تاريخ الجبرت عمل عظيم فشكرا للأستاذ الفاضل محمود لوبينت

بقلم : أبو فايد      

اللهم هب لي إيمان الجبرت والساهو ،                                              وصبر التجري ووفاءالبلين،

 وطيبة الناراوالكونما، وشجاعة الحدارب 

   وابعثني مع لاجئيهم يوم يبعثون    

لا يمكن لأي مؤرخ أن يتصدى لتاريخ الإسلام والمسلمين في إرتريا خاصة و القرن الإفريقي عامة دون أن يكون ملما بالدور الروحي والثقافي المشع الذي اضطلع به الجبر ، لأن تاريخ الإسلام في هذه المنطقة مرتبط إلي حد كبير بالجبرت ، ولن أجانب الصواب إذا قلت إن الباحث عن التراث الإسلامي المخطوط والمطبوع لعلماء إرتريا قد لا يظفر بالكثير إذا لم تقع يده علي ما تركه لنا أعلام الجبرت ، أعلام زانوا سماء بلاد الطراز الإسلامي ، أعلام كلما رن ذكرها في وسط من الأوساط المحمودة انبعث طنينها عاليا مدويا في الأجواء حتى تعلو أضواؤه المتجاوبة إلي الوسط الذي انبعثت عنه ، أعلام بعثت تيارا في روح الإسلام ، وساهمت في بناء حضارته ، أعلام كانت وما زالت تجري متدفقة في حياة الأجيال الماضية والحاضرة ، في إرتريا وإثيوبيا وجيبوتي والصومال وبلاد الحرمين الشريفين ، حتى أرض الكنانة مصر ، فكان ذلك كله لمنبت هؤلاء الأعلام ( بلاد الطراز الإسلامي ) عنوانا يشرّفها عند نفسها وتزهوا به ويعرّفها عند الناس ، من هؤلاء الأعلام العالم العلامة المؤرخ الذي طار ذكره في الأمصار الشيخ عبد الرحمن الجبرتي ، والشيخ إسماعيل الجبرتي ، والشيخ علي الجبرتي ….. الخ.

وترجم أبو القاسم الشيخ محمد تاج الدين لمجموعة من علماء الجبرت وأعلامهم في كتابه الموسوم بـ ( إعلام الأغبياء بحياة عظماء إثيوبيا من العلماء والأولياء وسلاطين الإسلام وأساطين الأصفياء ) فليرجع إليه من أراد المزيد .

ومن أعلامهم الذين زانوا الثقافة الإسلامية في إرتريا الشيخ مزمل بن فقيه محمد بن فقيه علي الجبرتي نزيل (عدي إيتاي) بمدينة سرايي والشيخ صالح بن سالم بن فقيه محمد أحد الدعاة الكبار والفقهاء العظام الذي عاش في القرن السابع الهجري , وهو أحد الدعاة السبعة المشهورين في اريتريا وتجراي ضريحه في دبارو .

ومن أبرز رجالاتهم السياسيين الشهيد الشيخ عبد القادر كبيري أحد أركان قيادات المشروع الوطني الإريتري الذين وضعوا اللبنة الأولى لتأسيس وطن اسمه إريتريا .

ودبارو في ظل حكم الجبرتيين ضاهت في مكانتها العلمية جزيرة دهلك تنبكتو إريتريا.

والجبر كغيرهم من أبناء إرتريا معروفين بالنشاط وحب العمل ، إلا أنهم تميزوا كما يقول  ” ليتمان” : بحب العلم والإقبال عليه ، فبجهود علمائهم  وتفاني دعاتهم كُتب لشعلة الإسلام أن تبقى متقدة في (تجراي) إحدى أقدم معاقل المسيحية وأكثرها نفورا عن الإسلام وكرها له ، وبمساهماتهم الجبارة نشأت مملكة (أوفات) التي يطلق عليها المسعودي والمقريزي (جبرت) أو (جبرتية) إحدى أكثر الإمارات الإسلامية قوة ومنعة من بين إمارات بلاد الطراز الإسلامي.

ورغم ما تعرض له الجبرت من اضطهادات دينية إلاّ أنهم ظلوا حاملين شعلة الإسلام ، وسوف تبقى هذه الشعلة متقدة بإذن الله جيلا بعد جيل ما بقي في أديم إرتريا رجال يحملون مشعلها ، وليس أدل على بقاء تلك الشعلة متأججة في النفوس من قصة وفد الجبرت العظيم إلى ” أسياس أفورقي ” وفد ما كان يحمل معه السيوف السمهرية ، ولا المهاري البجاوية … إنه وفد يحمل كلمة حق يعرف جيدا استحقاقاتها عند سلطان جائر ( العربية دونها الموت !! ونرفض وحدانية الهوية القائمة علي التجرنة)

 لقد كان ذلك الموقف الذي سربل كل إرتري حر برداء الفخار بمثابة وعي عميق يتضاءل أمامه وعي المتمسلمين الذي يشعرون بالخجل من واقعهم وماضيهم الحضاري ، ووعي أغلبية المسلمين الذين صمتوا ، بعضهم تحت مبرر الخوف، وبعضهم نفاقا وتذللا، وبعضهم الآخر تعصبا في غير مكانه لما سُمي بلغة الأم ، إنه موقف برهن به (الجبرت) لكل من رآهم أو سمع بهم أو استمع إليهم – أن  أمة الإسلام في إرتريا لم ولن تمت .       

أما نسب الجبرت فحسبي أن أقول , كما قال الشاعر :

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى   ::    حتى يراق في جوانبه الدم

يكفي الجبر شرفا أن سميت المنطقة يوما باسمهم فقد أورد المسعودي في كتابه معجم البلدان : ( كان يطلق عل شواطئ البحر الأحمر بلا د الطراز الإسلامي بينما كانت الدواخل تعرف ببلاد الجبرت ) , بل لهم الشرف الأكبر بنسبة كل مسلم إليهم , فقد كان أباطرة إثيوبيا يطلقون على كل مسلم (جبرتي) لاشتهار الجبر بحمل راية الدعوة الإسلامية والدفاع عنها , تماما كما نقول: وهابي, نسبة إلى الإمام محمد بن عبد الوهاب, لكل من اتبع مذهبه ، ولنا أمثلة حية من تاريخ منطقتنا فكلمة (حبشت) كانت في البداية علما على قبيلة عربية معروفة ثم نسب إليها كل سكان المنطقة إما لسطوتها الدينية أو السياسية أو هما معا , ومثلها كلمة الأجاعز حيث كانت علما لقبيلة عربية معروفة أيضا ثم أطلقت على اللغة التي تحدث بها سكان المنطقة بعد أن فرضت تلك اللغة سيطرتها . 

أما ما يقوله بعض الجهال أو المتجاهلين من أن الجبرت لا يشكلون قبيلة واحدة أو قومية واحدة ولا عنصرا واحدا بل هم تجمع عنصري ينتمي إلى قبائل وبطون إرتريا مختلفة ، أو قولهم : قومية في طور التكوين فمردود , وأنا أتسآءل : وهل توجد قومية إرترية بل حتى قبيلة ترجع إلى جد أعلى واحد ؟..

 إن هذا الخلط إن كان بريئا في الأصل فهو يرجع أساسا إلى جهل هؤلاء بالعلاقات التي تربط أفراد أي تجمع من التجمعات الإرترية سواء كان هذا التجمع قبيلة أو قومية ، ولو أخذنا على سبيل المثال (بني عامر) فإننا نجد أن بني عامر بصورة أساسية عبارة عن تجمع لمجموعة من البطون والقبائل تشكلت عبر مراحل فرضته ظروف مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية ، ويلاحظ أن لكل فرع ضمن هذا التجمع نسبه وأصوله التي انحدر منها والتي ترجع كلها  إلى أصول عربية مختلفة.

ومع هذا فإن هذه الفروع توحدت واندمجت جميعها تحت هذا الاسم” بني عامر” وتطعمت على مر الأجيال من دم بعضها البعض وأصبحت كتلة واحدة لها إحساس واحد ومصير واحد وهوية واحدة ، وهكذا بقية التجمعات الإرترية، وهذه الظاهرة مألوفة لدى الشعوب السامية والحامية التي ننحدر منها فالأنساب العربية نفسها لا تخرج عن هذا الإطار يقول جواد علي: ” عند تفسيره للأنساب العربية ( أن النسب ليس بالشكل المفهوم المعروف من الكلمة وإنما هو كناية عن حلف يجمع قبائل توحدت مصالحها واشتركت منافعها فاتفقت على عقد حلف فيما بينها فانضم بعضها إلى بعض واحتمى الضعيف بالقوي).

ويقول: ( وإذا دام هذا الحلف أمدا ، وبقيت هذه الرابطة التي جمعت شمل تلك القبائل متينة فان هذه الرابطة تنتهي إلى نسب يشعر أفراد الحلف أنهم من أسرة واحدة تسللت من جد واحد ) .

وليست هذه الظاهرة قاصرة على العرب بل كانت معروفة عند سائر الشعوب السامية والحامية ويرى المستشرق ” كولد تسهير”  أنه لفهم الأنساب عند العرب لا بد من معرفة الأحلاف والتحالف فإنها أساس تكون أنساب القبائل ، فإن هذه الأحلاف التي تجمع شمل عدد من البطون والعشائر والقبائل ، هي التي تكون القبائل والأنساب ”  .

وقومية الجبر لا تخرج من هذه القاعدة ، ولم تكن ظاهرة تعدد الأصول والأعراق لتمنع ذلك مادامت قد ذابت هذه الأعراق في بعضها ، وتشابكت مصالحها وآمالها واتحدت في صنع مصيرها وأهدافها .

 والمستشرقون الذين أرخوا للتركيبة السكانية الإرترية أمثال نايدل ومارتيني…. ذكروا (الجبرت) كقومية منفصلة شأنهم شأن التجمعات الإرترية الأخرى .

ويجب أن لا ينظر إلى كل ما أوردناه من الزاوية العكسية وبالتالي يجب تجنب عقدة ما يسميه المؤرخ الأفريقي جوزيف كي زيربو(  النزعة المتحفية ) لأن مصطلح القوميات مع اعترافنا بوجوده إلاّ أنه لم يكن في يوم من الأيام عقبة في طريق تواصلنا وتلاقحنا  وتلاحمنا وفي كل جوانب الحياة في نسق حضاري موحد كأغصان مورقة مزهرة انبثقت من دوحة واحدة هي دوحة الدين الواحد وهو الإسلام ، ولغة التواصل الحضاري الواحدة وهي العربية ، ويدعم كل ذلك شعور متأصل نابع من ذاكرتنا ومحسوس نلامسه كل لحظة في واقعنا بأننا من أرومة واحدة في أعراقنا البعيدة والقريبة في عقيدتنا في آمالنا في تفكيرنا في مستقبلنا .

  إلاّ أن هذه الشعور الذي تدعمه كل تلك المعطيات والتي عاشت شعوبنا منسجمة في ظله قرون طويلة ما كان ليروق لواضعي مشروع ( نِحنان علامانان ) الذين عملوا من الوهلة الأولى على القضاء على هذا الشعور  وذلك بنهج سياسة الإلحاق القسري ، وبخلق حواجز جليدية بين  القوميات تحت حجج ينطوي عليها مخاطر لا يعلم نتائجها إلا الله .

وللأسف الشديد أن قياديينا وباحثينا بدل أن يعتدّوا بترابطهم الروحي والحضاري وقع الكثير منهم في شباك ( هقدف ) في حين أدرك شركاؤنا أن لا أهمية لنقاء الدم وفكرة الجنس الخالص القح في وحدتهم وترابطهم بقدر ما تكمن وحدتهم في دينهم وتفكيرهم وآمالهم ومصالحهم المشتركة ، ولهذا نجد مثقفيهم يدأبون على العمل دون هوادة في تمجيد كل ما من شأنه أن يساهم في وحدتهم فنراهم يلتقطون الكلمة حتى ولو كانت أسطورة فيصنعون منها تاريخا ، ويأخذون بحرف نقش منذ قرون ويجعلون منها روابط تجمع الشتات ، وينقبون عن أثر بعيد قد يكون حقا وقد يكون باطلا ليوثقوا صلة قومهم ويزيدوها قوة ومتانة ، فإنك تقرأ عن سكان حماسين وأكلي جوزاي  بأنهم ينحدرون من جد واحد يشار إليه بـ ” الملك القادم من وراء البحار ومن أولاده الثلاثة : مالوك ، شالوك ، فالوك ” . وكان الأولى  بمثقفينا أن يترسموا خطى إخواننا لأن معطيات الوحدة وأسبابها متوفرة عند المسلمين أكثر من غيرهم.

ولعل مبادرة الأخ الفاضل الأستاذ ” محمود لوبينت” بكتابة تاريخ (الجبرت) تكون بداية جادة لأبحاث تنفد ركام الغبار عن وجه إرتريا الحقيقي، لأن تاريخنا يجب أن يُكتب ليكون منبع إلهام للأجيال الصاعدة  للكتاب والموسيقيين وللعلماء على اختلاف تخصصاتهم وبالتأكيد لرجل الشارع ، وإن المرء ليشمئز من فكرة أن يجتمع مجموعة من الأشخاص في الخرطوم أو في أديس أبابا أو (كاسل) دون أن يعرفوا شيئا عن تاريخ بعضهم مع أنهم جميعهم  يتوسدون تربة بلد واحد، ورغم الادعاءات بالأخوة القائمة بينهم والهدف والمصير المشترك الذي يتشدقون به فإنهم في الواقع يلتقون كغرباء ، بينما الوحدة تفترض سلفا أن يعرف كل إرتري الكثير إن لم نقل كل شيء عن تاريخ ارتريا الثقافي والسياسي….

سألني أحد الباحثين العرب أن أعيره كُتبا أرّخت لحياة مفجر الثورة الإرترية الاجتماعية والثقافية والسياسية والجهادية ، فقلت له وأنا أحك رأسي من الخجل ( قد تكون هناك كتب لم أحصل عليها ، لكن عليك بالمواقع الإلكترونية الإرترية فقد تشفي غليلك ) !!!!!  

عندما قال الحاكم الانكليزي للزعيم الشهيد إبراهيم سلطان ( سنرمي بك وبشعبك في فم الأسد ) قال الشهيد عبد القادر كبيري يومها: سننتزع حقنا وإن كان في موقع الثريا بُعدا أو في فم الأسد منعة، وسيكتب أبناء إرتريا تاريخهم ) ( حكاها لي العم حجي حامد عن إبراهيم سلطان ).

يجب أن نكتب تاريخنا ، يجب أن نعرف عن الشيخ مزمل الجبرتي كما تعرف الشعوب عن أعلامها الثعالبي في تونس والبغدادي في العراق وعمر المختار في ليبيا وأحمد بابا التمبكتي في مالي وعبد الله حسن في الصومال ومحمد أحمد المهدي في السودان …. وبالطبع يجب أن نعرف عن القديس أبّا جريما، وأبّا أفتصا ، وأبّا أرجاوي.

قد يقول البعض ( إن المجتمع الإرتري من أكثر المجتمعات الإنسانية ارتباطا بتاريخه) كما يقول ” نايدل ” ، وقد يقول البعض الأخر مهلا ! لا تخف!! فإن التاريخ هو الشيء الوحيد الذي يرفض الأدلجة والتحريف بقوة النفوذ السياسي والعسكري وبالتالي سنكتب تاريخنا في الظرف المناسب !! قد تكون هذه الحجج الهروبية صحيحة لحين ، ولكن في نفس الوقت نقول : إن المجتمع الذي عناه)  نايدل(  ذاهب إلى الانحلال ، كما أن التاريخ يرفض التحريف والأدلجة بالقوة إذا ما كان هذا التاريخ مكتوبا .

وتتعاظم مهمة كتابة تاريخ إرتريا أكثر فأكثر مع النتائج الرهيبة للتزييف على عقول الناشئة الإرترية التي أكلت ومازالت تأكل الأطباق المسمومة على مقاعد الدراسة ومن وسائل الإعلام، فالمعلم ورجل الإعلام في دولة إرتريا باستثناءالشرفاء المبعدين أوالمراقبين هما من طبقة موجهة ومزيفة مقتلعة من جذورها ومنقطعة عن هموم شعبها، طبقة لا يتوفر فيها حتى الحد الأدنى من تعاليم دينها وتقاليد قومها، وتستنكف من ذكر رموزها بل وتتنكر لماضيها وانتمائها الحضاري أيضا.     

يجب الخروج من حالة البيات الشتوي قبل أن يصبح الوقت قد تأخر كثيرا، يجب أن نتحلي بروح التضحية وحس المسؤولية ، صحيح أن الأوضاع السياسية والظروف الإقتصاديةالمحيطة بكل فرد ؛ وعدم وجود جهات إرترية تتبني مثل هذه المشاريع تشكل عقبات حقيقية ، إلا أنه بقليل من الجرأة مع توفر روح التضحية والتصميم يمكن أن نقدم مؤلفات مؤقتة علي الأقل للأجيال الصاعدة طالما في الظرف الراهن لا نستطيع أن نقدم لها موسوعات بشكل نهائي .   

وإذا كان التاريخ هو الذاكرة الكلية الشعوب فإننا نري الشعوب وقد سخرت إمكانيات بشرية ومادية هائلة لتدوين تاريخها ، وإنك لتعجب أن ترى السياسيين والأدباء والفنانين بل حتى العوام وقد حفظوا أحداث وشخصيات صنعت تاريخهم عن ظهر قلب !!! . 

وهكذا يجب على المؤرخ الإرتري أيضا ، عندما يعيد ماضيه إلى الحياة أن يخلق لنا ثروة روحية تكون بمثابة ينبوع متدفق ودائم ومتعدد الجوانب للإلهام ، فصمود المجاهد السلطان أحمد ملك (دهلك) بسترته الحريرية المطرزة بالذهب أسمر غامق اللون أسود الشعر شأن سائر بلاد العرب السعيدة الممتدة حتى مكة كما يصفه أندريا كورسالة- أمام الغزاة البرتغال وانتصارات(علي نورين)علي الدراويش، ومواجهته ألف رجل مسلح من الدراويش بفارسين اثنين فقط لتحرير ابنته وبعض نساء بني عامر، وبطولات الأمير يوسف كافل ومقاومته المهديين والرأس ألولا ودفاعه المستميت عن كرن ضد الغزو الإيطالي؛ ستثير بلا شك الروائيين وكتاب الدراما الإرتريين، كما أن الشقاء الذي عاناه أبطال إرتريا الوطنيين في جزيرة (نُخرة)  القاحلة كل ذلك يشكل ثروة لا تقدر .

لذلك يجب أن يكون التاريخ حيا ومكتوبا، وبخاصة للنشء في السن الذي يبني فيه الخيال أحلاما تعد النفوس للحياة.

يجب أن يسمع الفتى الإرتري المسلم كلام الله الطاهر الذي ينساب من شفاه الصبيان الضارعة في خشوع في حلقة الشيخ مزمل الجبرتي القرآنية، وأن يستنشق دخان نار القرآن لخلوة الشيخ (عبود) والشيخ (أب مروي)والشيخ (لباك)… وأن يسمع وقع حوافر وصهيل الخيول التي كان يقودها حامد إدريس عواتي بحماسته الوطنية، وأن يتحد من خلال مذابح عونا ومسديرا وشِعب وعد ابرهيم ….. مع سر التضحيات الإرترية العظيمة.

صحيح أن ذلك العمل الضخم يتطلب جهودا مادية وبشرية منظمة وضخمة يعني أنه عمل دولة ومؤسسات !!

ومع ذلك فإن المسؤولية التاريخية تفرض علينا إنقاذ ما يمكن إنقاذه لأن كل يوم يمضي يتسبب في اختفاء شواهد ثمينة ، وكل شيخ يموت يحمل معه إلى القبر قطعة من وجه هذا الوطن الحبيب .

 أمَا آن الأوان أن نحقق ولو جزء من أمنية الشهيد عبد القادر كبيري

  ( سيكتب أبناء إرتريا تاريخهم ) !!!!!!!

                       وكل عام وأنتم في دائرة الفعل والتاريخ

 


 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5817

نشرت بواسطة في نوفمبر 5 2004 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010