تقرير “أخباري”

 

الرئيس الإريتري ينجو من “محاولة اغتيال”

زيناوي يعرض الحوار المباشر على افورقي

قوات حفظ السلام تخلي مواقعها في المناطق الآمنة

 

رصد – مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي 18/10/2005

انتكست مهمة قوات حفظ السلام الدولية العاملة بين إرتريا وإثيوبيا، وارتفعت حدة التوتر، حيث حشد البلدان قواتهما على الشريط الحدودي تجاوزت التراشق الإعلامي وتنذر بمواجهات عسكرية جديدة بين البلدين. 

وفي تطور خطير اعترفت بعثة حفظ السلام الدولية بين إثيوبيا وإرتريا بإخلاء المزيد من المواقع التي كانت تتمركز بها في السابق على الشريط الحدودي بين البلدين، وارجعت السبب إلى قرار الحظر المفروض الذي فرضته إرتريا على طائرات البعثة فوق المنطقة الآمنة منزوعة السلاح في الخامس من أكتوبر الجاري. وأعلنت البعثة بإخلاء 18 مركزاً من اصل 40 موقعا كانت تراقبهم في السابق داخل المنطقة الآمنة، وإن المناطق التي أخلتها تقع في القطاع الغربي من المنطقة الآمنة، وأخطرت الأمم المتحدة الجانبان الإثيوبي والإرتري بعملية إخلاء المواقع على الشريط الحدودي، وأكدت عدم قدرتها مهمة المراقبة في ظل منع حظر الطيران الذي تعتمد عليه الامم المتحدة في عملية المراقبة على طول الشريط الحدودي، الذي يمتد إلى 1000 ألف كيلو متر، وأصبحت مهمة قوات حفظ السلام الدولية التي يقدر بـ 3000 ألف جندي نشرت بعد وقف إطلاق النار الموقع بين البلدين في الجزائر عام 2000.

واعتبرت التصعيدات الأخيرة استعدادات لجولة جديدة من المواجهات العسكرية بين البلدين وإن منع الطيران في المنطقة الأمنية يعتبر انتهاك للاتفاقية، وكانت قوات حفظ السلام قد واجهت عراقيل مماثلة، وفرضت عليها حظر في حركة السيارات ليلاً في بعض المناطق الآمنة، وإن مهمة القوات تقلصت وإن عملية المراقبة أصبحت محدودة وإن قرار إخلاء المواقع هي رسالة من الامم المتحدة بأن المواجهات قد اقتربت وكان مجلس الأمن الدولي قد وجه تحذير للبلدين.

وفي أديس أبابا انتقد رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي والذي كان يتحدث إلى وسائل الإعلام الإثيوبية بعد انتخابه لفترة رئاسية جديدة على رأس الحكومة الإثيوبية قرار الحكومة واعتبره بمثابة التنصل عن الاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين البلدين، وحذر من عواقب الحظر الذي فرضته إرتريا على طيران المروحيات التابعة للأمم المتحدة، وقال أن قرار الإرتري قد يتسبب في انهيار عمليات السلام، وحث زيناوي مجلس الأمن الدولي إلى التدخل من أجل الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار من أي خروقات إرترية، ونوه الى التوتر الذي شهدته منطقة الحدود منذ ان رفضت اريتريا تحليق مروحيات الامم المتحدة على الجزء الخاضع لها من الحدود، واردف بان ذلك يضر بعملية السلام برمتها.

وأوضح رئيس وزراء إثيوبيا بأن بلاده حركت المزيد من القوات وقامت بعمليات إعادة الانتشار على الشريط الحدودي في وقت مبكر حتى لا تخطأ اسمرة في حساباتها وكأجراء وقائي، مشيرا الى ان اسمرة هي التي قامت بتصعيد الموقف، وكشف بأن العديد من القوات الإثيوبية والمعدات العسكرية لا تزال موجودة على الحدود حماية لسيادة البلاد على حد وصفه، واكد ان حكومته اتخذت كل الاحتياطات الازمة على الجبهة مع اريتريا تحسبا لاي طارئ. وجدد زيناوي استعداده للحوار مع إرتريا لحل الأزمة الحدودية القائمة منذ خمسة سنوات، وأكد زيناوي للمرة الأولى في تصريحاته مبدأ الحوار المباشر وجهاً لوجه مع الرئيس الإرتري، وقال أنه على استعداد لأي لقاء شريطة أن يخدم عملية السلام والتنمية والديمقراطية في إثيوبيا.

وتشير كل الأوساط المراقبة إن قرار الإرتري هي رسالة ضغط إلى المجتمع الدولي بعد أن أصبح النزاع الحدودي في مؤخرة اهتمام الأسرة الدولية، وأصبحت الازمة تتراوح مكانتها، وفشلت كل الوساطات بين البلدين في ظل الرفض المتبادل لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والتي أدت إلى تصعيد خطير في الموقف، خاصة في ظل حملات إعلامية متبادلة بين البلدين زادت الوضع سخونة، بعد ان افردت اريتريا مساحة واسعة في وسائل الاعلام المحلية من اجل حشد الرأي العام المحلي ضد اثيوبيا. وتمثلت في جولة الرئيس الإرتري الذي قام بجولات مكوكية شملت الإقليم الجنوبي وساحل وقاش ستيت في محاولة لحشد الرأي العام للمواجهة مع إثيوبيا.

وتأتي زيارة وفد الحكومة الإرترية إلى الخرطوم في إطار الاستعدادات للحرب الإعلامية والنفسية التي تقودها الحكومة الإرترية ضد إثيوبيا، ومن خلال زيارة وفدها حاولت تعزيز وضعها المعنوي والاقتصادي وضخ الدماء في الشرايين النظام التي جففت نتيجة الاوضاع الاقتصادية وإغلاق الحدود السودانية منذ ثلاثة سنوات الذي كان عصب الحياة للاقتصاد الإرتري الذي وصل على حافة الانهيار.

ولاحظ المراقبون إن وفد النظام الإرتري الذي كان مسئول من ملف المعارضة السودانية هو الذي شارك في اتفاقية تطبيع الذي بادر بها النظام لتوجيه أكثر من رسالة، أولها إفساد العلاقة بين الخرطوم وأديس، والرسائل الأخرى تستهدف الإرتريين، حيث انزعج النظام من نشاط المعارضة الإرترية مؤخراً وجمع كل قواها تحت مظلة التحالف.

ويعتقد المراقبون إن النظام الإرتري شعر بالمخاطر ومن أبرزها تنامي العداء ضد النظام الذي أصبح بلا حليف على مستوى الإقليمي والدولي، وإن تحركاته نحو السودان تأتي في إطار خطة وضعها النظام في مواجهة أديس أبابا ومعارضيها. 

وتشير تلك الأوساط بأن النظام وضع استراتيجية إنقاذ أو انتشال نفسه من خلال تحركات على الصعيد الداخلي والإقليمي، والتطبيع مع الخرطوم وصنعاء هو من اجل تحييد (ضلعي المثلث) في تحالف محور “صنعاء” والذي يضم السودان، واثيوبيا، واليمن.

وإن تحركات الرئيس الإرتري وجولاته في بعض الأقاليم لفت انظار المتابعين الخطاب واللغة الذي حاول أن يقدمها الرئيس الإرتري والذي نقله تلفزيون أسمرا أكثر من مرة، إلا أن تحركاته ساحبتها انتكاسة أمنية حسب ما نشرته صحيفة ريبورتر المستقلة الصادرة أمس التي كشفت محاولة اغتيال الرئيس الإرتري خلال جولته في إقليم (قاش)

وزعمت صحيفة (ريبورتر) الاثيوبية المستقلة عن تعرض الرئيس الإريتري اساياس أفورقي لمحاولة اغتيال، بعدان اطل مسلحون مجهولون وابل من النار من اسلحة رشاشة والقوا قنابل يدوية على موكبه، اثر عودته من زيارة قام بها لإقليم (قاش) غرب إرتريا. وأضافت الصحيفة بأن الرئيس قد نجا بمعجزة من موت محقق جراء المحاولة الفاشلة التي استهدفت موكبه، وقالت ان احد حراسه قد قتل في المحاولة، كما لحقت اضرار بليغة باحدى السيارات المرافقة لموكب الرئيس. وزعمت الصحيفة إن المحاولة وقعت بالقرب من مدينة هايكوتا القريبة منها وحدث تبادل لاطلاق النار بين المجموعة المسلحة التي استهدفت حياة الرئيس وبين حرسه الشخصي. ونشرت نبأ العملية في الوقت الذي تشهد فيه الحدود الاريترية-الاثيوبية توترا عسكريا، وتتزايد فيه الاحتمالات باندلاع حرب جديدة بين البلدية على خلفية النزاع الحدودي والذي وصل الى طريق مسدود، وتصاعد في اعقاب حظر اريتريا طيران مروحيات بعثة حفظ السلام في أجوائها مطلع الشهر الجاري.

وكانت الشهور الخمسة الماضية قد شهدت ايضا وحسب المتتبعين للتطورات بين البلدين سباق تسلح واعادة تدريب على اساليب يقول الخبراء انها غير تقليدية في القتال، خاصة من جانب اريتريا التي زجت بالعديد من الشباب في معسكرات التجنيد استعدادا للمواجهة.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4619

نشرت بواسطة في أكتوبر 18 2005 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010