تحديــات ماثلــة أمـــام المؤتـمر الوطنـي القـــادم (4-6)

المفوضية – سكرتارية المؤتمر

 

سليمان مندر

 

مدخل :

 

– إختيار سكرتارية المؤتمر كان إحدى المحطات التي توقف عندها المؤتمرون في ملتقى الحوار بل كانت واحدة من أخطر العقبات التي إجتازها المؤتمرون بصعوبة حيث استغرقت عملية الاختيار اكثر من يوم.

 

– وكانت هناك بعض الهنات والاخطاء سادت عملية ادارة مهام الاعضاء وتنظيم رحلات عودتهم الى أماكن إقامتهم وايضا برامج ختام الملتقى وغيرها من الاحداث التي عادة ما  تصاحب مثل هذه التجمعات والمؤتمرات.

 

–  وقبل الشروع في تناول سكرتارية المؤتمر يمكننا ان نعرف السكرتارية بانها الجهة المنوط بها ادارة فعاليات المؤتمر او هي الهئية او اللجنة التي يتم اختيارها وتسليمها مسؤلية إدارة المؤتمر والعمل للوصول لافضل النتائج في جميع جوانبه.

 

– وتناولنا في هذا المقال لموضوع السكرتارية  ينحصر فقط فيما يخص عملية الاختيار وما يمكن أن تقوم به المفوضية حتى تتم عملية إختيار السكرتارية بنجاح, وايضا عملية تسيرها لاعمال المؤتمر بكل يسر وسهولة , اضافة لبعض الملاحظات التي يمكن لاعضاء المؤتمر الاستفادة منها.

 

– ولتوضيح الفكرة فقط دعونا نورد بعض الملامح العامة لسكرتارية المؤتمر ومهامها ومن أين  تكتسب أهميتها .

 

– يتم التنافس بين الجهات حول السكرتارية حيث تسعى الجهات  المشاركة في الكثير من الاحيان لكسب أولى محطات المؤتمر وأهمها وهي إختيار سكرتارية المؤتمر خاصة الانظمة الحاكمة اذا سمحت بانعقاد المؤتمرات حتى تستطيع تمرير اجندتها أو تزوير النتائج اذا تطلب الامر.

 

– وليس التلاعب بالنتائج او مخرجات المؤتمرات وحده الباعث لاهتمام الاطراف بالفوز بالسكرتارية ولكن هناك عوامل اخرى او اطراف غير الاولى ينبع اهتمامها بالسكرتارية حتى تضمن النزاهة والمصداقية وعدم التلاعب بالاصوات و أن تجد الفرص العادلة للمشاركة في المؤتمر.

 

– ورغم ان معظم الرغبات او المخاوف تاتي للعوامل التي ذكرناها في الفقرات السابقة إلا انها قد لا تكون ذات الدوافع للمشاركين في المؤتمر الوطني القادم .

 

– اما مهام سكرتارية المؤتمر على وجه العموم فتتمثل في ادارة الجلسات – تنظيم فقرات المؤتمر وفقا للوائح التي تقوم بوضعها بعد الاختيار مباشرة  – ضبط الجلسات – الاشراف على فعاليات المؤتمر وصولا الى اصدار بيانه الختامي وتنتهي بعملية التسليم والتسلم مع الهيئة المنتخبة أو القيادة الجديدة.

 

– باختصار يمكننا ان نقول ان السكرتارية هي المسؤل عن المؤتمر وفعلياته بعد انتخابها والى الختام إلا اذا تم سحب الثقة منها.

 

– وبعد هذا المدخل وحتى تكون عملية ايصال الفكرة اكثر سهولة دعونا نقسم ما تبقى الى محورين وهما.

 

1- دور المفوضية تذليل عقبة عملية الاختيار ومساهمتها في انجاح  مهام السكرتارية. 

2- اسهام الجهات المشاركة  في انجاح عملية الاختيار.

– الختام

 

أولا : دور المفوضية في تهيئة الوضع لاختيار المفوضية وانسياب اعمالها:

 

– مقولة سائدة تم تم تداولها بكثرة في ملتقى الحوار وهي ( المؤتمر سيد نفسه) وهي صحيحة ومتواترة وتعني ان سكرتارية المؤتمر يختارها المؤتمرون من داخل قاعة التداول أو الفعاليات وذلك ضمانا للمصداقية ومنعا لتمرير اي أجندة لا يرغب المشاركون فيها او التلاعب بالاصوات والقرارات.

 

– ولكن مع احترامنا او من غير المساس بحق سكرتارية المؤتمر في ادارة فعاليات المؤتمر إلا ان هناك بعض المهام التي يمكن ان تسهل على السكرتارية ادارة اعمالها بعيدا عن الضغوط .

 

– واكبر الضغوط التي تواجه السكرتارية عادة هو عامل الوقت حيث يمثل اكبر الهواجس التي يؤرق مضجع أعضاء سكرتارية المؤتمرات عادة فهم يقضون الاوقات الطويلة في إدارة الجلسات ومن ثم يقضون ماتبقى في اجتماعتهم  الخاصة لتقييم ما مضى وللتفاكر حول ما هو آت.

 

– وهذه بعض النقاط او المهام التي يمكن ان تقوم بها المفوضية مسبقا حتى تسهل على السكرتارية وذلك دون التاثير على مسؤليات السكرتارية في المؤتمر , وتسهل ايضا على المشاركين  على المام بالسكرتارية اذ لم تصل الى التوافق كما حدث في موضوع تقرير المصير مع تحفظ الكاتب عليه.

 

1/  تقريب وجهات النظر حول إختيار السكرتارية:

 

 – مع إحترامنا لمبدأ إختيار السكرتارية من داخل المؤتمر إلا ان السكرتارية يمكن أن تعمل على تقريب وجهات النظر أو تحديد ملامح عامة لسكرتارية المؤتمر وذلك باستطلاع آراء الجهات والكيانات والمحاولة للوصول الى قدر من التفاههم حول بعض النقاط الاساسية حول مسالة الاختيار او سبل حسمها داخل المؤتمر  وتهيئة الاجواء.

 

 2/  وضع لائحة تنظيم المؤتمر.

– من المعروف أن وضع لائحة المؤتمر هي أولى مهام السكرتارية ولكن لا يمنع ذلك ان يكون هناك نموذج تستفيد منه السكرتارية وتقوم بإجازته بعد وضع التعديلات التي تراها مناسبة .

 

– تجهيز المفوضية للائحة وترجمتها سيوفر على سكرتارية المؤتمر الكثير خاصة ان عملية الترجمة تحتاج الى الكثير من الوقت (عربي – تقرنية ).

 

 

 3/ وضع جدول أعمال (نموذج)

 

– وضوح برامج المؤتمر وأوقات تناول الطعام ومناقشة الاوراق وغيرها يمكن ان تقوم المفوضية باعداده وتستطيع سكرتارية المؤتمر فيما بعد الاخذ به كما هو أو تعديله او حتى الغائه اذا اقتضت الضرورة .

 

– ويسهم هذا في إطمئنان أعضاء المؤتمر في معرفة فقرات المؤتمر او مداولاته حيث ينعكس إيجابا على روحهم المعنوية وأدائهم مع تقديرنا للجوانب التأمينية.

 

– تاتي اهمية الاشارة الى هذه النقطة من التجربة السابقة في ملتقى الحوار.

 

ثانيا: دور أعضاء المؤتمر خاصة التنظيمات والمنظمات.

 

– رغم أن ارتريا تقف على مفترق طرق كما ذكرنا في مقال سابق فان المعارضة الارترية ايضا تعيش وضعا مماثلا اي وضعا دقيقا وحاسما فالمؤتمر الوطني يعد بخلاص مشرف للبلاد والعباد ويشكل حضورا فاعلا وواثقا يعزز الدور المعارض وينقل الوطن عبر برامج وآليات واضحة وآمنة الى الديموقراطية والعدالة المنشودة.

 

– اذا آن الاوان للمعارضة الارترية ومنظمات المجتمع المدني الارتري والقوى الشعبية ان تتجاوز المرارات ورص الصفوف والسعي للتغيير الديموقراطي الذي تتسع آفاقه مع انعقاد المؤتمر الوطني .

 

– ورغم وجود الكثير من الاجواء المبشرة والمشاهد الايجابية وحتى تكتمل هذه التحركات الدؤبة على الجهات المشاركة في المؤتمر مراعاة الآتي في عملية الاختيار لكل من عضوية السكرتارية او المجلس الوطني.

 

1- اختيار القوي الامين

 

– ان يكون الاختيار في كل من سكرتارية المؤتمر والمجلس الوطني بمفهوم الرجل (الشخص) المناسب في المكان المناسب لا بالحسابات التنظيمية او الحزبية او غيرها.

 

وهذه بعض العوامل التي يمكن أن يسهل توفرها او وجودها عملية الاختيار:

 

أ/ الكفاءة والتاهيل

– الإلمام بالشأن الارتري – التجربة – التمتع بالمميزات الادارية والقيادية – معرفة المناخ السياسي الارتري المعارض – التحلي بقدر عال من ضبط النفس وروح الجمع وتقريب الوجهات

 

ب/ اللغة :

 – مثلا إجادة اللغة العربية والتقرنية والانجليزية  .

 

ج/  التنوع :

– التنظيمي – الفئة العمرية – الجنس(ذكر – انثى )- العرقي – الديني .

 

ج/ اصحاب الاختصاص :

– وجود بعض المختصين في ادارة التنوع وحل النزاع يمكن ان يلعب دورا مهما في التوفيق بين الاراء والتوصل الى نتائج مرضية لكل الاطراف.

 

-2 تفويض اعضاء المفوضية للقيام ببعض المهام

 

تفويض بعض اعضاء المفوضية بمهام محدودة للمواصلة في بعض المهام تحت اشراف السكرتارية .

 

3- اشراك بعض اعضاء المفوضية (التحضيرية )

 

-إشراك بعض أعضاء المفوضية في سكرتارية المؤتمر ايضا يسهل عملية انسياب اعمال سكرتارية المؤتمر بكل يسر وسهولة .

 

 – ويمكن الاشارة الى بعض المهام التي تتطلب وجود بعض اعضاء المفوضية او يساعد بقائهم ضمن عضوية السكرتارية او كمتعاونين معها وهي .

 

أ/ التواصل مع ضيوف شرف المؤتمر.

 

– من الضرورة بمكان تعاون المفوضية في التواصل مع ضيوف المؤتمر الذين تمت دعوتهم لحضور فعاليات المؤتمر كمراقبين ان وجد ذلك او لحضور فعاليات أو حفل الختام .

 

– والضرورة هنا تتمثل في أن أعضاء المفوضية هم من قام بدعوة تلك الجهات  لان استمرارهم في أداء تلك المهمة يسهل عملية التواصل مع الضيوف .

 

 ب/ المواصلة في التواصل مع الاعلام الخارجي.

 

– اهتمام المعارضة ككل في الجانب الاعلامي خاصة الخارجي منه لم يرق بعد الى مستوى التحدي ورغم الدعوات المقدمة في ملتقى الحوار للاجهزة الاعلامية الخارجية إلا اننا نستطيع ان نصف التغطية بالضعيفة جدا.

– والجانب الاعلامي تتسلم مهامه سكرتارية المؤتمر كغيره من المهام, ولكن للضرورة هنا يمكن الابقاء على احد اعضاء اللجنة الاعلامية بالمفوضية ضمن مهام محدودة او الاستعانة به في مواصلة التواصل مع الاعلام الخارجي.

 

ج/ المواصلة في برنامج تنظيم سفر اعضاء المؤتمر وحل العوائق.

 

– مهما كان الاعداد المسبق والجيد فمن الطبيعي ان تكون هناك بعض التغيرات التي تطرأ في رحلات الاعضاء وايضا حدوث بعض الاخطاء وارد لضخامة عدد الحضور وهذا ما حدث في ملتقى الحوار.

– ولان المفوضية يتنتهي دورها ويتم حلها بعد انتخاب السكرتارية       فان تعاون المفوضية او تفويض المؤتمر لاعضاء المفوضية من قبل المؤتمرين للاستمرار في بعض المهام مثل عملية اجراءات الاعضاء يمكن ان يجعل هذه العملية اكثر يسرا وسهولة .

 

 

قبل الختام : هذه بعض الملاحظات التي يرى الكاتب اهميتها معتمدا في الكثير منها على تجربة ملتقى الحوار وذلك حتى لا نكرر ما حدث فيه حيث كان إختيار سكرتارية المؤتمر من اصعب العقبات أو أخطر المحطات التي كادت أن تعسف به واجتازها المؤتمرون بصعوبة بعد أخذت من الوقت الكثير.

 

– رغم انها اكدت خلو الملتقى من عملية الطبخ المسبق التي ادعاها النظام وبعض المرجفين , وايضا اكدت متانة موقف الراغبين في التغيير وامكانية ايجاد الحلول مهما كانت ضخامة المصاعب.

 

 

– ختاما:  نتمنى ان لا يصوغ المؤتمرون مواقفهم في اختيار سكرتارية المؤتمر أو عضوية المجلس الوطني وفقا لمواقفهم السياسية والتنظيمية او المصالح الحزبية الضيقة بل ان يضع الكل معاناة الانسان الارتري نصب عينيه وتقديم الاجدر والاقدر لهذه المرحلة المهمة التي تحتاج الاقوياء الامناء القادرين على الفعل وتحريك الشارع وكسب الرأي العام الارتري والدولي خدمة لقضية الوطن وانسانه.

 

– في المشوار القادم نتناول الاعلام ودوره في انجاح المؤتمر وانجاح مهام المجلس الوطني وذلك إذا مد الله في الآجال .

 

ولك الله يا شعب ارتريا ,,,

b_wdooh@yahoo.com

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16183

نشرت بواسطة في يوليو 9 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010