رؤية تحليلية لنتائج المؤتمر الوطنى للتغيير

بداية: كانت هناك آمال كبيرة علّقتها الجماهير على هذا المؤتمر بإعتباره محطّة أساسية فى مسيرة المعارضة الإرترية و تابعت الجماهير مسيرة التّحضير بدءا بالوثائق والتّعبئة والتصعيد وحتّى التّبرّع المادّى وكان الحماس عاليا والمتابعة لصيقة لممارسات المفوّضية.

بالرّغم من بعض الممارسات الخاطئة وتنبيهنا لها إلاّ أنّ رئيس المفوّضية تعامل معها بإقصائية وعدم إحترام وبالرّغم من ذالك مضينا فى تأيّيد عقد المؤتمر والّذى تمّ بنضالات وإصرار غالبية قواعد المعارضة السّياسية من أحزاب سياسية ومنظّمـات مجتمع مدنى وأفراد وتجممّعــات ومع تقديرنا لهذا الإنجــاز! فإنّنـا نســجّل هنـا بعضا من الملاحظــات والمواقف الّتى رافقت المؤتمر وبرزت بعد إنتهائه من قراراته وتشكيلاته وبرامجه و هدفنا من ذالك هو الإستفادة من دروس الماضى وعدم تكرار الأخطـاء وللسّير فى طريق التّغيير بوتيرة أسرع وقوّة أكبر.

أوّلا: التنوّع الثّـقافى والتعدّد العرقى والإختلاف الدّينى مكوّنـات يمكن توظيفها فى بنـاء وحدة الأمّة وتنمية ملكات الإبداع لدىّ المواطن. ولكن بالمقابل إذا تـمّ توظيفها فى الإتّـجاه المعاكس وإبراز جوانبها السـلبيّـة فـإنّ ذالك سينعكس على وحدة الشّعب وعلى قدرته فى مواجهة النّظـام الدّ كتاتورى وإذا جُعلت تلك المكوّنــات المنطلق والمنتهى فى تكوين وتأسيس البناء التنظيمى للمعارضة والتشكيل القيادى… فإنّنا سننتهى إلى كيـانات تنقطع بينها الثّـقة وتنشـغل بالصّراعات الجانبية ومن ثمّ تطبيع وممارسة مفهوم المحاصصة على الأسس السّـابقة الذّكر فى بناء مشروع دولة ووطن قضيّة تحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر.

ثـانيا: غيـاب فكرة المواصفات الّتى يجب توفّرها فى المرشّح لقيادة العمل الوطنى مثل الخبرة والتعليم والإستعداد والتّجربة.

ثــالثا: غياب المحاسبة والتقييم لمجمل عمل المفوّضية خلال الفترة السّـابقة ينظر إليه وكأنّه سابقة ستأثـّر سلبا على العمل فى المستقبل بالرّغم من الجهد الكبير الّذى بذله أعضاء المفوّضية إلاّ أنّ بعض ممـارسات رئيس المفوّضية أفسدت الصّورة الجميلة الّتى كانت ستبرز فى المؤتمر أمّا إستمرار ثقافة عدم المراجعة والتّـقييم والمراجعة والمحــاسبة أصبحت سمة من سمات عملنا العام وهى ظـاهرة إن تواصلت ستفرز الفسـاد والمظـالم والدكتاتورية.

رابعا: غياب المناقشـات الجادّة لموضوع وحدة المقاومة وخاصّة تلك الّتى لم تشارك فى المؤتمر مثل حزب الشـّعب والعديد من منظّمـات التجتمع المدنى والأفراد حتّى وإن كان غيابهم طوعا وإختيارا فإنّ القيادة الجديدة ملزمة بكسب كلّ معارض بشتـّى الـوسـائل.

مقترحات لتفعيل مخرجات ونتائج المؤتمر:
1. الحقوق الطّبيعية والقانونية للمواطن تقوم على أساس من عقد إجتماعى يستند على مبدأ المساواة فى الحقوق والواجبات وتوفير الحرّيات على كافة المستويات.

2. التّأكيد على فكرة الكفاءة فى كافة مستوياتها – سواء كانت كفاءة عمليّة أو تجربة حياتية أو قبول إجتماعى يساعد على تجنيد ومشاركة المؤيّدين.

3. النّظر الجدّى وعلى أسـاس موضوعى وعلمى فى الأوزان والثقل فيما يتعلّق بالتنظيمات والأحزاب السّـياسية فى ساحة العمل الوطنى.. حيث من لم يكتمل نموّه لا يستطيع أن يقود ويصبح جزءا من تركيبة القيادة الجماعية.

4. تنظيم الشّـعب الإرترى فى الدّاخل والخارج على أسس وطنية- الشّباب –المرأة- الجاليات- المهن الحرّة – وغيرها لتكون مساهمتها فاعلة ومؤثّرة فى مسيرة العمل الوطنى.

5. تحديد الموضوعات الأسـاسيّة والرّئيسية الّتـى تساعد على الإسراع بإسـقاط النـّظام وترك المسائل الّـتى تتعلّق إلى مـا بعد إسقاط النّظـام للشـّعب الإرترى – مع تثبيت قضايا رئيسية مثل:
الإقرار بالحريـّات العامة والتّـداول السّلمى للسـّلطة والمبادئ العامّة الّتى أقرّها المؤتمر فى خارطة الطّريق والميثاق وجب الحفاظ عليها ونشرها وتعميقها لتكون جزءا من ثقافة المجتمع إعدادا له لمرحلة ممارسة الديموقراطية.

ضرورة أن تستكمل الجهود ويتمّ توجيهها فى مؤتمر وطنىّ جامع فى خلال عامين تحت قيادة المجلس الوطنى ولا يثتثنى منه أحدا.

الشــّبكة الإرترية للحوار الوطنى
2011-12-28

eritreannationaldialoguenet@gmail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39742

نشرت بواسطة في ديسمبر 28 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010