جيل التضحيات ونهر العطاء المتدفق

غادرتنا كوكبة من ابطال جيش التحرير الارتري.. تسفاي تخلي ،وحامد محمود ،وعثمان زرؤم …الذين ولدوا وترعرعو في مدرسة عواتي ..إنها مدرسة متسلحة بوعي نكران الذات و التضحية والاقدام ..وعبر النشاط الثوري ،خلق هذا الجيل في ارتريا، تحولات سياسية واجتماعية ، تحولات تحمل في داخلها بذرة الاستقلال .. وعبر تراكم تضحيات هؤلاء ورفاقهم تحقق الهدف ..
هذا الجيل ،جيل الخمسينات والستينات،انهم نهر التضحيات والعطاء المتدفق في كل المواسم .. لا يعرفون المهادنة ، يركبون الصعاب من اجل ان يقطفوا ثمرة الحرية.. جيل عبدالكريم سني فالو ،عمر ازاز ،محمود ديناي ، ابوشنب ،وللو ،ودي حمبرتي ،سعيد صالح ،دبروم طلوق ، ولدي داويت ،محمود شكيني ،ومحمود فكرس …الخ من ابطال جيش التحرير ..
وعندما أعلن عواتي الكفاح المسلح في الفاتح من سبتمبر ،لبوا النداء و خرجوا الي ساحة الفداء مشهرين سيوف إيمانهم في وجه الاستعمار .. وكان شعارهم النصر او الشهادة..
هذا الجيل الفريد كان سماد الارض حتى نبتت بذرة الحرية وتمددت في كل أركان البلاد..ونتيجة هذه التضحيات أعلن ميلاد ارتريا ،وانضمت البلاد الي نادي الشرعية الدولية بعد ان وفرت شروط الانضمام ..
وفي الاحتفال الكل ينظر اليها ،البعض يتعرف على ملامحها ،والبعض الاخر يدعو لها بالتوفيق في درب الحداثة .. وقبل ان يكتمل موسم الاحتفالات .. قفزت الي الواجهة سلطة لاتحمل من إرث الماضي ،وهوية الروح الرفاقية ومضمونها المتمثل في نكران الذات والتضحية التي كان يتغذى بها وعي النضال الارتري ،وبغياب هذه الاخلاقيات الثورية انحدرت البلاد الي هاوية التسلط ،وهكذا قدمت وجها آخراً يتناقض مع حلم وطموح الثورة الارتيريا ..
ولهذا قام الشعب الارتري مجدداً بنضال من اجل اعادة حلم النضال المخطوف الي مساره الصحيح ،ونرى أنشطة مختلفة في مواجهة النظام الفردي ،أنشطة سياسية واجتماعية تعمل وفق ظروف وإمكانيات وضرورات المرحلة ..
ولن يتوقف هذا النضال حتى ترفرف راية الحرية والعدالة في كل ربوع ارتيريا .. ولا يهدأ لنا بال حتى نطفئ نار التسلط المشتعلة في كل تراب إرتريا، في الحقل الاجتماعي والثقافي والسياسي ….
وان الوديان والجبال التي تحمل اثر حامد محمود ورفاقه انها سمة من سمة وجه البلاد ،التي يحاول الطاغية طمسها ، وان هذه الاثار التي تحكي عن ملاحم وبطولات جيش التحرير سوف نجعلها دليلنا في قراءة التاريخ وتنشيط الذاكرة ..وكذلك جبهتنا الأمامية في معارك محاربت النسيا ن..
هؤلاء الأبطال المناضلين رفاق عواتي انهم ذاكرتنا الجماعية ، وسوف نغرس بذرة تاريخهم في اذهان اطفالنا عبر اناشيد الصباح في المدرسة وحصة التاريخ ..وعندما يكبرون تكبر معهم الحكاية وينقلونها بنفس الطريقة الي أبناءهم …..
وفي الختام وداعا حامد محمود عنجه أيها المتفاءل الثوري والشامخ كجبال ارتيريا في موقفه ..كان انسان بسيط يشبه بيئته في التعامل معالناس وشرسا في المعارك يصول ويجول في ساحة المعركة مع رفاقه قاطفاً النصر ،أحبته الجماهير والجيش وكان يتدفق هذا الحب عبر شريان التضحية ..وداعا حامدمحمود عنجه ورفاقه ونترحم علي ارواح شهداءنا الابرار والصبر وحسن العزاء لاهلهم والشعب الارتري ورفاق دربهم
محمدإسماعيل هنقلا

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43567

نشرت بواسطة في سبتمبر 19 2018 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010