جرأة البوح بالمشاعر ( سلسلة )

الشعوب المحافظة عموما تنتمي الى الشرق في الموروث الثقافي المخزون في الذاكرة وممارسا في الواقع تارة  بلطف واخرى بعنف ويظهر ذلك في المجتمعات التي هي في طريق النمو والتكون في مسيرة التطور الحياتي وبالطبع هذه المسيرة تختلف من منطقة إلى أخرى بحسب المجتمع المدني والنظام السياسي القائم في الظاهر من الناحية وفي عملية التنشئة والأسرة والبيت والشارع من ناحية اخرى وهذا الحراك الذي يدور في هذه البيئة يشّكل المزاج العام المكون لشخصية الفرد في المجتمع .

والمقصود بالشرق هي البيئة العربية في العموم وسائر الشعوب المسلمة في بلاد الله الواسعة , فالدين يهذب النفس ويتمم الأخلاق ويؤنسن الممارسة وكل الواجبات والحقوق في الدين تؤخذ وتمارس بالقبول والرضا تقربا الى الله والفوز بالجائزة الكبرى في الدار الأخرى احسب ان يجعلها من نصيبنا .

وفي المجتمعات العربية نجد ان أي شيء يفرض دون نقاش او حوار بقوة القانون او بقانون القوة .

فالأولى باسم الله ولا اعتراض على حكمه

والثانية باسم الحاكم وأمر الله وهذا من بني البشر

والثالثة باسم السدنة والمريدين والمنظرين للحاكم بأمر الله .

وبالنتيجة مجتمع متفكك اجتماعيا متفاوت في النمو والتطور ( الغنى والفقر وحتى اللبس والكلام والأكل والشرب وفي كل شيء وهم يعيشون في بلد واحد ).

واقتصادياً : تضخم وديون وأموال مسروقة وأخرى مهربة ومؤسسات برسم  البيع  سياسيا: دستوراً يتحدث باسم الحاكم وقوانين ومراسيم تجاز وتنفذ باسمه (الحاكم اعطى _استقبل_ودع_أكل_شرب_نام _مرض)

وفي الختام عاش الحاكم ,وبرحيل الحاكم بثورة او بإنقلاب يذهب كل شيء معه كأنما هذه البلاد ملكاً خاصا لهذا الحاكم .
وهنا لا أريد أن ادخل في السياسة وفي المنهاج السياسي للعالم العربي وفي الشرق عموما بل أحاول أن أناقش الجانب الإجتماعي في البيئة العربية أو الشرق عموما.

فهل  الخمار هو من الدين أو من البيئة ؟

وهل أن تشارك المرأة في كل مناحي الحياة من الدين أم من الدنيا ؟

وبالطبع في البلدان التي تنتمي الى البيئة الشرقية (تركيا _ماليزيا _اندنوسيا _الولايات المسلمة في الهند ) و غيرها من الشعوب المسلمة غير العربية قطعت شوطاً كبيراً في البنية الإجتماعية وأعطوا المرأة مكانة كبيرة في الحياة (الاجتماعية -السياسية -الاقتصادية) حتى وصلت الى قيادة المجتمع .

أما في البيئة العربية وفي بعض المناطق حتى الآن المرأة تصارع من أجل أن يسمح لها بقيادة السيارة ناهيك عن قيادة المجتمع ,ومن هنا أتوجه بأسئلة الى المجتمع العربي ( الذكوري )وإن كانت في بعض البلدان هنالك عملية مساواة في المواطنة أو طرح بعض المشاريع التي تؤسس لعملية المساواة  في المجتمع .

وهذه المشاريع والقوانين التي تساوي بين الرجل والمرأة بالحقوق والواجبات يمكن أن تجاز بالقوة بالفرض أو بالتراضي أحيانا خجلاًً خوفا من منظمات حقوق الإنسان في العالم الغربي أو حتى الشارع العام في البيئة العربية والتي بدأت بالثورة على كل شيء في هذه الأيام.

ومن هنا أهنئ البطلة العربية بنت اليمن السعيد( توكل كرمان ) بفوزها بجائزة نوبل ونقول لها نفخر ونفاخر بك الأمم بأنك منا يا فارسة العرب مرحى لكِ .

لنعد الى موضوع القبول والفرض في ما سبق أوضحنا بأن كل شيء ايجابي أو سلبي يمكن أن يفرض وهذا كما تعودنا دائما ولكن هنا نحن نبحث عن القبول والقناعة لبناء مجتمع سليم ومعافى في بيئة صحية متطورة متجانسة بنيَة التراضي .

هل تسمح لابنك أو اختك بأن تدرس في مدرسة مختلطة؟

هل تسمح لها أن تلبس ما تشاء ؟

هل تسمح لها أن تبوح بمشاعرها وتقول أنا بحب فلان؟

هل تسمح لها أن تخرج مع صديقاً لها ؟

أم هذا مخالف للتعاليم الدينية وأنه …. وهنا أريد أن أقول  محرماً لكي لا أدخل في الإفتاء بل نقول ممنوع بصنع البشر .

أم هي البيئة هي التي تحدد مسارات البيئة الاجتماعية في كل منطقة أو بلد دون الأخذ بتلك الأصوات التي تنادي بأن كل شيء يتعلق بدور المرأة في المجتمع دون الأخذ برأيهم فهو حرام !!!!!!

وماذا عن تلك البيئة التي شبابها (ذكور وإناث ) يقضون لياليهم في اللهو والسمر والفرح دون أن تحدث بينهم فاحشة (فأنت واختك وبنت عمك وابن جاركم وبنت جيرانك) في نفس المسرح في تلك البيئة والحب عندهم بالنظرة الخجولة  والحديث عندهم بالكلام البريء والسلام عندهم بالتحية الطاهرة وهم مسلمون بالفطرة والميلاد ويعيشون في بيئة متماسكة مسلمة .

وماذا عن تلك الفتيات اللاتي ناضلن في سبيل أوطانهن واستشهدن وجرحن وقدن وخضن المعارك في سبيل تحرير الأوطان فمن يحرم هؤلاء النسوة من حقهن الدين أو المجتمع  أمّ هؤلاء الذين يصدرون الفتاوي باسم الدين .

وهنا نطالب كل الثورات العربية باسم الشعب أن تؤمن بحقوق المرأة وأن ترتكزعلى مبدأ المواطنة في دساتير الدول الحديثة .

و تناولت هذه المسألة الاجتماعية  كي افتح الباب للنقاش حول هذا الموضوع الذي نتفق عليه وراء الستار وعندما نأتي على التطبيق نجد أن البعض يختبئ خلف اصبعه.

لماذا تسمح لنفسك أن تفعل كل شيء (المسموح –غير المسموح – الحلال –غير الحلال ) في الدين والدنيا؟

أم أنه مسموح لك لأنك رجل وهل الدين والمجتمع لا يحاسب الرجال !!!!!

اسئلة برسم النقاش لمن أراد البوح …………………..

الصحفي: محمد نور وسوك

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=18446

نشرت بواسطة في أكتوبر 30 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010