تجربة الحرية ومعانات الشعب الإرتري

بقلم : أبو همد حريراي

abhomdhriry@yahoo.com

  كثيرة تجارب الشعوب وكثيرة معاناتها ولكن عندما تكون معانات الشعوب نابعة من ذات الجنس البشري الذي يدعي انتماؤه إلى الوطن الذي يشترك فيه كل المواطنين وينتمون إليه بدرجات متفاوت من حيث الأصل والشكل وربما يكنوا في مرتبة واحدة إلى حد ما في نظر القانون الواهي أو القانون الغير مشرع أو غير المشروع. وإذا كان الأمر كذلك فإنّ المجتمع الإرتري الحالي وقع في دائرتين متباينتين نوعا،متشابهتين كيفا وكما إن لم نقل التشابه أو التطابق أقرب ما يكون إلى الواقع بين مرحلتين مختلفتين شكلاً على الوطن . فالتجربة الإرترية الطويلة والمريرة أخذت عدة مسارات سياسية حتى أرست الدولة. ولكن التجربة الشعبية لجماهير المجتمع المتنامي: فكرا وسلوكا، كما وكيفا، مدا وجذرا في دوامة الحراك الغير متكافئ حتى فقد فيها المواطن روح المصداقية بحقوق المواطنة في ظل غياب القانون: الذي يحد من يد السلطة المطلقة التي يمارسها النظام بسياساته الغير مبررة تجاه المواطن. وما حدث من تعدي على المواطنين من أمهات وآباء على مدينة كرن ليس هو الأول من نوعه وإن كنا نقول هو الأشد في بعد الأحيان لأنه يمارس على كم قد لا يكون معه كيف مورس في بعض المناطق، وهذا ليس تقليلا من الحدث في ذاته ولكنّه تنويه على أن هناك بعض القرى نالت من الظلم ما يكفى الوطن. وهنا تأتي مسألة المشابه والتطابق التي أشرنا إليها في مسألة التجربة الإرترية وما كان يأمل فيه المواطن من الحرية قد اندثر وسار في مهب الريح خلال الستة عشر عاما ولا فرق لدى من يدعوهم البعض بساسة الوطن من كونهم ينهبون أو يقتلون أو يعذبون بأي شكل من الإشكال سواء برروا جرائمهم بالطبقية التي يحاربونها أو برروها بأي شكل كان لأنهم يبحثون عن فرصة بقاء أطول في سلم السياسة ولا يتحدثون عن مسألة قانونية يكون معيارها الضابط هو ردع الجموع من عدم الفرار من الوطن. والعاقل يقول: كيف تسير تجربة حرية بمعاناتها الطويلة والمريرة والمدرجة بدماء الآلاف من الشهداء نكسة أخرى على الشعب الإرتري؟؟ لا يجد لهذا التساؤل تبريرا غير المواطن الإرتري.ولكن قمامات الفكر الحزبي يبررونها بأن المسألة مسألة وطن يحتاج إلى من يدافع عنه ويدفع الضريبة بدلاً من الهاربين الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت بدلا من المواطن اليائس الذي نفد بجلده – دون أن يأخذ أي حق من الوطن –  المجرمين .        ومعانات الحرية للشعب الإرتري بعد إرساء قواعد الدولة الفتية من حيث هي دولة بدلا من الثورة لم تعد تحتاج منا إلى عواطف نؤجج بها جماهيرنا المغلوب على أمرها ولكنها تحتاج من إلى عمل دءوب ونضال طويل لأن ما تحقق من مكاسب إلي اليوم لا يمثل في التجربة الطموحة سوى شق واحد وأمّا الشق الثاني وهو الهدف الأسمى والأنبل – وهو الإنسان الإرتري – فقد قذفت به تجربة الحرية في منزلق تاريخي وزادت على معاناته معانات أخرى .        ونحن في كلّ مرحلة كنا نقيم العمل النضالي لهذه التجربة فنحلل وننقد ذاتنا ونطرح البدائل للعديد من القضايا التي تخدم الإنسان الإرتري والوطن الإرتري ولكن كانت تعترينا في كثير من الأحيان نماذج من ذوى الأفكار الهدامة على مدى التجربة الطويلة ولا أريد أن أذكر شخصيات بعينها فالمواطن الإرتري اليوم ليس بحاجة إلى أن نسخط له على فلان أو علان بقدر ما يبحث عن الطموح والأحلام التي فقد من أجلها أبنائه ويترقب المواطن في كل فجر جديد أن تشرق عليه شمس الحرية التي تتناسب وتجربة ومعانات فهل من صارخ معه؟

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6671

نشرت بواسطة في فبراير 13 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010