ذكرى عيد الاستقلال والبلاد في أسوأ الحال

بقلم / عمر عثمان ديهيشي

 deheshee@gmail.com

   22/05/2011م

                                                                                                                                                             

تأتي ذكرى استقلالنا هذا العام بعد أحداث عظيمة في المنطقة غيبت رموزا كان يعتقد رسوخها كرسوخ الجبال لاتهزها الرياح ولا تخرقها الرماح , فحدث مالم يكن في البال ولافي الخيال فسبحان الذي يُغير ولا يتغير , و الأحداث تتواصل و الأيام حبلى , في حين تهتز وتترنح  بعض الرموز فلا يعرف على من يأتي الدور ودعوة كل مظلوم تصعد الى السماء كل حين رجاء ان يكون الدورعلى فرعون بلده والله ناصره ولو بعد حين . إن اهل تونس الخضراء وارض الكنانة قدموا للعالم من الدروس و العبرمايعجزالعقل بتصوره والقلم بتسطيره وسيظل معين ثورتيهما عبرالأجيال ملهما للكتاب والباحثين .

تحتفل الشعوب بيوم استقلالها لتباهي بما تحقق لها من العزة والكرامة والرفعة  بين شعوب العالم  بفضل الله ثم بقوافل شهدائها من الجنود والقادة والزعماء الذين كانت تضحياتهم مهراً لذلك اليوم . وتخليداً لذكراهم تطلق اسماءهم على الشوارع , المدارس , المعاهد وعلى المرافق العامة عموماً مع رعاية تامة لذويهم , وتجعل الأحياء منهم موضع حفاوة وتكريم دائمين . النظام الطائفي في إرتريا يجهل ويتجاهل كل ذلك فكثير من قادتنا وزعمائنا يعيشون ويموتون خارج وطنهم بعد الاستقلال يتجرعون مرارة  الغربة في مراحل متقدمة من اعمارهم . فلم يشفع لهم سبقهم الى ساحات الفداء والتضحيات الجسام وإفناء حياتهم من اجل ارتريا . فقد رحلت في الغربة قامات كبيرة في نضالنا رحلت معهم امانيهم في بناء إرتريا تنعم بالحرية والعدل ركيزة حكمها  واخرها االمناضل الكبير / عبدالله ادريس رحمه الله .

يحل علينا عيد الاستقلال هذا العام وحال البلاد :

–         لم يحدث أي انفراج لشعبنا في الداخل على كل الأصعدة  بل ان اوضاع حقوق الإنسان والوضع الاقتصادي والاجتماعي في تدهور مستمر  فسجناء الرأي و العقيدة يزداد عددهم كل يوم والبلاد فرغت من شبابها وهم يهيمون في الأرض دون وجهة , فغرقوا في البحار افردا وأفواجا حتى سئمت الحيتان من لحومهم والصحاري ملئت بعظامهم وعصابات الهجرة ازهقت ارواحهم بعد إهانتهم . إن الشئ الوحيد الذي يُعتنى به في بلادي هي السجون لدرجة الإعتقاد ان من بداخلها اكثر من خارجها .

–         علاقة ارتريا بجيرنها تزداد سوءاً كل يوم بسبب انتهاكها لعلاقة حسن الجوار وعدم التزامها بأعراف وقوانين دولية حتى تمنوا انتقالها اوانتقالهم لموقع اخر لوكان ممكنا , اما الدول البعيدة عنها لاتوصف سعادتها بذلك الا أنها لم تسلم من شرها , فإ تهامات حكومة جنوب السودان هو احد الأمثلة الجديدة . الغريب ان العالم يزخر بكثير من الديكتاتوريات مع ذلك يتعذر وجود نظير للنظام الطائفي في بلادنا مما يجعل معه مقام المقارنة لأوضاع شعبنا بعدالاستقلال في حرج من قبله .

–         واضح ان النظام الطائفي لم يتأثر بقرار الحظر رقم 1907 المفروض عليه من مجلس الأمن قبل سنة ونصف تقريبا , واعتراض السفينة الكورية المحملة بالأسلحة المتجهة الى إرتريا مؤخرا كان احد تطبيقاته الخجولة , ولوكان هذا الحظر على دولة عربية اوإسلامية لرأينا غير مانراه من دول الغرب التي تكيل بمكيال اخر اذا تعلق الأمر ببني عقيدتهم وإن تمردوا عليهم مثل طاغية ارتريا .

–         على صعيد المعارضة هناك حدث عظيم وهوانعقاد ملتقى الحوار الوطني جمع كل احرار ارتريا في اغسطس 2010 م في اديس ابابا انبثقت عنه المفوضية الوطنية للتغيير الديمقراطي المنوط بها عقد المؤتمرالوطني الجامع خلال هذا العام , كما عقد التحالف الديمقراطي مؤتمره الدوري في مارس الماضي . تجدر الإشارة الى اهم مأخذ على معارضتنا , هو ادائها الذي دون مستوى معانات شعبنا وطموحه للتغيير مما يلزمها تعجيل خطى عملها قبل ان تتجاوزها الأحداث اوتجعلها خلف الركب .

ان استعراض ممارسات النظام الطائفي في ارتريا منذ الاستقلال لم يترك في نفوس ابناء شعبنا موضعا للبهجة والغبطة بل كله آلام وأنين وأحزان يضيع معها طعم يوم الحرية والاستقلال الذي يوافق 24 مايو , رغم ذلك نقول ان طاغية ارتريا زائل لامحالة بنظامه الطائفي وستبقى ارتريا بشعبها واستقلالها الذي هو ثمرة مجاهدات ونضالات ابنائها لأكثر من اربعة عقود وحُلم اولئك الأخيار الذين استرخصوا كل غالي ثمناً له وهو هبة الله الغالية لشعبنا فنشكرالله ونحمده على هبته ونبتهج بعيد استقلالنا متضرعين اليه ان يعجل لنا الفرج ويتم لنا الفرحة إنه ولي ذلك والقادرعليه.

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=14350

نشرت بواسطة في مايو 21 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010