حوَّان من جيب طرو هياب ونن

بقلم : أحمد أسناى 

aasenai@hotmail.com

  

هذه حكمة قديمة يقولها الآباء حين يرون شخصاً يحاول تثبيط المنفقين أو المحسنين أو من يقرضون الناس قرضاً حسناً وترجمتها ( حوان من جيب طرو هياب ونن ) – مريض القلب لا يحب العطاء حتى من غيره – وما دفعني لاختيار هذا العنوان لمقالتي هو ما قرأته في موقع عونا في ثنايا خبر حول التراشق بالتصريحات (إن جاز التعبير) الذي دار قبل وصول جون قرنق إلى الخرطوم بين وزير الخارجية السوداني د. مصطفى عثمان ونظيره الارتري علي سيد وقد اخترت الفقرة الآتية لكي أدلي برأيي فيها والفقرة التي أنا بصدد تناولها هـي:( وفي أسمرا انتقد النظام الإرتري قرار العفو العام الذي أصدره الرئيس السوداني عمر البشير. الذي أعلن إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في السودان. وعلى رأسهم د. حسن الترابي رئيس المؤتمر الشعبي، وعلق التلفزيون الإرتري على قرار العفو العام السوداني وذكر أن الحكومة السودانية قامت بإطلاق سراحه الدكتور الترابي بعد ضغوط خارجية. ) ا.هـ. لقد أشبعنا رأس النظام وأبواقه في الداخل والخارج متمثلين في هذه الأقلام المشبوهة والتي تولى كبرها عبد القادر حمدان بأن النظام يرحب بالسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان ويرمي غيره بعدم احترام حقوق الإنسان ويتهمهم بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية وغيرها من المزاعم التي لا تحصى ويدس أنفه في كل صغيرة وكبيرة في شؤون الآخرين الداخلية وخاصة الشأن السوداني وهو موضوع المقالة. فهذا النظام الذي يتضايق من مجرد وجود وئام بين أطراف وطن واحد بماذا نفسر انتقاده للعفو الذي أصدره الرئيس السوداني عمر البشير؟ ولماذا لم يتريث حتى يتأكد من مصداقية هذا العفو من عدمه؟ ولماذا يُرجع إطلاق سراح الدكتور حسن الترابي إلى ضغوط خارجية؟ ولو سلمنا جدلاً بأن ذلك تم بضغوط خارجية فما هو العيب أليس العالم كله يخدع لضغوط خارجية من القطب الأوحد؟ بل أليس النظام نفسه يطنطن للقطب الأوحد وذلك برفع شعار مكافحة الإرهاب؟ لأن العم سام يريد ذلك ويطرب له؟ وما دخل النظام إذا أطلق السودان سراح الترابي وغيره من المعارضين أم يخشى أن ينتقل إليه هذا الأمر وبضغوط خارجية من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في بلاده ؟ فإصدار العفو من رئيس السودان هو شان سوداني محض وليس لأحد حق أن يرفضه أو يرضى به. وكما قال الشاعر في مثل هذه الحالة إن كان سبب النقد حسداً

فإن   صبرك   قاتله   اصبر على  حسد الحسود 
إن  لم تجد  ما  تأكله   كالنار   تأكل    بعضهـا

 

وختاماً التهنئة من القلب نزفها إلى الشعب السوداني الشقيق بهذا السلام الذي تحقق راجياً من الله أن يعم السلام ربوع السودان.

                     والله من وراء القصد


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6166

نشرت بواسطة في يوليو 26 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010