تحليل إذاعة مستقبل أوروميا التضليل الإعلامي والتحريض في القرن الإفريقي

النخب
الحلقة 150:

التحليل الإعلامي والسياسي: ابسلاب ارتريا

المقدمة

في خضم التوترات المتصاعدة في القرن الأفريقي، برزت إذاعة “مستقبل أوروميا” كمنصة مثيرة للجدل، تُتهم بشكل متزايد بالتحريض على الكراهية، وبث الأكاذيب، وتأجيج الفتن ضد دول الجوار مثل الصومال، إريتريا، مصر، السودان، وجيبوتي، فضلاً عن استهدافها لدول عربية وأفريقية أخرى.

تثير هذه السلوكيات المتناقضة تساؤلات عميقة: لماذا تسلك هذه الإذاعة هذا المسار العدائي بدلاً من الترويج للسلام والمحبة؟ من يقف وراءها؟ وما هي الغايات السياسية الكامنة خلف نشر الأكاذيب والتحريض على العنف والكراهية؟

هذا المقال يقدم تحليلاً علميًا شفافًا، موجهاً للنخب، لتعريه هذا النهج المضلل والدعوة إلى وقفه قبل أن يقوّض أسس الاستقرار الإقليمي.

أساليب التحريض والاستفزاز

تعتمد “إذاعة مستقبل أوروميا” على تكتيكات متطورة للدعاية السوداء، تقوم على:

  • نشر أخبار كاذبة ومضللة حول انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان أو تهديدات أمنية مفبركة.
  • تشويه صورة الدول والشعوب المستهدفة بتلفيق روايات إعلامية تزرع الانقسامات وتغذي مشاعر الحقد والكراهية.
  • استخدام خطاب استفزازي وتحريضي لتأجيج مشاعر الغضب والخوف لدى الشعوب المستهدفة.

هذه الأساليب ليست ارتجالية، بل تعكس استراتيجية ممنهجة تهدف إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي، وضرب جسور الثقة والتعاون بين دول المنطقة.

الدوافع والجهات الداعمة

وراء هذا النهج العدائي، تتشابك عدة دوافع سياسية وأمنية واقتصادية:

  • تعزيز الهيمنة الإثيوبية: تسعى حكومة آبي أحمد إلى فرض واقع إقليمي جديد عبر إضعاف جيرانها وزعزعة استقرارهم، لضمان تفوق إثيوبيا السياسي والاقتصادي والعسكري.
  • تشتيت الانتباه الداخلي: عبر افتعال أزمات خارجية إعلامية، يتم تحويل الأنظار عن أزمات إثيوبيا العميقة مثل النزاعات العرقية، الفقر، والانهيار الاقتصادي.
  • خدمة أجندات خفية: قد تكون الإذاعة مدعومة أيضًا من أطراف دولية أو إقليمية لها مصلحة في استمرار الفوضى في القرن الأفريقي، خصوصًا حول الموارد الحيوية والممرات البحرية.

وبهذا تتحول “مستقبل أوروميا” إلى أداة دعاية سياسية تخدم مشاريع توسعية أكثر من كونها وسيلة إعلامية مستقلة.

الفوائد من نشر الأكاذيب والمعلومات العدائية

يحقق هذا النهج العدائي عدة أهداف خفية:

  1. صرف انتباه الشعوب الإثيوبية عن المشاكل الداخلية عبر خلق “عدو خارجي” وهمي.
  2. إضعاف الروابط الإقليمية بين الدول العربية والأفريقية المستهدفة، ومنع نشوء تحالفات قوية قد تعرقل الطموحات الإثيوبية.
  3. تعبئة الرأي العام الداخلي لدعم السياسات العدوانية والتوسعية عبر اللعب على مشاعر الوطنية الزائفة والخطر الخارجي.

هذه الفوائد تكشف عن عقلية سياسية ضيقة الأفق، تفضل المكاسب الآنية على حساب الأمن الجماعي ومستقبل المنطقة بأسرها.

التأثير المدمر على السلام والتعاون الإقليمي

بدلاً من تعزيز فرص التكامل الإقليمي، يؤدي هذا النهج إلى:

  • تصعيد التوترات الإقليمية وخلق مناخ من الشك والعداء.
  • تعطيل مشاريع التعاون المشترك في مجالات الطاقة، المياه، والأمن.
  • تهديد الأمن الجماعي عبر تحويل الخلافات القابلة للحل إلى صراعات وجودية مفتوحة.

على سبيل المثال، الادعاءات الكاذبة بشأن مشاريع المياه، تساهم في إشعال النزاعات بدلاً من تعزيز الحوار والتفاوض.

التحليل العلمي الشفاف

من منظور أكاديمي، يمكن تفسير هذه الظاهرة عبر نظريات “الدعاية السياسية” و”الحرب النفسية”:

  • التضليل الإعلامي: يُستخدم لتشكيل تصورات جماهيرية مشوهة، تبرر السلوك العدواني، وتعطي النظام المبرر السياسي والدعائي لسياساته.
  • الحرب النفسية: تهدف إلى تحطيم معنويات الدول المستهدفة وزرع الخوف والارتباك، مما يؤدي إلى تقليل قدرتها على المقاومة والتفاوض الفعال.

بالتالي، فإن “ إذاعة مستقبل أوروميا” لا تُمارس الإعلام بمفهومه النبيل، بل تمارس حربًا إعلامية منظمة ضد شعوب المنطقة.

الخاتمة

  • تشكل “ إذاعة مستقبل أوروميا” نموذجاً خطيراً لكيفية استخدام الإعلام كسلاح عدائي في النزاعات الإقليمية.
  • إن انتشار الأكاذيب والتحريض عبر هذه المنصة لا يخدم إلا القوى الساعية إلى الهيمنة، على حساب السلام، والاستقرار، والتنمية في القرن الأفريقي والعالم العربي.

لهذا، فإن فضح هذه الممارسات واجب أخلاقي وسياسي يقع على عاتق النخب المثقفة، والإعلام المستقل، ومنصات التواصل الاجتماعي، من خلال:

  • تعزيز الوعي النقدي.
  • مراقبة المحتوى التحريضي والمضلل.
  • الدعوة إلى مقاطعة هذه المنصات وحظرها قانونياً حيثما أمكن.

فقط عبر الشفافية، والصدق الإعلامي، والعمل الجماعي، يمكن أن نؤسس لمستقبل أكثر سلامًا وعدالة لشعوب هذه المنطقة الحيوية.

إلى اللقاء في الحلقة القادمة، …….

ابسلاب ارتريا
**i

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47556

نشرت بواسطة في أبريل 28 2025 في صفحة آبسلاب ارتريا. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. يمكنك ترك رد او اقتفاء الردود بواسطة

رد على التعليق

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010