تحية الي مركز سويرا

عمر جابر عمر

ملبورن -أستراليا  

                                                                         

قبل فترة ليست ببعيدة عقد مديرمركز سويرا لحقوق الانسان الاستاذ/ يسين محمد عبدالله مؤتمراً صحفياً أعلن فيه افتتاح المركز بصورة رسمية والذي سيكون من باكورة انجازاته اصدار التقرير الأول عن حقوق الانسان في اريتريا. وكان الكثيرون يضعون أيديهم علي قلوبهم خوفاً من أن يكون التقرير مجرد بيان يدين النظام الدكتاتوري في اريتريا، ذلك التخوف كان ينبع من معرفة الناس بمحدودية الامكانيات وصعوبة الوصول للمصادر، والظروف العامة المحيطة بتلك التجربة، ولكنني بحكم معرفتي بمدير المركز ومن معه كنت واثقاً بأن التجربة ستكون نموذجاً لما يتطلع اليه الشعب الاريتري من إتباع وسائل علمية ـ احصائيات دقيقة، تصنيف وترتيب للمعلومات وتحليل لما تجمع في نهاية الأمر. بإختصار كان المطلوب هو الصدق ـ العلم ـ الجهد المتواصل والتعمق في معاني حقوق الانسان، الأسس والأسباب والنتائج. وجاء المولود ليس كما توقعت بل أكثر وأكبر وأجمل مما أنتظر الجميع.

تقرير شامل بمعلوماته وتناوله لشتي المواقع والميادين والفئات الاجتماعية والجغرافية والثقافية.

خرج التقرير بلغتين (العربية والانكليزية) ولكنه أعتمد بالدرجة الأولي علي لغة عالمية يفهمها كل متابع لهذه القضية وتستوعبها كل المؤسسات العالمية والاقليمية والتي تضع شروطاً وضوابط وأسس لقبول أي تقرير من هذا النوع.

منذ التحرير والاريتريون يواجهون تراجعاً وإخفاقاً في شتي المجالات، غاب العقل ـ تلاشي العمل المبدع ـ حل الخطاب الأجوف محل التوثيق والتحدث بلغة الأرقام والوقائع.

وجاء تقرير مركز “سويرا” لحقوق الانسان ليس كبادرة ايجابية يفخر بها كل أريتري فحسب بل انها تدعو الي الاعتزاز بأن هناك مؤسسة قد ولدت يمكن أن يقدمها الاريتريون للعالم كمشاركة في الجهد الانساني من أجل العدالة والمساواة.

هذا الصوت الاريتري جدير بأن يسمعه كل مناضل من أجل حقوق الانسان.

هذا المنبر الاريتري يجب أن يصفق له كل اريتري ويدعمه بكل مايملك ( معلومات ـ وثائق ـ إحصائيات وبالطبع الدعم المادي والتطوع للمساهمة بالخبرة والجهد والوقت ).

في زمن التردي والخضوع لمنطق القوة وسيادة قانون الغاب لابد من إضاءة الشموع وتعميق الوعي بأهمية الدفاع عن حقوق الانسان.

مركز “سويرا” لحقوق الانسان ليس حاضراً نعتز به فحسب بل هو بشري لمرحلة قادمة لأن المستقبل يتم تشكيله الآن، وشكل ومحتوي ذلك الغد يصنعه الجيل الذي آمن برسالته وضحي بوقته وجهده وركب الصعاب من أجل أن يكون هناك وطن حر وشعب سعيد.

التحية للفتية الذين أخترقوا الحواجز وبددوا الظلام وأعلنوا ميلاد مرحلة العمل المنظم والجاد كنواة لبناء منظمات المجتمع المدني والدفاع عن حرية وكرامة المواطن الاريتري.


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6558

نشرت بواسطة في نوفمبر 27 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010