تقرير المظاهرة السلمية التي أقيمت ضد مهرجان نظام “هقدف” في ستوكهولم

شهدت مدينة ستوكهولم يوم السبت 4/8/2007 تظاهرة سلمية ناجحة دعت إليها فروع التنظيمات السياسية المعارضة والجمعيات المدنية في السويد.

 

بدأت المظاهرة بالتجمع في نقطة الانطلاق التي حددتها اللجنة المنظمة ثم انطلقت المسيرة إلى القرب من موقع إقامة مهرجان هقدف، حيث أبلغوا ببرنامج سير المظاهرة التي تبدأ من الساعة الحادية عشرة وتستمر حتى الساعة السادسة مساءً. وكانت اللجنة قد أقامت خيمة في موقع تجمع المتظاهرين تم تزيينها بالأعلام الإرترية والسويدية وبشعارات مرحلية كتبت باللغات العربية والتقرينية والسويدية والانجليزية تضمنت عبارات تعكس مطالب شعبنا العادلة وتكشف الممارسات القمعية لنظام “هقدف”.  وبينما رفعت هذه الاستعدادات من معنويات وحماسة المتظاهرين الأبطال الذين قدموا من مختلف مناطق السويد للتعبير عن رفضهم ومعارضتهم للنظام، جعلت الأشخاص الذين كانوا يتجهون إلى مهرجان “هقدف” يسيرون بخجل ومطأطئ الرأس.

 

في تمام الساعة الثانية ظهرًا اتجه المتظاهرون، يرافقهم أفراد من الشرطة السويدية، نحو البوابة الرئيسية لمكان إقامة مهرجان التسول، حيت تجمهروا هناك وتعالت أصواتهم مرددين شعارات وطنية قوية أحدث هزة في نفوس القائمين على مهرجان “هقدف” الذي اتصلوا بالشرطة مطالبين إياهم بإبعاد المتظاهرين من على البوابة، إلا أنهم مطلبهم هذا ووجه بالرفض باعتبار أن المظاهرة مصرح لها قانونيًّا،  وما كان أمامهم بديل سوى الرضوخ صاغرين للقوانين السويدية.  أما المتظاهرون فلم يعبأوا بمحاولات عناصر “هقدف” بل واصلوا بصوت قوي وإرادة قوية في ترديد شعاراتهم على مرأى ومسمع تلك العناصر. وقد ألقت أثناء ذلك السيدة / لوف كفيست كلمة باسم حزب الشعب الليبرالي السويدي عبرت فيها عن تضامن حزبها مع نضالات شعبنا من أجل الديمقراطية والعدالة.

وبعد نصف ساعة تقريبًا عاد المتظاهرون إلى موقعهم وهم يوزعون على الأفراد المتجهة إلى المهرجان منشورات أعدت بعدة لغات تسلط الضوء على المستوى المتدني الذي وصلت إليه أوضاع شعبنا جراء الممارسات اللاإنسانية لنظام الجبهة الشعبية الديكتاتوري.

 

وبعد استراحة قصيرة توجهت المسيرة مرة ثانية إلى بوابة مهرجان ” هقدف ” مرددة بأصوات أقوى من ذي قبل شعاراتها، مما دفع ذلك منظمي مهرجان “هقدف” إلى جلب مكبرات الصوت وأجهزة موسيقية في محاولة يائسة منهم للتغطية على أصوات الإرتريين الأحرار التي وصل صداها إلى داخل قاعات احتفالهم ….. إلا أن الشرطة السويدية كانت لهم بالمرصاد، حيث منعتهم من التشويش على المتظاهرين ما دامو ملتزمين بالقوانين السويدية المعمول بها في مثل هذه الحالات. وقد أعطى ذلك دفعًا قويًّا للمتظاهرين وجعلهم يشعرون بفخر واعتزاز لتحقيق الهدف الذي من أجله نظمت المظاهرة.

 

وعاد المتظاهرون إلى موقعهم ، بعد أن صوبوا ضربات قاضية إلى معسكر النظام، وتناولوا وجبة خفيفة أعدتها اللجنة المنظمة، ثم ألقيت كلمات من بينها كلمة اللجنة المنظمة. كما تليت برقيات تضامن من جمعيات ووسائل إعلام إرترية في أوستراليا وجنوب أفريقيا أهمها من موقع عونا الالكتروني وإذاعة إرتريا في ملبورن التي أجرت مقابلات مطولة مع أعضاء اللجنة المنظمة وشخصيات إرترية شاركت في المظاهرة.

 

تعتبر مظاهرة ستوكهولم ناجحة جدًّا مقارنة بالمظاهرات التي كانت تنظم سابقاً، إن كان على مستوى التنظيم أو مستوى المشاركة الجماهيرية، مما فتح المجال واسعاً أمام إمكانية تصاعد وتيرة مثل هذه الأنشطة حتى يسقط النظام القمعي وترفرف رايات الحرية والديمقراطية والعدالة في سماء بلادنا الحبيبة.

 

ونود أن نشير هنا بأن المشاركة الفعالة والنشطة لكل من السيد تخلي قبري قرقيس والسيدة دانيا أفالون (Dania  Avallone )  الذين قدموا من إيطاليا ممثلين جمعيتهم المدنية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان (ASPER) كان له دورٌ بارز في نجاح مظاهرة ستوكهولم.

 

وكانت من بين الشعارات التي رددها المتظاهرون :

  • ·        لا لمهرجان “هقدف” في ستوكهولم 
  • ·        لتسلم السلطة إلى الشـعب
  • ·        نطالب بصيانة حقوق الشعب
  • ·        نطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين
  • ·        نطالب بوقف معاناة الشباب الإرتري.

 

وفيما يلي كلمة اللجنة المنظمة للمظاهرة :

 

 

الإخوة والأخوات ممثلو التنظيمات السياسية والجمعيات المدنية في السويد

الإخوة والأخوات المشاركون في المظاهرة

المحترمون ممثلو الأحزاب السياسية والجمعيات والمؤسسات السويدية

 

باسم شعبنا الذي يعاني من قمع نظام الجبهة الشعبية واضطهاده ،

وباسم عشرات الآلاف من شبابنا الذين يذبل شبابهم أو يفقدون أرواحهم عبثًا في معسكرات تجنيده،

باسم أولئك الذين حاولوا الإفلات من المعاملة غير الإنسانية للنظام وماتوا في الصحاري والبحار وهم في طريقهم إلى مناطق لجوء يلوذون بها،

وباسم الآباء والأمهات الذين امتهنت كرامتهم وسلبت أموالهم على الرغم من أنهم فقدوا فلذات أكبادهم في حروب النظام العبثية وغيرها،

وباسم رجال الدين والشيوخ الذين يواجهون الاضطهاد والاحتقار بشكل فاق ما كانوا يواجهونه إبان عهد الاحتلال،

وباسم الأسرة الإرترية التي مزقها النظام وجعلها تعيش حالة مأساوية…..

 

بالنيابة عن هؤلاء وغيرهم من فئات مجتمعنا الإرتري نعبر عن فخرنا واعتزازنا لخروجنا في هذا اليوم التاريخي في مظاهرة سلمية ضد مهرجان “هقدف” في ستوكهولم لكشف انتهاكات النظام الصارخة أمام المجتمع الدولي بشكل عام وأمام الحكومة والشعب في السويد. ولا يسعنا في هذا المجال إلا أن نحيي باسم اللجنة المنظمة كافة المشاركين في هذه المظاهرة الذين  يعبرون بلا شك بفعلهم هذا عن شجاعتهم وحرصهم الوطني.

 

الإخوة والأخوات،

 

إن القمع والاضطهاد الذي يمارسه نظام الجبهة الشعبية على إرتريا وشعبها قد تجاوز الحدود، وبات يهدد حاضر ومستقبل الوطن.  إن شعباً حرر ترابه الوطني وأنجز استقلاله بتقديم تضحيات جسيمة وأرواح أبنائه الطاهرة، كان جدير بأن يعيش في بلاده في أمن وأمان، وأن تتحقق الأهداف التي ناضل من أجلها، إلا أن النظام القمعي حرمه من جني ثمار نضاله الطويل والدؤوب، الأمر الذي جعلنا نسمع يتردد للأسف الشديد على ألسنة كثير من الإرتريين ” أن عهد الاحتلال كان أفضل بالنسبة لنا”. 

 

وقلما نجد في التاريخ الحديث مثيلاً لصنوف الاضطهاد والقمع الذي يعانيه الشعب الإرتري، إن كان على مستوى الأفراد أو بحق مكونات شعبنا المختلفة، أو المساس بتاريخ شعبنا ومعتقداته، ما يجعل أصحاب الضمائر الحية في العالم ألاّ يقفوا موقف المتفرج ناهيك عن الإرتريين.

 

إن شباب إرتريا ونساؤها ورجالها، محرومون من ممارسة حياتهم مثلهم مثل بقية شعوب العالم وأصبحت حياتهم عبارة عن مآس وأحزان. كما يحز في أنفسنا أن نرى رجال الدين في بلادنا تذيقهم أجهزة النظام القمعية صنوفاً من المهانة والإذلال بدلاً من أن يصان حقهم في ممارسة دورهم التوجيهي والتصحيحي في المجتمع، وهذا يشير بوضوح إلى تدني المستوى الذي وصلت إليه الأوضاع في بلادنا.

 

لتجاوز المحنة التي يمر بها وطننا وإقامة نظام تسوده العدالة والسلام والديمقراطية ينبغي على نظام الجبهة الشعبية تسليم السلطة إلى الشعب، صاحب السلطة الحقيقية. أما إذا كابر النظام وواصل في تعنته فإن إرتريا قد تدخل نفقًا مظلماً سيكون من الصعوبة بمكان الخروج منه. ويكفي أن نلقي نظرة سريعة إلى الأوضاع المأساوية التي مر بها الصومال الشقيق منذ سقوط نظام سياد بري الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة لنأخذ العبر والدروس ونجنب بلادنا أوضاعًا مماثلة لما حدث ويحدث هناك.  

ولاشك بأن زوال متاعب شعبنا مرتبط بزوال نظام الجبهة الشعبية، وحتى يتم ذلك يجب على الإرتريين في مختلف أماكن تواجدهم أن يدركوا أن حشد طاقاتهم قدر المستطاع للنضال ضد هذا النظام أمرٌ حتمي.

 

الحضور المحترمون

 

نستغرب تمامًا عدم ممارسة المجتمع الدولي أية ضغوط ضد النظام الإرتري الغاشم الذي أتينا فيما سبق على ذكر بعض مساوئه التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن. وعلى الرغم من أن جزءًا من هذه المسؤولية يتحملها المجتمع الدولي نفسه، إلا أن الجزء الأساسي يقع على عاتقنا نحن بحكم أننا جزء من هذه المأساة، لكننا لم نتمكن من تقديمها للمجتمع الدولي بشكل مدروس وصحيح. لذا ينبغي علينا حشد طاقاتنا للعمل الجاد والدؤوب في هذا المجال.

 

وفي الختام، نؤكد على أن نضالنا مستمر حتى نحقق السلام والعدالة والديمقراطية والوئام في ربوع بلادنا. وأن شعبنا الذي انتزع حقه وحريته بنضالاته الجسورة التي حظيت بإعجاب واحترام العالم أجمع، يصبح أمرًا حتميًّا عليه اليوم أيضًا أن يحشد طاقاته وتتضافر جهوده للتحرر من ربقة هذا النظام الجائر، ولتسود الديمقراطية في بلادنا.

 

نكرر مرة أخرى تقديرنا واحترامنا الكبير لكم أيها الإخوة والأخوات على تواجدكم هنا اليوم في هذه المظاهرة لإسماع صوت شعبكم ولتتصدوا بشجاعة لممارسات نظام “هقدف” القمعية.

 

لا لمهرجان “هقدف ” في ستوكهولم

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

حتمًا سننتصر !

 

اللجنة المنظمة لمظاهرة ستوكهولم

التنظيمات السياسية، الجمعيات المدنية ووطنيون مهتمون.

4 أغسطس 2007

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7548

نشرت بواسطة في أغسطس 4 2007 في صفحة غير مصنف, مسيرات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010