دعك منهم ياعمر حسن فإنهم

محمد محمد علي همد

 الخرطوم  

 

أثير في الفترة الأخيرة غبار حول التقييم الذي قدمه الأخ / بشير إسحق في معرض رده على الأخ / عمر جابر وحاول مثيرو هذه الزوبعة- التي لاتحرك ساكنا أو تسكن متحركا- النيل من الأخ / بشير ومن التنظيم الذي ينتمي إليه يطالبونه تارة بالاستقالة وأخرى بالاعتذار –هـه هـه-!! . والذين أثاروا هذا الغبار هم ثلاثة أشخاص كتبوا بأسماء مستعارة منطلقين من دوافع مختلفة لاعلاقة لها بما كتب عمر جابر ولا عبد القادر هبتيس ولا حتى بشير إسحق .

أحد هؤلاء ( أبو محمد ) انطلق من مبدأ – انصر أخاك ظالما أو مظلوما – بمفهومها الجاهلي وانكب تجريحا وتهديدا لبشير بطرده من استوكهولم ولم يترك حتى أهل بيته ( عيب !! تعدي كل حدود أدب النشر ) وبلغة ضحلة استهجنها كل من ناقشته في الأمر ، في حين أنه وصف الأخ / عمر جابر بأنه من مجتمع كريم وصاحب مؤلفات وكأن الأخير أتى من ماخور .

أما الاثنان فهما ثنائي الغوغاء في الإنترنت المعروفين بإصدار البيانات الصفراء وملاحقة قيادة الحركة الفدرالية ببذيء الكلام والمناكفات والممحكاة الممجوجة مستخدمين الكلمات المفخمة البراقة الفارغة المحتوى والمضمون فيأتي الكلام فطيرا .

وعندما تحدث الأخ بشير عن الجبهة فكان ذلك من منطلق النقد والنقد الذاتي لأنه كان جزءا من هذا التنظيم انفعل  به وتفاعل معه  وكذلك الحال بالنسبة للأخ / عمر جابر ولأن بشير وكغيره من كوادر الجبهة ومنتسبيها كانوا ا قد وضعوا أحلامهم السياسية وحتى الشخصية في سلة واحدة مع طموحات الجبهة وأهدافها وبالتالي الشعب الإرتري وعندما حدث الانهيار الكبير للجبهة كان على رؤس هؤلاء وأكتافهم التي كانت تحمل هذا التنظيم ، وإن كل خطوة خطاها مقاتل من الجبهة نحو الحدود الغربية كانت تدوس على قلوب هؤلاء قبل أن تطأ الأرض فهؤلاء هم وجيعو الجبهة الحقيقيون . أما هذا الثنائي المرح والذي يحاول الدخول بين البصلة وقشرتها ومحاولاتهما المكشوفة للصيد في المياه العكرة فلا ناقة لهم في الأمر ولا جمل  إلا من باب أن  الجبهة لأعضائها في الواجبات ولغيرهم في الحقوق كما تعلمنا في هذه المدرسة . وعندما كتبا ماكتبا لم يكن حبا في عمر جابر ولا حسرة على الجبهة التي لم يعرفانها مطلقا بل ربما كانا من الشامتين علينا بسقوطها .

إن تباكي هؤلاء على الجبهة بطريقة مسرحية بايخة يجسد ذلك المشهد الكوميدي الأسود – دور العدادة المحترفة في السينما المصرية-و التي تأتي إلى بيت العزاء مهرولة  تشق الصفوف مولولة بأعلى صوتها لتبدأ فاصلا ساخنا من الردح ، ثم وبحركة ميكانيكية تسأل جارتها (هو الميت ست ولاراجل ؟) فتقول لها جارتها إنه رجل – ثم وبنفس الحركة الميكانيكية تنسجم وبكل يسر في دور الردح من جديد، ا وبنفس التنقل  المذهل من مود إلى آخر تستمر  لتكتشف في النهاية أن هذا الميت هو ذاك الرجل الذي كانت تبغضه وتشين سمعته في كل مكان . فهذين الرداحين زيفا ليسا من الجبهة في شئ  فهما نتاج  طبيعي لهزيمة الجبهة وتجسيدا عمليا لهذه الهزيمة التي طالت الفكر والأخلاق  وقد بدءا تعاطي السياسة في ظل هذا الخواء الفكري والأدب في التعاطي مع الاختلاف في الرأي أو الفكر الذي يتسم به من تأدبوا في مدرسة الجبهة . فكل فصائل الجبهة التي تولدت بعد الهزيمة مازالت تدير خلافاتها بكل احترام وأدب لم نسمع لهم كلمات نابية أو نشر غسيل بعضهم البعض بل نرى بعض كحواريي عيسى بعد الصلب أوالرفع كل انطلق يبشر بالجبهة بمفهومه مع عدم  بخس الآخرين .هؤلاء ينطلقان من غبن وغيرة في أحشائهم يريدون أن ينفثوا عنها بكل السب بعد أن طردتهم الحركة الفدرالية والتي حققت نجاجات كبيرة بعد التخلص من عبئهم ولسان حالهم تمثله الأغنية السودانية ( من بعدك عشت تائه وحار بي الدليل  ) .

وهنا إن كان مجال للعتب فيرجع للأخ بشير فهو الذي زج بهما في عالم السياسة من خلال تلميعهما وتحريضهما في بدايات الحركة ونشأتها – ربما كانت الحركة بحوجة إلى الكم حينها ولكن هؤلاء ولآفة الجهل فيهما أخذا مقلب في نفسيهما وظنا بأنهما قد وصلا فبدءا بالتمرد فكانت أول هطرقاتهما أن يشنا حربا على الحركة وقيادتها ( علمته الرماية فلما إشتد ساعده رماني : علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني . ولكنهما لم يصلا إلى هذه ولا إلى تلك ولا قوي  لهما  ساعد ولا نظما شعرا بل( درابا ) وأنا متأكد لو أن بشير أو دكتور جلال أو أي من قيادات الحركة تناول موضوعا لا يمت للسياسة بشئ لإنبرا هؤلاء بالنقد والسب والعن . هنا أذكر قصة مجموعة من الناس طلبت من قائدها أن يقطع البحرمشيا على السطح  جيئة وذهابا حتى يتبعوه ففعلها الرجل ولكنهم لم يتبعوه متحججين أنه لم يمكن يمشى على سطح الماء برشاقة .

فهؤلاء كما أسلفت ليس لهم علاقة بما يكتب ولايهمهما مايكتب بل ينجرفون وراء مشاعرهما التي تمور حقدا وغيرة ، فاحدهما والذي غير عنونه من أقصى غرب الكرة الأرضية إلى جدة هو إبن لأحد الذين إنتموا إلى الجبهة في بداياتها عليه فقد يكون على علاقة بالجبهة نسبا وليس غنتسابا ولا أخلاقا ، أما الثاني ( محمود صالح أبو الليت ) فهو ليس من الجبهة في شيئ لانسبا ولا إنتسابا وبالتالي تخلقا ، بل كان حتى الأمس القريب قمباريا أرعنا معتقدا أن القمبرة ( آكر مودة وفهلوة) وشوية( فلكم ملكم )بالتجرنية هي غاية التحضر . بعضهم عنه السياسة هرجلة وقالو قلنا وكلام مشاطات .

أخي عمر حسن دعك من هؤلاء فإنك لو ألقمت كل ذئب عوى وكلب نبح حجرا لأصبح قيراط الحجر أغلى من قناطير من الذهب .

أقول قولي هذا سائلا الله أن يعيننا في إبتلائنا بهؤلاء فهم محسوبون منا ولكنهما عمليا علينا بجهالاتهما.

    


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6340

نشرت بواسطة في نوفمبر 28 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010