تغيير ملامح المنخفضات

تعليق عن مقال الاخ قلايدوس بعنوان تغيير ملامح المنخفضات

عبدالرحيم شيخ اري

السويد

abdulrahim_a@hotmail.com

كان الاخ ادم قلايدوس قد كتب مقالا في قبيل بعنوان تغيير ملامح المنخفضات تناول فيه كيف ان القوات الارترية كانت تدافع عن مدن في المرتفعات والتي كانت قد اخليت تماما من سكانها قبل اندلاع الحرب مع اثيوبيا بينما لم تطلق هذه القوات حتى رصاصة واحدة للدفاع عن مدن المنخفضات التي كانت مكتظة بالسكان و معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ و في هذا المقال اعقب على مقال قلايدوس و اقول له

نعم يا اخى انهم يعملون وبطريقة منظمة و باى ثمن لتغيير ملامح المنخفضات الارترية،  فكلما اقتلعوا معلما اصيلا نصبوا معلما اخرا مكانه، يعزز استحواذهم على الارض، والموارد الاخرى،  و حسب المعلومات التى لدينا تم توطين اكثر من 200000 مستوطن من المرتفعات فى القاش و سيتيت، و هذا الرقم مرشح  كي يتضاعف، حتى يصبحوا هم الاغلبية فى المنطقة .  و نرى فى هذه الايام ،    و فى سباق مع الزمن تسارع الحكومة العنصرية فى توزيع الاراضى الى المهاجرين الجدد و معظمهم من اصل التقراى، الغير مرغوب فيهم فى المرتفعات، ولكنهم يعتبرون عنصرا اساسيا لتثبييت استيلاء عنصر التقرنيا على كل مقومات الحياة فى الاقاليم الاخرى، و جعل المواطنين فى هذه الاقاليم اداة تسخر لخدمة الاجندة العنصرية للجبهة الشعبية ، وبعض المنتفعين من أبناء المنخفضات .

  ان الجبهة الشعبية تنظيم غريب ، ولا يتردد فى الاستفادة من اى ظرف فى سبيل تنفيذ اهداف مشروعه العنصرى ،  حتى ولو كان على حساب سيادة الوطن و ارواح الابرياء العزل من النساء والاطفال ،  و ان دخول القوات الاثيوبية  واستيلائها على مدن القاش و سيتيت اثناء الحرب القذرة ،  ما هو الا دليل يثبت حدة العداوة ،  و الحقد ،  الذى يكنه على كل من لا ينتمى الى ملته .

عندما اجتاحت القوات الاثيوبية الغازية منطقة بادمى ،  توقفت هناك ،  و لم تتحرك ،  الا عندما رصدت تقهقر القوات الارترية ،  و اخلائها لاكثر اماكنها تحصينا ،  بامر من السلطات الارترية .  و الغريب فى الامر قررت الشعبية اخلاء مدينة بارنتو ،  قبل ان تصل قوات الويانى الى طريق بارنتو مندفرا         و تقطعه ،  مما يدل على انها ارادت ان تستفيد من الوضع السائد لصالح المشروع العنصرى  ، الذى من اجله نشأت الجبهة الشعبية .

 فعندما قررت الشعبية الانسحاب من بارنتو لم تخطر الشعب بذلك ،  وتركتهم ليفاجأوا بالكارثة ،  الا الذين ينتمون الى التقرنيا ،  فهؤلاء تم نقلهم بطريقة منظمة بالحافلات و الشاحنات الى كرن عن طريق اغردات ،  اما الاخرين فلم يعلموا عن الانسحاب الا بعد فوات الاوان ،  و عندما وصلت قوات الويانى الى منطقة داسى و بدأت تقصف المدينة بالصواريخ و الاسلحة الثقيلة الاخرى فضلا على القصف الجوى الذى استمرة لمدة 16 ساعة  قبل تدحرج الدبابات الاثيوبية و تحطم كل شىء فكانت مأساة رهيبة حسب ما وصفه لنا الاهل من هناك ،  فعندما كان كل الرجال منخرطين فى صفوف القوات الارترية تركت الحكومة المستضعفين من النساء و الشيوخ و الأ طفال فى المدن التى احتلتها اثيوبيا او على الاصح التى سلمتها الشعبية الى اثيوبيا الى مصيرهم حيث اصاب الناس الرعب ،  و الهلع  ، فتشتت الاسر وبدأ الناس يهربون وبطريقة عشوائية الى التلال المحيطة  ببارنتو، والى الاراضى السودانية ،  و كذلك من ام حجر وقلوج وتسنى و ما حولها ثم تعرضت كل هذه المدن الى الدمار والتدنيس من قبل ابناء عمومة الحكومة العنصرية فى ارتريا . والأعجب أن هذه الحكومة إعتقلت الكثيرين من أبناء هذه المنطقة الصامدة ، بحجة أنهم لم يغادروا المدينة عندما أتت القوات الغازية ، وهي التي إختارت في لحظة إختبار نادرة الدفاع فقط عن رأس النطام الديكتاتوري المتحصن في أسمرا ، تاركين الشعب في بارنتو يواجه قدره . وبهذه المناسبة  ،  فإنني أود أن أقول للشعبية بأن أبناء هذه  المنطقة، كانوا ، ومازالوا هم من دفع  ثمنا باهظا في تاريخ الثورة الإرترية ، فكيف لكم أن تتفهموا ذلك وأنتم الذين تتنكرون للتريخ ؟  .

وتقوم الشعبية هذه الأيام بتخويف الناس من نشوب الحرب مرة اخرى و تكرار ما حدث حتى لايعود الناس الى ديارهم ليحل محلهم مهاجرون جدد .

وهناك قصص و حكاوى تحكى عن ماساة حقيقة لا مجال لسردها هنا

و كل هذا ان دل انما يدل على سياسة الارض المحروقه التى تمارسها الشعبية ضد شعبنا المغلوب على امره ولكن لكل بداية نهاية و كل دور اذا ما تم ينقلب والله المستعان و ما النصر الا من عند الله          


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6641

نشرت بواسطة في مارس 22 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010