حسـبنـا الله ونعم الوكيـل ، أللهم نجنـا من شـرمن لا يخـافك، ولا يـرحم عبـادك المؤمـنين

بقلم/جابـر سـعيـد ـ أرض ألهـرم

 طيه رسـالتنـا المعنونة الى من يهمهم الأمـر :

 

 

 

بعـثت جماهيـر شعبنـا الارتـرى عشـرات البـرقيـات التى تحمل الـرجـاءات والاسـتعطافات ولم يكتـرث لهـا من عنونت اليه.. لعل السـبب يعود الى خطأ فى العنوان أو الأسـم والمكان !! .. فالنـداءات لم تجـد آذانا صاغية او قلب نابض ينتفض لنجـدة مسـتغيث متقطع الأنفاس أو لصـرخة أخـاء أو لنصـرة مظلـوم .. قطع شـك لم تعنون بـرقيات شـعبنـا الى خصم او عـدو او طالب ثأر قـديم كان او حـديث، لأن شعبنـا المسـالم والباحث دومـا عن الأمن والعـدل والسـلام لا يعـرف الآ طـريق السـلام العادل والأخـاء المتبـادل .. فمـا الـذى حـدث !!؟ لعل بـرقياتنـا وجهت الى من لا  قلب له او لمن لا يعـرف للـرأفة معنى .. كانت بـرقياتنـا تحمـل كلمـات تذكيـر بصـلات الـدم والقـربى، ولـكن يبـدو ان الـدم كان مقـررا له ان يـراق ويسـكب مـدرارا ـ وان توصف صلات الـدم والقـربى بالغـرابة والغـربة والنكـران، وفى أحسـن الأحـوال بالاخـاء المنبوذ غيـر المعتـرف به .. لعلهـا نـداءات صارخة جاءت من العالم الآخـر ثم عـادت اليه ثانية تحمـل معهـا صـداهـا المـرتـد، أو جاءت من عالمنـا ولكنهـا أتت من عـروبة مـرفوضة لاُخـرى لا تعـرف حقوق تعظم عنـد العطـاء أو واجبـات تقـدس عنـد الأخـذ.. أو لعـل هـذا الامـر حـدث فى لحظة غفلة الضميـر العـربي النائم او لسـبب سـيظل مجهولا لحـين !! .. لعـل نـداءاتنـا كتبـت بالهيروغـرافية ـ فتم تفسـيـرهـا مثلمـا فسـرت جملة ,, الأخـاء والـرأفة بالانسـان،، التى أوردهـا مشـرع الكتـاب الأخضـر بجملة ,, الـرأفة بالخصوم والأعـداء،، أو تم تبادل بـين الأضـاض فأتت النتيجة هـكـذا .. مثلمـا جـاءت تسـمية الكتـاب الاخضـر ـ أخضـرا بـدلا من الأحمـر .. هانت الكلمـات فى قاموسـك يامشـرع الكتـاب اللاكتـاب، فحلت  كلمـة العـذاب مكان الـرحمة ـ نعم أتت كلمات وغابت اخـريـات بعـد ممات الشـهامة العـربية والكبـريـاء الاصيل، فدفـن معهمـا العـدل والمفـردات الثورية وتبعـاتهمـا، أو رحلت ادوات اسـتنهـاض النخـوة العـربية بعيـدا عنـدمـا هلت الموضة الجـديـدة التى أصبحت علامة التسـابق نحـو السـيـد المطاع، ونسـى الـزعمـاء بين مـانسـى ان السـيـد الجـديـد لا يخشى الآ من يعتـز بشـعبـه وامته، ومن يتمنطق سـيفه الـبتـار طالبـا النصر او الاسـتشهاد فى سـبيل الـدفاع عن عقيـدته وتـراب وطنه.

 

 سـلام على من حـرر بـرقيـات التذكيـر بانسـانية الانسـان وواجب الـزعماء نحو أخيهم الانسـان، كل هـذه الكلمـات حواهـا كتـاب المسـتجيـرون بالـرمضـاء هــربـا من النـار، ولهـذا … ورغم كل هـذا وذاك … وقع المحـذور وتم اعادة الهـارب من الجحيم اليهـا مـرغمـا ـ مشـدوهـا لاعنـا الظـروف الطارئة التى أتت بهـذا أو ذاك الى سـدة حكم الشـعب العـربى الأصيل بعـد ان غيبت اولئـك الابطـال الصناديـد .. للأسـف والحسـرة ان اكتمـال سـيناريو الأحـداث  المؤلمة تم على يـد زعيم لم يحسـب الأيـام ولن يحتـرم نـداء المسـتغيـث الـذى أتته طلائعه وجـرحهـا مازال ينـزف ـ  فـزاد الجـرح جـرحـا بـل ذبح الشـباب الارتـرى والكـرامة العـربية بنصـل واحـد معـا فأراق دمـائهم الحمـراء ليسـود بهم التاريخ العـربي الـذى ظل طاهـرا، سـامح الله هـذا الـزعيم الـذى تنكـرللتقاليـد العـربية والأعـراف الـدولية التى تـرعى حـرمة الانسـان، يبـدو ان المسـتجيـر وقع فى يـد زعيم أزال من معاجمه كلمـات لتكـتب اخـريـات .. فالـذى يقـرأ الآن غـريب على معاجم العـرب والعجم حيث خـلآ من كلمـات الاخـاء أو التفـريق مابـين الظالم والمظلوم .. الـكل عنـده سـواء .. عـذاب وتعـذيب .. سـجون وسـجناء .. مطارد ومطـارد .. دكتاتوريـات وطغـاة، فان من تعود على بيع الـدماء يظل ظمـآنـا مالم يشـرب من دمـاء المظاليم حتى الثمـالة لا الارتواء، فالطبع غـلاب لا يتغيـر وان نطـق الصخـر أعجميـا او بلغة الضـاد، تعود الـزعيم ,,الثائـر،، على ذبح العـرب وتغييـر معاجمهم منـذ مقـدمه الأول .. اذ ظهـرت اول بشـائـره التطوعية التى اسـماهـا وفـاء الجـار للجـارـ  عـنـدمـا أبكي الشـعب السـودانى بتسـليم الشـهـداء فاروق عثمـان حمـد الله وبابكـر النور لحكومة مايو السـودانية فى عام 1977م، حـيث تم بايعـاز منه اعـدام اولئـك الاسـود الـذين لا مثيل لهم فى الشـهامة والثورية وحب الأوطـان والحفـاظ على حـرمة الجـار وان جـار، لاشـك ان صـدمة الشـعب السـوداني كانت كبيـرة خصوصـا ان ماحـدث غـريب على اخلاقيـات أهـل السـودان المتسامح أبـدا، لـكن الـزعيم الاممي فعـلهـا دون ان يهتـز له جفن، فقـد سـلمهم بهـدوء وكأنه يـرد امانة كانت فى حـوزته، أيضـا أبكي الشـعب اللبنـاني بتغيـيب,, الامـام الصـدر،، الزعيم الـدينى والوطني والمفكـر العـربي الكبيـرالـذى نـزل ضيفـا على الجماهيـرية وزعيمهـا ليختفي فجأة من غيـر ان يتـرك أثـرا او يعـرف مصيـره حتى اليوم .. أمـا مافعله فى حق نفسـه ووطنه ومواطنيه فحـدث ولا حـرج، الآ اننـا سـوف لا نـذهب بعيـدا للخوض فى ذلك لأكثـر من سـبب، أمـا آلامنـا الجديـدة تتمثـل فى ازهـاق ارواح شـباب أبـريـاء كان ذنبهـم ـ دخول أرض عـربية واللجوء الى شـعب عـربى وقائـد زعم يومـا ومازال يـزعم انه أمين الامة العـربية وصانع امجادهـا قبـل ان يتنكـر لهـا طالبـا الخـروج من بيتهـا الكبيـر، قائـد زعم انه مفجـر طاقات القارة السـوداء التى جلل اليوم أيامهـا بالسـواد الحالك بعـد ان اراق دمـاء شـبابهـا بتسـليمهم لجـلاد القـرن الافـريقي، شـباب غض تم تسـليمهم لجـلادهم الـذى لا يـرحم، تسـلم الـزعيم بـرقيـات شـعبنـا ولم يأمـر بتحقيق ماأتى فيهـا ـ يبـدو ان الـزعيم وقتئـذ كان مشـغولا بالاسـتماع الى أشـرطة التسـجيل التى تحوى هتـاف المـلايـين، تـلك التى هتفت للقومية العـربية فحيـاهـا الـزعيم ظانا انهـا تهتف له بأسـمه الفـرد، او كان عقله يسـتـذكـر كيف تلقى غيـره سـوط العـذاب ممـا ادى ذلك الى نهايته فكشـف بدوره عن أسـراره وخبيئته، ولـكن شـتان مابـين الليـل والنهار .. هـذا هو الـزعيم الأممي الـذى أصـدر قـراراته الجائـرة رغم النـداءات والـرجاءات والوسـاطات والمـذكـرات الجماهيـرية التى وجهت له من الشـعب الارتـري المسـالم، وجاء رد الـزعيم مثيـلا لمن أعادهم اليه، حـدث هـذا الأمـر فى وضح النهـار ممـا لا يتـرك مجـالا أوعـذرا للـزعيم ألا  الاعتـراف بـأن هنـاك من يحكم البـلاد فى ظهـره، فهـل نتوقع منه ذلك بالاضـافة الى السـعي الصـادق لانقاذ الضحايـا وتـدارك ماحـدث قبـل ان تطـالهم يـد جـلادهم الآثم، خصوصـا وان هؤلاء الشـباب شـأن كافة الشـعب الارتـرى لا علاقة لهم بالصـراع الـدولى المحمـوم وزريعته المسـمية بالارهـاب.

 

 رحم الله الـزعيم العـربى الـراحل الـرئيـس جمـال عبـد النـاصـر الـذى قال وفعـل مالم يقوله زيـد او عمـرو من المعاصـرين .. فهـل يجوز لنـا ان نقول بضع كلمـات ونحن واقعـون تحت صـدمتنـا بغيـابه المبكـر، تاركا لنـا من لا نحسـد عليهم .. وبالمقابـل هـل يجوز لنـا ان نـزهو بهـدايـا هـذا الـزعيم الاممي الملهم .. كيف نشـكـر هـذا الـزعيم الكـريم الـذى قتل المقتول وظلم المظلـوم وسـكب المـاء أمام أعـين الظمآن بـل أحـرق الـزرع فى وقت الحصـاد.. كيف نشـكـره على هـدايـاه البطولية .. أنهـا حقـا صـدمة وبـلاء نـدعـوا ألله ان يـزيله، بـل هى سـوط عـذاب وعـيب لا بعـده عـيب، ولكن لمن نقول ذلك !!؟ لا نعلم كيف ومتى الآ اننـا سـنظل نشـكـره على هـذا الفعـل العـدائى الـذى لم يسـبقه عليه أحـد، بـل كيف نشـكـر القـدر الـذى حبانـا بهـذا الـزعيم، حتمـا سـنظل نتـذكـر مافقـدناه وسـنظل نتلظى بنـار جـروحنـا المـدمية، وصـدمتنـا الكبيـرة على حصـاد زعيم أدعى قيادة الامة العـربية وهـو الـذى يجهـل عاداتهـا، ولا يحتـرم مواثيقهـا المكتوبة وغيـر المكتوبة التى تجيـر وتحمي من يلجأ اليهـا هاربـا من بطـش ظالم.

 

التاريخ يتحـدث :

 

سـبق ان تقاضينـا فيمـا مضى الحـديث حول الـدعم السـخي الـذى كان يقـدمه لجـلاد الشـعب الارتـرى على تتـابع غيـر منقطع ـ اذ مـده بالمـال والسـلاح والبتـرول امعانـا منه فى تشـديـد قبضة الطاغية لضـرب وسـجن وقتل المناضلـين من جهة والشـعب الأعـزل من جهة اخـرى، هـذا الشـعب الـذى دعمه سـيادة العقيـد يومـا عنـدمـا كان ثائـرا مناضـلا يقف مع الحق وبجانب طالبـيه أينمـا وجـدوا .. سـبحان مغيـر الأحوال من حـال الى حـال، وصـدق من قـال ,, دوام الحـال من المحـال،، .. انه أمـر عجيب ان يأتى ,, سـعيـد ليبيـا العـربية بما أتى به شـقي مالطـا نصف الأوروبي،، فان خـربت ,, مالطـا،، فـلا عجب حيث سـبق ان خـربت مـرات من قبـل، أمـا خـراب ليبيـا العـربية لا نطلبه ولا نتمنـاه لأن خـرابهـا خـرابنـا وحـرصنـا عليهـا لا يقتل عن حـرصنـا على ارتـريـا، لهـذه الاسـباب مجتمعة سـكتنـا على دعم ليبيـا لجـلادنـا، أمـا اليوم فقـد زاد العيـار فبلغت الـروح الحلقوم .. اذن فاليكف الـزعيم عن مـد أدوات الـدمـار لجـلادنـا، أمـا الشـباب قـد لا يأتونه بعـد اليوم طواعية الآ اذا لم يأتى بهم الـزعيم من عـرض البحـر مجبـرين، وحينئـذ لكل حادث حـديث .. اذن فاليكف الـزعيم عن قتل أبناؤنـا لا يـلاحقهم فى عقـر دارهم ولا فى عـرض البحار …  والحـديث الشـريف يقول فى مامعنـاه ,, المسـلم للمسـلم كالبنيـان المـرصوص يشـد بعضه بعضـا، فاذا اصيب عضو منه تـداعى له سـائـر الجسـد بالسـهـر والحمى،،.

 

حماك ألله يازعيم العـروبة  الـذى لم تكف يـده يومـا عن ايـذائهـا وفضح أسـرارهـا واللعب بمقـدراتهـا .. سـنظل نـزهوا بـك زعيمـا مغلول اليـدين لا يبسـطهمـا الآ لنكئ جـراح مـن يأتيه مسـتجيــرا او لتصـديـر ألة الـدمـار أو شـياطـين العـذاب الى ماوراء البحـار والمحيطـات.. ومن لا يحافظ على من يأتيه مسـتجيــرا لا يطلب منه حماية الجـار او نجـدة الملهـوف .. ومن لا يحمي المسـتجيــر من شـر مضيفه لا يتورع عن الايقـاع به فى نـار الغيـر .. فهـل يجوز لنـا ان نقول   ,, اتلمّ التعيـس على خائـب الـرجاء فتبادلا القتـل والسـحل والارهـاب وتقاسـمـا شـراب انخاب دمائنـا فى مائـدة الغـدر والارهـاب،، أخيـرا وليـس آخـرلا يفوتنـا الآ ان نختم الـكلام بما جاء فى قـول الـحق ,, حسـبنـا الله ونعم الوكيـل ،، .

 

 

 

رسـالة معنونة الى :

 

* الضميـر العـربي الحي ـ

 

* بـيت العـرب ودارهم الجامع ـ

 

* الملوك والسـلاطـين والـرؤسـاء  العـرب ـ

 

* الى : خادم الحـرمـين الشـريفـين وولي عهـده الأمـين ـ

 

           رئيـس جمهورية مصـر العـربية ـ

 

           رئيـس دولة الامارات العـربية المتحـدة ـ

 

           سـمو أميـر دولة قطـر ـ

 

           سـمو أميـر دولة الكويت ـ

 

* كافة وزراء العـدل والاعـلام العـرب ـ

 

* نقابة المحامـين العـرب ـ

 

* الأمـانة العامة للاتحـاد الافـريقى ـ

 

* كافة لجـان حقوق الانسـان على وجه المعمورة ـ

 

رسـالتنـا موجهة الى كل عـربي جـاء من صلـب عـربي أصيل يقـدس العادات والتقاليـد العـربية الأصيلة، ويفتخـر بالشـهامة وبالنخوة العـربية التى تنصـر المسـتغـيث وتتصـدى للظالم المتجبـرـ الى العـربى الـذى يقطع لسـانه الـذى لا يقول كلمة الحــق ـ الى العـربي الـذى يفقـأ عـينه التى تتعامى عن النظـر الى مواطن الظلم ـ العـربي الـذى يقطع يمنـاه التى لا تحمـل المهنـد لنصـرة أخيه الانسـان ـ الى الافـريقى الـذى عان من البطـش وظلم والجبـروت ـ

 

 نناشـدكم ان تمـدوا لنـا يـد العون، بـل نطالبكم جميعـا للوقوف مع الحق، مع المظاليم الهاربـين من الجحيم الـتى أعادهم اليهـا النظام الليبي الـذى تفضـل مشـكورا باعادتهم مقيـدين ومكبلـين، ليلقوا مصيـرهم على يـد سـجان الشـعب الارتـري الـذى تـزدحم سـجونه بالشـيوخ والنسـاء والشـباب، وسـحل الآلاف منهم بعيـدا عن أعـين الاعـلام العـربي والعالمي، وباعهم عـارا فى أسـواق النخاسـة بعـد ان بـاع الشـرف الـرفيع، واسـتورد الانعـام المـريضة والبضائع الملوثة التى رفضتهـا كل الحكومـات الـرشـيـدة المحبة لشـعوبهـا، وبعـد ان دفن بقايـا المواد المشـعة ومازال يتفاوض ويفاصل لـدفن السـموم وكل المواد والمحـرمـات فى التـراب الارتـري والسـوداني، أنجـدوا هؤلاء الشـباب قبل ان تطالهم يـد الجـلاد فتملأ بهم باطن الأرض الارتـرية التى ضاقت بجثث المطالبـين بالحـق والحـرية والعـدل وحقـوق الانسـان وكل كائن حي، بـل أنجـدوا كل الشـعب الارتـرى من غيـر اسـتثنـاء، فان مايحـدث فى ارتـريـا اليوم لا يقـل عمـا حـدث بالأمـس فى العـديـد من شـعوب أفـريقيـا السـوداء على أيـدى أكثـر من ديكتاتور جـلاد، لكم الشـكـر سـلفـا وان شـاء الله ســنـرد هـذا الجميـل بأحسـن منه باذن الله تعالي .

 


 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5894

نشرت بواسطة في يوليو 28 2004 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010