبهذه المناسبة التاريخية تحث الجبهة الديمقراطية الشعبية الإرترية الشباب بأن يلعبوا دورهم المنوط في النضال، وتؤكد لهم وقوفها إلى جانبهم.

المناضلين الأبطال أبناء الشعب الإرتري:

رغم أن النظام يعمد على خدش إستقلالنا الوطني، وينتهك حقوقنا الإنسانية والديمقراطية ويعرض البلاد للإنهيار، نجده يدعى مستغلاُ تاريخنا البطولي الذي مضى، بأنه يصون الإستقلال الوطني، ويحقق التنمية من خلال حملاته الدعائية عبر أنشطته اليومية والمناسبات الوطنية بغية إطالة عمره. وبهذه المناسبة التاريخية تدعوكم الجبهة الديمقراطية الشعبية الإرترية إلى مساندة التوجه الإيجابي للتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية الهادف إلى تنسيق الجهود للنضال المشترك ضد النظام. وهذا من خلال أن يلعب الجميع دوره المنوط في النضال لإسقاط النظام وتحقيق أهداف الفاتح من سبتمبر على أنقاضه.

 

 

النصر لنضالنا التحرري!

ستتحقق أهداف الفاتح من سبتمبر على مقبرة النظام الديكتاتوري!

 

الجبهة الديمقراطية الشعبية الإرترية

الفاتح من سبتمبر 2010م

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8910

نشرت بواسطة في أغسطس 31 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010