دور بعض الأحزاب الارترية بالرياض في تقزيم أهداف المؤتمر

محمد حامد

mayatkmom@windowslive.com

شرع العمل السياسي الارتري المعارض ينضج بعد أن خاض تجارب عدة من الاختلاف والتحارب والتجاذب الإعلامي السالب ، بالإضافة إلى ما تلقاه من ردود صادمة من قبل النظام الارتري الذي لم ينو يوما التعامل مع الحراك الارتري المعارض على انه واقع فضلا عن انه حق وطني، وقد أكسبت تلك المواقف والاتجاهات من التجاهل والتهميش من قبل النظام والتقارب والحوار من قبل المعارضة تجاه بعضها البعض أكسب العمل المعارض رؤية ناضجة حول الكثير من القضايا الارتري الأمر الذي دفع بقادة بعض الفصائل الارترية المعارضة إلى تأسيس صيغة سياسية توافقية أسموها حينها التجمع الارتري الديمقراطي وسعوا جاهدين لإشراك كل الفضائل الأخرى فيها، فانضم البعض وانزوى البعض الآخر، ولما أن غيرت تلك التنظيمات توجهاتها نحو التجمع قررت اللحاق بهذا التجمع سواء في نسخته الأولى أو الثانية بعد أن ثبت أن بالإمكان توافق الارتريين والتفاهم بينهم على برنامج الحد الأدنى من الاتفاق وانه لم يعد بالإمكان إقصاء البعض لبعضهم أو عدم الاعتراف بالآخر مهما كانت درجة الاختلاف لا سيما في ظل تعنت النظام الارتري تجاه كل عمل ارتري خارج حزب الجبهة الشعبية، ومن هنا توثقت المعرفة بين مكونات التحالف الارتري وقوى التفاهم بينها حول العديد من القواعد والمبادئ والوطنية والسياسية وهو ما دفع بالتحالف لتجاوز كل العثرات التي مر بها التحالف ، وبدأ يتطلع لصيغة أخرى أعم وأشمل ليس للأحزاب والهيئات الارترية المنظمة بل لكل أطياف الشعب الارتري بشتى مكوناته وشخصياته ومنظمات المجتمع المدني فيه ، وذلك سعيا لتجديد العمل المعارض وتحقيقا للأهداف السامية التي ينشدها التحالف في بناء دولة حديثة تتخذ من المبادئ والقيم السياسية الحديثة منهجا في إدارة الدولة الارترية البديلة للنظام القمعي في اسمرا ، ومن هنا جاءت فكرة ملتقى الحوار الوطني الذي انعقد في أديس أبابا من العام الماضي مثلت فيه كافة المنظمات والأحزاب والأشخاص وكان بحق باكورة عمل وطني جامع ناقش فيه الجميع تطلعاتهم وتظلماتهم وآمالهم وآلامهم وهمومهم وشجونهم وخرج الجميع بروح أخوية وطنية جعلتهم يتواضعون على صيغة أخرى أكثر عموما وأشمل تمثيلا ويتنادى لها الجميع بأفضل وأكمل مما تنادوا به للملتقى المذكور وهو المؤتمر الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي فخطوا له أهدافا عظيمة تتمثل في إشراك اكبر قدر ممكن من الشعب الارتري بكل فئاته ما عدا النظام وأزلامه أينما وجدوا. وتشكلت مفوضة المؤتمر للتبشير بهذا الأمل الكبير وللإعداد له إعدادا يتناسب وتلك الأهداف وباشرت المفوضة أعمالها في شتى المناطق ومن بنها منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر منطقة حيوية بكل المقاييس سواء لقربها من موقع الأحداث أو لكثافة الوجود الارتري فيها أو لنوعية من هم في هذه المنطقة وتفاعلهم مع كل شأن ارتري وطني.

***

وما إن تم تكليف رئيس المفوضية في هذه المنطقة وبدأ عمله في منطقة الرياض حتى واجهته صعوبات في الالتقاء بالجماهير الارترية مباشرة دون أن يكون ذلك عبرا بوابة التنظيمات الارترية ممثلة في التحالف الارتري وتجاوبت معه اللجنة إيمانا منها بأهمية الحدث وجسامة المسئولية وقامت تبليغ أعضائها وتوجيههم نحو التفاعل مع المفوضية وشكلت تبعا لذلك لجنة مساعدة تقوم بالحصر والتسجيل والمتابعة وهي على تنسيق متصل مع المفوض الذي عين هو الآخر مساعدا له مسئولا في احد التنظيمات الارترية ، وبالرغم من أن ذلك يعد مخالفة للوائح المفوضية إلا أن رغبة الجميع في إنجاح هذا المؤتمر حالت دون المطالبة بتغييره .

وبحكم تشكيل اللجنة فقد نشطت وسط عضوية التحالف وأوكلت مهمة التسجيل للتحالف وسجلت تبعا لذلك بعض التنظيمات وتحفظ بعضها الآخر وأعلن مسئول المفوضة إغلاق باب التسجيل كونه محصورا في التنظيمات وأبلغ الجميع بذلك ، إلا أن البعض من التنظيمات تحايل على ذلك واستصدر قرارا من اللجنة الفرعية بالتمديد للتسجيل في خطوة اعتبرها البعض توجها اقصائيا تمارسه تلك التنظيمات حيث لم يكن الأمر يستدعي كل تلك الممارسات غير النظامية من اجل الاستئثار بتمثيل المنطقة ، وعلى اثر ذلك تحركت لجنة التحالف من اجل التذكير بالأهداف الكبيرة التي ينشدها الجميع في ارتريا الديمقراطية ارتريا العدالة والمساواة والتنوع مما يفرض على الجميع أن يراعي هذه الأهداف وهو يعمل لخوض غمار المشاركة في المؤتمر القادم ، وقوبل ذلك بإصرار الطرف الآخر على إضفاء الشرعية لممارساته غير اللائحية ، الأمر الذي أدى إلى إصدار مذكرة تحذيرية للمفوضية لكن المفوضية لم تعرها اهتماما كما ينبغي وانخرط الجميع في لقاءات جماعية من اجل التوصل إلى صيغة توافقية شأنها شأن المؤتمر الذي ننشده ليكون أساسا للتعاون والتوافق والمشاركة المتوازنة والمتساوية في العمل التنفيذي والتشريعي والخدمة العامة في ظل دستور يعطي الحقوق كاملة ويطالب بالواجبات تامة ولكن لم تفلح كل تلك الاجتماعات لإعادة تلك التنظيمات إلى جادة الطريق.

***

وبالرغم من كل ذلك توجه الجميع نحو اللقاء الذي حدد من اجل اختيار المرشحين لتمثيل منطقة الرياض وتم اختيار أربعة أشخاص من مكون واحد بالرغم من أن الإجراءات التي تمت لاختيارهم داخل القاعة سليمة إلا أن الاصطفاف للوصول إلى تلك النتيجة كان ماثلا خارجها.

وتأسيسا على تلك الأهداف التي ينعقد المؤتمر من اجلها وما تنص عليه لوائج المفوضية وأوراقها الاسترشادية فإن التمثيل في كل منطقة يجب أن يحرص على التنوع لكل مكونات الشعب الارتري من حيث الدين واللغة والعمل السياسي ، وان أي توجه أو عمل لتقزيم تلك الأهداف في مطالب ضيقة هو تجن على الفكرة وخروج على أصلها.  

و قد أسهم ممثل المفوضية بالرياض بتجاوزاته وأخطائه القاتلة في أن تمثل الرياض التي سجلت فاعلية كبيرة وأسهمت في إعطاء الموضوع زخما وطنيا مشهودا بالإضافة إلى ما تتمتع به من كثافة بشرية أن تمثل بأربعة فقط ومن مكون واحد فقط كل همه أن يثبت مسمى قوميا باسمه ليس إلا دون النظر للمشتركات الكبيرة والمهددات الجسيمة التي يعيشها شعبنا الارتري والمتمثلة في النظام الارتري القمعي.

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=18305

نشرت بواسطة في أكتوبر 27 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010