توضيح لتوضيحات عندي برهان..!!

إن صراع الوجود الذي نعيشه في ارتريا اصبح متعاظماً وخطيرا يظن بعضنا أنه سكن من تموجاته وحدته والمتابع لمساراته طوال عقود يجد أنه ما خبا يوماً ولا تلاشي من القلوب. وفي كل مرة يظهر على المشهد بوجهه الكالح يعبر عنه عند برهان أو أسياس أو القس ديمطروس أو تدلابيروا ... الخ.
لست أدري العقدة والكراهية التي تسكن جسد هؤلاء ولا تفارقها رغم مرور عقود على حسم موضوع اللغة في ارتريا،لكن من يتابع هذه العقدة ضعفنا من يجعل هؤلاء يتطاولون ويعيدون انتاج هذه الفتن في كل مرة حسب ارتفاع وانخفاض ترمومتر الصراع ومحاولات فرض الإرادة بعد ارهاصات سقوط العصابة وتغيرات –ربما- تهُب على المشهد الذي ألفوه وصنعوه في ارتريا بعد أكثر من اربعة عقود من رسم أكذوبة لغة الام وهطرقات التدريس بالهجات ومشروع التقرنة الذي فشل وأصبح خبرا بعد عين.
الإلتفاف على صيغة التعايش -السلس -بين المكونين فهمه الاجداد وتواثقوا عليه في 1952م عندما أقروا بنداً أصيلاً  قطع قول المتأولين والخائضين اليوم بعد انقضاء هذه السنوات المتطاولة يبحثون عن دم (مباح) يريقونه قرباناً للأوهام في نفوسهم.
ترى مالذي جعل الأباء المؤسسون الإصرار على تجنيب البلاد فتن كقطع الليل المظلم لا يُعرف أوارها ولا نهاياتها..؟؟
هل أقدموا على أمر لا يعنيهم..؟ خاب من ظن أنها أخطاء يجب تصحيحها مثلما قال عندي برهان وأمثاله..!
وعندي برهان له أسلاف يجرونه  كرهوا ما اُتفق عليه -وهم يومئذٍ قليل –وفي عهدنا البائس العصابته الحاكمة وممثليه في الخارج وغيرهم كثير  والقول الفصل والحجة الدامغة التي يجب التمسك بها مهما تطاول المتطاولون والمهرجون والحاقدون وتقلبات الأحوال  بقاء الوطن من أساسه مرهون ببقاء اللغة العربية لغة الثقافة الاسلامية  وليس البحث عن حلول من أجل (التوافق) (والتعايش). إذا  نظرنا  لهذه المسألة بعمق خطير جداً رفضهم للغة العربية بحجة أننا لا(نتحدثها) أمر فيه خداع وخبث بائن والمؤكد أنهم يعرفون أهمية اللغة العربية بالنسبة للمسلمين تمثل عامل وحدة تتلاشي وتنصهر كل العلاقات دونها، يرهقهم ويُخيفهم ذلك ، اللغة العربية لا نحتاج لأثبات جذورها الراسخة هنا فهي ضاربة في القدم  ثقافة وتاريخ،  فضلاً أنها لغة القرآن وكفى . أليس كافياً ان نشبث بحقنا في اثبات ما نريد وهو الأولى من إدعاء عدم (التحدث بها) كأن الزمن قد توقف  في الخمسينات الذي أُقرت فيه اللغة العربية ونشطت دعاوي ممثالة حينها.
السؤال الذي مازال يتردد في اعماقهم طوال عقود  كيف يصرّ من يطالب بالغة العربية ولا يتحدثها اغلب المطالبين بها ..؟؟ والاجابة كانت عميقة جداً وقارئة للمستقبل عندما قال ناصر بيك – رحمه الله-( إذا لم أتحدث بها أنا فسوف يتحدث بها أبنائي وأحفادي) ، واليوم هاهم أحفاد ناصر بيك وإبراهيم سلطان وكبيرى وعواتي وسبي وكل الشرفاء عبر التاريخ يتحدثون اللغة العربية بل وبرعوا في فنونها والآن منهم شعراء وكتاب ومؤرخين وأدباء ذاع صيتهم في أصقاع الدنيا ونالوا جوائز يفخر بهم الوطن ويتباهى بهم التاريخ ومستعدون أن يقدمون ارواحهم في سبيلها. ليس فرداً بل أقوام بعضهم من بعض وإتمام ما أنجزه الاجداد المؤسسون الشرفاء.
هل ما زالت اللغة العربية كما يقول- عندي برهان- في توضيحه (صحيح انها لم تكن متداولة على نطاق واسع) الغريب يعيش عندي برهان في سراديب وأوهام بأن اللغة العربية مازالت كما رأها أسلافه . انفض غبار الجهل عنك وقرأ وقائع التاريخ والحراك الثقافي  هل يعتقد عاقل بأن اللغة في ارتريا مازالت غير متداولة جامدة هامدة لا حراك فيها ولا تأثير على الارتريين طول ستة عقود..؟؟!!
ولم يذكر عند برهان في توضيحه غير الاعتراف الذي ذكره 250000 من الرشايدة يتحدثون بها ولا يدري ما يخبئه القدر له لأمثاله بأن اللغة العربية قدرُ ولا مفر ، فاختار وطناً آخر  وحياة أخرى لا ترى فيها لغتنا العربية تطاول أعناقها في الاعلام والحياة العامة في ارتريا. ما يجعل الأمر صعباً استمرار لغة الاستعلاء والاملاءات التي درج عليها هؤلاء لن تسهم في المضي قدماً في ارساء قيم التعايش والحوار والعمل المشترك في ترسيخ معاني الوحدة والتغيير الشامل الذي يسعى له الجميع.
هل تعتقد بأن الكثيرين من ابناء الشعب الارتري يروقهم مزاحمة التجرينية  جنباً إلى جنب مع اللغة العربية ، سكتوا ويسكتوا حرصاً والتزاماً أخلاقياً بما سطره الأباء في دستورهم الملزم للاجيال ليس إلا.
يقول عندي برهان في توضيحاته: (للأسف، استخدمت تعليقاتي خارج السياق، وهذا أدى إلى ارتباك لا لزوم له في وقت نعمل فيه جميعا بجد لخلق وانشاء الإجماع الوطني وإحداث التغيير الديمقراطي المنشود في بلادنا. السفير عندى برهان ولدي قرقيس السابع من مارس) انتهى كلامه.
أي إجماع ينتظره الشعب وانتم تنخرون ثوابت الشعب الارتري..! لن تهفوا قلوبنا ولا عقولنا لأجماع خارج سياق الثوابت التي تحفظ الحقوق وتوقف من يريد إعادتنا الى المربع الأول ، يفتح من جديد صفحات طويناها بلا رجعة..لن يفيد أي إجماع تعمل له القوى الوطنية طالما خرجت على الثوابت. 
نداء للعقلاء إذا تلكئتم في إمضاء هذا الأمر  يتحمل كل الجناة مسؤولية ما سيؤول إليه الأمر ، فوضى عارمة سيذهب بما تبقى من وطن هم من سيجنون ثماره الكالحة.
فاليذهب هؤلاء الى الجحيم إن كانوا يكرهون ثقافتنا وارثنا ومشروع وحدتنا بل سرّ بقائنا على الأرض.
بقلم /عبده يوسف أحمد
ayae1969@yahoo.com
13/مارس 2016م

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36636

نشرت بواسطة في مارس 14 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010