خواطر و رسائل

بقلم / محمد عمر مسلم

  • كونوا على قدر الحدث والمهمات التي تنتظركم

يمثل ملتقى الحوار الوطني حدثا مهما في مرحلة مهمة لما بعدها، ومعلوم أن اللقاء والحوار بين أبناء الوطن يمثل قيمة وطنية، وأخرى حضارية، واللقاءات والحوارات بشكل عام، هي محطات تزودنا بالثقة وتساعدنا على بناء اللحمة الوطنية، وتمثل الملتقيات محاضن طبيعية للتعارف والتآلف والتكاتف والتعاون بين أبناء الوطن، فالنفوس جنود مجندة ما تعارف منها اتلف، وما تناكر منها اختلف، ومن نجاحات التحالف تخطيه المتاريس والعقبات التي وضعها البعض لإفشال الملتقى، وحفاظه على تماسك جبهته الداخلية أمام الاستهداف من قبل النظام وأشباهه في صف المعارضة، ومن مقدمات النجاح المبكرة للملتقى استكمال التحضيرية جل أعمالها ما يعني عقد الملتقى في موعده المحدد، ومن العوامل التي ساعدت في تجاوز الملمات والعقبات الوعي الجمعي الذي تشكل بفضل من الله ثم بفضل جهود الكتاب والمثقفين من أبناء الأمة، هذا الوعي الجمعي لعب دورا حاسما في محاصرة  بؤر التوتر والاستهداف والتشتيت والتشويش، ما جعلها تفقد التأثير والفاعلية، كما كان للوعي الجمعي المتنامي دور في تحرير وتصحيح المفاهيم والمصطلحات التي أسيئ استخدامها من بعض الكتاب إمعانا في التضليل والتزييف وقلب الحقائق خدمة للاتجاه المعاكس للتحالف الديمقراطي، فالمطلوب من قيادة التحالف وقيادات منظمات المجتمع المدني وجمع المثقفين والمفكرين أن يكونوا على قدر الحدث والمهمات التي يتصدرون لحلها ومعالجتها في ملتقى الحوار الوطني ، فالتاريخ والمجد في الأمة يصنعه أهل العزم والهمة العالية، وهنا أذكر بقول المتنبي ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي على قدر الكرام المكارم ) وقال آخر (وإذا كانت النفوس كــبارا ** تعبت في مرادها الأجسام)  فالنجاحات والإنجازات العظام لا يحققها إلا الكرام وأهل العزم والهمة والنفوس الأبية، أما من أرضع الذل والهوان وترعرع وتربى في ربوعهما، هان أمد الدهر في كل موقف ورأي (  من يهن يسهل الهوان عليه **  ما لجرح بمـيت إيــلام ) .

  • فكوا الارتباط ليتحرر كل طرف من قيد الأخر

ليس كل من في المعسكر المعارض ضد النظام، كما ليس كل من في معسكر النظام مؤيدا له، فنجد في المعسكر المعارض من هو أشد معارضة للتحالف أكثر منه للنظام، هذا البعض جعل شغله الشاغل إجهاد و تقويض دور التحالف الديمقراطي، وإن كان يعلن دوما  دعمه الكامل للتحالف، فكان لهذا الفريق صولات وجولات في الفترة الماضية لعرقلة جهود التحالف الرامية للإعداد لملتقى الحوار الوطني، إذ قام بحملة منظمة ضد التحالف كان هدفها  التقليل من شأنه ودوره في الإعداد للملتقى، من خلال الطعن في قيادته، ولجنته التحضيرية للملتقى، كما وضع هذا الطرف الشروط والقيود للمشاركة في الملتقى، ثم قرر الانسحاب من المشاركة، ليتفرغ للتشويش والتضليل، هدفه وأمنيته فشل الملتقى ليقول ألم نقل لكم أنه لا نجاح للتحالف إلا بقيادتنا وتبني رؤانا، فهناك اليوم حقيقة تكشفت للعيان يجب التعامل معها بجدية وواقعية، تتمثل في وجود فريق ثالث داخل التحالف يعارض التحالف فعليلا والنظام شكليا، فمثلا لهذا الفريق مفهومه الخاص للتغيير وأدواته يختلف عن مفهوم بقية تنظيمات التحالف، ما جعل هذا الفريق في حالة صدام وتنافر وتضاد مستمر مع تنظيمات التحالف ما كان سببا في هدر الجهد والوقت الذي يحتاجه التحالف لتفعيل وتصعيد المقاومة ضد النظام، فالمتتبع لمواقف وسلوك هذا الفريق يجده مخالفا ومغايرا لخط ونهج التحالف الديمقراطي، وهو ما يفسر الموقف الأخير 10 مقابل 1، وقبلها 7 مقابل 3 ، هذا الفريق ليس معني بوحدة التحالف ولا بمشاعر ورغبة الجماهير في تلك الوحدة، بل معني بتحقيق أحد أمرين احتواء التحالف وتولي قيادته، أو إجهاده وإقصائه إلى الأبد، هذه هي الحقيقة التي يجب مواجهتها والتعامل معها بجدية إذا أردنا أن نعيد للتحالف تماسكه وفاعليته، وإلا سيبقى التحالف  في دوامة التيه التي أرادها له أدعياء المعارضة، وبعبارة أخرى نجح النظام في اختراق التحالف عبر أدعياء المعارضة، وما لم يضع التحالف حد لذلك، فلن يقوم من عثرة ولن ينشط من عقال، والجماهير قد أحبطت من سلوك ومواقف هذا الفريق داخل التحالف، كما سئمت من التحالف لتعامله غير الجادة تجاه من شغل ساحة المعارضة عن مقاومة النظام الدكتاتوري.

المعارضة الفاعلة هي التي تكون على مسافة واحدة من النظام تتفق في تشخيصه ووسائل دحره، ومن خصائص المعارضة الفاعلة هي التي تتفق في الأهداف والوسائل والقيادة أما التي تختلف فبما سبق فهي معارضة فاشلة، وهذا  ينطبق على حال التحالف  فتنظيماته ليست على مسافة واحدة من النظام، ما جعلها تختلف في تشخيصه ووسائل دحره، لذلك أرى الحل في فك الارتباط بين الطرفين لتفعيل دور كل طرف في المقاومة كل حسب مفهومه لها، أما جمع المتناقضات في التحالف فقد ثبت فشله للجميع، وهنا يمكن القول أن داخل التحالف لونان من المعارضة، ولكل لون منطلق ورؤية وموقف، يختلف عن منطلق ورؤية وموقف الأخر، وهو سر الخلاف الدائم وعدم الانسجام بين الطرفين ، وللخروج من دوامة الخلاف علينا الفصل بين لوني المقاومة، ليتحرر كل طرف من قيد الأخر، ويقاوم وفق رؤيته ومفهومه للمقاومة وتشخيصه وموقفه من النظام، وفي النهاية من يحقق النصر على النظام ويحقق مطالب الشعب سوف يحظى بدعمه وتأيده والوقوف بجانبه.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3959

نشرت بواسطة في يوليو 18 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010