توكل: يستبعد حدوث تغيير في السياسة الخارجية السودانية

تشكيل حكومة وفاق وطني في السودان تتكون (28) وزيراً و(12) مستشاراً للرئاسة

وزير خارجية السودان الجديد د/ لام كول تتمثل فيه بساطة وأصالة المواطن السودان

 

الخرطوم – مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي   21/9/2005

أعلن الرئيس السوداني عمر البشير مساء يوم الثلاثاء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتُركت وزارتان الى “التجمع الوطنى الديمقراطي” المعارض، وشملت المراسيم التي أصدرها البشير تعيين 28 وزيرا اتحاديا وخمسة وعشرين وزير دولة ومساعد للرئيس و12 مستشارا.
وتأخر تشكيل الحكومة بسبب مقتل النائب الاول للرئيس زعيم”الحركة الشعبية” السابق جون قرنق فى نهاية يوليو الماضي.

وقال البشير في بيان عن تشكيل الحكومة انها “تعبير عن رغبة اهل السودان في التوافق لارساء السلام وتعزيز الوحدة الوطنية”.
واكد البشير ان “المشاورات السياسية الواسعة التي أجراها “المؤتمر الوطني” والحركة الشعبية لتحرير السودان” اسفرت عن مشاركة حكومة إجماع وطني، حيث شارك “التجمع المعارض  والحزب الاتحادي الديموقراطي في الداخل وجماعة الاخوان المسلمين وانصار السنة وجبهة الانقاذ الديمقراطية وحزب يوساب وهيئة الاحزاب المسجلة اضافة الى ثلاثة تيارات من حزب الامة.
وتضمنت التشكيلة وجوه جديدة، حيث تولى د/ لام كول أجاوين حقيبة الخارجية، فيما تولى اللواء الركن بكري حسن صالح وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية، دينق ألور كول وزيرا لرئاسة مجلس الوزراء،عبد الباسط صالح سبدرات. وزيراً للحكم الاتحادي،اللواء ركن «مهندس» عبد الرحيم محمد حسين وزيراً للدفاع،  البروفيسور الزبير بشير طه وزيراً للداخلية، جوزيف أوكيلو وزيراً للشؤون البرلمانية، الزبير أحمد الحسن وزيراً للمالية والاقتصاد الوطني، د. التجاني صالح فضيل وزيراً للتعاون الدولي، د. عوض أحمد الجاز وزيراً للطاقة والتعدين، المهندس كمال علي محمد وزيراً للري والموارد المائية، محمد الأمين عيسى كباشي وزيراً للزراعة والغابات، د. جلال يوسف الدقير وزيراً للصناعة، جورج بورينق نيامي وزيراً للتجارة الخارجية، مالك عقار أيار وزيراً للاستثمار، العميد «م» قلواك دينق وزيراً للثروة الحيوانية والسمكية، جوزيف ملوال وزيراً للسياحة والحياة البرية، كول مانيانق جوك وزيراً للنقل والطرق والجسور، د. تابيتا شوكايا وزيراً للصحة، كوستي مانيبي وزيراً للشؤون الانسانية، اللواء «م» ألسون مناني مقايا وزيراً للعمل والخدمة العامة وتنمية الموارد البشرية، د. أحمد بابكر نهار وزيراً للبيئة والتنمية العمرانية، د. بيتر نيوت كوك وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي، محمد يوسف عبد الله وزيراً للثقافة والشباب والرياضة، سامية أحمد محمد وزيراً للرعاية الاجتماعية وشؤون المرأة والطفل ود. أزهري التجاني عوض السيد وزيراً للإرشاد والأوقاف.
كما عين البشير الدكتور نافع علي نافع مساعداً له وأثني عشر مستشاراً هم:
د. رياك قاي كوك، د. أحمد علي الإمام، د. مصطفى عثمان إسماعيل، د. مجذوب الخليفة أحمد، د. غازي صلاح الدين العتباني، بونا ملوال، فريدة إبراهيم أحمد حسين، د. منصور خالد، د. هارون رون لوال، علي تميم فرتاك، د. أحمد بلال عثمان وعبد الله علي مسار.
وبعد مناقشات طويلة شكلت حكومة الوفاق الوطني التي تتولى إدارة الدولة في الفترة الانتقالية  في السودان تشرف خلالها للاستعدادات لإجراء الانتخابات عامة بعد 4 اعوام من جملة فترة انتقالية مدتها 6، حسب اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والحركة الشعبية في يناير الماضي في نيروبي. وستؤدي الحكومة الجديدة القسم يوم الخميس القادم، وتسببت حقيبة النفط في تأجيل إعلام الحكومة أكثر من مرة بين الطرفين.

وحصل حزب المؤتمر الوطني الحاكم على نسبة 52% من جملة التشكيلة، والحركة الشعبية 28%، والقوى الشمالية الاخرى 14%، والقوى الجنوبية الاخرى 6%.

وبلغت الوزارات المركزية 30 وزارة منها 16 وزارة مركزية جاءت من نصيب المؤتمر الوطني، و8 للحركة الشعبية، و4 للقوى الشمالية الاخرى، 2 للقوى الجنوبية الاخرى، وفي التشكيلة 33 وزير دولة منها 17 للمؤتمر الوطني، 10 للحركة الشعبية، و6 للقوى الجنوبية والشمالية الاخرى.

وحول التغييرات المتوقعة في السياسية السودانية بعد تشكيل الوحدة الوطنية سأل المركز الأستاذ محمد طه توكل الذي ارتبط بعلاقات وثيقة مع الحكومة والمعارضة على مدى السنوات العشرة الماضية كان علاقة خاصة مع وزير خارجية السودان السابق د/ مصطفى عثمان وهو مقرب من وزير خارجية السودان الجديد د/ لام كول.

وقال توكل: إن تشكيل الجديد يمثل رغبة أهل السودان للعيش في الأمن والسلام وهو تنفيذ لاتفاقية السلام وإعلان بدء مرحلة انتقالية التي تشارك فيها كل القوى.

واستبعد توكل: حدوث تغيير في السياسة السودانية والحكومة الجديدة سوف تعكس رغبة الشعب السوداني لتحقيق الأمن والسلام والرفاهية. وحول مجيء وزير خارجية السودان الجديد والتغييرات المتوقعة.

قال توكل: وزير خارجية السودان السابق د/ مصطفى عثمان على مدى عشرة سنوات لعب دور في تحسين علاقة السودان وهو تولى في سنوات صعبة في 1997 عندما كانت السودان في عزلة، وحقق انتصارات دبلوماسية لبلاده، وأنا شخصياً تعرفت به عن قرب في عام 1996 عندما كان وزير الدولة في وزارة الخارجية، وتحولت علاقتي به إلى علاقات خاصة، وأقام علاقات متينة مع وزراء أفارقة وعرب وهو من صناع الدبلوماسية الحديثة.

وأوضح توكل: إن وزير خارجية الجديد د/لام كول يمتلك صفات وإمكانيات نادرة فهو من الشخصيات الوطنية التي لها بسمات واضحة في التحولات السياسية التي شهدها السودان في العقود الثلاث الماضية، مشيراً إن التحول الديمقراطي الذي يشهده السودان لام كول واحد من صناعه.

وأكد توكل: قدرة د/ لام كول لتمثيل الدبلوماسية السودانية حيث تتمثل فيه بساطة وأصالة المواطن السودان. وستشهد السودان في عصره نقلة كبيرة في علاقة السودان الخارجية التي تحمل سياسة التسامح والوفاق التي سوف تنعكس إيجابياً على علاقات السودان في محيطه الإقليمي والقاري والدولي

وتوقع توكل: حدوث تطول هام في علاقة السودان مع دول الغرب وأمريكا والولايات المتحدة وأفريقيا والعالم العربي، بأن وزير الجديد كما عرفته يمتلك قدرات متميزة نتيجة فهمه لعلاقة السودان العربية – الأفريقية والتعاطي مع اهتمام الأسرة الدولية في السودان الحديث.

وكشف توكل: للمرة الأولى عن علاقاته مع د/ لام كول الذي التقى به باسمرا أثناء مشاركته في مؤتمر القضايا المصيرية الذي تمخض عنه بالتجمع السوداني المعارض. وقال إن د/ لام كول، وريك مشار قد انسحبوا من المؤتمر وسجلوا تحفظ حول الثقة التي كانت مطروحة وأنحاز كل من حزب الامة والاتحادي وأحزاب اليسار السودانية والحكومة الإرترية إلى جانب الراحل جون قرنق. ووقف بجانبه العميد عبد العزيز خالد، وحينها كانت تمارس ضغوطات على أربعة صحفيين كنا نغطي المؤتمر عدم نشر أخبار ريك مشار، ولام كول التي عرفت به في تلك الظروف الصعبة، وأجريت معه الحوار التاريخي الذي نشر في الوسط وفي عدد من الصحف الخليجية في بداية يناير 1996، وثم تطورت العلاقات وانفردت بنشر نبأ اتفاق بين ريك مشار، ولام كول، والحكومة السودانية التي عرفت فيما بعد باتفاقية الخرطوم.

وقال توكل: في أول زيارة لي إلى الخرطوم في عام 1998 كان لام كول أحد أهم محطاتي، وتطورت العلاقات إلى علاقات ذات البعد إنساني. ولقاءاتنا في أديس أبابا وكانت من اللقاءات الخاصة في جيبوتي في نوفمبر عام 1999 عندما كان يمثل الحكومة السودانية في المفاوضات مع حزب الأمة التي عرفت باتفاقية نداء الوطن، وحينها على مدى أسبوع كنا نلتقي يومياً ومعنا الزميلة عمارة صالح حمدي التي كانت تراسل لجريدة الرأي العام السودانية التي انفردت بتغطية نداء الوطن، وكان لا م كول المصدر الرئيسي لها فيما كان صديقنا صديق بولاد من جانب حزب الامة كان يغذي للزميلة عمارة صالح الذي ارتفع رصيدها من اتفاقية نداء الوطن.

وقال توكل: إن لام كول قبل انضمامه إلى الحركة الشعبية في عام 2000 بعد خلافات مع الحكومة السودانية أدرت معه حوار نشر بعد انضمامه بـ 72 ساعة إلى الحركة بعد أن امتلأت الصحف السودانية حول اختفائه وذهابه إلى الغابة، كان اللقاء هام قد أجريت معه في الخرطوم قبل شهر من ذهابه، وتحدث فيه بصراحة حول الخلافات مع الحكومة السودانية وتأثير الحوار مع الحركة الشعبية وانعكاسات سلبية على اتفاقية الخرطوم على خلفية الخلاف داخل حزب المؤتمر ما كان يعرف بين القصر والمنشية، لقد نشرت الحوار الذي حمل الكثير من المفاجئات والأسرار، ولام كول صديق شخصي انفردت بلقاءاته في مراحل بالغة التعقيد والخطورة، واعتقد إن لام كول الذي عرفته منذ عشرة سنوات الذي يمثل ثقافة التسامح قد كرم في حكومة الوحدة الوطنية وسوف يكون خيري ممثلاً للشعب السودان في الخارج.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4652

نشرت بواسطة في سبتمبر 21 2005 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010