دمعة التحرير

شعر : طاهر

 

قبل اعلان الاستقلال..

حــول… بعد التسعين

المَ بالحال…

داء التخرج اللعين

فشديت الرحال…

الى عاصمة الفاتحين

صنيعة خيال..

غذاه اغتراب السنين

واستأناس الاحباب

المغيبين!!

 

عصر يوم جمعة

التقيت صديق طفولة

التحق يافعا بالثورة

خاض حروب التحرير

ممتشقا حسامه..

عاد بانتصار مبين

وانقباض على الجبين

فاقدا زراع…

 وشأنا لا يشاع

يوم اشتد القتال…

والمعتدى خر ولاع

 

تبادلنا التحايا

وانزوينا فى نجيلة

قال…هل زرت عبدالله؟

قلت:    لا والله ! …

ليس لى سابق معرفة

فتبسم..ما اروعه.

وهل يحتاج للتعريف؟

هو كذلك وجهة كل ضيف

اسند اليه مكتب التوظيف

لما له من عفاف وورع

 

تملكتنى قشعريرة …:

نزيف المدينة

والحكاوى الاسيرة

التفت حول النجيلة

وادرت الحوار

كيف صار؟

حمى الدسيسة…

وجنون الاستأثار؟

 

 

قال:  ولكنه غير

ومضى فى سرد المآثر

يميل للطول – وسيما

مرحا- معطءا بلا مقابل…

ودليل كل حائر

عدد كل فضيلة..

خاصة النبل والبطولة

قال:

 تلقفنى يافعا ورعانى

فعلمنى ..معنا الرجولة

قبل صيفين لعقدين

التحق بالميدان

افنى شبابه…

معطاءا زميلا وصديقا وابا

وانا التحقت بعده بحولين:

تسللت عبر الجبال

قاصدا الجبهة

ادركت بعض الجنود

اجبتهم بسؤال…

ولهفة انستنى البرود

هل انتم جبهة التحرير…؟

وغفوت اثر صفعة

آه من العود الطرى

وكف لم تحمل ما للمفترى

 

أفقت فى الاسر

الجريرة؟…  نطق كفر!

وبلسان..

يترحم على المر!

لم يكن منى عنادا…

فالخلاوى  بالعربى

والمدارس بالتترى

والجبهة كانت أملى

فاخترت لسان اهلى

على كلم المستعمر

 

اشتد غيظى وغضبى

وركبنى عناد الغزال…

البرى…. فى الاسر

ولكن..بعزيمة الرجال

لم امت بحسرة

 

أضربت عن الماء والكلأ

وكل مفردات… الملأ

ثلاثة ليال وأيام

لا قيام لا منام

خارة قواى…

والعزيمة لم تلن والعظام

حتى زارنى بلسم الايام

 

أحضر الطعام

وبدأ بفك قيدى

“مساء الخير؟”

مرحبا!

تصافحنا…وبادرنى

انا عبدالله ” لبلونى”

وانا “شيلله لبلونى”

ابتسم.

بلغه عن حالى

(كما استحضر فى لاحق الايام )

وأتى مسرعا خشية …

التمادى فى الصيام

ومن يومها تدحرجت فى..

نسيان الثأر…واول المقام

جبهه “عباى”

واصبحت ” قمبار”

وتعرفت على نماذج

تستعصى على الغبار

جلها ودعناها

وفزت وأمثالى…

بحافة البقاء

بين خيط الماضى

وحضيض الحاضر

فى طى الشقاء

 

توقف عن الكلام برهة..

واستدرك فى الحال

 

هل تعرف هندى؟

قلت اليس هو..

من افلت عن اغتيال؟

قال بلى ..

قالوا لنا فى الميدان:

” ودى” هندى

أفضل قائد عسكرى..ولكن!

التحق بالمجاهدين

وداس على الامانى!!

خسارة الخسران  !! ..

صدقنا”البيان”…

لانه مستقيما كان…

فى قلب الدمم

وذاع عنه فى الميدان

الحرص على القيم

خذلتنى انقباضة…

 جبين مهان

فأومأ….

وسقطت دمعة على الفنجان

 

تابع سرد حيف الزمان

وحلق خيالى…وخيط الدخان

تصورته يافعا

وهو يختار طوعا…

الالتحاق بالميدان

اسقطت ذلك..

على انكسار المنون

هو من قوم…لا يعرفون…

المدامع فى قتال الاعادى

وتفيض ان غزى العيون…

قذى عين السهاد

 

ودعته…..وفى البال:

 

اللسان

الصفعة-الانفة-التمرد-البلسم-هندى-اليد المبتورة-انكسار انسان

 انقباض جبين ……هان

وسقوط الدمعة على الفنجان.

 

(قبل اعلان الاستقلال بايام- سمعت عن وفاة عبدالله داوود- من الاعلام . حاولت الاستفسار عن صدق  البيان الاوحد ومراسلة  الصديق المقعد. وعلمت لاحقا اضرابه عن الطعام والكلام, عدا ترديد …”ودوُوتا”  ومات بعد حين عند ذويه بعيدا عن المذياع. رحمهم الله.  وأنشأت :)

 

 

 

2


ليته ارتاد  القبب

 وتقلب …

بين قبلة و اخرى

كعهد بعض الدواب…..

 المؤتلفة  مع الذئاب

 

ليته كان حادا…

وارتاد ما للغير عنادا

وداس على الخطاب

برسم ما ساد…

 من عرف الغاب

 

ليته كان امعة!

تنطلى عليه دمعة..

“الاستنفار”

والقلعة المتخمة

بالاستئثار

فى ثنايا الهضاب

 

ليته  آثر.. اللون الرمادى

ولم يفق من غفوة الماضى

واشترى زمن اليباب…

وبضعا من سراب

 

لكنه كان بلسما…للمشاعر

رفيق كل ثائر..دليل كل حائر

يدخل القلوب..دون اذن المعابر

ويفدى بأغلى  ما لديه..

ذلكم المناضل

نالت منه يد الغدر…

عشية حفل عرسه مع الاحباب

 

 

ليس لى فى العتاب

لكنى قاسيت..وملنى العذاب

هول ما رأيت..جل عندى المصاب

ان تماديت!..كان من خيرة الشباب

وان نسيت… (أمل دنقل) علىالباب:-

 

(“لم أكن غازيا ، لم أكن أتسلل قرب مضاربهم

أو أحوم وراء التخو م

لم أمد يدا لثمار الكروم

أرض بستانهم لم أطأ لم يصح قاتلي بي : “إنتبه”

كان يمشي معي .. ثم صافحني

ثم سار قليلا ولكنه في الغصون اختبأ!

فجأة : ثقبتني قشعريرة بين ضلعين

واهتز قلبي – كفقاعة – وانفثأ .”)

 

 

لكن عيبى..

ابن عم…مفترى

وشقيقى ….مبتلى

وعواطفى…لا تبالى

استهداف..نواة عقلى

والهوية باتت ثكلى ومثكلى

 

 

(كلما سمعت عن اغتيال بطل من ابطال التحرير وما اكثرهم  كان بالباب أمل دنقل يذكرنى:)

 

(“والذي اغتالني : ليس ربا

ليقتلني بمشيئته  ليس أنبل مني

ليقتلني بسكينته ، ليس أمهر مني

ليقتلني باستدارته الماكرة”)

 

رحم الله عبدالله واخوانه.  احمد الله على انخفاض الوتيرة وكلى خوف من الدلالة. أى: شح من يشكلون خطورة على الطائفية البغيضة.  (ايلول 1997)

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7862

نشرت بواسطة في يوليو 30 2005 في صفحة الشعر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010