تعقُل ام اعتراف بالهزيمة؟

عمر ليلش – لاهاى

فى مثل هذا الوقت من كل عام ، كانت تطالعنا جميع الوسائل الدعائية التابعة لأجهزة القمع  الأمنية والعيون الحائرة والأقلام المأمورة او المأجورة  لنظام اسمرا الدكتاتورى  بحملة دعائية لمهرجان التسول  المزمع اقامته  بمدينة  ملبورن فى استراليا.

 اما فى هذا العام وحتى هذه اللحظة اختلف الأمر عن سابقه تماما، حيث اننا لم نرى اى مشاهد  اوبوادر تشير على عزم النظام وابواقه فى استراليا والمانيا على اقامة حفل التسول فى يناير العام القادم فى ملبورن – قلعة صمود الجالية الأرترية فى المهجر، وخاصة  ان تلك الأبواق والذيول ورموز العمالة كانت قد راهنت على إقامة مهرجان تسولها من جديد ، كعملية تجميلية تتستر من خلالها على فشلها فى انتزاع دعم الجماهير لها، حيث عادت وكالعادة وجيوبها خاوية.

بالطبع لازالت الذاكرة تحتفظ بالنتائج  التى خرج بها مهرجان التسول الأخير الذى اقيم فى اوائل يناير من العام الجارى، حيث خرج ذلك المهرجان فقط بالسب والشتم  وتعليقات ساخرة  ولاذعة ، تفوه بها ابواق النظام فى كل من استراليا والمانيا، كوسيلة لتغطية الهزيمة و الفشل الذريع الذى الم بهم من  قبل ابناء شعبنا الأرترى البطل فى استراليا، و الذى اصبح نداَ حقيقيا ًو صلبا،  فى مواجهة وتحدى  النظام وعملائه  ورموزه فى استراليا ومن ثم افشال حفلات تسولهم  عام بعد عام بفضل الصمود والتصدى من خلال عمل حضارى  ومنظم.

ولازالت الذاكره تحتفظ ايضا بأن ابناء الجالية الإرترية فى استراليا كانت قد اكدت من خلال تقاريرها  فى مواقعها الألكترونية المتعددة على شبكة الأنترنت،ان حفل التسول للنظام  الذى اقيم مؤخرافى يناير هذا العام انه سيكون الأخر من نوعه، حيث قالوا ابناؤنا  حينها:

( لا اظن انكم ستشاهدون بعد اليوم مشاهد مهرجان التسول المزرى هنا عندنا فى استراليا)

 كماقالوا ايضا:

( لعلكم لن تشاهدوا مرة اخرى طابور طويل من شبه العاريات واشباه الرجال حول عبدالله جابر وزجاجة الشمبانيا فى يديه على خشبة مسرح ملبورن- قلعة صمود المواطن الأرترى فى المهجر.) ….

 كان هذا ما نادت به الأقلام الحرة ونطقت به الألسن الشريفة وتوقعته ارواح دماء شهداؤنا الطاهرة ….. كان هذا ما كتبه الأخوة وقتئذِ فى  المقالة تلو الأخرى والتقرير تلو الآخر،مرفقةَ جميعها بشروح وتحليلات تستدل بحقائق ثابته  تؤكد وللأبد على فشل مهرجانات التسول واهدافها الرامية الى جمع الأموال من خلال الأفتراء والكذب واستغلال التراث الأرترى كورقة رابحة فى مجال الدعاية وجباية الأموال، و كان هذا واضحا من خلال تقارير ابواق النظام التى تحتوى فقط على  مفردات جوفاء كتبت لخدمة هدف رخيص مقارنة مع قيمة التراث الذى يدعون حرصهم للمحافظة عليه، وهم الذين لم يتعرفوا بعد على اهمية التراث كقيمة عظيمة للأنسان والوطن.

اننا هنا لسنا فى حاجة الى استرجاع تفاصيل تقاريرهم الكاذبة التى يعلمها القراء الكرام ولكننا فى استعراض لأبرز فصولها الذى يعكس الصورة الصحيحة لسلوكهم المنحرف و المشين والذى يتمثل فى تزييف الحقائق وتشويه شخصيات ارتريه وقفت لهم بالمرصاد من خلال عمل وضع اقدامه بثبات ورسوخ …. نعم شخصيات ارترية كشفت الأكاذيب من خلال حقائق ابرزتها عبر اللقاءات المباشره التى اجرتها عدة مرات مع افضل عضوين تخلفا من الفرقة الفنية التى اتى بها النظام لحفل التسول بملبورن وذلك هروبا من جحيم ذلك النظام الدكتاتورى.

ولازالت الذاكرة تحتفظ ايضا بحفل التكريم الذى اقامته الجالية هناك ترحيبا بهما كأعضاء جدد للجالية ، شاء القدر ان يكتب لهما حياة جديدة بعيدة من الخوف والجوع والمرض النفسى.

ولازالت الذاكرة ايضا تحتفظ بالنجاح الذى حققته الجالية الأرترية فى استراليا حينما التقت بالشرطة الأسترالية وتغيب عن ذلك اللقاء وفد ممثل الزمرة الحاكمة فى اسمرا، وكان ذلك فى حد ذاته انجاز تجاوز حدود المكان و خطوة بإتساع طموحاتنا فى ان تستمر فى نطاق سوى وفعال. …..

ولذا لا آغالى الآن فيما احى فى جاليتنا فى استراليا هذه الروح، قائلا بإن هذه الجالية اهدت رسالة لمن يرغب فى البقاء حتى يبلغ مركز الأبطال، حيث يعترف له التاريخ بهذا الأنجاز والنصر. …..

نعم ان هذه الجالية اهدت رسالة تقول فيها: (بكل تأكيد تتحقق الأحلام بالأرادة والثقة بالنفس، وتقترب مسافة الأحلام اذا ما رسمت خرائطها وفق معرفة معالم الطريق والتقدير الواقعى للجهد والأمكانيات ….. وتصمد الأحلام وتقًّوى شوكتها الذاكرة وسد الأبواب والمنافذ فى وجه بائعى الأوهام وعقول الزيف والأستسلام والمشرفين على اقامة حفلات التسول وشرب الخمور والضرب على الطبول.)

وفى الختام …. اذا كان نظام اسمرا ورموزه فى الخارج لم يطالعونا بالحملات الدعائية لمهرجان التسول  المزمع اقامته فى ملبورن حتى الان بسبب صرفهم النظر عن اقامته، تعقلا او اعتراف بالهزيمة!!!!! فأننى اقول نعم ان هناك نوعا من التحسن وخطوات يمكن تفسيرها على انها ايجابية من طرف النظام الحاكم.

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6931

نشرت بواسطة في أكتوبر 28 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010