رابطة علماء أرتريا …الميلاد المتفائل والمهمة الصعبة

بقلم : د.حامد محمد إدريس ( حالفه)
مدخل :
كنت أسمع بعلماء يشكلون قوام أحزابهم ،        
وكنت أعلم أن وزنهم   خف لانحيازهم إلى فئة  من إخوانهم ضد فئة  من إخوانهم عند اختلاف الكلمة وتمزيق الصف
وكنت أعلم أن اجتهادًا خاطئاً أسقط بعضهم في فتن المال والجاه والقبيلة قاومه فريق آخر بالحكمة الرزينة والصبر الجميل والهروب من بلاء الاقتصاص إلى عافية
العفو والإعراض  عن الجاهلين فأصاب الضعف الطرفين المعرض والمعرض عنه
وكنت أعلم أن الجمهور العريض صدم باختلافهم ، وسحب الثقة عنهم وأن جموعهم البائسة اليائسة تتشبث بالمعيشة  دون  الطموح الشامخ ، والأمل الفسيح، لأن العلماء لم يكن بأيديهم سيف خالد ، ولا حجة ابن عباس ولا العصمة من الاختلافات والتناحر البغيض.. ومضت السنون العجاف نحصد المر لا نثق بفقه العلماء ولا نخشى سيف خالد ولا  درة عمر في زمن أخذ  فيه كل طرف يعجب برأيه ويتباهى بما يدعيه من تنظيم وجهد وجهاد دون أن يجد الناس طحيناً للجعجعة

 بارقة أمل مضيئة:
واليوم انبلج الصبح الوضيء ولعل بارقة أمل تبدو في الأفق تعلن عن الفأل الحسن إذ رفعت الشعلة رابطة علماء أرتريا ، تعلن عن ميلادها معرفة نفسها بأنها لا تنتمي لتنظيم ولا تدخل في عباءة قبيلة ولا تحيط بها جغرافية  منطقة وإنما هي بشرى حسنة لكل المسلمين الارتريين تخدم العلم والعلماء ، تطور قدرات منسوبيها عبر دورات متخصصة  وتجتهد لفتح مدارس وجامعات وتبحث عن المنح لعموم طلاب العلم لدى الجهات المانحة وتعمل لتطوير  إمكاناتها الذاتية وتستوعب اختلاف مشاربها لتجعل منها تنوعاً إيجابيا لا أصواتاً متنافرة.
حسن الظن :
%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d8%a9

صورة جماعية لبعض القيادات الاسلامية التي حضرت الورشة

أعلنت عن فرص للمنح الدراسية فأتاها راغبون كثير ثقة  فيها  وحسن الظن بها  ، سألت مسئول التعليم في الرابطة فأراني قائمة أسماء تزيد عن خمسمائة طلب يضمه ملفها كلهم يريد الدراسة عبرها فهل تفلح الرابطة أن تجد منحاً لهؤلاء الطلاب والطالبات ؟
وجدت مسئولي الرابطة متفائلين ، يذكرون سعياً حسنا يجتهدون فيه، ووعوداً خيرية  تبشرهم  ، وتواصل إيجابي مع المانحين يبذلونه، وعن قريب ستعقد دورات تأهيلية تم الحصول على الدعم لها بينها دورة متخصصة للمعلمين الأرتريين.
وكانت ضمن ثمار سعيهم تنفيذ دورة قيادية وإدارية لعدد يزيد عن أربعين عالماً من منسوبي الرابطة إنها بشريات تدعو إلى الثقة بها لأن الله لا يضيع ثمرة العاملين وأنه لا يخيب بذرة الزارعين ولا غرس الغارسين
وكل كيان تنتظم جهوده ، وتنجح إرادته ، ويتعاون منسوبوه ، وتحسم بنظام إداري صارم تناقضاته وتعالج بالتربية والضبط القانوني  سلبياته يسمع قوله ، وتغلب حجته ، وينطلق لسانه ولهذا تظل المبشرات أمام الرابطة أكثر من المثبطات.
 شرط الشريعة :
سألت بعض منسوبيها عن شروط الانتماء إليها فقال الأمين العام الشيخ برهان الدين سعيد : إنها رابطة لعلماء الشريعة والدراسات الإسلامية وليس فيها تخصصات أخرى من  أصحاب العلوم الإنسانية والتطبيقية وقال : إن  الرابطة تتيح الفرصة لعلماء الدين المسلمين للانتماء إليها كما تدعو للعنصر النسوي للانضمام إليها بشرط أن يكون  التخصص في واحد من فروع الدين الإسلامي
وفي سؤال عن موقف  الرابطة من المنظمات الإسلامية السياسية قال الشيخ برهان الدين : إن الرابطة ليست سياسية وإنما جهة متخصصة تخدم العلم والعلماء وتساهم في تطوير المجتمع دون أن تكون جزءا من التنظيمات السياسية كما أنها ليست خصما لها ولا لغيرها لأنها طرف إيجابي متخصص يعم خيره وبركته إلى الجميع
مقترح توسيع دائرة العلماء :
بعض المشاركين من دعاة وعلماء الرابطة طرح آراء مخالفه لرأي الرابطة الرسمي  دعا فيها أن تضم الرابطة كل علماء أرتريا بمختلف تخصصاتهم بحجة أن مصطلح ” العلماء ” يشملهم وليس من حق علماء الدين احتكاره لأنفسهم وإن كان يحمد لهم كون المبادرة  تأتي من طرفهم
هذا المقترح تم تداوله بالنقاش وفكرته لم تدرج في بنود اللقاء لكنه مقترح غير مستبعد لكونه إيجابياً يرغب في توسيع دائرة منسوبي الرابطة حتى تشمل المهندسين والأطباء والإداريين واللغويين والاقتصاديين ويدعو المقترح أن يكون لكل تخصص نقابة لعلمائه ثم تنتظم النقابات  في ظل رابطة علماء أرتريا
المقترح المذكور يصب في مصلحة الرابطة ويؤازرها وليس خصماً لها ولهذا يظل مطروحاً لعل يوما مباركاً يأتي مؤازراً له   ولعل نقابات متخصصة تتداعى إلى تشكيل كيانات متخصصة ثم تنتظم في الرابطة
عناصر مكونة :
دعيت  إلى ماليزيا لحضور الدورة التدريبية التي أقامتها الرابطة فتفحصت وجوه الحاضرين فإذا بي أجد الإخوان والسلفيين والمستقلين  كما وجدتها تستوعب الناطقين باللغات الأرترية التجرايت والتجرنية والساهو والبلين ..
ومن حيث العلم وجدت فيهم تخصصات مختلفة في  الفقه والحديث والعقيدة والدعوة والقرآن  ومقارنة القانون والفقه ومقارنة الأديان والسياسة والشريعة
حضر الجميع رغبة في تطوير نفسه وخدمة لكيان ذي جلال يمثل جميعهم
كان الجميع يأتمر بأمر إدارة واحدة ، ويتلقى خطابا واحدا  ، تتحد الآراء أحيانا وتختلف أحيانا أخرى فيشتد النقاش ويحتد ثم تحسم الآراء  بالحجة والمنطق وأحيانا تتباين فيغض الطرف عن تباينها لأنها محل اجتهاد وليس   فيها ما يصنف في دائرة التطرف والشذوذ
فقه الإدارة :
الدورة ضمت في عضويتها أكثر من أربعين عالما أتى كلهم لتطوير نفسه  بالإضافة إلى أنه كان لبعضهم مناشط إدارية تتعلق بالرابطة وكان لبعضنا عطاء بعرض أفكار وأوراق علمية متخصصة.
كلهم درس فقه الإدارة إلى جانب فقه السياسة من خلال محاضرات وورشات عمل وأوراق علمية ، أشرف عليها متخصصون من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا إلى  جانب بعض علماء الرابطة الذين يحمل بعضهم درجة الدكتوراه وبعضهم درجة الأستاذية في التخصصات  الإسلامية
الدورة كانت مستعذبة في بابها لأن الدعاة أقبلوا إليها برضى  وحرصوا على تلقي برامجها باهتمام وقد صبروا على تزاحم البرامج وزخم المعارف  كما أن الجانب   النفسي والترفيهي لم يكن مغفلا فقد تم تنظيم رحلات استطلاعية معارفية قصدت معالم المدينة السياحية والإدارات الرسمية والمشاهد الجميلة
التجربة الماليزية :
كان ضمن مقاصد الدورة أن تقف على التجربة الماليزية  محللة بهدف الاحتذاء بها والاقتفاء فالتعايش بين مكونات الشعب الماليزي مكسب كبير محفز للدراسة بتأمل وذلك لأن المواطنين الماليزيين ينتمون لعرقيات ثلاث في غالبهم العرق الماليوي والصيني والهندي والتباين نفسه في الأديان بين الإسلام الذي يعتنقه أكثر من 60.4% % من المواطنين  والديانة الصينية   19.2%   والهندية 6.3 % والمسيحية 9.1 % والوثنية 2.62% وكلهم يصل أكثر من 28 مليون نسمة في مساحة:  329845 كم مربع وأقاليم  ومديريات متعددة ومع هذا التبيان كلهم بنى  الوطن وطبق الديمقراطية وتواضع على دستور يحكم البلاد فانداحت التنمية والسلم والتعايش الجميل إنه شعب ناهض علما وصناعة وزراعة وأخلاقا كما أنه وطن آمن لا يتناطع سكانه وإنما يتعاونون سواء كانوا في السلطة أو المعارضة.
اختلافات شديدة :
ضمن المواد التي  طرحتها الدورة مادة سياسية افتتحها المحاضر بصورة لشخص دون ذكر اسمه ولا بلده وطلب من الحضور التعبير عن آرائهم تجاه ما يشاهدون من مشهد كلهم عرف الشخص فعبر عنه كل شخص حسب رأيه فتباينت الآراء : كافر ، شرير ، مهرج ، يهودي حاقد…،  فاز بالإجابة  الصحيحة من قال : إنه (دونالد ترامب )رئيس الولايات المتحدة الامريكية الجديد لأن كل التعريفات الأخرى كانت تعرف اسمه ووظيفته لكنها كانت  تنطلق من مواقف لأصحابها تجاه الشخص ولم تنطلق من تعبير سياسي الذي يقتضي التعامل مع الواقع وفق معطياته وقال المحاضر : هذه إرادة الشعب الأمريكي  فقد اختارت صاحب الصورة ليكون رئيساً لها كرهنا ذلك أم رضينا به فمضت الجلسة متفهمة لكل  الآراء التي طرحتها المحاضرة بعد ذلك ولم يجد الدعاة صعوبة أن يجدوا في فقههم الشرعي التعبير  الدبلوماسي اللطيف الذي يخاطب به رؤساء الدول غير المعادين مثل عظيم الروم وعظيم فارس وملك الحبشة وعظيم مصر..
مادة سياسية محضة تطرح على علماء الشريعة فتطلب منهم نقاشها والحال أن بعضهم ربما  لأول مرة يسمعون من إسلاميين أمثالهم مصطلحات تشريع ومشرع وقانون ورأي الشعب   والدولة الوطنية والحدود والكيد السياسي والعمل الدبلوماسي والمشاركة في الأحزاب السياسية العلمانية أكيد أنها مادة مستفزة لفئات من العلماء عاشوا في بطون كتب الشريعة دون أن يكون لهم تجارب سياسية في عمل سياسي يجمع بين أطراف مختلفة ديانة وفكرًا وخلقا ولهذا كانت آراء حادة بين ممارسين للعمل السياسي وبين مستجدين يسمعون بحديث الشرع في مثل هذه القضايا العصرية الملحة ومع ذلك كان أدب الحوار سيد الموقف وكان  كل شخص يتفهم منطلقات الشخص الآخر وكلهم كان حريصا على شرع الله راغباً العمل له  ونصرته وتنزيل نصوصه وقواعده على الواقع.
 
ملاحظات سالبة
على الرغم من إشادتنا بالرابطة وتثمين جهودها ونبل فكرتها فإن هذا لا يفيد أنها أتت مكتملة النمو ولا معصوم الفعل والفكر فقد لاحظنا بعض السلبيات التي يلزم معالجتها :
1 – طرح بعض الحضور تساؤلا مشروعا مشيرين إلى توأم للرابطة سابق لم يطو ملفه يتبع لواحد من التنظيمات الإسلامية اسمه فيما أذكر ” هيئة علماء المسلمين في إرتريا ”  وقد ضمت الرابطة الآن عدداً كبيرًا من عناصر الهيئة ومع ذلك توجد دواعي التخوف من الانشقاق وهو أمر نفاه أحد علماء الرابطة الكبار وقال : إن تجربة الهيئة فشلت فليس بوارد أن تصبح خصما مخيفاً. لكني سألت أحد منسوبيها – علمت لاحقا أنه رئيسها  هناك وعضو مجلس شورى في رابطة علماء أرتريا هنا- فقال لي : إنها تابعة لتنظيم … ولكل فصيل اسلامي – حسب رأيه – أن يكون له كيان  علماء وعلمت لاحقا كذلك أنها عقدت مؤتمرها الثاني دون  تقدير لرابطة علماء أرتريا الجديدة  .  
فمن حقي أن أتخوف من مثل هذا الطرح الذي أحسب أنه يشتت الجهود ويتيح فرصة لتأسيس كيانات للعلماء ليست رائدة وإنما تقف مواقف تنظيماتها  وتتعارض في فتاويها واجتهاداتها كما حدث في تاريخ العمائم فقد ناصر بعضها ما سماه ” خطوة تصحيحية” في مواجهة عمائم أخرى  لا تزال تعتبر الخطوة انقلاباً ذميماً فاشلا يشرع سنة سيئة تجيز الخروج عن الجماعة لكل طرف خالفت هواه أو فقهه أو مصلحته.
2 – ظهر لي أن بعض منسوبي الدورة من  الدعاة والعلماء لم يكن منضبطا من     الناحية الإدارية على   الرغم من التوجيهات الصادرة من الإدارة  العليا فهو لم تظهر فيه الصرامة في الالتزام بجدول الفعاليات وإنما كان يترخص لنفسه التأخير عند البداية أو الخروج المبكر.  صحيح أن الظاهرة ليست عامة لكنها تعد النموذج السلبي غير القدوة وهو يتنافى مع ما يجب أن يكون عليه العالم من السمع والطاعة في المعروف والوفاء بالعهود والصدق في القول والعمل  والإحسان في الأداء باحترام الأسس الإدارية التي تحكم سلوك العمل الجماعي.
 3 – لاحظت تبايناً في الأفكار بين عدد من العلماء إذ كان بعضهم يرى في الرابطة أن تتمثل الإسلام الشامل علماً وعملاً وجهادًا وسياسة … ويرى بعضهم أن تكون مؤسسة فتوى محايدة ويرى سواد مؤسسيها   – معززًا بما تنص عليه وثائقها –  أنها ذات رسالة متخصصة في  التعليم ودعم  العلماء وتطويرهم ومساعدة طلاب العلم كما انها ليست خصماً للعاملين في الساحة في المجالات الأخرى ولا تحظر منسوبيها أفراداً أن تكون لهم انتماءات وأنشطة مختلفة وإنما هي لا تقحم  نفسها في العمل السياسي الذي تخصص فيه قوم آخرون ويمكن أن تكون مرشدة ناصحة لكل الكيانات التي ترغب أن تعرف حكم الله فيما تأخذ أو تدع من أعمال
وضمن المناقشات كانت ترد آراء عميقة في الاستفزاز عارضها معظم العلماء و وردوا على أصحابها مثل شرعية تبني لغة الأمة للتعليم في أرتريا وأن التاريخ الإسلامي حافل بالرق والاستعباد وإن فيه انحرافاً عن الإسلام بعد عهد الراشدين في فقه السياسة  وناقش بعضهم تقصير الفقه السياسي الإسلامي في وضع أسس سليمة للحكم الراشد .
مثل هذه الآراء إذا تركت دون حسم لائحي ودون تثقيف الأعضاء برسالة الرابطة قد تكون مبررًا للاختلافات والانشقاقات لا قدر الله  لأن ا لكيانات الجماعية ليست محلا لتسويق آراء مستفزة وإنما تركز على العمل في المتفق عليه وتجعل من أولوياتها  جمع الكلمة  ووحدة الصف حتى بالتغاضي عن ما هو أولى فكرًا وفقهاً وقدراً.
4 – إن اعتماد المصادر المالية للرابطة على المانحين الأجانب قد يعطيها دفعة إلى الأمام وزخما في البدايات لكنه قد يحمل عوامل فنائها إذا اعتمدت عليه فكم من  الدعم يتدفق لميلاد كيان إسلامي ثمً يخنق بتوقف الداعم ولهذا يلزم الاحتياط اللازم لاستمرار عمل الرابطة بالاجتهاد في إيجاد مصادر مالية خاصة علما أن الشعارات الإسلامية عندما تظهر تجد تعاطفا من  قبل الجمهور ومن قبل المانحين  لمقاصد صالحة ومن قبل الأعداء كذلك  لمقاصد ماكرة .. لكن سقوط أصحاب الشعارات في الفشل بسبب سوء إدارتهم لكيانهم   أو استسلامهم لهوى  الداعمين أو عجزهم في تجاوز خلافاتهم  أو انخداعهم بسخاء الداعم العدو المستدرج  … إن هذا السقوط يصبح مذمة تاريخية تتوارثها الأجيال تلحق بالعلماء الشرعيين العار الخالد ويثبط الناس من مؤازرة أي شعار إسلامي يرفع لاحقاً.فعلى رابطة علماء أرتريا الوليدة أن تكون على مستوى التحدي  لأن مهمتها عظيمة ونبيلة وأن عقبات الطريق أمامها كبيرة وكؤد وإن الفقر بلاء قد يذهب بصاحبه إلى طائفة المسيح الدجال  حيث الماء العذب والرزق الدار ، والأرض الخضراء ..فالحذر الحذر يا عباد الله وسددوا وقاربوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
 هذا ما أردت إيراده تعبيرا عن وجهة نظري تجاه فعاليات رابطة علماء أرتريا التي حضرتها وشاهدتها وأعجبت بها ورضيت عنها  نسال الله ان يأخذ بيدها إلى الهدى والرشاد وأن يثبت روادها على طريق الحق ويعصمها من عوارض الدهر وعاديات البلاء

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=38157

نشرت بواسطة في نوفمبر 22 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010