تعليق فشل المجلس على شماعة التحالف

بقلم / د. محمد عمر مسلم
لقد عان شعبنا ويلات الظلم والقهر، ولم يهب بعد في وجه النظام دفاعا عن حقوق وكرامة، فكل من وجد وسيلة أو حيلة ترك البلاد، ومن أعيته الحيلة وعجز عن الوسيلة استسلم للنظام، فما قيمة الأوطان عندما تتحول إلى سجون ؟ وما قيمة الحياة عندما تسلب الحقوق وتهدر الكرامة ؟ عندما نقارن تجارب نضال الشعوب ضد الأنظمة القمعية مع تجربة شعبنا نجد تداخلا وتقاطعا في حالة الظلم والاضطهاد حيث التسلط والاستبداد والارهاب والتهجير والتشريد بأبشع صوره، والخطف والقتل والسجن والإعدامات والتضيق على الحريات والإذلال والإفقار كل ذلك صور تطبع الحياة اليومية للشعب، إن شعبنا مازال في مرحلة الثورة الكامنة، بانتظار لحظة تتحول فيها إلى ثورة متحركة مدمرة تتهاوى أمامها أركان النظام تلك الساعة آتية ولا ريب لكنها تحتاج إلى إعداد وتوحيد الجهود ورص الصفوف من الشعب.

إن من أسباب ضعف المعارضة عجزها في تفعيل أهم ورقة في المقاومة، وهي ورقة الجماهير، فالمعارضة لم تستثمر ولم تستفد من حالة البؤس والغليان التي تعيشها الجماهير، الجماهير بحاجة إلى قداحة تشعل جذوة المقاومة والصمود، الشعب بحاجة إلى من ينظم ويوحد جهوده وطاقاته لتسديد ضربة قاصمة للنظام القمعي، فأين هي المعارضة من هذا الدور؟ شعبنا سيظل متفائلا وصامدا وصابرا بين قمع النظام وعجز المعارضة لأن ثورته وفورته آتية لا محالة، فشعب تحرر من قبضة المحتل جدير أن يتحرر من قبضة النظام القمعي ،،،،

الجدل حول علاقة التحالف بالمجلس الوطني، سابق لميلاد المجلس الوطني فهناك من كان يرى طي صفحت التحالف بعد ميلاد المجلس الوطني، وأخر كان يرى الإبقاء على التحالف بعد إعادة هيكلته ليتناغم ويتكامل في العمل مع المولود الجديد، ولكلا الرأيين وجاهة الحرص على تجويد وتطوير أداء المعارضة، لكن الجدل حول العلاقة أتاح الفرصة لبعض المتربصين بالمعارضة عامة والتحالف خاصة، هذا التيار المتربص عمل على إظهار العلاقة كأنها تنازع وتصارع على السلطة، بينما السلطة ما زالت بيد النظام، فعلى ماذا التنازع إذن؟ فاءسقاط النظام شرط لإنتزاع السلطة منه، فالمطلوب من المعارضة بكل أطبافها ومكوناتها أن تتعاون وتتكامل لتحقيق شروط زوال النظام ليتحقق لها فيما بعد التنافس على السلطة عبر آليات ديمفراطية في دولة القانون والدستور، لا أخشى على المعارضة كيد من يتصيد في الماء العكر لأنه مكشوف الأهداف والغايات، وإنما الخوف من خلاف ونزاع يشغل عن المهمة ويبعد عن الوجهة الصحيحة والمحصلة فشل وذهاب قوة.

لم نشهد للمجلس الوطني حراكا جماهيريا أو دبلوماسيا أو سياسيا يرقى لمستوى الطموح، هناك أسباب لهذا الفتور أو القصور ليس من ضمنها التحالف بالتأكيد كما يروج البعض، السبب الأول طريقة التكوين التي لم تلتزم بالشروط التي يجب توفرها في العضو ماحرم المجلس من كفاءات وخبرات كان بحاجة إليها، السبب الثاني قصور ذاتي في بعض عضوية المجلس كقلة التجربة والخبرة والمعرفة وعدم التفرق وتباعد الأمصار، السبب الثالث تجاوز المؤسساتية في أداء المهام وغياب الشفافية في إدارة شؤون المجلس الوطني، السبب الرابع حداثة المجلس تجعله غير معروف لد الدوائر الخارجية، ما يجعله بحاجة للتحالف ليساعده في طرق الأبواب وفتح القنواة ليقوم بنشاط دبلوماسي وجماهيري ناجح، فأهمية دور التحالف تأتي من رصيده الجماهيري والدبلوماسي وإن قل، وهو ما يحتاجه المجلس الوطني لينطلق نحو تحقيق أمال وطموحات الشعب، أما مسألة حل التحالف تعني تنظيماته ولا تعني بحال المجلس الوطني أو أي جهة أخرى، المؤتمر لم يخرج بقرار حل التحالف أوالتنظيمات المشاركة من خارج التحالف أو منظمات المجتمع المدني لأنه أدرك ووعى أن ذلك ليس من صلاحياته، فكيف يكون لأحاد الناس أن يقرروا حل التحالف لأنه لا يروق لهم أو لأنه أخفق في نظرهم، أنا أدعو زملائي وأخواني أن نحترم المؤسسات القائمة حتى وإن اختلفن معها لأن إحترام خيارات الآخرين وإن خالفونا في ذلك هو السبيل لبناء دولة القانون والدستور، في تقديري لا أنا ولا غيري يحق له المزايدة على التحالف في شأن المجلس الوطني الذي هو الإبن الشرعي للتحالف ونجاح المجلس الوطني نجاح للتحالف لذلك لا أحسب التحالف يدخر وسعا في كل ما فيه نجاح الإبن الشرعي، ومتى ثبت للتحالف أن نجاح المجلس الوطني يتوقف على حله فلن يتأخر في إتخاذ قرار الحل، لكن إذا حل التحالف في هذه المرحلة تيتم الإبن وقد يختطف من آخرين وقد ينحرف به آخرين عن خطى وأهداف أبيه ( التحالف ) وهذا ما يسعى له البعض لذلك يعملون لتغيب شمس التحالف من المشهد السياسي المعارض،،،فهل ينجحون في مسعاهم هذا متروك للزمن ؟ هناك مشاكل داخلية يعاني منها المجلس الوطني منذ تأسيسه هي المعوق الحقيقي كان الأولى التركيز في معالجتها بدل شغل الجماهير بقضية حل التحالف وكأنها هي العقبة الكبرى أمام انطلاق المجلس الوطني، المجلس الوطني مسؤول أمام من اختاروه فليعد جوابا لهذا الفشل ولن يقبل منه بحال تعليق فشله على شماعة عدم حل التحالف، هناك عناصر نشطة وفاعلة في المجلس الوطني ينتظر منها أن تلعب دورا إيجابيا للخروج من فصل البيات الشتوي الممتد لستة شهور، ونذكر الأخوة الكرام أعضاء المجلس الوطني المقام ليس مقام تشريف بل هو مقام تكليف فمن لم يجد في نفسه إستعداد للتضحية بالوقت ومقدرة للبذل والعطاء والاخلاص لهذا الشعب فليستقيل،،،فليستقيل ،،، إبراء لذمته أمام الله ثم أمام شعبه ،،،

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=22498

نشرت بواسطة في أبريل 27 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010