تعليق على ندوة الأمين محمد سعيد


“وهذه مختارات من الندوة “

سكرتير الجبهة الشعبية السيد/ الأمين محمدسعيد: موقع إرتريا الإستراتيجي جذب الطامعين

وبهذه المناسبة خاصةً، بعد 60 عاماً من الكفاح المسلح، و 30 عاماً من التصدي، وقبله النضال السياسي للشعب الإرتري من عام 1941 حتى عام 1961 من القرن الماضي، لذلك هي ليست 60 عاماً فقط، إنما هي 80 عام، ونستطيع ان نعد من العام 1941 ، بعد نهاية

الحرب العالمية الثانية، لقد تعرضنا للظلم منذ 80 عاماً، ولم نرتاح حتى الآن، وما زلنا نتعرض له منذ العام 1941 إلى الآن، تعرضنا للظلم منذ 80 عاماً، ولم نرتاح حتى الآن. وما زلنا نتعرض له منذ العام 1941إلى الآن. وعندما نتساءل عن الأسباب التي أدت إلى ذلك، فإن أحدها هو الموقع الإستراتيجي لوطننا، فإذا كان وطننا غير هذا الوطن، او إذا كنا في منطقة بعيدة، ما كنا سنتعرض لجميع هذه المصاعب، فالموقع الذي نتواجد فيه نحن، ولأهميته الجيوسياسية، فضلا عن الموقع الجغرافي، ووجود البحر الاحمر، ولا يخفى على احد لما للبحر الاحمر من اهمية...

ثانياً، الثروات التي توجد في إرتريا، كل شيئ موجود. فإذا نظرنا إلى الثروات المعدنية، والوقود،

والغاز الطبيعي، والثروات الطبيعية، فإرتريا غنية، لذلك فإن تواجدنا في هذه المنطقة الغنية، والبحر في حد ذاته، فإن ملايين الاطنان من الوقود والبضائع ، تعبر بالقرب من سواحلنا او تمر بالقرب من سواحلنا. فهي تأتي من قارة اوروبا وتذهب إلى آسيا ، و يأتي من آسيا وتذهب إلى اوروبا، فهذا ليس بالشيئ القليل، فهي منطقة إستراتيجية، أيضاً، هنالك القرن الإفريقي. وعندما

نقول القرن الإفريقي، في وجهة نظرنا نحن فالقرن الإفريقي، يتكون من، إرتريا والسودان وإثيوبيا وجيبوتي والصومال، قد يضيف إليها البعض دول اخرى وفق رؤى سياسية ومنطلقات

جيوسياسية، لكن هذا هو مفهومنا للقرن الأفريقي، وهذه المنطقة هي منطقة إستراتيجية  جداً، وتربط المحيط الهندي والبحر الأحمر، وتقع إرتريا وسط هذه المنطقة وتتأثر باوضاعها، لذلك هذا الموقع الإستراتيجي هو الذي يجذب جشع الأخرين إلينا، ويريدون ان يبسطو سيطرتهم عليه ، وكان ، البرتغاليين قديماً في القرن 16 لماذا اتوا إلى هنا، وكانو يعلمون التأثير الذي سيكون لهم على منطقة البحر هذه كيف يذهبون إلى الهند، وكيف يأتون من أوروبا من بلادهم الى هنا ، وكيف يستطيعون ان يسيطروا على الهند وإفريقيا، لقد كانو يذهبون عبر هذا البحر، و ايضاً جاءت الإمبراطورية العثمانية في القرن ال 17 ، ومن بعدهم أتت الإرساليات التبشيرية وبطرق مختلفة، متوارين خلف رسالة الدين لتنفيذ مهام تجسسية ولإستكشاف سبل للدخول، وفي حال واجهتهم مقاومة يردعوها بحد السيف..

فالديانة المسيحية دخلت إلى هنا بطرق سلمية، فلم تدخل المسيحية إلى إرتريا بالطرق التي دخلت عبرها إلى اوروبا والشرق الأوسط، فقد دخلت إلى السكان الأصليين الذين كانو يعيشون هنا بطرق سلمية.

 كذلك دخل الإسلام إلى هنا بطرق سلمية، عندما دخل الإسلام إلى المناطق الاخرى من العالم، كالدول العربية والدول الإفريقية، والبلطيق تركيا وضواحيها وسوريا وغيرها لم يدخل إليها بطرق سلمية، لكنه دخل إلى إرتريا بسلام، وبرغبة من الشعب المسالم، وهذا يدل على مدى تحضر المواطن الإرتري، او الاقوام من الإرتريين الذين كانو يعيشون في هذه المنطقة، فإذا تركنا الشعوب والحضارة التي كانت في المنطقة قبل ميلاد المسيح او قبل ظهور الديانة المسيحية، ونظرنا إلى الشعوب الذين اتوا بعدهم للعيش هنا، سنجد انهم كانوا قوم متحضرين جداً، ولم تشهد إرتريا اية حروب بسبب ديانات، ففي بلدان اخرى مثل اوروبا شهدت حرب دموية إستمرت ل 300 عام بين اتباع الطائفة الكاثولوكية واتباع البروستانت، لكننا لم نشاهد

مثل هذه الاحداث في إرتريا ، حتى اننا لم نسمع عن حدوث امر مماثل، وقد اتى الإسلام إلى

هنا بطرق سلمية، وقد عبر من إرتريا إلى إثيوبيا والسودان،وإلى مناطق مختلفة من الصومال،

فعند بداية الدعوة إلى الإسلام ،وقبل إنتشارها بمكة، او قبل ان تنتشر الدعوة الإسلامية بمكة،

كانت قد إنتشرت في إرتريا بمصوع، وإنطلقت من مصوع وإنتشرت في مختلف المناطق ،

وعندما ننظر إلى كل ذلك، نفهم من هذه الخلفية التاريخية أهمية إرتريا وموقعها، لذا فقد

كان جميع هؤلاء الذين ذكرتهم تواقون للدخول الى هنا

 أود هنا ان اذكر السنوات العشرة الاولى كمثال.. أولاً، عند إنتقالنا من الكفاح للحرية إلى بناء حكومة واجهتنا تحديات، كيف تستطيع ان تأسس نظام سياسي متطور وانت كنت في كفاح

من أجل الحرية، فقد واجهتنا تحديات لا تعد ولاتحصى في سعينا لبناء الوطن، ولتأسيس حكومة قوية، وعبرنا هذه التحديات وأسسناها، وما يمكن ذكره ثانياً، هو تأسيس حكومة مؤقتة اوإدارة مؤقتة،وقمنا بتأسيس حكومة مؤقتة، وقامت هذه الحكومة بتنفيذ الكثير من المهام، ونعمل الآن بنفس وجهة نظر الجبهة الشعبية ونسير على هذا النحو، وهي لم تأت بوجهة نظر جديدة او فلسفة جديدة، بان تسير حتى الآن بفلسفة الكفاح المسلح.

إرتريا الحديث 3/9/2021

التعليق : من الموضوعية مراجعة خطاب النظام “الإيجابي ” في هذه المرحلة الحساسة ؛ ومع أنه خطاب ليس صريح إلا أن فيه إضاءات خجولة بالحقيقة واعتراف ضمني بالفشل .

لا شك أن إعتراف الأمين محمد سعيد بسلمية الأديان السماوية في إرتريا نابع من الواقع حيث يتميز الشعب الإرتري بالسلمية والتعايش قبل حلول تنظيمه الذي ميز داخل المسيحية ومع ذلك سرده للتأريخ وفخره بسلمية الشعب الإرتري وسلمية الأديان فيه أمر مرحب به مع أنه لم يخل ضمنيا من الإشارات السالبه .

 وبيت القصيد الأمين يؤكد ضمنيا فشلهم في تجاوز مرحلة الثورة إلى الدولة ، فلا أرى أصدق أو أكثر تصريحا بإعلان فشلهم من كلمته الأخيرة “ بان تسير- الجبهة الشعبية – حتى الآن بفلسفة الكفاح المسلح ” ، وكلنا يعلم أن مرحلة الكفاح المسلح كانت تبرر كل شئ لأنها مرحلة استثنائية ، فالأوضاع غير مستقرة والمؤسسات غير متكاملة ، والمؤهلات والوسائل غير موفرة ، والأجواء العامة تحكمها احتمالات متقلبة للمعركة ، واعتمادا على ذلك كم تجاوز تنظيمه من حرمات وكم أزهق من أرواح بريئة ونهب من أموال ؛ ونرجوا أن لا يكون ذلك مبررا لتجاوزات جديدة بحجة حماية البلد والسيادة الوطنية ؛ إن اعلان  فلسفة مرحلة الكفاح المسلح لايمكن أن يقبل لتبرير ممارسات فوضوية جديدة ، ولا أظن أن الغرور والبناء المعوج للنظام أن يقبل بالتراجع إلى قبول الحقيقة والوفاء والإخلاص الوطني بتسليم السلطة للشعب وقواه الوطنية فالحالة الفرعونية لا يمكن أن تعترف إلا عند الغرق .

نعم كيف لم يفشل نظام يعيش نصف شعبه لاجئا وربما في أتعس الأحوال كما هو حال اللاجئين الإرتريين في إثيوبيا ؛ وكيف لم يفشل نظام هو في ذيل قائمة الدول حين يذكر الإقتصاد أو الحريات أو الدبلماسية أو حقوق الإنسان ؛ كيف لم يفشل نظام تنعدم فيه مؤسسات الدولة نظام الفرد والفيئة كم لم يفشل ولم تبقى دولة من دول الجوار إلا وتحرش بها عسكريا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا  ..

ربما هناك من يرى أن الأمين يبرر لحزبه أو تنظيمه الطريقة الفوضوية التي حكموا بها البلاد وفي ذلك أيضا وبلا شك إعلان للفشل طالما هو يبرر للجرائم والفوضوية التي عاشتها البلاد فالكل يعلم أن النظام الإرتري بعيد عن نهج الدولة الوطنية فكيف له أن يبرر الفوضى والعنجهية إلا أن يصفها بفلسفة الكفاح المسلح ظنا منه أنها تشفع لهم كما كان من قبل لأنهم يعلمون ليس لسطتهم وبشهاة كل دول العالم وإفريقيا خاصة أي من صفاة السلطة الوطنية . 

فمن خصائص السلطة الوطنية :

– أن تكون مؤسساتها ملك لكل الأمة وليس حكرا على فئة مثلها مثل شركة خاصة .

– أن يتمتع كل مواطن بحقوقه الوطنية في ثوابته الخمس سلامة نفسه ودينه وعرضه وماله وأرضه .

– أن توجد مؤسسات عدلية ترعى الحريات المختلفة والحقوق الثابته .

– أن توجد مؤسسات سياسية تشريعية وتنفيذية تضبط وتنظم عمل الدولة ؛ فلا تكن خاضعة للأهواء والمزاج الفردي أوعربدة المتنفذين العشوائية والفوضوية .

ترى ماذا يعني الأمين محمد سعيد بفلسفة الكفاح المسلح ؟ ! .

                                                               الله أعلم

                                                          صالح كرار 12/9/2021

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=45353

نشرت بواسطة في سبتمبر 15 2021 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010