خطل الكتابة وخطورة فتاوي أسلوب العنعة – محمد عبد السلام وبركان نموذجاً : الحلقة الثانية

(2 )

بقلم موسى إدريس موسى

أما السيد بركان الذي لم أجده إلا مشاكساً يتحدث بنفس حار وبنبرة إتهامية للآخر وهذا طبع ألفته فيه سواء إستمعت إليه في البالتوك أو الاسكايب أو الفيس بوك أو قرأت له وهوفي مقاله قد أرغى وأزبد وغرق في التاريخ البعيد وعاد لمرحلة الفدرالية وما قبلها وإتهم أن الارتريين ونخبهم مجرد ناقلين لتجارب الآخرين مجرد تلامذة غير مجتهدين يبصون في أوراق الآخرين وتجاربهم ، وقال هؤلاء نقلوا الرابطة الاسلامية من الباكستان ثم نقلوا تجربة المناطق العسكرية من الثورة الجزائرية فورثت الارتريين  الآثام التي لاتزال تنخر في جسد الشعب والوطن التي إمتدت بنا حتى اليوم !! وهو لم يذكر لنا ممن نقلوا فكرة الثورة المسلحة ذاتها التي ما دامت منقولة فكان ينبغي ألا تندلع أصلاً .

يتضح أن صاحبنا يقرأ التجربة الارترية بعقلية غرضية إنتقائية  والهدف إسقاط تلك القراءة على واقع يرفضه أو يقف على الضد منه ، ولكن وعندما نقف عند ذلك التاريخ القديم مرحلة الرابطة نجد صاحبنا يقفز ويتجاهل الكتلة الاستقلالية وجمعية حب الوطن السابقة بل ظروف تشكل الرابطة نفسها ويمكن للقراء أن يعودوا إلى ما قاله الزعيم إبراهيم سلطان عن تلك المرحل ، وربما الثورة ذاتها في تقدير صاحبنا تقليد لأن من فجرها لم يجد تسمية مغايرة لما هو سائد وبالتالي هي تقليد لثورات أخرى ما كان ينبغي لها أن تكون وهذا يناغم من وصفها للتقليل منها ولشق صف الشعب في تلك الفترة بأنها ثورة المسلمين أو ثورة أهل الغرب الارتري وأن هؤلاء سيبيعون إرتريا للعرب وأنهم مجرد رعاة وقواد جمال ، إلا أن الثورة بأهدافها الوطنية المعلنة جعلت هؤلاء يبلعون ألسنتهم وأوصافهم وأضحت واقعاً يستحيل تجاوزه وغلبت الوطنية الصادقة كل الأوصاف والنعوت الكاذبة أما تجربة المناطق التي جعلتها أس البلاء في إرتريا فقد نقدت بقوة وعمق من الذين خاضوا يومياتها وبهذا هم من عدل الاختلال في تلك التجربة ، ولكن تجربة المناطق نفسها هل قامت على أسس قبلية أو قومية واضحة وعلنة أم أسقط عليها الناس ذلك ليسهل تغييرها سواء بهدف التغيير أو للخصومة مع قادة المناطق لشتى الأسباب ، هل قيمت تلك التجربة بعمق ومسؤولية وسجل ما لها وما عليها بأمانة بعيداً عن التحامل أو التحميل ، نعم نقلت تلك التجربة من الثورة الجزائرية وكان الهدف توسيع رقعة إنتشار الثورة وزيادة عدد الثوار وإدارة العمليات الحربية  ولو قلنا إتساع رقعة البلاد ما جانبنا الصواب فالاتساع لايقاس بالمساحة فقط فيمكن أن يقاس بتخلف وسائل التواصل والنقل والتموين وبوسائل ذلك الزمن تعتبر إرتريا منطقة شاسعة فالتنقل السريع للثوار كان أساساً بالجمال والخيول والأقدام ، وهذه الوسائل تباعد المسافات بمعنى تزايد الوقت اللازم  للتواصل وليس بالضرورة ان تكون أرتريا بحجم الجزائر من حيث المساحة  ، ولعلم بركان وغيره فقد فسر المناطق على الأسس القبلية بعض المتطلعين والمتضررين وأشاعوا ماشاؤوا بهذا الاتجاه والتفسير القبائلي على أساس أشكال الناس وليس على أساس البرامج والأهداف نتفق معها أو نختلف لازال سائداً حتى اليوم ، وإذا كانت هذه الطريقة الفطيرة من التفكير سائدة ومتجذرة في تلك المرحلة لقادت الناس لتحل كل مجموعة مشكلتها مع العدو ، إلا أن الذي تجذر والحمد الله فكرة الوطن الارتري  ، وكل تلك الاسقاطات وغيرها الهدف منها النيل من تاريخ شامل ومجاهدات رجال البدايات والبعض بهدف النيل من تاريخ جبهة التحرير الارترية نفسها وهي تجربة ملك للشعب الارتري وهي قد صارت في سجل التاريخ النضالي الارتري بكل نجاحاتها وإخفاقاتها ، إذاً تجربة المناطق يا بركان لم توضع على أسس قبلية بل هذا هو  تفسير لمن إعتقد أن هذا التفسير رافعة له في إحتجاجاته أو من إعتقد من زاوية أيديولوجية وبرغماتية يخدم مقاصده ولعلم بركان كان المقاتلين في تلك المناطق من كل إرتريا وليسوا من أبناء المناطق فقط كما كانت هيئة التعبئة والتدريب والتسليح هي هيئة واحدة وعليه فإن جيش التحرير كان يتهيأ نفسياً وتعبوياً بأسلوب واحد ،وهذا ما سهل خطوات دمج سرايا جيش التحرير لاحقاً ،  ويبدو أن بركان جاء بهكذا شواهد بغرض القول أن الارتريين الآن يستنسخون التجربة الأثيوبية في القوميات

ليتخذ هذا التوهم مبرراً لمعاداة المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي ، ولبركان أقول إن العفر والكناما سواء أكانوا في نظره قومية أم قبيلة أم بطون هم جزء أصيل من الشعب الارتري وأما مصطلح القوميات ليس منتج جديد على الساحة الارترية بل قررته الجبهة الشعبية إبان مرحلة الثورة وقالت القوميات التسع ، وعندما طالبت القوميات التي قررتها الشعبية نفسها بحقوقها في السلطة والثروة والثقافة ، ولما لم تقبل تلك المكونات بالرقصات الفلكلورية ( التي تؤديها الفرق الفنية لزوم الزينة والمتعة  وبطريقة مشوهة لتراث تلك المكونات ) معبراً وحيدا عنها إنقلب السحر على الساحروأصبحت تلك المسميات ممنوعة مرفوضة ممجوجة لأنها لم تعد مروضة وتسبح بحمد السادة الجدد ، وتناسى بركان  أن مرحلة تحرير إرتريا من الاستعمار الأجنبي قد طويت صفحتها والمرحلة الحالية هي مرحلة الحقوق الجماعية والفردية وهي مرحلة الحريا أي مرحلة مناهضة الاستعمار الداخلي  بقيادة نظام الديكتاتورية الطائفية وفي هكذا مرحلة يتولد الصراع بين القديم البالي المدافع عن الشمولية المستبدة سواء الحاكمة أو الحالمة بالحكم تحت شتى الدعاوي وبين أصحاب الحقوق الوطنية والقومية والدينية ، وطبيعي جداً في ظل الحكومات البوليسة التي تغلق الأبواب أمام الحريات والانتظام الحزبي  وحقوق المواطنة أن يلجأ المواطنون لمكوناتهم  ليجدوا فيها الحضن الدافئ والأمان النفسي والمادي المفقود ، ولهذا لاأستغرب أنا إن ظهر إنتظام على أسس دون القومية فهذه الاشكال ثمرة طبيعية للطغيان بصرف النظر عن حبنا لها أو كرهنا ومن أراد إلغاء مثل هكذا إنتظام فلابد له من إقتلاع أسبابها من جذورها  ويعزز الثقة بين مكونات الشعب الارتري على أساس العدل والانصاف عنها فقط ستتراجع مثل هذه الأفكار من خانة السلبية لخانة الايجابية ، كما على الكتاب الاقلاع من عقلية الأبوية الفكرية وروح الاستاذية  وتنصيب أنفسهم كقضات على الناس ، وعندها فسوف لن يحد أحد ما يستغله للعبث بالوطن الارتري ، وفي تقديري أن القوميات المضطهده أو القبائل أو سمها ما شئت ليست عدواً لأحد بل طلاب حقوق وحريات وهم جزء أصيل من الشعب الارتري ، لهذا عليك الاقلاع عن عقلية التخوين والاتهام والوصايا على طريق وأسلوب إنتظام ونضال الناس ، أما إتهامك أن الناس إستنسخوا التجربة الاثيوبية فهي كغيرها من التجارب الانسانية ليست ملك من صنعوها فيمكن أن يأخذ بها من إقتنع أنها مفيدة لمعالجة قضايا المظالم الضاربة بجذورها في إرتريا كما يمكن الارتري الأخذ من كل التجارب الانسانية بركا ن كلامك وكأنك تتحدث تماماً كالديكتاتور أسياس الذي عاب على الارتريين حق المطالبة بالديمقراطية وقال أنها مستوردة ولاتتوافر شروطها وظروفها في بلادنا وشعبنا لم يتطور بعد ,عيش يا …..رفع الله عنكما العقلية الأبوية .

ولكما السلام

موسى  إدريس موسى

 

خطل الكتابة وخطورة فتاوي أسلوب العنعة محمد عبد السلام وبركان نموذجاً 1 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=19996

نشرت بواسطة في يناير 10 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010