تجـــربـتــــي مـــع الشـعبـيــة ونظــــام أسيــــاس(2)

حاوره : سليمان مندر

مدخل :-

– في الجزء الاول من اللقاء مع الاستاذ محمد نور ديجول كشف لنا فيه كيف ان اسياس بعقليته المتآمرة حرك المشاهد وتلاعب بالادوار ومازال يعبث به لاثبات فرديته واستمراراه متربعا على عرش السلطة لتحقيق اهدافه الذاتية وبرنامجه السياسي المشؤوم والمعروف بـ نحنان    علامانان ( نحن واهدافنا ).

– ومواصلة للجزء السابق والذي نال رضا الكثيرين من القراء اليكم الجزء الثاني وكلنا امل ان يكون اضافة وضوح على الصورة الحقيقية للنظام والتي لم تعد تنطلي على الكثيريين .

– وسنقف من خلال هذا اللقاء على العديد من المحطات التي مر بها استاذ ديجول مع نظام الشعبية وكيف تمت عمليات الاعتقالات في الداخل ومن المسؤول عنها واسباب تخليه عن النظام وايضا عن حزب مسفن حقوس وموقف استاذ ديجول من ملتقى الحوار وكيف يدير اسياس الدولة الان فالى ما تبقى من حديث  .

– س : في الجزء السابق من اللقاء ذكرتم انكم لم تكونوا راضون عن الكثير من القضايا وربما تكون قضية اللغة العربية إحدى القضايا التى لم ترضوا عنها , نرجوا أن تحدثنا عن ذلك من خلال تجربتكم ؟؟

– استاذ ديجول : إقصاء العربية كان ضمن أهداف أسياس منذ وقت مبكر ورغم عدم رفضه للعربية علنا إلا أنه عمل سرا ومازال يعمل على تهميشها , أيضا قصد من تطوير اللهجات الأرترية إلى إقصاء العربية حيث إدعى المساواة بينها ولكن إتضحت الأهداف جليا فيما بعد .

المحاور : ومتى بدأت تلك السياسات تجاه العربية تأخذ شكلا مؤثرا ؟؟

– استاذ ديجول : بعد التحرير مباشرة وعندما اصدرت  اللجنة المركزية للجبهة الشعبية قرارا بتدريس اللغة العربية بكل المدارس الارترية تدفق الالاف من أبناء ارتريا عموما وابناء التقرنية خاصة على المدارس التى تدرس اللغة العربية مثل مدرسة الجالية وغيرها بحكم أنها إحدى اللغات الإرترية الرسمية لمعرفتهم أن دراسة اللغة الرسمية من الاهمية بمكان للحصول على التوظيف والعمل فى المستقبل ولكن بعد سياسة التضيق على العربية الذي إنتهجها نظام أسياس بطريقة سرية وعدم إفراد مساحة للعربية بالعمل المكتبي أخذ الإقبال يقل شيأ فشيأ .

المحاور: وما هي السياسات التى إنتهجها أسياس لاقصاء العربية ؟؟

استاذ ديجول: عملية التضيق تمت على مراحل مختلفة كما ذكرنا ومنها  عملية إعتقال مدرسي المعاهد الدينية والمدارس العربية وايضا التعليم باللهجات, ولكن أسلوب الوشايا واشاعة عدم جدوى دراسة اللغة العربية بين أبناء التقرنية كان له تأثيره الكبير  في تنفيذ سياسة اقصائها  .

– المحاور : ماذا تعني باسلوب الوشايا ؟؟

استاذ ديجول : اصدر اسياس قرارا سريا عبر قنواته السرية الخاصة لتهميش اللغة العربية وتطوير اللهجات واشاع بين ابناء  التقرنية عدم جدوى دراسة اللغة العربية وبل ذهبت  الشائعة اكثر من ذلك حيث اشيع ان دراسة اللغة العربية تعتبر تهديدا وخطرا على اللغة التقرنية !!!.

المحاور : في اجابتكم على السؤال السابق ذكرتم عملية إعتقال مدرسى المعاهد الدينية والمشائخ, كيف تمت عملية إعتقالهم واعتقال غيرهم الموظفين والتجار والاعيان وغيرهم من ابناء ارتريا ومن المسئول عن العملية وتنفيذها ؟؟

استاذ ديجول : الإعتقال كان مفاجئا وقد تم فى ليلة واحدة طالت كل ربوع إرتريا , وكان ضمن المعتقلين الأستاذ/ محمد خير موسى رئيس مكتب العمل فرع إقليم سنحيت وإتصلت به بخصوص العمل بحكم موقعي كرئيس لمكتب العمل أنذاك لأفاجأ بأنه ضمن المعتقلين , ثم ذهبت لمقابلة موسى رابعة وكان حينها مديرا للشرطة وذكر لي عدم علمه بالعملية  !! ثم إتصلت بوزارة الداخلية وتحدثت إلى نائب الوزير نايزقي كفلو ليخبرني بعدم علمه أيضا ,إذا من قام بتلك لعملية ؟؟ الاجابة  لا تحتاج إلى كثير ذكاء !! من اصدر تعليمات الاعتقالات هو أسياس والمنفذ للعملية اجهزته الامنية السرية الخاصة !!! وأن مؤسسات الدولة الأخرى جودها صوري فقط .

–  المحاور : وكيف برر النظام لعملية الاعتقال تلك ؟

استاذ ديجول : اطلاق الشائعات قبل وبعد تنفيذ اي مخطط  لتخلص اسياس من منافسية شينا معتادا عليه , وكعادته اطلق اسياس عبر اجهزته الخاصة اشاعة مفادها انه تم الحصول على مستندات تشير الى تورط الاساتذة مع الحركات الجهادية الارترية وذلك بالسفارة السودانية ؟؟ ومن المعروف عن اسياس صناعته وخلقه للاحداث لتغطية احداث اخرى !!! .

– المحاور : وما رأيكم في ذلك بحكم تواجدكم في الداخل آنذك ؟؟

استاذ ديجول : بالتاكيد هذا كذب وتلفيق لان اعتقال مدرسي اللغة العربية والمشائخ وقفل السفارة السودانية حدث في ذات اليوم والوقت !!! .

المحاور: في معرض حديثكم ذكرتم بان القيادات صورية هل تقصدون أن كل الوزراء والقيادات والجنرالات وجودها شكلي فقط ؟؟.

استاذ ديجول : نعم كل وزراء أسياس ومن يسمى بقيادات الجبهة الشعبية والجنرلات هم مجرد ديكورات !!! ولكن لاينفي ذلك   وجود شخصيات وطنية بالداخل تمارس عليها الضغوط ومبعدة من أماكن إتخاذ القرار او تم تجميدها عن العمل .

المحاور : إذا كيف يتم التعين بالمناصب وأماكن إتخاذ القرار فى إرتريا الآن مثل التعديلات الوزارية ؟؟

استاذ ديجول : عملية التعديل أو التشكيل الوزاري متعارف عليها دوليا بأنها تتم عبر مرسوم رئاسي أو جمهوري ويتم الإعلان عنها فى الوسائل الإعلامية , ولكن فى إرتريا حاليا تتم عملية التنصيب أو التغير عبر محادثة هاتفية  من أسياس أو برسالة منه فقط !!!

المحاور : ذكرت أن كل مفاصل الدولة الآن بيد أسياس وسبق ان عملت كرئيس لمكتب العمل هل تذكر لنا بعض الشواهد العملية لتلك الممارسات ؟؟

استاذ ديجول: الشواهد كثيرة ولكن بحكم عملى كرئيس مكتب العمل دعنى أورد لك ثلاث منها :

الأولى: بعد قبول عضوية ارتريا بمنظمة العمل الدولية تقدمنا بطلب المساعدة لتنفيذ مشروع وقبلت المنظمة وقامت بإرسال خبير إلى إرتريا لدراسة مشروع إقامة معهد تدريب مهني وبعد أن أكمل الخبير الدراسة وتمت إجازة المشروع جاءت مسألة أين يبنى المعهد ( مكان اقامة المعهد ) وتدخل أسياس وقرر إسناد المسألة إلى وزارة التعليم وأوضحنا له أن هذه المنظمة تعنى بالعمال والعاملين وأن وزارة التعليم تتعامل معها منظمة اليونسكو ورفض أسياس وأصر على قراره وأمام تدخل وإصرار أسياس فشل المشروع !!!

الثانية : القضية الثانية كانت قضية المحاكم التى تنظر فى القضايا التى تنشأ بين العمال وأصحاب العمل ومن المعلوم أن إدارة المصانع والشركات آلت إلى المقاتلين بعد الإستقلال , وكثرت وإزدادت شكاوى العاملين من الطريقة التي يدير بها المقاتلون تلك المؤسسات وتعاملهم مع العمال وحقوقهم وكانت المحاكم تقوم بتطبيق قانون العمل وإنصاف أصحاب الحقوق وفى الغالب العاملين وإشتكى هؤلإ المقاتلون إلى مكتب الرئيس , وفوجئنا بهاتف من مكتب الرئيس يطلب منا إيقاف عمل المحاكم دون سابق إنذار أو دراسة !!! وطلبت أن يكون ذلك بمكتوب رسمي وجاءني الرد بأن هذه هي الطريقة التى ندير بها العمل ويجب عليك أن تنفذ ماطلبنا ولكن أمام إصراراى على ذلك إستلمت خطاب من مكتب الرئيس بإيقاف تلك المحاكم وتم إيقافها .

وبعد عامين تقدم إتحاد العمال إلى مكتبنا بشكوى وطلبوا منا توضيحا بأسباب قفل أو إيقاف المحاكم وأوضحنا لهم أن قرار الإيقاف جاء من مكتب الرئيس وعند ذهابهم إلى مكتب الرئيس أنكر أسياس وذكر عدم علمه بالإيقاف وأن قرار القفل تم إتخاذه من قبل مكتب العمل وعند جلوسهم معنا للمرة الثانية أعطيتهم نسخة من الخطاب , وهذا يوضح لماذا يتعامل أسياس عبر الهاتف حتى لا يترك أثرا أو دليلا على تورطه وتدخله فى الكثير من القضايا .

القضية الثالثة : بعد ان تم اخذ الشباب الارتري عنوة الى ما يسمى بمعسكر الخدمة الوطنية بساوا تدفق آلاف الاثيوبيين الى ارتريا واحتلوا مواقع العمل بمختلف المجالات مما ضيق فرص العمل على الارتريين وسبب اختناقا بها وبحكم موقعنا في مكتب العمل قمنا بدراسة هذه المسألة ووجدنا انها تشكل خطورة على المواطن الارتري وايضا على الوطن من كل النواحي الاقتصادية والامنية والاجتماعية , ثم قمنا بتقديم الدراسة لمكتب (اسياس ) الرئيس لنفاجأ برسالة من يماني قبري مسقل مفادها : ان هذا ليس في نطاق عملكم !!! (زي سراحكا اي تسرح )!!!. وتم التوقف عن تناول تلك المسألة .

المحاور :وماهي اسباب اعتقال الاستاذ إدريس أبعري  ؟؟؟.

استاذ ديجول : كان الاستاذ ابعري احد المتذمريين من الوضع القائم وقد عبر عن ذلك بوضوح في كتاباته بالصحف وهو رفضه لقضية تهميش اللغة العربية وإقصاء المسلمين وايضا مسألة ابعاد وتجاهل خريجي الشرق الاوسط  وعدم توظيفهم بحجة عدم اجادتهم للغة التقرنية رغم مؤهلاتهم ودرجاتهم العلمية العليا .

– المحاور : بوضوح لماذا اختلفتم مع الاستاذ مسفن حقوس وقد كنتم من اكثر الناس قربا اليه ؟؟

استاذ ديجول :  باختصار لمسنا فيه انه واثبتت لنا التجربة معه ان  تنظيمه امتدادا لتجربة الجبهة الشعبية واسياس وقد عبرنا عن ذلك ببيان واضح وان الحزب الديموقراطي والنظام وجهان لعملة واحدة .

المحاور : وما رايكم في ظاهرة الانتحارات التي راح العديد من  الكوادر والقيادات البارزة ضحايا لها ؟

استاذ ديجول : معظم الحوادث وما يشار اليه بانه انتحار هي نوع من آخر من التصفيات التي يقوم بها اسياس عبر اجهزته الخاصة .

–  المحاور : باختصار ماهي اسباب تخليكم عن النظام ؟؟.

– استاذ ديجول : الاسباب بكل اختصار هي عدم الرضا عن السياسات التي يتبناها النظام والوضع المأسوي الذي يعيشه  المواطن الارتري , وبعد تجميدي لاربعة اعوام اي من العام 1997 – 2001 م تم ابتعاثي الى المملكة السعودية للعمل سكرتيرا اول بالسفارة وقنصلا ومسؤلا للجالية هناك وحينها تم اعتقال مجموعة 15 وتم استدعائي لاسمرا  قبل ان اكمل العامين ولعلمي بالمصير ونوايا اسياس طلبت اللجوء السياسي .

المحاور :  يسمى النظام نفسه بالجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة هل يعقد النظام اي مؤتمرات داخلية حتى ولو شكلية ؟؟.

استاذ ديجول: تم إنتخاب المجلس المركزي في المؤتمر الثالث  للجبهة الشعبية 1994 م ومن المفترض ان يعقد المجلس اجتماعه الدوري كل ستة اشهر ولكن منذ 94-2000م لم يعقد المجلس اجتماعاته إلا مرتين او ثلاث .

وبدأت التساؤلات من قبل اعضاء الجبهة الشعبية وتمثلت المطالب في ثلاث محاور وهي 1/  قانون الانتخابات والاحزاب السياسية 2/ تطبيق الدستور (المفصل على مقاس اسياس ) 3/ تحديد موعد لعقد مؤتمر الجبهة الشعبية .

– وفي اجتماع المجلس المركزي لعام 2000 م تم طرح المسائل الثلاث اعلاه وتم قبول قانون الانتخابات والاحزاب وتاجيل قضية عقد مؤتمر الجبهة الشعبية الى الاجتماع التالي .

– وعند تمام موعد الاجتماع طالب اعضاء المجلس المركزي لعقد الاجتماع من اسياس وطلب منهم جمع توقيعات ثلثي اعضاء المجلس المركزي ومارس اسياس سياسة الترغيب والترهيب على اعضاء المجلس وافشل جمع التوقيعات وبذا فشل انعقاد اللقاء  . والدولة اليوم يحكمها فرد متمثلا في اسياس وبقية الاسماء والمناصب مجرد ديكور لتزيين مجلسه ولتحسين صورته ولخداع الشعب فقط .

– المحاور ماهو موقفكم من ملتقى الحوار ؟؟؟.

– استاذ ديجول :الحوار في حد ذاته قيمة سامية ومن خلال الحوار الهادف نستطيع الوصول الى التفاهم ونقاط التلاقي ,لذلك عبرنا عن موقفنا من ملتقى الحوار في تصريح صحفي واكدنا بانه خطوة في الاتجاه الصحيح ويبشر الشعب الارتري وقواه المعارضة بانه الطريق الامثل للوصول للهدف المنشود من خلال الحوار الوطني المسؤول من اجل تمتين الوحدة الوطنية واسقاط عصابة هقدف .

– المحاور : كلمة اخيرة ؟؟

– استاذ ديجول : كلمتي هي : ان ارتريا اليوم تمر بمفترق طرق وفي حالة استمرار ككيان موحد ام لا , والشعب الارتري يئن من وطأة نظام اسياس وفي انتظار المنقذ لذا يجب على القوى الوطنية الارتررية المعارضة توحيد جهودها وان تضع مسألة الوطن والشعب والوحدة الوطنية في مقدمة اولوياتها وان تعطيها الاهمية القصوى وشكرا على اتاحة هذه السانحة .

المحاور : شكرا والى اللقاء  ,,,

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9356

نشرت بواسطة في سبتمبر 26 2010 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010