خطايا الدبلوماسية الشعبية

المصدر: الأهرام اليومى
بقلم:   مروة توفيق
بدلا من ان تساهم الوفود الشعبية التى زارت عددا من البلدان الافريقية أخيرا ـ فى تحقيق مصالح الشعب المصرى فإنها أسهمت فى الاضرار بهذه المصالح، والدليل على ذلك زيارة الوفد الشعبى المصرى لاريتريا.
هذا الوفد وهو برئاسة السيد البدوى رئيس حزب الوفد قرر زيارة اسمرة ثم اعتذر عن اتمامها، وعاود بعدها الاتصال ليؤكد رغبته فى اتمام الزيارة تكررت هذه العملية لاكثر من ثلاث مرات. فقام الرئيس الاريترى بتوجيه دعوة رئاسية لهم حتى انه غير جدول اعماله ليتفرع تماما لمقابلة الوفد الشعبى المصري.
وفى نفس يوم الزيارة الساعة 2 صباحا فوجئ السفير الاريترى بالقاهرة باتصال من مستشار السيد البدوى يعتذر فيه عن الغاء الزيارة بحجة الاحداث الطائفية فى مصر.
ما فعله الوفد اثار استياء الاريتريين واساء للعلاقات بين البلدين وظهر ذلك جليا فى لقائى بالرئيس الاريترى اسياس افورقى خلال زيارتى لاسمره أخيرا. فمن سوء حظى كانت مقابلتى معه فور تلقيه الخبر المشئوم بالغاء الزيارة، وانعكس ذلك بالطبع على اللقاء الذى غلب عليه الشعور بالإحباط والمرارة من قبل الرئيس بسبب اسلوب تعامل الوفد الشعبى المصري.
وقال لى انه لايوجد قيادة للثورة ولا استراتيجية واضحة. وقال إنه تحدث مرارا مع النظام البائد حول ضرورة تطوير التعاون إلا أن كل المحاولات اخفقت، وتلك كانت مصيبتنا فى التعامل مع القارة والتى لم تتغير حتى الآن.
وحينما حاولت أن انتزع منه بعض الكلمات عن ذكرياته فى مصر قال «الذكريات كثرت ونسيناها». مما يعنى ان الرئيس مستاء لدرجة انه لا يرغب فى الحديث حتى عن هذه الذكريات والفضل يرجع لوفد «اللادبلوماسية».
وإذا كان الوفد غير الدبلوماسى اكتشف إنه اخطأ حينما قرر زيارة اريتريا، فإنه ارتكب خطأ مضاعفا حينما الغى الزيارة بهذه الطريقة الهزليه التى حولت الامر فى النهاية إلى مجرد مسرحية رديئة الاخراج.
أما إذا كان أحدهم افتى على الوفد بوجود تعارض بين زيارة اريتريا، وما حققته زيارة الوفد من انجازات فى اثيوبيا، فقد ادى ذلك إلى نتائج عكسية. فلايوجد مانع من إقامة علاقات متوازنة وطيبة بين أثيوبيا واريتريا فى آن واحد.
كانت الزيارة ستسهم فى إحداث نقلة نوعية فى العلاقات وستمهد لاعلان اللجنة المشتركة بين البلدين التى لم تر النور منذ سنوات، فاريتريا تحتل موقعا استراتيجيا مهما على البحر الاحمر وتمتلك اطول ساحل بطول 130 كم فضلا عن العلاقات الوطيدة التى تربطها بجنوب السودان حيث كان جون جارانج زعيم الحركة مقيما فى اسمرة.
المصدر : الاهرام اليومى

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16214

نشرت بواسطة في يوليو 11 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010